ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها أو التأثير البصلي الكاذب (PBA) Pseudobulbar affect، هي عبارة عن نوبات غير منضبطة أو غير مناسبة من الضحك أو البكاء، وهذه الاستجابات العاطفية لا تتناسب مع شدة مشاعرك الداخلية، وتَنتج هذه الحالة بسبب بعض الحالات العصبية الأساسية، لكن يمكن التحكم فيها وعلاجها بالأدوية.
ما هي ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها حالة عصبية تسبب نوبات من الضحك أو البكاء الهستيري وغير المنضبط أو غير المناسب، وهذه النوبات لا تتطابق مع حالتك العاطفية الداخلية. تتطور هذه الحالة نتيجة لإصابة في الدماغ، أو حالات عصبية كامنة سنتكلم عنها لاحقًا.
على الرغم من أن نوبات الضحك أو البكاء قد تبدو مناسبة للحدث المثير، مثل رؤية أو سماع شيء مضحك أو حزين، إلا أنها تميل إلى أن تكون أكثر صعوبة في كبحها. يمكن أيضًا أن تكون أكثر كثافة وتستمر لفترة أطول مما تتوقعه عادةً.
يطلق على ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها أسماء أخرى مثل:
- الضحك والبكاء المرَضي.
- اضطراب التعبير العاطفي غير الإرادي.
- الضحك القهري أو البكاء.
يمكن أن يكون لهذه الحالة تأثير كبير على حياتك وحياة أفراد عائلتك، ويمكن أن تسبب الإحراج والقلق، مما يؤدي إلى الانسحاب والعزلة الاجتماعية.
ما مدى شيوع ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
يقدر الباحثون أن ما بين 2 إلى 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة لديهم ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها، وهذا النطاق كبير، لأن هذه الحالة يمكن أن تختلف في شدتها، وغالبًا ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ.
من الذي يتأثر بردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
تؤثر هذه الحالة على الأطفال والبالغين الذين يعانون من حالات عصبية كامنة، وتقدِّر الدراسات أن هذه الحالة تؤثر على:
- ما يصل إلى 50% من الأشخاص المصابين بالتصلب الجانبي الضموري (ALS).
- ما يصل إلى 48% من الأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ المؤلمة.
- ما يصل إلى 46% من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد (MS).
هل تؤثر ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها على المرض النفسي؟
يَعتبر بعض الأشخاص أن هذه الحالة اضطراب نفسي (مرض عقلي) نظرًا لأن التغيرات العاطفية الملحوظة (الضحك أو البكاء) ترتبط بالمزاج، ومع ذلك، نظرًا لأن هذه الحالة تَنتج عن تلف الدوائر العصبية في دماغك، فمن الأفضل تصنيفها على أنها متلازمة عصبية نفسية. بمعنى آخر، هي حالة دماغية مصحوبة بتعبير عاطفي مختل.
ما هي أعراض ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
العرَض الرئيسي لهذه الحالة هو البكاء أو الضحك، الذي لا تتناسب شدته مع حالتك المزاجية أو الموقف، بحيث يكون:
- غير متوقع، أي مفاجئ وغير إرادي.
- دون سبب واضح.
- قد تحدث أيضًا نوبات غضب أو إحباط لا إرادية.
نظرًا لأن هذه الحالة غالبًا ما ترتبط بالحالات العصبية الأساسية، مثل إصابة الدماغ أو التصلب الجانبي الضموري، فمن المحتمل أن يعاني الأشخاص المصابون بها من أعراض أخرى تتوافق مع الحالة الأساسية، مثل:
- ضَعف في الوجه والفم.
- صعوبة التحدث بوضوح.
- صعوبة في البلع.
ما الذي يسبب ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
لا يعرف الباحثون السبب الدقيق لهذه الحالة، ويعتقدون أن ذلك يحدث نتيجة لتعطيل المسارات العصبية في دماغك التي تنظم التعبير العاطفي، ويمكن أن تسبب العديدُ من الحالات العصبية هذا الاضطرابَ وترتبط معها، بما في ذلك:
- وجود إصابات في الدماغ.
- التصلب الجانبي الضموري (ALS)، المعروف أيضًا باسم مرض لو جيريج.
- التصلب المتعدد (MS).
- مرض ألزهايمر وأشكال الخرف الأخرى.
- سكتة دماغية.
- مرض الشلل الرعاش.
- أورام الدماغ.
- الصرع.
- مرض ويلسون.
ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها مقابل الاكتئاب؟
يحدث هذا غالبًا عندما يكون البكاء هو التأثير الأكثر شيوعًا، وقد يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة أيضًا من الاكتئاب، إما لأسباب أخرى، أو نتيجة لردود الفعل العاطفية المبالغ فيها. ومع ذلك، بالمقارنة مع الاكتئاب، تؤدي هذه الحالة إلى نوبات بكاء:
- تكون أكثر انفجارًا في البداية.
- تكون مدتها أقصر.
- عادة لا ترتبط بالحزن الداخلي الطويل الأمد.
على الرغم من أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مزاج دائم من الحزن، إلا أنهم لا يميلون إلى نوبات البكاء المتكررة. إذا حدث ذلك، فإنها تستمر لفترة أطول بكثير من ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها. بالإضافة إلى ذلك، فإن أعراض الاكتئاب الأخرى، مثل اضطرابات النوم أو تغيرات الأكل، لا تحدث في ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها.
كيف يتم علاج ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
لا يوجد علاج لهذه الحالة، لكن بعض الأدوية يمكن أن تساعد في إدارته. الهدف من العلاج هو تقليل تكرار وشدة نوبات الضحك أو البكاء. تشمل الأدوية ما يلي: ديكستروميثورفان/كبريتات كينيدين (Nuedexta®) ومضادات الاكتئاب. لكن جميع الأدوية لها آثار جانبية محتملة.
هل يمكن الوقاية من اضطراب ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
نظرًا لأن ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها تَنتُج عن تلف الدماغ والحالات العصبية، فلا يوجد شيء يمكنه الوقاية من حدوث هذه الحالة.
مضاعفات ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها
إذا تُركت هذه الحالة دون تشخيص أو علاج، فإن الأشخاص الذين يعانون منها يكونون أكثر عرضة لخطر ما يلي:
- الاكتئاب.
- القلق.
- ضَعف التفاعل الاجتماعي.
- انخفاض نوعية الحياة.
هل يمكن الشفاء من ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
عادةً ما تكون ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها مزمنةً مدى الحياة، نظرًا لأن الحالات الأساسية التي تسببه غالبًا ما تكون مزمنة، مثل التصلب المتعدد أو مرض ألزهايمر.
كيف يمكنني التعايش مع وجود ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها؟
تتضمن بعض النصائح للتعامل مع هذه الحالة وإدارة نوبات الضحك أو البكاء بشكل أفضل ما يلي:
- التفكير أو التركيز على شيء آخر خلال النوبة.
- قم بزيارة اختصاصي الصحة العقلية إذا كانت ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها تتداخل مع صحتك العقلية.
- تحدَّث إلى الأشخاص من حولك حول ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها، وكيف يؤثر ذلك عليك وعلى عائلتك. سيساعد ذلك في منعهم من المفاجأة أو الارتباك عند حدوث نوبة ما.
- دَوِّن ردود أفعالك في مذكرة، بما في ذلك ما أدى إلى حدوثها ومدة استمرارها، سيساعدك هذا عندما تتحدث مع طبيبك حول العلاجات الممكنة.
- تحدَّث مع الأشخاص الآخرين الذين لديهم ردود الفعل العاطفية المبالغ فيها، إنهم يفهمون طبيعة الأمر، وقد يكون لديهم نصائح أخرى قد تساعدك.
- غيِّر وضعية جسمك. إذا شعرت بنوبة ضحك أو بكاء قادمة، غيِّر طريقة جلوسك أو وقوفك.
- تنفَّس ببطء وعمق، استمِر في القيام بذلك أثناء رد الفعل حتى تشعر بالسيطرة.
- استرح، فالنوبات العاطفية يمكن أن تجعل عضلاتك متوترة، قم بإرخاء كتفيك وجبهتك بعد حدوث ذلك.