صحــــتك

6 أساطير حول أفضل وقت لتناول الفاكهة

الصورة
أنور نعمة
6 أساطير حول أفضل وقت لتناول الفاكهة

تتمتع الفاكهة بسمعة غذائية وصحية طيبة كونها حبلى بالماء والفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة، من هنا فهي مفيدة لنا، لذلك من الضروري أن تكون جزءا من نظامنا الغذائي اليومي، ولكن السؤال الذي شغل، ولا يزال يشغل، عقول الناس في كل أرجاء المعمورة هو حول أفضل وقت لتناول الفاكهة.

في الواقع هناك الكثير من الأساطير الشائعة التي يروجها البعض، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي،  حول أفضل وقت لاستهلاك الفاكهة، تعالوا نستعرض معاً أهم تلك الأساطير جنبا إلى جنب مع الحقائق المتعلقة بها.

 

أساطير وحقائق حول أفضل وقت لتناول الفاكهة

1. تناول الفاكهة دائماً على معدة فارغة

إنها واحدة من أكثر الأساطير ذائعة الصيت شيوعا في ما يتعلق بموعد تناول الفاكهة. تزعم هذه الأسطورة أن تناول الفاكهة مع الوجبات يبطئ عملية الهضم، ويبقي الطعام في المعدة لأمد أطول من شأنه أن يخلق بيئة صالحة لتخمر الأكل وتعفنه، الأمر الذي يتسبب في إطلاق الغازات التي تجعل صاحبها يعاني من زوبعة من الأعراض الهضمية غير المريحة مثل المغص، والنفخة البطنية، والإسهال وغيرها.

الحقيقة. صحيح أن تناول الفاكهة يجعل المعدة تفرغ محتوياتها بشكل أبطأ، إلا أن هذا لا يتسبب في بقاء الطعام في المعدة إلى أجل غير مسمى. لا شك أن الطعام يظل في رحاب المعدة لفترة أطول، ولكن ليس هذا بالأمر السيئ، خاصة أن الألياف الموجودة في الفاكهة تعزز صحة الأمعاء، وتساعد على الهضم البطيء، وتحرض على الشبع لفترة أطول. عدا هذا وذاك، حتى لو تسببت الفاكهة في بقاء الطعام في أحضان المعدة لفترة أطول من المعتاد، فهي ( أي المعدة) مصممة خصيصاً لتطرح أحماضاً تساهم في قتل أو في منع نمو الغالبية العظمى من الكائنات الحية الدقيقية التي تقف وراء حدوث التخمر والتعفن في الطعام.

هناك ادعاءات تقول أن تناول الفاكهة على معدة فارغة يؤثر على طول العمر ويمنع التعب وتشكل الهالات السوداء تحت العنين، ولكن، وحتى كتابة هذه السطور، لا يوجد أي دليل علمي يدعم تلك الادعاءات. 

 

2. فترة ما بعد الظهر هي الأفضل لتناول الفاكهة

تروج بعض المصادر نظرية مفادها أن تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر هو الأفضل لأنه يمكن أن يؤمن للجسم فوائد صحية أكثر من تناول الفاكهة في الصباح، وتستند هذه النظرية إلى فكرة تقول أن تناول وجبة خفيفة عالية السكر في ذلك الوقت يمكن أن يرفع مستويات السكر في الدم، وهذا بالتالي ما يساعد على إيقاظ الجهاز الهضمي ويجعله أكثر استعدادا لممارسة مهامه اليومية المنوطة به.

الحقيقة. لا يوجد أي دليل علمي يفيد بأن تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر يستطيع أن يغير الطريقة التي تؤثر بها الفاكهة على صحة الإنسان، فجميع الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات تستطيع أن ترفع مستوى السكر في الدم  على مدار اليوم، فالجهاز الهضمي في استنفار دائم 24 ساعة على 24 ساعة، وهو على استعداد مستمر لمباشرة وظيفته في أي وقت من الأوقات.

 

3. تجنب تناول الفاكهة قبل النوم

يدعي مناصرو هذه النظرية أن تناول الفاكهة قبل النوم يمكن أن يخلق بلبلة على صعيد دورات النوم.

الحقيقة. بشكل عام يمكن القول أن تناول أي وجبة قبل النوم يمكن أن يؤثر على دورات النوم، إلا أن هذا التأثير يكون أقل في حال تناول وجبة خفيفة في الليل قوامها الفاكهة الطازجة بالمقارنة مع الأغذية الأخرى خاصة الأطعمة المصنعة.

4. تناول الفاكهة قبل أو بعد الوجبة يقلل من قيمتها الغذائية

وفقا لهذه الأسطورة، اذا أكلت الفاكهة قبل أو بعد الوجبة مباشرة فإن قيمتها الغذائية تقل، ما يجعل جسمك لا يستفيد من عناصرها الغذائية على الوجه الأمثل.

الحقيقة. إن جسم الانسان مصمم ليكون فعالا قدر المستطاع عندما يتعلق الأمر باستخراج العناصر الغذائية من الطعام، فالأمعاء الدقيقة، التي يبلغ طولها 6 أمتار، مصممة لامتصاص أكبر قدر ممكن من المغذيات الموجودة في الفاكهة، سواء جرى تناولها على معدة فارغة أو مع وجبة.

5. تناول الفاكهة قبل أو بعد الوجبة هو الوقت الأنسب لمرضى السكري

 يدعي البعض أن تناول الفاكهة بشكل منفصل عن الوجبة، سواء كان قبلها أو بعدها، يحسن الهضم عند المصابين بداء السكري ويقلل من مخاطر تعرضهم لمشاكل هضمية.

الحقيقة. لا يوجد أي دليل علمي يدعم فكرة أن تناول الفاكهة بشكل منفصل عن الوجبات من شأنه أن يحسن عملية الهضم لدى مرضى السكري، ولعل الفارق الوحيد الذي يحدثه استهلاك الفاكهة هو أن السكر الموجود فيها يذهب إلى مجرى الدم بسرعة البرق ومن ثم ينخفض  بسرعة، وهذا بالطبع ليس في صالح المصاب بالسكري لأنه قد يشكو من الصداع والدوخة والتعب، وربما من حدوث ما هو أسوأ، الغيبوبة.

على مريض السكري أن يتحاشى أخذ الفاكهة بمفردها على معدة فارغة حتى ولو كان مصابا بكسل في المعدة. إن أفضل نصيحة على هذا الصعيد هي تناول الفاكهة مع وجبة كاملة أو وجبة خفيفة من أجل الحد من امتصاص السكر بسرعة، وبالتالي تقليل وقوع ارتفاعات مفاجئة في مستوى السكر في الدم.

6. لا تأكل الفاكهة بعد الساعة الثانية ظهراً

ينادي أنصار هذه الفكرة بأن تناول الفاكهة بعد الساعة 2 ظهرا يرفع مستوى السكر في الدم، وأن الجسم لا يملك الوقت الكافي لضبطه قبل النوم ما يؤدي إلى زيادة الوزن.

الحقيقة. لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأن الفاكهة ستسبب ارتفاعا في نسبة السكر في الدم في فترة ما بعد الظهر، إن أي طعام يحتوي على الكربوهيدرات يمكنه أن يرفع نسبة السكر في الدم، ومع ذلك فلا يوجد دليل على أن نسبة السكر في الدم سترتفع بعد الساعة 2 بعد الظهر أكثر من أي وقت آخر من اليوم. أيضا، لا يوجد أي دليل يشير إلى أن تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر سيؤدي إلى زيادة الوزن. في المختصر، إن الاستغناء عن الفاكهة بعد الساعة 2 ظهرا ليست له أي فوائد تذكر ولا يؤثر على الوزن.

 

ما هو أفضل وقت لتناول الفاكهة؟

إن الفاكهة غذاء صحي يمكن تناوله في أي وقت من الأوقات، ومع ذلك، فإن هناك ثلاثة استثناءات قد يكون التوقيت فيها مهماً:

الاستثناء الأول: سكري الحمل

قد تصاب المرأة الحامل بداء السكري أثناء الحمل جراء الاضطرابات الهرمونية الطارئة، التي تؤدي إلى عدم تحمل الكربوهيدرات وإلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. أشارت البحوث إلى أن المصابات بداء السكري الحملي قد يتعرضن لارتفاع أعلى في مستوى السكر في الدم بعد تناول وجبة الفطور بالمقارنة مع أوقات أخرى متأخرة، من هنا تنصح المصابات بعدم استهلاك كميات كبيرة من الفاكهة في الصباح.

الاستثناء الثاني: داء السكري

تحتوي الفاكهة على سكريات يمكنها أن تسافر بسرعة إلى مجرى الدم في حال أكلها وحدها بعيدا عن الوجبات، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث قفزات عالية في مستويات السكر في الدم.

ينصح مرضى السكري من أي نوع كان بتناول الفاكهة مع أطعمة أخرى أو وجبات غنية بالبروتينات والدهنيات والألياف، فهذا من شأنه أن يبطئ دخول سكريات الفاكهة إلى الأمعاء، ومنها إلى مجرى الدم، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاعات أقل في مستوى السكر في الدم مقارنة بتناول الفاكهة بمفردها.

الاستثناء الثالث: تخسيس الوزن

تحتوي الفاكهة على نسبة عالية من الألياف التي تساعد الشخص على الشعور بالشبع لفترة أطول من الوقت، ما يجعله يستهلك كميات أقل من الطعام، وبالتالي تناول سعرات حرارية أقل تؤدي إلى فقدان الوزن، وقد تبين أن هذا الأخير يكون أكثر وضوحا عند أخذ الفاكهة مع الوجبة أو قبلها مباشرة، من هنا ينصح أولئك الذين يريدون تخسيس أوزانهم أن يستعينوا بالفاكهة لتحقيق هذا الغرض.  

مسك الختام

إن الأساطير التي تنتشر هنا وهناك عن أفضل أو أسوأ وقت لتناول الفاكهة هي من نسج الخيال ولا أساس لها من الصحة، لعدم توفر الأدلة العلمية التي تدعمها، من هنا، وأيا كان الموعد الذي يتم اختياره لتناولها، فإنه يجب أن تكون الفاكهة جزءا لا يتجزأ من النظام الغذائي الصحي، كونها حافلة بالمغذيات الثمينة التي تمد الجسم بالصحة والعافية، شرط أن يتم ازدرادها كاملة مع قشرها وليس الاكتفاء بعصيرها فقط.  

 

المصادر:

Is there a best time to eat fruit? Facts and myths - Medical News Today

5 Myths About the Best Time to Eat Fruit (and the Truth) - Healthline

آخر تعديل بتاريخ
07 أغسطس 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.