صحــــتك

الاضطراب المفتعل من الأمراض العقلية الخطيرة

الصورة
مصطفى سعيد

الاضطراب المفتعل من الأمراض العقلية الخطيرة التي يقوم فيها المصاب بادعاء المرض، أو إمراض نفسه عن عمد، أو يلحق بنفسه الضرر. في هذا المقال سنتناول كل ما يخص الاضطراب المفتعل، بما في ذلك أسبابه، وأعراضه، وطرق الوقاية منه وكذلك عوامل الخطورة.

ما هو الاضطراب المفتعل ؟

الاضطراب المفتعل هو حالة يتظاهر فيها الشخص بوجود أعراض مَرَضية، أو جسدية، أو ممن الممكن أن تكون نفسية، وقد يكون لاضطراب الشخصية الشديد دور في ذلك. وهو حالة مرَضية ممكن أن تحدث عند الأطفال بسبب سلوك الوالدين، وفيها يتم إقناع الأطباء بأن حالة الطفل البدنية، أو العقلية، أو النمو العصبي ضعيفة.

 

 

ماذا يسمى مرض الاضطراب المفتعَل قديمًا؟

يُطلق على هذا المرض قديمًا اسم متلازمة "مونخهاوزون"، وهي شكل من أشكال ادعاء الشخص وجود مرض أو أعراض غير حقيقية، سواءً على نفسه أو لدى غيره، كما في حالة الآباء تجاه أبنائهم.

ما هي أنواع الاضطرابات المفتعلة؟

يوجد لهذا المرض نوعان هما:

  1. الاضطراب المفتعل المفروض على الذات: كنوع من المرض العقلي.
  2. الاضطراب المفتعل المفروض على الآخرين: اختلاق أعراض المرض لدى من هم تحت رعايتهم مثل الآباء والأطفال.

أعراض الاضطراب المفتعَل المفروض على الذات

تتضمن هذه الأعراض محاولة المبالغة بالإصابة بمرض ما، وقد يصعب إقناعهم بأن تلك الأعراض هي جزء من اضطراب نفسي. من هذه الأعراض ما يلي:

  • زيارة العديد من الأطباء والمستشفيات بحثًا عن طرق العلاج المختلفة.
  • إجراء اختبارات متكررة ممكن أن تصل نادرًا لإجراء عمليات جراحية.
  • الإقامة المتكررة في المستشفيات.
  • ازدياد الحالة سوءًا وعدم الاستجابة للعلاج المتوقع.
  • مناقشة طويلة مع الأطباء ومجادلتهم.

علامات الاضطراب المفتعل المفروض على شخص آخر

من الممكن فرض الاضطراب المفتعل على شخص آخر، كأن يدّعي الشخص بأن غيره يعاني أمراضًا معينة، أو أنه يحتاج إلى رعاية صحية عاجلة. وعادةً ما يحدث ذلك في الآباء تجاه أطفالهم، ومن هذه العلامات ما يلي:

  • إقناع المختصين بأن حالة الطفل سيئة بينما يكونون بصحة جيدة.
  • المبالغة أو الكذب في وصف الأعراض.
  • التلاعب باختبارات المرض لزعم بأن الطفل مريض، مثل وضع سكر (جلوكوز) في عينة البول لدى الطفل للإشارة إلى إصابته بمرض السكري.
  • محاولة التلاعب في ظهور أعراض المرض لدى الطفل عن طريق إعطائهم أدوية غير ضرورية إذا لزم الأمر.

 

 

 

علامات الاضطراب المفتعل لدى الأطفال

تتنوع أشكال الإساءة في المرض المفتعَل لتأخذ كثيرًا من الأشكال التي يصعب التعرف عليها، ولكن هناك علامات يجب الحذر منها، ومن هذه العلامات ما يلي:

  • عدم وجود تفسير لأعراض الطفل بعد إجراء الفحوصات اللازمة.
  • ظهور الأعراض عند وجود الوالدين فقط، أو مقدمي الرعاية الصحية.
  • يشير الطفل إلى الوالد أو مقدم الرعاية الصحية بدلاً عن الحديث عن نفسه.
  • استجابة الطفل السيئة لأي علاج لسبب غير مفهوم.
  • محدودية أنشطة الطفل اليومية كعدم ذهابهم إلى المدرسة، أو ادعاء عدم القدرة على المشي على الرغم من قدرتهم على المشي بشكل صحيح.
  • وجود تاريخ سابق من تغيير الأطباء بشكل متكرر أو زيارة مستشفيات مختلفة للبحث عن العلاج.

إجراءات عند الشك في إصابة الطفل بالاضطراب المفتعل

يجب على كل من يشك في إصابة الطفل بمرض الاضطراب المفتعل  سواءً من الآباء، أو كل مَن يخالِط الطفل مثل المدرسين أو الحضانة التابع لها، طلب المساعدة واللجوء إلى الأطباء المتخصصين في هذا المرض، كما يجب عدم مواجهته مباشرة، لأن هذا سيجعله أكثر اضطرابًا، ومن الممكن أن يرتكب أخطاءً أكثر، مما يزداد الحالة سوءًا.

 

 

ما هي أسباب الاضطراب المفتعل؟

  1. إساءة معاملة الأطفال: أثبتت الأبحاث أن بعض الآباء ممكن أن يتسببوا في مرض أطفالهم إذا كانوا هم أنفسهم ضحايا اعتداء جسدي أثناء طفولتهم، ولكن ليس بالضرورة تعميم ذلك، فمعظم الأشخاص لا يستمرون في الإساءة لأطفالهم.
  2. التاريخ الطبي السابق: قد يكون لأحد الوالدين تاريخ سابق من إيذاء النفس، أو إذا تعرضت الأم لوفاة طفل آخر.
  3. اضطرابات الشخصية: وهي نوع من مشكلات الصحة العقلية، إذ يمتلك الشخص أنماطاً مشوهة من الأفكار والمعتقدات حول نفسه والآخرين تجعله يتصرف بطرق مضطربة غير طبيعية.
  4. اضطراب القلق: يمكن أن يعاني الشخص من القلق الزائد على نفسه أو على غيره، كالآباء في وجود مخاوف تجاه أطفالهم التي لا أساس لها من الصحة فتتسبب في ضرر الطفل.

متى يلجأ مريض الاضطراب المفتعل للطبيب؟

مرضى الاضطراب المفتعل قد يكونون على دراية بخطر إصابتهم أو إيذاء أنفسهم، ولكن تكمن المشكلة في عدم تحكمهم بسلوكياتهم، وبالتالي يرفضون المساعدة النفسية. يجب التوجه للطبيب المختص وطلب المساعدة إذا اعتقدت بإصابة أحد أفراد أسرتك بالمرض، أو أنه يزيف مشكلات صحية أو يبالغ في وصف أعراض غير حقيقية.

الوقاية من مرض الاضطراب المفتعل

نظرًا لعدم معرفة الأسباب وراء مرض الاضطراب المفتعل، فإنه لا توجد طريقة محددة للوقاية منه، غير أن التشخيص والعلاج المبكر للمرض يساعد كثيرًا في تجنب الاختبارات والعلاج غير الضروري.

 

 

مضاعفات مرض الاضطراب المفتعل

يعاني الأشخاص المصابون بمرض الاضطراب المفتعل من اضطرابات نفسية أخرى، ومن المحتمل إيذاء أنفسهم ليُنظر إليهم على أنهم مرضى، ولذلك يواجهون العديد من المضاعفات، منها ما يلي:

  • الإصابة أو الموت بسبب إيذاء أنفسهم، أو تناول جرعات زائدة من العلاج.
  • مشكلات صحية معقدة بسبب العدوى، أو العمليات الجراحية غير الضرورية.
  • فقدان الأعضاء أو الأطراف جراء القيام بعمليات جراحية غير لازمة.
  • تعاطي الكحوليات وغيره من المواد المخدرة.
  • المشكلات اليومية والاضطرابات في العلاقات، سواء الشخصية أو العملية.

كيف يُشخص مرض الاضطراب المفتعل؟

قد يصعب تشخيص مرض الاضطراب المفتعل، فالمرضى من هذا النوع لديهم خبرة كافية في تزييف الأمراض، وقادرون على الإقناع بأنهم يعانون حالات طبية حقيقية، بينما هي من صنع أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك هم يستخدمون أسماء مزيفة ومستشفيات متنوعة للحفاظ على الخصوصية، مما يجعل جمع المعلومات لمعرفة التجارب الطبية السابقة أمرًا صعبًا. من الأمور التي يَشتبه فيها الطبيب بوجود المرض ما يلي:

  1. رفض الشخص الحصول على المعلومات الطبية من السجلات الصحية السابقة أو أحد أفراد الأسرة، أو مقدمي الرعاية الصحية.
  2. وجود أعراض متناقضة أو غير متناسقة.
  3. تأخر الشفاء على الرغم من توفر العلاج المناسب.
  4. المرض لا يتبع المسار المعتاد.
  5. لا يوجد سبب أو مبرر منطقي للمرض أو الإصابة.

في مثل هذه الحالات، يلجأ الطبيب لعمل مقابلة شخصية، وطلب السجلات الطبية للمريض، وإجراء التحاليل اللازمة، وكذلك مقابلة أحد من أفراد الأسرة إذا سمح المريض بذلك.

علاج مرض الاضطراب المفتعل

يعتمد العلاج على التحكم في الحالة، فضلًا عن علاج الأعراض، ويشمل ما يلي:

  • طلب الرعاية الطبية: وهنا يعتمد تقييم الحالة على طبيب واحد لعمل الرعاية اللازمة بدلًا من اللجوء لعدد كبير من الأطباء والمستشفيات.
  • العلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج اضطرابات الصحة العقلية، كالاكتئاب والقلق.
  • العلاج السلوكي المعرفي: التحدث إلى طبيب نفسي مختص للتحكم في الأعراض النفسية، والمساعدة في تغيير سلوك الفرد.
  • الذهاب إلى المستشفى: ويحدث ذلك في الحالات الحرجة إذا لزم الأمر للحفاظ على أمن المريض، مع تجنب إجراء الاختبارات، والعمليات الجراحية غير الضرورية لتجنب المضاعفات.

أمثلة على أمراض طبية مفتعلة

قد يخدع المريض الأطباء بوجود أعراض مزيفة، ومنها على سبيل المثال:

  • تسميم أنفسهم باستخدام المواد الكيميائية.
  • العدوى باستخدام مواد غير نظيفة.
  • تزييف الاختبارات المعملية لإثبات إصابتهم بالمرض.

 ما هو مرض التهاب الجلد المفتعل؟

هو حالة مَرَضية نفسية يفتعل فيها المريض إصابته بمرض جلدي من أجل طلب الرعاية اللازمة، أو لفت الانتباه، وهي  جزء من حالات مرض الاضطراب المفتعل، ويصيب عادةً من هم في سن المراهقة من الفتيات.

أعراض مرض التهاب الجلد المفتعل

يصعب التعرف على هذا المرض، ولكنه أحيانًا يأتي ببعض العلامات، منها ما يلي:

  • لا تتطور الإصابة تدريجيًا بل تظهر فجأةً دون أعراض سابقة.
  • إنكار المريض دائمًا أن الإصابة مفتعلة.
  • تتنوع الإصابة طبقًا للأداة المستخدمة في أذى الجلد.
  • تتراوح ما بين بقع حمراء، أو حروق، أو تورم، وندبات.
  • توجد عادةً في أماكن مثل الوجه واليدين والساقين، لسهولة وصول المريض لها.
آخر تعديل بتاريخ
08 يونيو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.