يزداد عدد الأطفال بعمر تحت 10 سنوات الذين يعانون من القلق، ورغم ذلك فمعظمهم لا يحصلون على المساعدة المتخصصة والعلاج اللازم، وعلى مدى العقد الماضي زاد القلق بين الشباب 17 في المئة.
وقد تلاحظ على أطفالك بداية القلق عندما يبدأون في الانفصال عن الأم والذهاب للحضانة، ولكن هذا القلق يستمر مع الأطفال حتى سنوات المراهقة، ويؤثر على نومهم وأكلهم وحالتهم العاطفية وصحتهم البدنية، ويمكن أن يعانوا من مشكلات واضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي، أو الصداع والأرق، أو توترات مرتفعة في المزاج والبكاء بانتظام، أو يكافحون مع احترام الذات.
وفقا لتقرير صدر أخيرا عن معهد Child Mind Institute، فإن القلق يؤثر على 30 في المائة من الأطفال والمراهقين في مرحلة ما من حياتهم، وأفاد المعهد بزيادة قدرها 17 في المائة في القلق بين الشباب على مدى السنوات العشر الماضية.
وقالت طبيبة الأطفال بمستشفى سياتل كورا كوليت برونر: "المراهقة مرهقة بشكل عام، وأصبحت أكثر إرهاقاً بالنسبة لجيل هذه الأيام؛ حيث إنه أصبح بإمكانهم الإطلاع على رأي أقرانهم فيهم على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، ما يجعلها معركة حقيقية لمعظم أطفال ومراهقي اليوم".
* قلق الأطفال.. مشكلة شائعة لا يتم معالجتها
العلاج متوفر ويمكن أن يكون فعالاً، لكن تقرير معهد صحة الأطفال وجد أن 80 بالمائة من الأطفال لا يحصلون على المساعدة، لأسباب متعددة، ومنها قلة عدد المتخصصين، وأيضاً لأن الأطفال عادة لا يخبرون والديهم بما يعانون منه، وبذلك فإن الأهل لا يعرفون أن أطفالهم يكافحون عدوا شرسا كالقلق.
* كيف يبدو قلق الطفولة؟ علامات وأعراض
قالت سوزان مكلاناهان، الدكتورة والمؤسسة والمديرة الإكلينيكية لمراكز Insuty Behavioral Health، إن الآباء قد يفوتون بعض العلامات ببساطة بسبب مستوى التشتيت الذي نعيشه يومياً، فكلنا مشغولون، وأبناؤنا يشاركون في أنشطة متعددة، وينشغلون بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في سن مبكرة جدًا.
وهذه قائمة من الأعراض التي يجب على الآباء البحث عنها.. لأنها قد تعني إصابة أطفالهم بالقلق، وتشمل:
1. الصداع.
2. المعدة.
3. ضيق جسدي (عندما لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به).
4. لا يريدون الذهاب إلى المدرسة.
5. التحدث كثيرًا عن أنهم لا يشعرون بأنهم جيدون.
6. الانسحاب من الفرص الاجتماعية.
7. اضطراب النوم.
8. المخاوف المفرطة.
9. قلق مفرط.
10. أرق.
11. يقظة مفرطة.
12. الخوف الدائم من أن يكون هناك خطأ ما.
13. قلق الأداء.
* خيارات العلاج
علاج هؤلاء المرضى غالباً ما ينطوي على التعرض للمثير الذي يسبب القلق، حيث يعمل المعالج لمساعدة المرضى على مواجهة هذه المشاكل، وعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من القلق عند الذهاب للمدرسة، فإن العلاج بالتعرض يتضمن السير مع الطفل حتى الوصول إلى مكان قريب من المدرسة في الجلسة الأولى، وفي الجلسة الثالية يمكن الوصول إلى سلم المدرسة الخارجي، وفي اليوم الثالث الدخول للمبنى، وهكذا جلسة وراء جلسة، حتى يستطيع الطفل الوصول للفصل، وهذا لا يجعل مخاوف الطفل تزول تماماً، ولكنه يتعلم أنه يستطيع التأقلم.
عندما يلاحظ الآباء أن أطفالهم مصابون بالقلق أو مصابون بأعراض مقلقة، ومن ثم يلجأون للمتخصص، ويتم بدء العلاج مبكراً، فإن العلاج يكون أكثر فعالية ويؤثي ثماره بسرعة.
وهذه هي المساعدة الأولى التي يمكنك تقديمها لأطفالك، والمساعدة الثانية هي أن تساعدهم في التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها.. فقط التعرف على هذه المشاعر بدلاً من محاولة حمايتهم منها.. فلا نسمح لهم مثلاً بالبكاء، ولا نعلمهم مهارات تهدئة أنفسهم.
* القلق في الفصل والمدرسة
توجد العديد من مسببات القلق في المدرسة، وجزء كبير من مشاكل الطلاب يعود للحاجة المتزايدة للكمال، ما يجعلهم يخشون من محاولة أشياء جديدة خوفا من عدم الحصول على مستوى الكمال الذي يرغبون به، وعادة ما يعاني هؤلاء الطلبة من انخفاض احترامهم لذاتهم، وهم يعتقدون أنهم "طلاب في منتهى السوء"، ولا يفعلون ما عليهم من واجبات، وأنهم غير جيدين بما فيه الكفاية، ورغم أنه لا توجد أسباب لهذا، لكن لديهم هذا الصوت الثابت في رؤوسهم الذي يخبرهم بأنهم غير كفوئين.
* ما يمكن للوالدين القيام به
عادة ما يكون الآباء هم أكبر عائق أمام حصول أطفالهم على المساعدة خوفاً من وصمة العار الملحقة بمشكلات الصحة النفسية، ولو حصل الأطفال على المساعدة المتخصصة فإنهم سيستفيدون بشكل كبير، ومع ذلك، فهم لا يحصلون على المساعدة بسبب خوف وتردد والديهم.
إذا كنت تشك بأن ابنك يعاني من القلق فيمكنك أن تبدأ بزيارة طبيب الأطفال، والذي يمكن أن يحيله للمتخصص النفسي، والذي قد يساعد الطفل من خلال تطوير مهارات جديدة مفيدة تمكنه من أن يمارسها بمساعدة والديه، والمساعدة على الروتين تساعد الأطفال القلقين.
المصادر:
Children with Anxiety
Helping Kids with Anxiety: Strategies to Help Anxious Children