الكثير من الناس يضغطون أوقاتهم قبل العيد وأثناءه، بتفاصيل وترتيبات كثيرة قد تفسد عليهم فرصة الاستمتاع بعطلة العيد، أو يقومون ببعض الممارسات غير الصحّية التي لا تراعي طبيعة فترة الصيام التي كانوا عليها قبل العيد، فتجعلهم أكثر عرضة للوعكات الصحّية التي تنغص عليهم متعة العيد. وفي مقالنا هذا سنتناول أهم النقاط التي يفضل الالتزام بها للاستمتاع بعيد فطر صحّي وسعيد.
* نصائح لقضاء عيد صحي
1- التزم بالتغذية الصحيحة
اعتمد - قدر استطاعتك - على الوجبات الصغيرة المتعددة، بدل الولائم الضخمة، ففي هذه المرحلة الانتقالية يكون جهازك الهضمي أقل تحملاً لكميات الطعام الكبيرة التي تؤكل دفعة واحدة، ولعل أهم وجبة من هذه الوجبات هي الفطور الصباحي، لأنه يعينك على عدم الإفراط في الطعام بقية اليوم.
ونحن نعلم أن هذا المطلب عسير في وجود الحفلات والدعوات التي تكثر في الأعياد، لكنه مطلب ضروري إذا أردت أن تقي نفسك عواقب التخمة، من فرط الحموضة (الارتداد المعدي - المريئي)، إلى نفخة وأوجاع البطن، إلى اضطرابات البراز. وقد وجد بعض الأطباء أن فرط الطعام يؤدي كذلك إلى اضطرابات هامة في الغدد الصماء.
ومن الحيل التي يمكنك اتباعها إذا دعيت إلى وليمة زاخرة بكل أصناف المأكل، ألا تقف إلى جانب طاولة الوليمة، تتناول من كل ما استهواك منظره، بل أن تجول بنظرك إلى ما هو معروض من طعام، ثم تنتخب عدداً قليلاً من الأطعمة، وتجلس إلى طاولة صغيرة لتستمتع بتناولها ببطء مع بعض الأصحاب.
وعندما تختار الطعام احرص على اختيار المشوي بدل المقلي، وأكثر من الخضار والفواكه والمكسرات، وذلك لسهولة هضمها، ولشغلها حيزاً هاماً من المعدة يدرأ عنك الإحساس بالجوع.
وأكثر من شرب الماء بما لا يقل عن ثمانية أكواب يومياً، فهذا، إضافة إلى فائدته في الوقاية من التجفاف في حر الصيف، من شأنه أن يجنبك الإفراط في تناول المأكولات المغرية والمتوفرة في كل مكان أيام العيد، وخفف من تناول الملح وعوّض عنه بعصير الليمون وبالبهارات التي ثبت غناها بمضادات الأكسدة.
2- مارس الرياضة
عد إلى برنامجك الحركي والرياضي بالتدريج، فبعد شهر من تخفيف نوع ومدة التمارين الرياضية الذي اقتضاه الصيام، من غير المناسب لعضلاتنا وجهازنا المناعي أن نطبق برنامجاً قاسياً من التمارين، ويفضل أن نبدأ بالرياضات المنشطة للقلب cardio (مثل المشي، والسباحة، وركوب الدراجة)، ثم نضيف إليها ألعابا القوى (مثل حمل الأثقال وتشغيل أجهزة المقاومة في صالات الرياضة) في مرحلة لاحقة، كما يفضل أن نبدأ بالمشي، وبحمل أثقال خفيفة، قبل انتقالنا للركض وحمل الأثقال الكبيرة.
3- قلل من خطر الحوادث
مثلا احفظ كل المواد الكيميائية والبخاخات بعيداً عن متناول طفلك، وراقب الأدوات التي يستخدمها طفلك، وتجنب ألعابا معينة للأطفال كالمسدسات المزودة بخرز، والذي يمكن أن يؤدي إلى إصابات خطيرة في العين، بالإضافة إلى خطر استنشاق الخرز، وتجنب الألعاب القذفية مثل ألعاب رماية الأقواس والأسهم وألعاب إطلاق الصواريخ. ولا تسمح لأطفالك باستخدام مؤشرات الليزر، وخذ حذرك عند الطهي أو استخدام الأجسام الساخنة، خاصة أثناء الرحلات، ولا تنس استخدم مقاعد السيارة عند القيام بنزهة العيد، وتأكد أن طفلك مثبت بإحكام في مقعد السيارة، وأن حزام الأمان أو حزام الكتف مثبت أيضا بإحكام.
4- قلل من التوتر واستمتع بالعيد
يبلغ التوتر الأسري ذروته عادة أثناء موسم العطلات، لكن عليك أن تعتبر العيد وقتًا لتنحية الخلافات جانبًا، وحاول قبول الأحباء كما هم، حتى لو لم يرتقوا إلى مستوى جميع توقعاتك. وكن متفهمًا إذا انزعج أو تضايق الآخرون عندما تسير الأمور على غير المتوقع، فهناك احتمال أن يشعروا هم أيضًا بآثار الضغط النفسي في العطلات.
5- نظم وقتك بما يريحك
أيام الأعياد وعطلاتها تعد فرصة لكل شخص لتجديد حيويته ولياقته النفسية والاجتماعية، ومن الضروري ألا تدع أي شيء ينغص عليك عيدك، وأن تحسن اختياراتك في الأمور كلها من ناحية الأماكن التي تود قضاء وقتك فيها، والنقود الواجب استهلاكها، وحتى وقت نومك، فلا تدع العيد فرصة للنوم فقط.
واختر التزاماتك بحكمة، ولا تخجل من قول لا، واستمتع بالعيد، وسوف يتفهم الأصدقاء والأسرة إذا كنت لا تستطيع المشاركة في جميع الأنشطة، وإذا كان عليك أن تعمل في العيد، ولم يكن ممكنا قول "لا" عندما يطلب منك رئيسك العمل، فحاول ألا تحمّل نفسك فوق طاقتها، وأطلب تحقيق العدالة في العمل بينك وبين زملائك، ورتب جدولك في العيد بحيث يكون هناك وقت للراحة والاستجمام، ووقت للأنشطة الاجتماعية والخروج والاستمتاع.
6- نظم ميزانيتك
قبل بداية موسم الأعياد، قرر ما يمكنك تحمّل إنفاقه من أموال، فقد تتسبب إضافة استعدادات مكثفة، مثل التسوق والسفر والترفيه، إلى متطلبات يومك العادية في استنفاد متعة العطلة، بالإضافة إلى استنفاد نقودك. وفي البدء، حاول التركيز على العادات التي تستمتع بها بشكل أكثر في العيد، وتجاهل غيرها من الأمور، وحاول عمل قائمة بالأمور الواجب شراؤها، ورتّبها من الأولى إلى الأقل أولوية بالنسبة لك، ووضع الأشياء المضطر فعلاً إلى اقتنائها خلال العيد.
وتكلم مع أفراد الأسرة في ما يخص وضعك المادي، وما يمكن عمله خلال العيد وما لا يمكن، كي لا تفاجئ البعض، خاصة الأطفال، وحدد بشكل دقيق الموازنة المتاحة للإنفاق في العيد، بحيث لا تخل هذه الموازنة بالمتطلبات الأخرى المهمة، وبحيث لا تؤدي إلى عجز في ميزانية الشهر التالي، مما يضطرك إلى الاقتراض، أو التضييق الشديد على عائلتك.