تعد مساعدة الطفل على تقديره لذاته والثقة بنفسه من أهم مبادئ التربية الإيجابية، ونحن نمارس هذه المبادئ عفوياً مع أبنائنا دون أن نفكر في ذلك، سواء عن طريق مديحهم على عمل جيد قاموا به، أو من خلال توبيخهم لتجاوزهم الخطوط الحمراء في الآداب.
يُعرّف تقدير الذات بأنه مجموع الأفكار الإيجابية التي يؤمن بها الشخص عن نفسه، كأن يشعر بالرضا والطمأنينة، والقدرة على النجاح والإنجاز، والإحساس الداخلي بالكفاءة والجدارة، وسنقدم في هذا المقال مجموعة من الطرق التي يمكننا من خلالها مساعدة أبنائنا - سواء كانوا أطفال أو مراهقين - على تقدير ذواتهم.
اقــرأ أيضاً
* كن كريما في ثنائك
لا تثنِ على طفلك لمجرد أنه قام بإنجازٍ ما، وإنما اشكره على جهده، حتى لو فشل في الوصول إلى النتيجة المطلوبة، وبالإضافة إلى ذلك، دعونا نشجع الأطفال على الشعور بالفخر بأنفسهم. يجب أن ينبع الإحساس بالفخر من الداخل، وليس استجابة لاستحسان الآخرين.
وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا، أن الأطفال الذين يتلقون الثناء والمديح لأنهم أذكياء لم يكن لديهم الدافع بالدرجة نفسها لأولئك الذين تلقوا الثناء على عملهم الدؤوب. إذ يُمكن أن يتسبب تقديم المكافأة بناءً على الموهبة وليس على المجهود، في إعطاء الأطفال انطباعاً بأن عملية التعلم قد انتهت، إذ إن العمل الجاد في دراسة الرياضيات عملية مستمرة، بينما أن يكون الطفل جيداً في الرياضيات هو شيء منته.
قد يشعر المراهقون الذين يعانون من تدني تقدير الذات بأنهم غير قادرين على قبول الثناء، وهنا علينا بتجميل الإطراء بشكلٍ مغرٍ، لكن لا تبالغ بالثناء لدرجة يشعر بأنك غير صادق.
الأبناء لديهم رادار داخلي يخبرهم عندما يحاول الأم أو الأب جعلهم يشعرون بالرضا، فقد يكون لذلك تأثير عكسي.
اقــرأ أيضاً
* قدم لهم النقد البناء عند الضرورة
تجنب أن يكون نقدك للأبناء بطريقة مؤلمة أو مهينة، ومثلاً بدلاً من قول: "كيف حدث أن أخطأت في اختبار الكيمياء؟"، قل: "لقد حصلت على جواب تقريبي. لكن مع القليل من الدراسة الإضافية، أنا متأكد أنك ستجيب بشكل أفضل في المرة القادمة".
هنا سيشعر الابن أنه لم يبذل من الجهد ما يكفي في الدراسة، وأن عليه مضاعفة الجهد في المرة القادمة ليس من أجل أن يرضيك فقط، وإنما من أجل أن يستعيد ثقته بنفسه بأنه قادر على المضي في طريق النجاح.
* استشر أبناءك
لا تنتقص من قدر رأي أبنائك المراهقين، بل اجعلهم يشاركون في القرارات العائلية اليومية وتنفيذ بعض اقتراحاتهم، وخذ رأيهم مثلاً في الخزانة الجديدة التي تفكر أن تضعها في غرفة المعيشة، وأنتم تتناولون طعام الغداء، ولا شيء أحب إلى نفس المراهقين من معاملتهم على أنهم بالغين، ويمكن إطراؤهم في أي وقت تدعوهم فيه إلى عالم الكبار.
اقــرأ أيضاً
* شجع الأبناء على صقل اهتماماتهم ومواهبهم
لابد أن كل طفل يتميز بشيء ما، فالجميع يحتاجون للتفوق بشيء ما.. لذلك دع طفلك يتبع شغفه مهما كان تافهاً بالنسبة لك أو بالنسبة لمن يحيطون به، وأذكر عندما كان ابني في الثانية من عمره لفت انتباهه عالم الديناصورات، وبدأ يهتم بهذه المخلوقات الغربية بالنسبة لأقرانه، وبدأت أنا ووالدته بتشجيعه على هذا الاهتمام، فصرنا نشتري له ألعاب وكتب وأفلام كرتون عن الديناصورات، وحتى أننا أخذناه لحديقة أقيمت حديثاً في ضواحي المدينة تتضمن مجسمات عملاقة عن الديناصورات، اليوم أصبح عمر ابني ثلاث عشرة سنة، فهو يتابع وحده كل جديد في هذا المجال، حتى أنه اختاره مجالا لتخصصه المهني والعلمي في المستقبل، ويعتبر نفسه مميزاً جداً بين أصحابه، فقد بادر في إحدى المرات وشكل فريق كشافة من أبناء الحيّ، وذهب مع الفريق ليعرفهم كيف يستخرجوا الأحافير والمستحاثات من الأتربة في الحديقة المجاورة للمنزل. كانت تجربة بسيطة لكنها ممتعة جداً بالنسبة له، وقد شجعته كثيراً على هذه الروح القيادية والبحثية.
طبعاً لم يمتنع ابني عن لعب الرياضة أو اللعب ببقية الألعاب التي يحبها غيره من الأطفال، لكنه كان يشعر بالرضا والتقدير لذاته، وحتى الطمأنينة إلى هدفه من الحياة. لذلك عندما سألني: كيف يصبح عالم ديناصورات؟، قلت له: عليك الاهتمام بالعلوم والرياضيات واللغة الإنكليزية بشكل كبير، ولا تدع اهتمامك بما تحب يشغلك عن تحصيلك الدراسي فهو مهم أيضاً.
لا يرغب الأطفال بالشعور بالتقدير لذواتهم من قبل أهليهم فقط، وإنما من قبل المجتمع الكبير الذي ينتمون إليه. ويمكننا مساعدتهم في ذلك بأن نجعلهم يشاركون في أعمال تطوعية لخدمة المجتمع، عندها سيتلقون ردود فعل إيجابية تجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم.
في الختام؛ يجب أن نعلم أن تزويد الأبناء بتقديرهم لذواتهم يعد بمثابة حاجزٍ واقٍ لهم من الهزيمة، ويمكّنهم من تطوير المرونة النفسية تجاه ما يصادفهم من فشل؛ فالأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من تقدير الذات بعد تعرضهم للفشل لديهم مرونة أكثر مما يفعل أولئك الذين يتمتعون بمستوى منخفض من تقدير الذات.
المصادر:
Ways To Build Your Teenager’s Self-Esteem
When do children show evidence of self-esteem? Earlier than you might think
يُعرّف تقدير الذات بأنه مجموع الأفكار الإيجابية التي يؤمن بها الشخص عن نفسه، كأن يشعر بالرضا والطمأنينة، والقدرة على النجاح والإنجاز، والإحساس الداخلي بالكفاءة والجدارة، وسنقدم في هذا المقال مجموعة من الطرق التي يمكننا من خلالها مساعدة أبنائنا - سواء كانوا أطفال أو مراهقين - على تقدير ذواتهم.
* كن كريما في ثنائك
لا تثنِ على طفلك لمجرد أنه قام بإنجازٍ ما، وإنما اشكره على جهده، حتى لو فشل في الوصول إلى النتيجة المطلوبة، وبالإضافة إلى ذلك، دعونا نشجع الأطفال على الشعور بالفخر بأنفسهم. يجب أن ينبع الإحساس بالفخر من الداخل، وليس استجابة لاستحسان الآخرين.
وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا، أن الأطفال الذين يتلقون الثناء والمديح لأنهم أذكياء لم يكن لديهم الدافع بالدرجة نفسها لأولئك الذين تلقوا الثناء على عملهم الدؤوب. إذ يُمكن أن يتسبب تقديم المكافأة بناءً على الموهبة وليس على المجهود، في إعطاء الأطفال انطباعاً بأن عملية التعلم قد انتهت، إذ إن العمل الجاد في دراسة الرياضيات عملية مستمرة، بينما أن يكون الطفل جيداً في الرياضيات هو شيء منته.
قد يشعر المراهقون الذين يعانون من تدني تقدير الذات بأنهم غير قادرين على قبول الثناء، وهنا علينا بتجميل الإطراء بشكلٍ مغرٍ، لكن لا تبالغ بالثناء لدرجة يشعر بأنك غير صادق.
الأبناء لديهم رادار داخلي يخبرهم عندما يحاول الأم أو الأب جعلهم يشعرون بالرضا، فقد يكون لذلك تأثير عكسي.
* قدم لهم النقد البناء عند الضرورة
تجنب أن يكون نقدك للأبناء بطريقة مؤلمة أو مهينة، ومثلاً بدلاً من قول: "كيف حدث أن أخطأت في اختبار الكيمياء؟"، قل: "لقد حصلت على جواب تقريبي. لكن مع القليل من الدراسة الإضافية، أنا متأكد أنك ستجيب بشكل أفضل في المرة القادمة".
هنا سيشعر الابن أنه لم يبذل من الجهد ما يكفي في الدراسة، وأن عليه مضاعفة الجهد في المرة القادمة ليس من أجل أن يرضيك فقط، وإنما من أجل أن يستعيد ثقته بنفسه بأنه قادر على المضي في طريق النجاح.
* استشر أبناءك
لا تنتقص من قدر رأي أبنائك المراهقين، بل اجعلهم يشاركون في القرارات العائلية اليومية وتنفيذ بعض اقتراحاتهم، وخذ رأيهم مثلاً في الخزانة الجديدة التي تفكر أن تضعها في غرفة المعيشة، وأنتم تتناولون طعام الغداء، ولا شيء أحب إلى نفس المراهقين من معاملتهم على أنهم بالغين، ويمكن إطراؤهم في أي وقت تدعوهم فيه إلى عالم الكبار.
* شجع الأبناء على صقل اهتماماتهم ومواهبهم
لابد أن كل طفل يتميز بشيء ما، فالجميع يحتاجون للتفوق بشيء ما.. لذلك دع طفلك يتبع شغفه مهما كان تافهاً بالنسبة لك أو بالنسبة لمن يحيطون به، وأذكر عندما كان ابني في الثانية من عمره لفت انتباهه عالم الديناصورات، وبدأ يهتم بهذه المخلوقات الغربية بالنسبة لأقرانه، وبدأت أنا ووالدته بتشجيعه على هذا الاهتمام، فصرنا نشتري له ألعاب وكتب وأفلام كرتون عن الديناصورات، وحتى أننا أخذناه لحديقة أقيمت حديثاً في ضواحي المدينة تتضمن مجسمات عملاقة عن الديناصورات، اليوم أصبح عمر ابني ثلاث عشرة سنة، فهو يتابع وحده كل جديد في هذا المجال، حتى أنه اختاره مجالا لتخصصه المهني والعلمي في المستقبل، ويعتبر نفسه مميزاً جداً بين أصحابه، فقد بادر في إحدى المرات وشكل فريق كشافة من أبناء الحيّ، وذهب مع الفريق ليعرفهم كيف يستخرجوا الأحافير والمستحاثات من الأتربة في الحديقة المجاورة للمنزل. كانت تجربة بسيطة لكنها ممتعة جداً بالنسبة له، وقد شجعته كثيراً على هذه الروح القيادية والبحثية.
طبعاً لم يمتنع ابني عن لعب الرياضة أو اللعب ببقية الألعاب التي يحبها غيره من الأطفال، لكنه كان يشعر بالرضا والتقدير لذاته، وحتى الطمأنينة إلى هدفه من الحياة. لذلك عندما سألني: كيف يصبح عالم ديناصورات؟، قلت له: عليك الاهتمام بالعلوم والرياضيات واللغة الإنكليزية بشكل كبير، ولا تدع اهتمامك بما تحب يشغلك عن تحصيلك الدراسي فهو مهم أيضاً.
لا يرغب الأطفال بالشعور بالتقدير لذواتهم من قبل أهليهم فقط، وإنما من قبل المجتمع الكبير الذي ينتمون إليه. ويمكننا مساعدتهم في ذلك بأن نجعلهم يشاركون في أعمال تطوعية لخدمة المجتمع، عندها سيتلقون ردود فعل إيجابية تجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم.
في الختام؛ يجب أن نعلم أن تزويد الأبناء بتقديرهم لذواتهم يعد بمثابة حاجزٍ واقٍ لهم من الهزيمة، ويمكّنهم من تطوير المرونة النفسية تجاه ما يصادفهم من فشل؛ فالأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من تقدير الذات بعد تعرضهم للفشل لديهم مرونة أكثر مما يفعل أولئك الذين يتمتعون بمستوى منخفض من تقدير الذات.
المصادر:
Ways To Build Your Teenager’s Self-Esteem
When do children show evidence of self-esteem? Earlier than you might think