الاكتئاب هو اضطراب معقّد يحل بثقله على كافة أعضاء الجسم، بما في ذلك الجهاز المناعي، وقد صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه السبب الرئيس للإعاقة في جميع أنحاء العالم، ويصل عدد ضحاياه إلى أكثر من 300 مليون شخص من كل الشرائح العمرية، ويضرب الاكتئاب معشر النساء أكثر من الرجال، ويدفع الاكتئاب في أسوأ حالاته إلى الانتحار.
ما زال الاكتئاب عصياً على الفهم من قبل معشر العلماء والأطباء، إذ لا يوجد، حتى كتابة هذه السطور، سبب واحد معروف، وهناك من يقول بأنه ينتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية.
وجهت دراسات نشرت في السنوات القليلة الماضية أصابع الاتهام إلى النظام الغذائي النباتي بأنه الشرارة التي تقدح زناد الإصابة بالاكتئاب، خاصة النظام الذي يعتمد على استهلاك الخضار فقط من دون أسماك ولا بيض ولا أجبان ولا ألبان.. فما هي الحكاية؟
ـ وجدت دراسة بريطانية أشرف عليها باحثون من جامعة بريستول شملت ما يقارب 10 آلاف زوج لنساء حوامل تم وضعهم على مقياس إدنبره للاكتئاب ما بعد الولادة، أن 7% من النباتيين يعانون من اكتئاب شديد، في حين كانت النسبة لدى غير النباتيين هي 4%.
ـ أشار مقال سابق نشر في جريدة البيولوجيا العصبية النفسية إلى أن معدل الاضطرابات العاطفية الموسمية هو 4 مرات أكثر بين النباتيين الفنلنديين، و3 مرات أكثر وسط النباتيين الهولنديين بالمقارنة بأقرانهم من متناولي اللحوم.
ـ أشارت دراسة نمساوية أعلن عنها في عام 2014 شملت عدة مجموعات اختلفت في نظامها الغذائي، واحدة اعتمد أفرادها نظاما غذائيا يضم الخضار حصراً، وثانية أكل أفرادها كثيراً من اللحم، وثالثة أكل أعضاؤها اللحم والخضار بكميات قليلة، أما المجموعة الرابعة والأخيرة فقد اعتمدت القليل من اللحم والكثير من الخضار، إلى أن النتائج جاءت ناطقة، إذ كشفت أن الأمراض العقلية مثل القلق والاكتئاب كانت أعلى بمرتين عند مجموعة النباتيين مقارنة بالمجموعات الأخرى التي خضعت للدراسة.
ـ أظهرت دراسة شملت 140 امرأة أن احتمالات الإصابة بالاكتئاب بلغت الضعف عند اللواتي استهلكن كمية من اللحم أقل من الكمية الموصى بها أسبوعيا.
ـ أشارت دراسة ألمانية على أكثر من 14 ألف امرأة شابة إلى أن نسبة الاكتئاب في الأشهر 12 التي سبقت الدراسة وصلت إلى 30% عند النباتيات وأشباه النباتيات مقابل 20% من غير النباتيات.
ـ قام باحثون من كلية وليام وماري في ولاية فرجينيا الأميركية بإخضاع 6422 طالباً جامعياً على مركز مقياس الاكتئاب الوبائي، وسجل النباتيون نسباً أعلى على هذا المقياس مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا اللحوم والخضار.
ـ في دراسة قام بها باحثون من جامعة ولاية أريزونا الأميركية عام 2010 تم نشرها في مجلة التغذية السريرية، لوحظ أن النباتيين من جماعات الأدفنتنست الدينية، يعانون من الاكتئاب بنسبة أقل من آكلي اللحوم.
ـ خلصت دراسة أميركية نشرت في عام 2012 في مجلة الشهية تم فيها اختبار الصحة العقلية لأشخاص نباتيين وأشباه النباتيين وآكلي اللحوم، إلى عدم تسجيل فروقات واضحة في التعرض إلى الاكتئاب بين أولئك الأشخاص.
ـ كشفت تحريات أجراها باحثون من جامعة بينيديكتين على 620 شخصاً تم اختيارهم على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالأنظمة الغذائية، أنها لم تجد فروقات لها علاقة بالاكتئاب بين النباتيين وأشباه النباتيين، وفي المقابل، لوحظ أن نسبة التوتر والضغوط النفسية كانت أعلى بين آكلي اللحوم مقارنة بالنباتيين.
اختصاصية التغذية ليز ويناندي، التي تعمل في المركز الطبي لجامعة أهايو، دعت إلى أخذ بعض الحذر بخصوص تفسير نتائج هذه الدراسة لأنها تقوم على الملاحظة، ومن هنا ضرورة القيام بمزيد من البحث.
هناك دراسات تشير الى أن معدلات الإصابة بالاكتئاب هي أعلى عند النباتيين مقارنة بآكلي اللحوم، وفي المقابل، تفيد دراسات أخرى الى نتائج عكسية.
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل الريجيم النباتي هو السبب الذي يعرض لخطر التعرض الى الاكتئاب؟ أم أن الاكتئاب هو الذي يدفع أصحابه إلى اتباع نظام غذائي نباتي على أمل تحسين حالتهم المزاجية؟
من يدري، قد يكون الرابط الذي يجمع بين الحمية النباتية والاكتئاب هو سبب آخر لم يتطرق إليه الباحثون؟ واقترح بعض الباحثين أن نقصا في مستويات بعض المواد لدى النباتيين مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3، فيتامين B12، حامض الفوليك، الحديد، الزنك، ربما يساهم في اندلاع الإصابة الاكتئاب، إلا أن هذا الاقتراح يبقى مجرد حبر على ورق لأن الباحثين لم يقيسوا العناصر المشار إليها أعلاه من أجل التأكد من نقصها، ومن هنا، فلا أحد يعلم بالضبط ماهية العلاقة بين الريجيم النباتي والاكتئاب، فالرابط بينهما لا يعني السببية، لهذا لا بد من عمل مزيد من الدراسات والبحوث لاستخلاص النتائج الملموسة.
ما زال الاكتئاب عصياً على الفهم من قبل معشر العلماء والأطباء، إذ لا يوجد، حتى كتابة هذه السطور، سبب واحد معروف، وهناك من يقول بأنه ينتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية.
وجهت دراسات نشرت في السنوات القليلة الماضية أصابع الاتهام إلى النظام الغذائي النباتي بأنه الشرارة التي تقدح زناد الإصابة بالاكتئاب، خاصة النظام الذي يعتمد على استهلاك الخضار فقط من دون أسماك ولا بيض ولا أجبان ولا ألبان.. فما هي الحكاية؟
* دراسات تثبت العلاقة بين الرجيم النباتي والاكتئاب
ـ في دراسة قام بها الباحثون الفرنسيون عام 2018 شملت 90 ألف شخص بالغ من آكلي اللحوم والنباتيين وأشباه النباتيين الذين يأكلون الأسماك، وجد القائمون عليها أن الأشخاص الذي يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً هم أكثر عرضة لشبح الإصابة بالاكتئاب.ـ وجدت دراسة بريطانية أشرف عليها باحثون من جامعة بريستول شملت ما يقارب 10 آلاف زوج لنساء حوامل تم وضعهم على مقياس إدنبره للاكتئاب ما بعد الولادة، أن 7% من النباتيين يعانون من اكتئاب شديد، في حين كانت النسبة لدى غير النباتيين هي 4%.
ـ أشار مقال سابق نشر في جريدة البيولوجيا العصبية النفسية إلى أن معدل الاضطرابات العاطفية الموسمية هو 4 مرات أكثر بين النباتيين الفنلنديين، و3 مرات أكثر وسط النباتيين الهولنديين بالمقارنة بأقرانهم من متناولي اللحوم.
ـ أشارت دراسة نمساوية أعلن عنها في عام 2014 شملت عدة مجموعات اختلفت في نظامها الغذائي، واحدة اعتمد أفرادها نظاما غذائيا يضم الخضار حصراً، وثانية أكل أفرادها كثيراً من اللحم، وثالثة أكل أعضاؤها اللحم والخضار بكميات قليلة، أما المجموعة الرابعة والأخيرة فقد اعتمدت القليل من اللحم والكثير من الخضار، إلى أن النتائج جاءت ناطقة، إذ كشفت أن الأمراض العقلية مثل القلق والاكتئاب كانت أعلى بمرتين عند مجموعة النباتيين مقارنة بالمجموعات الأخرى التي خضعت للدراسة.
ـ أظهرت دراسة شملت 140 امرأة أن احتمالات الإصابة بالاكتئاب بلغت الضعف عند اللواتي استهلكن كمية من اللحم أقل من الكمية الموصى بها أسبوعيا.
ـ أشارت دراسة ألمانية على أكثر من 14 ألف امرأة شابة إلى أن نسبة الاكتئاب في الأشهر 12 التي سبقت الدراسة وصلت إلى 30% عند النباتيات وأشباه النباتيات مقابل 20% من غير النباتيات.
ـ قام باحثون من كلية وليام وماري في ولاية فرجينيا الأميركية بإخضاع 6422 طالباً جامعياً على مركز مقياس الاكتئاب الوبائي، وسجل النباتيون نسباً أعلى على هذا المقياس مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا اللحوم والخضار.
* دراسات تنفي العلاقة بين النظام النباتي والاكتئاب
إن الدراسات المشار إليها أعلاه، إضافة إلى دراسات أخرى، أشارت الى أن النباتيين يعانون من الاكتئاب بنسبة أعلى من أقرانهم آكلي اللحوم والخضار، غير أن هناك دراسات جاءت بنتائج مناقضة لما ورد أعلاه:ـ في دراسة قام بها باحثون من جامعة ولاية أريزونا الأميركية عام 2010 تم نشرها في مجلة التغذية السريرية، لوحظ أن النباتيين من جماعات الأدفنتنست الدينية، يعانون من الاكتئاب بنسبة أقل من آكلي اللحوم.
ـ خلصت دراسة أميركية نشرت في عام 2012 في مجلة الشهية تم فيها اختبار الصحة العقلية لأشخاص نباتيين وأشباه النباتيين وآكلي اللحوم، إلى عدم تسجيل فروقات واضحة في التعرض إلى الاكتئاب بين أولئك الأشخاص.
ـ كشفت تحريات أجراها باحثون من جامعة بينيديكتين على 620 شخصاً تم اختيارهم على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالأنظمة الغذائية، أنها لم تجد فروقات لها علاقة بالاكتئاب بين النباتيين وأشباه النباتيين، وفي المقابل، لوحظ أن نسبة التوتر والضغوط النفسية كانت أعلى بين آكلي اللحوم مقارنة بالنباتيين.
* هل من سلبيات أخرى للنظام الغذائي النباتي غير الاكتئاب؟
لا شك في أن للنظام الغذائي النباتي فوائد صحية موثقة، خاصة في ما يتعلّق بالصحة القلبية وداء السكري والسمنة والضغط الشرياني وغيرها، ولكن اعتماد هذا النظام قد لا يخلو من سلبيات أخرى غير الاكتئاب تضم:ـ خطر السكتة الدماغية
تابع باحثون بريطانيون أكثر من 48 ألف شخص من الرجال والنساء ليست لديهم سوابق إصابة بأمراض قلبية أو سكتات دماغية. أتت النتائج لتقول بأن النباتيين كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 13% مقارنة بآكلي اللحوم، ولكنهم، أي النباتيين، سجلوا نسبة أعلى للإصابة بالسكتات الدماغية فاقت 20%.اختصاصية التغذية ليز ويناندي، التي تعمل في المركز الطبي لجامعة أهايو، دعت إلى أخذ بعض الحذر بخصوص تفسير نتائج هذه الدراسة لأنها تقوم على الملاحظة، ومن هنا ضرورة القيام بمزيد من البحث.
ـ نقص الكولين
الكولين هي مادة مهمة جداً لصحة الدماغ والوظائف الأخرى، وهي توجد فقط في المصادر الحيوانية كاللحوم والدواجن، والجسم غير قادر على صنعها، من هنا أهمية تأمينها للحفاظ على صحة الدماغ. وبما أن الحمية النباتية الصارمة تفتقر إلى الكولين فإن متبعي هذا الريجيم يعرضون صحة أدمغتهم للضرر. ينصح الاختصاصيون في التغذية بأكل البيض عدة مرات في الأسبوع من أجل التزود بمادة الكولين، أو بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي عليه.ـ تساقط الشعر
إن التخلي عن اللحوم يعرض النباتيين إلى نقص في المواد البروتينية التي تشكل وحدات البناء والإصلاح الأساسية لكل أنسجة الجسم بما فيها الشعر، ومن هنا خطر التعرض لتساقط الشعر. أيضا، إن النظام النباتي يشتهر بفقره بعناصر مهمة للشعر هي فيتامين ب، والحديد، والزنك، وهي كلها عناصر في غاية الأهمية لنمو وصحة الشعر.ـ مشاكل في المزاج
هل يمكن للأنظمة الغذائية النباتية وشبه النباتية أن تفسد المزاج؟ إن نتائج الدراسات حول هذا الأمر جاءت متضاربة، بعضها خلص إلى أن غياب اللحم يحسن المزاج، في حين أن بعضها الآخر قال العكس.
* في المختصر
هناك دراسات تشير الى أن معدلات الإصابة بالاكتئاب هي أعلى عند النباتيين مقارنة بآكلي اللحوم، وفي المقابل، تفيد دراسات أخرى الى نتائج عكسية.يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل الريجيم النباتي هو السبب الذي يعرض لخطر التعرض الى الاكتئاب؟ أم أن الاكتئاب هو الذي يدفع أصحابه إلى اتباع نظام غذائي نباتي على أمل تحسين حالتهم المزاجية؟
من يدري، قد يكون الرابط الذي يجمع بين الحمية النباتية والاكتئاب هو سبب آخر لم يتطرق إليه الباحثون؟ واقترح بعض الباحثين أن نقصا في مستويات بعض المواد لدى النباتيين مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3، فيتامين B12، حامض الفوليك، الحديد، الزنك، ربما يساهم في اندلاع الإصابة الاكتئاب، إلا أن هذا الاقتراح يبقى مجرد حبر على ورق لأن الباحثين لم يقيسوا العناصر المشار إليها أعلاه من أجل التأكد من نقصها، ومن هنا، فلا أحد يعلم بالضبط ماهية العلاقة بين الريجيم النباتي والاكتئاب، فالرابط بينهما لا يعني السببية، لهذا لا بد من عمل مزيد من الدراسات والبحوث لاستخلاص النتائج الملموسة.