دعم المصاب بالاكتئاب في سبع خطوات
يعتبر دعم الشخص المصاب بالاكتئاب خطوة حاسمة في مساعدته على تجاوز مشاعره والتعامل مع التحديات النفسية التي يواجهها، وقد يكون الاكتئاب مرضاً منهكاً يؤثر على حياة الفرد اليومية وعلاقاته بالآخرين، لذلك من الضروري أن يكون الدعم المقدم متفهماً وحساساً لاحتياجات المصاب. الهدف من تقديم الدعم ليس فقط تحسين حالته النفسية، بل أيضاً خلق بيئة آمنة يشعر فيها بالراحة والثقة للتعبير عن مشاعره.
1. تعرف على أعراض الاكتئاب
لمعرفة كيفية دعم المصاب بالاكتئاب عليك معرفة أعراضه وعلاماته، تختلف علامات الاكتئاب وأعراضه من شخص إلى آخر. وقد تتضمن ما يلي:
- الشعور بالحزن أو البكاء أو انعدام القيمة أو اليأس.
- نوبات الغضب أو التهيّج أو الإحباط ولو بسبب أشياء صغيرة.
- فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو كلها، مثل الجنس والهوايات أو الرياضة.
- الأرق أو كثرة النوم.
- التعب وفقدان الطاقة، حتى إن المهام البسيطة تستهلك طاقة إضافية.
- تغيرات في الشهية، مثل انخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن.
- القلق أو الهياج أو التململ.
- تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم.
- الشعور بانعدام القيمة أو الذنب، أو تركيز التفكير على الإخفاقات الماضية، أو لوم النفس على الأشياء غير المسؤول عنها.
- صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكر الأشياء.
- تكرار التفكير في الموت أو التفكير في الانتحار أو محاولات الإقدام عليه أو تنفيذه فعليًا.
- المشكلات البدنية غير محددة السبب، مثل ألم الظهر أو حالات الصداع.
بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب، تكون الأعراض حادةً بما يكفي لتتسبب في مشكلات ملحوظةٍ تضر بالأنشطة اليومية، مثل أنشطة العمل أو الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية أو العلاقات مع الآخرين، وأما البعض الآخر، فقد يشعرون عامة بالبؤس أو التعاسة من دون معرفة السبب. قد يظهر الاكتئاب على الأطفال والمراهقين في صورة تعكّر المزاج أو غرابة الأطوار وليس الحزن، لذا تكون البداية في دعم المصاب بالاكتئاب هو التعرف على أعراض وعلامات الاكتئاب.
2. شجّع المصاب على العلاج
لمعرفة كيفية دعم المصاب بالاكتئاب عليك أن تشجع المصاب على تلقي العلاج، لأن لأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد لا يعرفون أو لا يعترفون بأنهم يعانون منه، فقد لا يكونون على دراية بعلاماته وأعراضه، لذلك فقد يعتقدون بأن مشاعرهم طبيعية.
في كثير من الأحيان، يشعر الناس بالخجل من اكتئابهم ويعتقدون خاطئين أنه ينبغي أن يتغلبوا عليه بقوة الإرادة وحدها، ولكن الاكتئاب نادرًا ما يتحسن بدون علاج، وربما يزداد سوءًا مع مرور الوقت. وباستخدام العلاج المناسب يمكن أن يتحسن المصاب، وهذا بعض ما يمكنك فعله للمساعدة:
- تحدث إلى هذا الشخص حول ما تلاحظه عليه وسبب مخاوفك.
- وضّح له أن الاكتئاب عبارة عن حالة صحية، وليس عيبًا أو ضعفًا بالشخصية، وأنه عادة ما يتحسن باتباع العلاج.
- اقترح عليه طلب المساعدة من طبيب أو مقدم خدمات الصحة العقلية، مثل استشاري أو اختصاصي معتمد في علم النفس.
- عليك قبل دعم المصاب بالاكتئاب وعرض المساعدة عليه إعداد قائمة بالأسئلة المراد مناقشتها في الزيارة الأولية مع الطبيب أو مقدم خدمات الصحة العقلية.
- عبر عن رغبتك في المساعدة بتحديد مواعيد الزيارة ومرافقته وحضور جلسات العلاج الأسري.
- إذا كان المرض شديدًا أو يُحتمل أن يكون مهددًا للحياة (الانتحار)، فاتصل بالطبيب أو المستشفى أو الخدمات الطبية الطارئة.
3. تعرف على العلامات التحذيرية الدالة على تفاقم الاكتئاب
يواجه الجميع الاكتئاب بشكل مختلف، راقب المصاب وتعرف كيف يؤثر الاكتئاب عليه، كما ينبغي أيضًا التعرف على ما يلزم القيام به إذا تفاقمت الحالة، لمعرفة كيفية دعم المصاب بالاكتئاب تجب مراعاة الأمور الآتية:
- ما السلوكيات أو اللهجة التي تلاحظها عند تفاقم الاكتئاب؟
- ما السلوكيات أو اللهجة التي تلاحظها عندما يكون الشخص على ما يرام؟
- ما الظروف التي تحفز نوبات الاكتئاب أو تؤدي إلى تفاقمها؟
- ما الأنشطة الأكثر إفادة عند تفاقم الاكتئاب؟
يجب علاج الاكتئاب المتفاقم في أقرب وقت ممكن، شجع الشخص العزيز عليك للعمل مع الطبيب أو مقدم خدمات الصحة العقلية، للتوصل إلى خطة عما يجب القيام به عند بلوغ العلامات والأعراض نقطة معينة، وكجزء من هذه الخطة، قد يحتاج المريض إلى ما يلي:
- زيارة الطبيب للنظر في تغيير الأدوية أو تعديلها.
- زيارة معالج نفسي، مثل استشاري أو اختصاصي معتمد في علم النفس.
- اتخاذ تدابير الرعاية الذاتية، مثل الحرص على تناول وجبات صحية والحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة النشاط البدني.
4. افهم مخاطر الانتحار عند المكتئبين
تزداد مخاطر الإقدام على الانتحار لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب. إذا كان الشخص العزيز عليك مصابًا باكتئاب حاد، فكن مستعدًا لاحتمال أن يشعر بالرغبة في الانتحار عند نقطة معينة. لذا يبدأ دعم المصاب بالاكتئاب بأخذ جميع علامات السلوك الانتحاري على محمل الجد، والمبادرة بالتصرف على الفور، وذلك باتخاذ أحد الإجراءات الآتية عند الضرورة:
- أخبر الشخص المريض بمخاوفك: اسأل عما إذا كان قد فكّر في محاولة الانتحار أو خطط للقيام بذلك، كما أن وجود خطة فعلية يشير إلى ارتفاع احتمال محاولة الانتحار.
- طلب المساعدة: تواصل مع طبيب الشخص المريض أو مقدم خدمات الصحة العقلية أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية، وأخبر أفراد الأسرة الآخرين أو الأصدقاء المقربين بما يجري من أمور.
- اتصل بالخط الساخن لمكافحة الانتحار، أو اتصل بخدمات الطوارئ.
- تأكد من وجود الشخص في بيئة آمنة: تخلص من الأشياء التي يمكن استخدامها لمحاولة الانتحار إذا كان ذلك ممكنًا، على سبيل المثال، قم بإزالة أو إخفاء الأسلحة النارية وغيرها من الأسلحة والأدوية.
- اتصل برقم الطوارئ المحلي على الفور إذا كان الشخص في خطر أو يؤذي نفسه أو يقدم على الانتحار، تأكد من بقاء أحد الأشخاص مع هذا الشخص في جميع الأوقات.
5. تعرّف على العلامات التحذيرية للإقدام على الانتحار
فيما يلي أهم العلامات التحذيرية للإقدام على الانتحار لمعرفة كيفية دعم المصاب بالاكتئاب وحمايته:
- تحدُّث المصاب عن الانتحار، كالتلفظ بعبارات مثل سأقتل نفسي، أو أتمنى لو كنت ميتًا، أو أتمنى لو لم أُولد.
- حصوله على وسائل لمحاولة الانتحار، مثل شراء بندقية أو تخزين حبوب الانتحار.
- الانسحاب من مواقف الاتصال الاجتماعي والرغبة في العزلة.
- المعاناة من التقلبات المزاجية، كأن يشعر الشخص بالتفاؤل في يوم ما وبالإحباط في اليوم التالي.
- الهوس بفكرة الوفاة أو الموت أو الرعب.
- الشعور بالانحصار أو اليأس بشأن موقف ما.
- زيادة تناول الكحوليات أو المخدرات.
- تغيير الروتين العادي، بما في ذلك أنماط الأكل أو النوم.
- القيام بأشياء مضرة أو مؤذية للنفس، مثل تعاطي العقاقير أو القيادة بتهور.
- التخلص من المتعلقات أو ترتيب الشؤون عندما لا يوجد تفسير منطقي لسبب القيام بهذا الأمر.
- وداع الأشخاص كما لو أنه لن تتم رؤيتهم مجددًا.
- حدوث تغيرات في الشخصية أو فرط الإحساس بالقلق أو الغضب، خاصة عند الإصابة ببعض العلامات التحذيرية المذكورة سابقًا.
6. كيفية دعم المصاب بالاكتئاب
تذكر أن شعور شخص بالاكتئاب ليس خطأ أي شخص، ولا يمكنك علاج اكتئاب هذا الشخص، ولكن دعمك وتفهمك يمكن أن يساعداه، وما يمكنك القيام به:
- شجعه على التمسك بالعلاج: إذا كان لديك قريب أو صديق يتلقى العلاج من الاكتئاب، فساعده على تذكر تناول الأدوية الموصوفة والالتزام بمواعيد زيارة الطبيب.
- كن على استعداد للاستماع: اسمح للشخص العزيز عليك بمعرفة رغبتك في تفهم كيفية شعوره، وعندما يريد الشخص التحدث، فاستمع بعناية، ولكن تجنب إعطاء المشورة أو آراء أو إصدار الأحكام، فمجرد الاستماع والتفهم يمكن أن يكون أداة قوية للشفاء.
- قدم التعزيز الإيجابي: الشخص المصاب بالاكتئاب قد يحكم على نفسه بقسوة ولا يرى صوابًا في كل ما يقوم به، لذا ذكّر هذا الشخص العزيز عليك بصفاته الإيجابية وبأنه يعني كثيراً لك ولغيرك.
- قدم له المساعدة: قد لا يتمكن قريبك أو صديقك من مراعاة بعض المهام بشكل جيد. لذا، قدم الاقتراحات حول المهام المحددة التي أنت على استعداد للقيام بها، أو اسأل عما إذا كانت هناك مهمة معينة يمكنك تنفيذها.
- ساعد في تهيئة بيئة غير متوترة: إن إعداد روتين منتظم قد يساعد الشخص الذي يعاني من الاكتئاب على الشعور بمزيد من التحكم. اقترح القيام بإعداد جدول زمني للوجبات والأدوية والنشاط البدني والنوم، وساعده على تنظيم الأعمال المنزلية والقيام بها.
- تعرّف على أماكن الجمعيات التي تقدم الدعم: توجد العديد من المنظمات التي توفر مجموعات الدعم والمشورة وغيرها من الموارد الخاصة بدعم مرضى الاكتئاب، مثل برامج مساعدة الموظفين والعديد من المنظمات الصحية والدينية التي تقدم المساعدة بشأن المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية.
- شجع المشاركة في الطقوس الدينية إذا كان ذلك مناسبًا: بالنسبة لكثير من الناس، الإيمان هو عنصر مهم في الشفاء من الاكتئاب، سواء كان ذلك بالمشاركة في مجموعة دينية منظمة أو بمعتقدات وممارسات روحانية شخصية.
- مارسا الخطط والأنشطة معاً: اطلب منه أن يرافقك في نزهة أو مشاهدة فيلم معك أو العمل معك على هواية أو غيرها من الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقا، ولكن لا تحاول إجبار الشخص على القيام بشيء ما.
7. ما يمكنك فعله لنفسك
دعم المصاب بالاكتئاب يبدأ بالتعرف على مرض الاكتئاب، وكلما زاد مقدار فهمك لما يسبب الاكتئاب وكيف يؤثر على الناس وكيف يمكن علاجه، زادت قدرتك على التحدث مع الشخص المريض الذي يهمك ومساعدته.
انتبه لنفسك، إن دعم شخص يعاني من الاكتئاب ليس سهلاً. اطلب من الأقارب أو الأصدقاء الآخرين المساعدة، وبادر بخطوات لمنع الإصابة بالإحباط أو الإرهاق التام. خصص وقتًا للهوايات والنشاط البدني والأصدقاء والتجديد الروحاني.
نصحية من موقع صحتك
دعم المصاب بالاكتئاب يتطلب تفهماً وصبراً، ويمكن تقديم المساعدة من خلال اتباع هذه الخطوات السبع الرئيسية:
- أولاً، الاستماع الفعّال هو الأساس؛ إذ يحتاج المصاب إلى الشعور بأن هناك من يستمع إليه دون مقاطعة أو أحكام.
- ثانياً، تشجيعه على التعبير عن مشاعره، فالحديث عما يشعر به يساعد في تخفيف العبء النفسي.
- ثالثاً، يجب تقديم الدعم العاطفي من خلال التواجد معه والتأكيد على أنه ليس وحيداً في هذه المعاناة.
- رابعاً، تجنب التقليل من مشاعره أو تقديم حلول سطحية، بل يجب احترام تجربته الشخصية.
- خامساً، تشجيعه على البحث عن المساعدة المتخصصة مثل زيارة الطبيب أو المستشار النفسي لأن الدعم المهني ضروري في معظم الأحيان.
- سادساً، يمكن مساعدته في اتباع نمط حياة صحي من خلال تشجيعه على ممارسة التمارين الرياضية أو تناول غذاء متوازن، فالعناية بالجسد تساعد على تحسين الصحة النفسية.
- سابعًا وأخيراً، التحلي بالصبر؛ فالتحسن يستغرق وقتاً، ويجب أن يتذكر الداعم أن الاكتئاب ليس شيئاً يُشفى منه بسرعة، بل يتطلب دعماً مستمراً وصبوراً.