من الطبيعي أن يحتاج المرء إلى الدعم بعد التعرض لكارثة طبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات، ومن الضروري إيجاد النوع والمستوى الصحيح من الدعم، لأن الكوارث من هذا النوع تؤثر في الأشخاص بشكل مختلف. وهناك بعض الأمور المحددة التي يمكن أن تساعد من تعرضوا للكوارث الطبيعية في الأيام والأسابيع الأولى بعد الحادثة، ولكن تختلف طرق المساندة التي يحتاجها الأشخاص بعد مرور أشهر على الحادثة. ويمكن التحدث مع أحد المختصين النفسيين للحصول على الدعم الذي تحتاجه إن شعرت أنك بحاجة للدعم.
استجابات شائعة عند من تعرض لكارثة طبيعية
يصعب التعايش مع الكوارث الطبيعية، وتختلف استجابة الأشخاص لها، بل وتتغير الاستجابة لدى الشخص ذاته مع مرور الزمن في عديد من الحالات، فقد يبدو البعض مثلاً أنهم على ما يرام مباشرة بعد الكارثة، ولكن تغمرهم المشاعر بعد مرور بعض الوقت. من الاستجابات الطبيعة في هذه الحالات:
1. الخوف والقلق
يشعر كثيرٌ بالخوف والقلق بعد التعرض لكارثة، وينبع هذا الشعور عادة من الخوف من تكرر الحادثة مرة أخرى، والذي يسبب شعوراً بالخطر.
2. الحزن والخسارة
يعاني كثيرٌ ممن تعرضوا لكارثة طبيعية من الحزن، وتنتابهم مشاعر الخسارة، ولا توجد طريقة محددة يعبر بها الأشخاص عن حزنهم، فهو أمر يختلف التعبير عنه من شخص لآخر.
3. الأفكار السلبية
يعاني كثير ممن تعرضوا لحدث صادم من أفكار سلبية، فقد يعيدون التفكير بالحادثة مثلاً مراراً وتكراراً، وقد يجدون صعوبة في عدم التفكير بالذكريات السيئة، وهذا يؤثر في القدرة على التركيز، واتخاذ القرارات وغيرها من القدرات الذهنية.
4. الغضب
يشعر البعض بالغضب بعد التعرض لحدث صادم، فقد يصعب عليهم تقبل ما حدث، وخصوصاً أنه لا يوجد من يمكن أن نلومه على ما حدث، فيؤدي ذلك إلى المزيد من الغضب والإحباط.
5. الفراغ
قد يشعر البعض بالفراغ إذا خسر أحد المقربين في الحادثة، أو فقد ممتلكات ثمينة، أو اضطر للابتعاد عن مكان سكنه وأفراد عائلته وأصدقائه بسبب الحادثة.
6. الإنكار
لا يتعامل البعض مع مشاعرهم السلبية نهائياً بعد الحادثة، ويتصرفون كأن ما حدث ليس بالأمر الجلل، وقد يكون هذا مفيداً في بداية الأمر، ولكن قد تتراكم المشاعر السلبية المكبوتة لتضرب كلها دفعة واحدة.
7. الذنب
يشعر البعض بالذنب بعد التعرض لكارثة طبيعية، وذلك بسبب التفكير بما لم يفعلوه أو ما كان يجب أن يفعلوه، وقد ينشأ الشعور بالذنب أحياناً في حال لم يتعرض الشخص للفقد بسبب الكارثة، بينما تعرض له آخرون من حوله.
نصائح للتعايش مع الكارثة في الأيام والأسابيع الأولى
يحتاج من تعرض لكارثة طبيعية في أن يشعر بالأمان من الناحية البدنية والعاطفية في الأيام والأسابيع الأولى بعد الحادثة، ومن الأمور التي تساعد في هذه المرحلة:
- أكثِرْ من التواصل مع الآخرين، وخصوصاً الأشخاص الذين يمنحونك شعوراً بالأمان، ويهتمون بعافيتك، كأحد أفراد الأسرة أو صديق مقرب، وذلك إما وجهاً لوجه أو بالتواصل عبر الإنترنت.
- مارِسْ أنشطة تسهم في منحك شعوراً بالهدوء والراحة والطمأنينة، وحاول أن تحدد روتينًا يوميًا تلتزم به ما أمكن، وحاول العودة للأنشطة المحببة التي كنت تمارسها قبل حدوث الكارثة قدر الإمكان، مثل ممارسة الرياضة والهوايات والقراءة وغيرها.
- ابحثْ عن طرق تساعدك على إعادة البناء والتعافي، ومساعدة آخرين ممن تعرضوا للكارثة في مجتمعك، حيث يمنحك هذا جرعة من الأمل، وهو أمر ضروري لتتعافى أنت.
- حاول ألا تُعرِّض نفسك للمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تغطي الكارثة وغيرها من الأحداث السلبية التي يمر بها العالم، فهي تعزز مشاعرك السلبية.
نصائح للتعايش مع الكارثة بعد فترة من وقوعها
عديدة هي الأمور التي يمكنك القيام بها للتعايش مع الكارثة في الأسابيع والأشهر والسنوات التالية لها، نبين منها ما يلي:
- تذكر أن شعورك بالتهديد بسبب الكارثة التي مرَرْتَ بها ليس بالأمر الهين، ولكنه أمر خارج عن إرادتك لا يمكنك السيطرة عليه.
- تحلَّ بالصبر في تعاملك مع نفسك، ولا تتوقع أن تتحسن مشاعرك وتتقبل ما حدث بسرعة بعد الحادثة، واعلم أن الأمر قد يحتاج عدة أشهر، ومن الطبيعي أن تشعر في هذه الفترة أنك بحاجة لمن يُشعرك بالأمان.
- ابدأ عملية التعافي والتعايش مع الكارثة بخطوات صغيرة، كأن تمارس أعمالك اليومية المعتادة، مثل العودة إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة، أو ممارسة الهوايات، واعلم أنك لست مضطراً لاتخاذ خطوات كبيرة كي تصل إلى التعافي النفسي والعاطفي.
- انتبه للمحفزات التي يمكن أن تعيد لذاكرتك الأحداث الصادمة التي حدثت معك، وقد يشمل ذلك أصواتًا أو روائحَ أو مشاهدَ معينة.
- تعلم تقنيات تساعد على الاسترخاء مثل تمارين التنفس، والتي تشتمل على إيجاد مكان هادئ، وإغلاق عينيك والتنفس ببطء، وحاول أن تركز على تنفسك بأن تعد أنفاسك مثلاً.
- تساعد الراحة أيضاً على منحك شعوراً بالطمأنينة والهدوء، لذا خذ إجازة من عملك أو مدرستك إن شعرت بالحاجة لذلك، ولكن احرص أن تُعْلِمَ من حولك أنك تخطط لهذا الأمر.
- حافظ على تواصلك الإيجابي مع الآخرين من حولك، واقض وقتك مع أشخاص يشعرونك بالراحة.
- تجنب الأنشطة الخطرة وغير الآمنة، وتجنب القيام بأي نوع من أنواع المخاطرة.
- احرص على الحفاظ على أسلوب حياة صحي من خلال تناول أطعمة صحية، وممارسة الرياضة، والحصول على القدر الكافي من النوم.
- راجع مختصًا نفسيًا ليساعدك على التعايش مع ما تمر به من مشاعر إن شعرت بالحاجة لذلك في أي وقت.
المصدر:
https://headspace.org.au/explore-topics/for-young-people/natural-disasters/