رهاب الأفاعي Ophidiophobia هو الخوف الشديد والكبير من الأفاعي، وهو أشد من الخوف العام الشائع من الأفاعي، بل هو خوف يتداخل مع روتينك اليومي ويعكر عليك حياتك اليومية أو شعورك بالأمان. تابع معنا القراءة لتعرف المزيد عن هذا النوع من الرهاب وكيفية التخلص منه.
ما هو رهاب الأفاعي ؟
رهاب الأفاعي هو نوع من اضطراب القلق، وقد يرتبط رهاب الأفاعي بالخوف من جميع أنواع الزواحف. يخشى الكثير من الناس الأفاعي إلى حد ما، لكن خوفهم من الأفاعي يكون شديدًا للغاية لدرجة أنه يؤثر على حياة الشخص ورفاهيته أو شعوره بالأمان. قد يكون سلوك الأشخاص المصابين برهاب الأفاعي على النحو التالي:
- يتصرفون بغرابة في الأنشطة الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية بسبب رهاب الأفاعي.
- يتجنبون منازل الأصدقاء ومتاجر الحيوانات الأليفة وحدائق الحيوان والأماكن الأخرى التي قد توجد فيها الأفاعي.
- يصابون بنوبة هلع عندما يرون أو يسمعون شيئًا قد يكون أفعى، مثل حبل أو هسهسة.
- يصابون بقلق شديد بمجرد ذكر كلمة أفعى.
- اتخاذ إجراءات صارمة لتجنب الأفاعي، مثل اختيار مكان للعيش أو رفض الخروج في الهواء الطلق.
هل هناك مخاوف أخرى مرتبطة برهاب الأفاعي؟
قد يعاني الأشخاص الذين يخافون من الأفاعي أيضًا من رهاب آخر مرتبط، بما في ذلك:
- رهاب الزواحف، أو الخوف من الزواحف بشكل عام.
- رهاب الضفادع.
- رهاب الموت، والذي قد يربطه البعض بعضات الأفاعي.
ما الذي يسبب الخوف من الأفاعي؟
لا يعرف مختصو الصحة النفسية على وجه التحديد ما الذي يسبب رهابًا معينًا، مثل رهاب الأفاعي، لكن معظم المتخصصين في الصحة العقلية يعتقدون أن هذا الخوف غالبًا ما يكون ناتجًا عن مزيج من:
- الوراثة: بعض الأشخاص لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق والمخاوف المحددة.
- السلوك المكتسب: يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة برهاب الأفاعي إذا كان أحد الأصدقاء المقربين أو الأقارب يعاني من خوف شديد من الأفاعي، عندها يمكن أن تنتقل هذه المخاوف للشخص المراقب.
- الخرافات والمعتقدات الثقافية: تساهم العديد من القصص والمعتقدات الثقافية في إثارة الخوف من الأفاعي. على سبيل المثال، غالبًا ما ترتبط الأفاعي بالأكاذيب والشر. ومن الأمثلة على ذلك ميدوسا في الأساطير اليونانية، التي كانت تمتلك ثعابين بدلاً من شعرها وحوّلت الناس إلى حجارة.
- التجارب المؤلمة المرتبطة بالأفاعي: قد يصاب الأشخاص برهاب الأفاعي بعد تعرضهم للدغة أفعى أو مشاهدة فيلم رعب يتضمن هجوم أفعى.
- الضغط النفسي الطويل الأمد: يمكن أن يؤدي الضغط النفسي المزمن إلى انخفاض قدرتك على التعامل مع المواقف المكثفة، مما يؤدي إلى استجابة خوف غير متناسبة قد تسبب الرهاب.
- كيمياء الدماغ: عندما تكون خارج التوازن، يمكن للمواد الكيميائية (الناقلات العصبية) السيروتونين والدوبامين أن تسبب القلق وتساهم في تشكل الرهاب.
ما هي أعراض رهاب الأفاعي؟
يعاني الشخص المصاب برهاب الأفاعي من أعراض القلق أو الذعر عندما يواجه أفعى, يستمع إلى صوت يظن أنه صوت أفعى، أو عندما يستمع إلى شخص يتحدث عن أفعى, أو حين يشاهد صورة لأفعى، حتى لو كانت صورة كرتونية. كما وتراود أعراض القلق الشخص المصاب برهاب الأفاعي بمجرد ما يفكّر فيها، وقد تشمل أعراض القلق أو الذعر ما يلي:
- الدوخة.
- جفاف الفم.
- الشعور الشديد بالخوف أو الرعب.
- الغثيان أو القيء أو الإسهال.
- التعرق الغزير.
- سرعة التنفس ومعدل ضربات القلب.
- ارتعاش أو رجفة.
- ضيق في التنفس.
- الرغبة في الركض والاختباء.
كيف يتم تشخيص رهاب الأفاعي؟
لا توجد اختبارات لتشخيص رهاب الأفاعي، ويمكن تشخيصه عندما تتوافر العلامات الآتية:
- قلق شديد بمجرد التفكير في أفعى أو مواجهتها.
- يؤدي إلى ضغوط كبيرة أو يؤثر على حياتك اليومية.
- يحدث منذ ستة أشهر على الأقل.
- لا يتناسب مع الخطر الفعلي.
- يجعلك تتجنب مواقف معينة.
- يسبب أعراضًا جسدية للقلق أو نوبات الهلع.
كيف تتغلب على خوفك من الأفاعي؟
إذا كنت تعاني من رهاب الأفاعي الخفيف، فقد لا تحتاج إلى علاج. ولكن إذا كان الخوف يسبب أعراضًا جسدية أو كوابيس، أو إذا كان يتعارض مع حياتك اليومية، فإن العلاجات الممكنة تشمل:
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي منظم يمكن أن يساعدك على فهم الأفكار والعواطف والتحكم فيها، ويمكن أن يساعدك هذا العلاج بالكلام على التخلص من الأفكار السلبية التي تراودك عندما تفكر في الأفاعي.
من خلال هذا النوع من العلاج بالكلام، تعمل على تحديد أهداف قصيرة المدى مع معالجك لتغيير الأنماط أو المشكلات في تفكيرك. يتضمن العلاج السلوكي المعرفي عمومًا حل المشكلات بشكل عملي، مما يساعدك على تغيير الطريقة التي تشعر بها تجاه المشكلة.
-
العلاج بالتعرض
يساعدك العلاج بالتعرض، والذي يُطلق عليه أحيانًا إزالة التحسس المنهجي، على مواجهة مخاوفك تدريجيًا، إذ تتعرض لفكرة الأفاعي بمرور الوقت في بيئة خاضعة للرقابة. على سبيل المثال، قد يبدأ العلاج بالتعرض لشيء أقل رعبًا، مثل صورة أفعى كرتونية. وفي النهاية، قد يُطلب منك تخيل أفعى حقيقية أو النظر إلى أفعى حية في قفص. ومن خلال التعرض المتزايد، قد تتعلم كيفية إدارة رهاب الأفاعي.
يمكن إجراء العلاج بالتعرض باستخدام الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز. في بعض الحالات، قد تحاول استخدام نظام الواقع الافتراضي للتواجد حول أفعى في مكان طبيعي، ولكن رقمي، حيث تشعر وكأنك موجود هناك، ولكن لا شيء يمكن أن يؤذيك فعلًا. قد تحاول التواجد حول أفاعي حقيقية في بيئة آمنة ومنظمة مثل حديقة الحيوانات.
-
العلاج بالتنويم المغناطيسي
يمكن أن يجعلك العلاج بالتنويم المغناطيسي في حالة تشبه الغيبوبة ولكنك في حالة تركيز. تحت تأثير التنويم المغناطيسي، تصبح أكثر انفتاحًا على الاقتراح والتغيير. قد يتمكن المنوم المغناطيسي من إقناعك بأنك أقل خوفًا من الأفاعي.
-
العلاج بالأدوية
يمكن لمجموعة متنوعة من الأدوية المضادة للقلق أن تقلل من القلق والأعراض الجسدية للقلق، ويمكن أن تكون مفيدة في مواقف معينة للأشخاص الذين يعانون من رهاب الأفعى. على سبيل المثال، يمكنها تخفيف القلق وتقليل معدل ضربات القلب السريعة والذعر والخوف.
أما المهدئات فهي أدوية يتم وصفها بوصفة طبية لمساعدتك على الاسترخاء، ومع ذلك، قد تؤدي إلى الاعتماد عليها. ونتيجة لذلك، يتجنب العديد من الأطباء وصفها لعلاج القلق أو الرهاب، ويختارون بدلاً من ذلك تشجيعك على التغلب على الرهاب من خلال العلاج السلوكي.
-
علاجات نمط الحياة
قد يقترح طبيبك أيضًا تقنيات اليقظة الذهنية، أو ممارسات التأمل، أو النشاط البدني في شكل تمارين رياضية لمساعدتك على التعامل مع القلق والتوتر. وفقًا لمراجعة وتحليل تلوي أجريا عام 2021، يمكن أن تكون اليقظة الذهنية مفيدة في علاج القلق والرهاب.
هل يمكن التخلص من رهاب الأفاعي؟
قد يتخلص الأطفال والمراهقون من رهاب الأفاعي مع التقدم في السن، ولكن قد يستمر هذا الخوف حتى مرحلة البلوغ. لا يمكن علاج رهاب الأفاعي، ولكن يمكنك إدارة الخوف والأعراض. يعد العلاج بالتعرض وغيره من التقنيات فعّالاً للغاية. يساعد العلاج معظم الأشخاص الذين يمارسون بانتظام ما تعلموه أو يتناولون الأدوية حسب التوجيهات.
كيف يمكنني أن أتعلم أفضل طريقة للتعامل مع الخوف من الأفاعي؟
يمكن للعديد من الأشخاص إدارة الخوف من الأفاعي والمخاوف الأخرى المحددة باستخدام تقنيات لإدارة القلق، مثل:
- تمارين التنفس.
- استرخاء العضلات.
- التأمل.
- اليوغا.
