- من أكثر علاجات الاكتئاب استخدامًا الأدوية المضادة للاكتئاب. غالبًا ما تكون مخصصة للاستخدام على المدى القصير.
- على الرغم من أن مضادات الاكتئاب لها بعض الفوائد لبعض الأفراد، إلا أن تأثيرها على الجودة الشاملة للحياة على المدى الطويل غير مفهوم تمامًا.
- تشير دراسة جديدة إلى أن استخدام مضادات الاكتئاب قد لا يحسن نوعية الحياة العامة للأشخاص المصابين بالاكتئاب.
الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يؤثر على شعور الناس وعملهم. مضادات الاكتئاب هي أدوية يصفها الأطباء غالبًا لعلاج الاكتئاب وتحسين الأعراض. ومع ذلك، لا يزال الباحثون يتعلمون عن فعاليتها على المدى الطويل.
وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS One أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب والذين استخدموا مضادات الاكتئاب لفترات طويلة من الزمن لم تتحسن جودة حياتهم مقارنة بالأشخاص المصابين بالاكتئاب الذين لا يستخدمون مضادات الاكتئاب.
تثير نتائج الدراسة أسئلة حول كيفية استخدام الأدوية جنبًا إلى جنب مع طرق الرعاية الأخرى.
الأدوية المضادة للاكتئاب والاكتئاب
يلاحظ المعهد الوطني للصحة العقلية أن الاكتئاب هو اضطراب مزاجي حاد يمكن أن يؤثر على أفكار الناس ومشاعرهم وأفعالهم. يمكن أن يتداخل مع حياة الناس اليومية ويجعل من الصعب عليهم القيام بالأنشطة التي يريدون القيام بها.
يمكن للطبيب تشخيص الأشخاص المصابين بالاكتئاب إذا ظهرت عليهم أعراض محددة لمدة تزيد عن أسبوعين. تشمل بعض الأعراض الشائعة للاكتئاب ما يلي:
- الشعور بالعجز أو الذنب أو اليأس أو التشاؤم أو انعدام القيمة
- قلة الطاقة أو زيادة التعب
- أفكار انتحارية أو محاولات انتحار
- تغيرات في الشهية أو الوزن
- فقدان الاهتمام أو عدم الاستمتاع بالأنشطة أو الهوايات
- مشاكل في التركيز أو اتخاذ القرارات
يتضمن علاج الاكتئاب العديد من المكونات، لكن الدواء هو جزء رئيسي منها. مضادات الاكتئاب هي مجموعة من الأدوية، وتعمل بطرق مختلفة. على سبيل المثال، تساعد مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) على زيادة مستويات السيروتونين والإبينفرين في الدماغ.
يجب على الأشخاص المصابين بالاكتئاب تناول مضادات الاكتئاب تحت الإشراف المناسب من أطبائهم.
بشكل عام، يمكن أن تكون مضادات الاكتئاب علاجًا فعالًا للأشخاص المصابين بالاكتئاب. ومع ذلك، لا يزال الباحثون يكتشفون الفعالية الكاملة لمضادات الاكتئاب وتأثيرها على الرفاهية العامة ونوعية الحياة.
تأثير مضادات الاكتئاب على نوعية الحياة
درست الدراسة المعنية نوعية حياة مجموعتين من الأشخاص المصابين بالاكتئاب: أولئك الذين استخدموا الأدوية المضادة للاكتئاب وأولئك الذين لم يستخدموا. تشمل نوعية الحياة المتعلقة بالصحة عناصر الصحة البدنية والعقلية.
ركز المكون المادي على جوانب الصحة البدنية مثل الألم ومشاكل الصحة البدنية ومستويات الطاقة. ركز الجزء العقلي على عوامل مثل الأداء الاجتماعي والرفاهية النفسية والقيود الناتجة عن المشكلات العاطفية.
بالنسبة للدراسة، استخدم الباحثون بيانات من مسح لوحة الإنفاق الطبي (MEPS)، الذي يقيم الصحة من خلال نظام التقارير الذاتية من الأشخاص بينما يساعد الأطباء وأرباب العمل في التحقق من البيانات.
استخدم الباحثون ملفات MEPS الطبية من 2005 إلى 2015 لتحديد البالغين الذين يعانون من الاكتئاب وما إذا كانوا يستخدمون الأدوية المضادة للاكتئاب أم لا. قاموا بتحليل البيانات من المشاركين في المسح الذين لديهم متابعة لمدة عامين.
أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت نوعية الحياة كانت أفضل بمرور الوقت للمشاركين الذين استخدموا مضادات الاكتئاب. لقد وجدوا أن أولئك الذين استخدموا مضادات الاكتئاب لديهم بعض التحسن في ملخص المكون العقلي.
ومع ذلك، لم يجدوا فرقًا كبيرًا في نوعية الحياة للمشاركين الذين استخدموا مضادات الاكتئاب مقارنة بمن لم يفعلوا ذلك. تشير النتائج إلى أن مضادات الاكتئاب لا تساعد في تحسين نوعية الحياة بمرور الوقت.
دراسة القيود واستراتيجيات جديدة لتحسين النتائج
الدراسة لديها العديد من القيود. لم يتمكن الباحثون في هذه الدراسة من تحديد السبب، وكان هناك خطر حدوث ارتباك.
لم تميز بياناتهم بين الأنواع المختلفة للاكتئاب، أو شدة الاكتئاب، أو وقت تشخيص الاكتئاب. قد يتم أيضًا تضمين بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزاجية أخرى في التحليل بناءً على الأساليب المستخدمة.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن الأعداد التي جمعوها للأشخاص المصابين بالاكتئاب في الولايات المتحدة قد تكون أقل من قيمتها الحقيقية.
لا تشير الدراسة إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يجب أن يتوقفوا عن استخدام الأدوية أو أن مضادات الاكتئاب ليست عنصرًا قيمًا في علاج الاكتئاب. ومع ذلك، يحتاج الخبراء إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول آثار هذه الأدوية على نوعية الحياة على المدى الطويل.
يمكن للباحثين أيضًا استكشاف كيفية دمج استخدام استراتيجيات العلاج الأخرى في علاج الاكتئاب.
أشار مؤلف الدراسة الدكتور عمر محمد، الأستاذ المساعد للصيدلة الإكلينيكية بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية إلى ما يلي:
- "على الرغم من أننا ما زلنا لا ندعو مرضانا المصابين بالاكتئاب للتوقف عن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، إلا أن هناك حاجة إلى دراسات طويلة الأجل لتقييم التأثير الفعلي للتدخلات الدوائية وغير الدوائية على نوعية حياة هؤلاء المرضى."
- "يحتاج دور التدخلات المعرفية والسلوكية في الإدارة طويلة المدى للاكتئاب إلى مزيد من التقييم في محاولة لتحسين الهدف النهائي لرعاية هؤلاء المرضى - تحسين نوعية حياتهم بشكل عام."
لاحظ البروفيسور ستيفن سي هايز، أستاذ علم النفس بجامعة نيفادا، والذي لم يشارك في الدراسة، ما يلي:
يتناسب تحليل قاعدة البيانات الثانوية الهائل هذا بشكل كبير مع كل ما نعرفه عن العلاج الدوائي للاكتئاب: له تأثيرات ضعيفة أو حتى منعدمة على الأداء الوظيفي ونوعية الحياة، خاصة على المدى الطويل. لا يمكن لدراسة كهذه أن توضح السبب ولكنها يمكن أن تتحدى سبب استمرار الرعاية السريرية على هذا الطريق نفسه، عامًا بعد عام. وأشار إلى أنه يمكننا تركيز الجهود المستقبلية على إنشاء علاجات مناسبة للأفراد أكثر.
وأوضح كلامه بقوله: "قد يكون من المنطقي تجاهل الفروق الفردية الضخمة فيما يحتاجه الناس والاستمرار في تطبيق حلول مقاس واحد للجميع - وغالبًا ما تكون دوائية - إذا كانت النتائج رائعة أو حتى جيدة."، ولكن هذه الدراسة أظهرت أن الممارسة السريرية والبحوث بحاجة إلى التغيير، وللناس الحق في المطالبة برعاية أكثر تخصيصًا لمساعدتهم في صراعاتهم الخاصة مع الحالة المزاجية والأفكار والعيش بجدية أكبر ، وهذا يوفر حلولًا قائمة على الأدلة لا تعمل فقط، ولكن نعرف سبب قيامهم بذلك.
المصادر:
Antidepressants may not boost quality of life in the long term