لا ينجو إنسان من الإصابة بقرحة الفم، أو ما يُسمى في الطب "التهاب الفم القلاعي" aphthous stomatitis"، (وهي بمثابة قرحة مختلفة الحجم تصيب النسج الطرية داخل الفم، كالوجه الداخلي للشفة أو الخد أو اللثة أو اللسان) بين الحين والآخر. وبينما لا تصيب البعض إلا نادرا، نجد البعض الآخر مؤهبا لها، فلا تكاد القرحة لديه تشفى حتى تتولد أخرى في مكان مختلف بفمه.
وتبدأ قرحة الفم عادة كبقعة حمراء صغيرة، سرعان ما تكبر ويتولد فيها (خلال يوم أو أكثر) قرحة مدورة بيضاء، تحيط بها حلقة من النسيج الملتهب الأحمر، وتكبر القرحة تدريجيا خلال أسبوع أو أكثر، قبل أن تتراجع وتختفي بعد 10- 20 يوما.
وعلينا ألا نخلط الآفة غير المعدية، بالنفطة التي تحدث على خارج الشفة من الإصابة بفيروس الحلأ البسيط herpes simplex.
ولا تعد قرحة الفم من الأمراض الخطرة، ولا تنتقل من شخص إلى آخر، إلا أنها مزعجة للغاية نتيجة الألم الذي تسببه، خاصة عند تناول الطعام أو تناول شراب حامض، وقد تكدر على المصاب صفو نومه.
ولا يُعرف بالضبط سبب حدوث هذه القرحة، ولا سبب تعرّض بعض الأشخاص لها أكثر من سواهم. ويبدو أن هناك أكثر من عامل واحد مؤهب لتولدها.
ومن هذه العوامل الأذيات البسيطة التي تحدث داخل الشفة أو الخد (كعضة ذاتية غير مقصودة مثلا)، وابتلاع بعض المواد المخرشة، وعدم تنظيف الأسنان من بقايا الطعام، والتحسس لطعام معين، والتعرض لأزمات نفسية.
ويعتقد الخبراء أن هناك استعدادا عائليا للإصابة، وأن الضعف المناعي والتغيرات الهرمونية في النساء لها دور في حدوثها كذلك.
وهناك عشرات المراهم الجيلاتينية والكريمات المتوفرة في الصيدليات لمعالجة قرحة الفم، تشترك جميعا في مذاقها غير المحبب ومحدودية نفعها، إضافة إلى أن بعضها يحتوي مكونات كيميائية قد تضر بالصحة على المدى الطويل.
لذلك أعددنا لك قائمة بطرق آمنة ونافعة في آن، ننصح بتجريبها قبل اللجوء للصيدليات.
1- تجنب الأطعمة الحامضة والحلوة
تخرش الأطعمة والأشربة الحامضة القرحة الفموية، ما يؤدي إلى حس حارق داخل الفم ويطيل من فترة التئام الاصابة. ومن المعروف أن جراثيم (بكتيريا) الفم الطبيعية تحول السكر إلى حامض (وقد يكون هذا السبب الرئيس لتنخر الأسنان)، وهو سبب آخر يدعو إلى تأخر شفاء القرحة.
كذلك تحاش الأطعمة الحريفة والبهارات والمكسرات.
2- بدل معجون الأسنان الذي تستخدمه
تحتوي بعض معاجين الأسنان، مركب لوريل الصوديوم الكبريتيsodium lauryl sulfate الذي يشكل الرغوة عند "فرش الأسنان". وقد تبين أن هذا المركب قد يكون له دخل في تشكل القرحة عند بعض الناس، لذلك ينصح ذوو الاستعداد بتبديل معجون أسنانهم إن كان يحتوي هذه المادة.
3- تمضمض بالماء والملح
فالملح ينظف ويجفف القرحة، ما يسرع في شفائها، كما يخفف من آلامها (ولو أن وضعه على الآفة الفموية يؤلم في البداية)..
حرك ملعقة صغيرة من الملح في نصف كوب من الماء الفاتر، واستخدم المحلول في المضمضة.
4- أو استعمل بيكربونات الصودا
يمكنك أن تستبدل الملح ببيكاربونات الصودا baking soda للمضمضة بماء فاتر، فبيكاربونات الصودا قلوية، ما يعدل من حموضة الفم المخرشة للقرحة، ويخفف آلام الآفة بنفس الوقت.
استخدم نفس المعيار، وتمضمض لمدة دقيقتين عدة مرات في اليوم.
5- اغسل فمك بماء الأوكسيجين
يعتبر ماء الأوكسيجين hydrogen peroxide من المحاليل المطهرة antiseptic الجيدة، وهو لا يسبب أية آلام في الفم ويخفف من ألم القرحة في نفس الوقت.
مدد المحلول بنفس الحجم من الماء الفاتر واغسل كل أطراف فمك بوساطته عددا من المرات خلال اليوم. تجنب بلع أي من المحلول.
6- طبق محلول حليب المغنيزيا milk of magnesia
يستخدم حليب المغنيزيا عادة في حالات الإمساك، وأحيانا لمعالجة الحرقة الهضمية، ولكن اكتشف مؤخرا أنه علاج جيد لقرحة الفم، وتعود قدرته على شفاء القرحة لقلويته (التي تحيد من حموضة الفم)، وتشكيله طبقة عازلة فوق القرحة الفموية تمنع عنها التخريش من أي مصدر.
اغمس بعض القطن في المحلول، وطبقه بلطف على الآفة الفموية.
7- استخدم ميزات الشاي
فالشاي يمتاز بقلويته المعدلة لحموضة الفم وقدرته على تخفيف الألم. طبق كيس الشاي الساخن على القرحة لفترة خمس دقائق مرتين أو ثلاث خلال اليوم.
ويعتقد أن مغلي نبات المريمية له نفس مفعول الشاي.
اقرأ أيضا:
5 روائح للفم.. تشخص أمراضا محددة
تغلب على رائحة الفم الكريهة
تنظيف الأسنان يجنبك مخاطر أمراض القلب
صحة الفم.. نافذة على صحتك العامة
7 نصائح علاجية لقرحة الفم
آخر تعديل بتاريخ
10 أكتوبر 2016