كثيرًا ما نقرر تبني خيارات وعادات "أكثر صحية" في حياتنا، سعيًا للتحكم في الوزن، أو لتحسين جودة الغذاء، أو للحصول على قوام رياضي، أو للحفاظ على الصحة العامة للجسم؛ لكن بعض هذه الخيارات قد تكون لها بعض الآثار الجانبية المهمة، والتي يجب أن تكون واعيًا تمامًا بشأنها قبل أن تقرر تبنيها.
وفي هذا المقال سنستعرض بعضًا من أشهر هذه الخيارات والعادات الصحية المزعومة، مع لفت الانتباه لما قد يتضمنه تبنيها من آثار غير مرغوبة، وربما ضارة:
1. استخدام المُحليات الصناعية بدلًا من السكر
تتوفر في الصيدليات والأسواق العديد من مستحضرات التحلية الصناعية التي تحتوي على مواد مثل السوربيتول والمانيتول والزايليتول، والتي تضاف أيضًا إلى الكثير من المنتجات كالمياه الغازية، من أجل أن تصبح هذه المنتجات "خالية من السكر"، وبما أن هذه المواد لا تؤثر، بعكس السكر، على مستوى الجلوكوز في الدم، فإنها ستبدو كخيار أكثر صحية لمرضى السكر أو الراغبين في فقد الوزن.
لكن المشكلة هنا أن معظم هذه المُحليات تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي كالانتفاخ والإسهال، والأكثر خطورة أن هناك دراسات تعلن، بصورة شبه دورية، أن هذه المادة أو تلك هي مادة مسرطِنة محتملة، وتعلن الشركات الكبرى، بدورها، عن نواياها باستبدال هذه المادة واستعمال أخرى جديدة، كما أن هناك دراسة مهمة أظهرت أن تناول المُحليات الصناعية يفاقم إدمان الحلوى، ولهذا كله فالأفضل من تبني المُحليات الصناعية أن نحاول بالتدريج الاعتياد على استخدام أقل قدر ممكن من السكر الطبيعي.
اقــرأ أيضاً
2. اللجوء إلى الأطعمة الخالية من الجلوتين
هناك ما يعرف، تجاوزًا، بحساسية القمح، واسمه العلمي داء السيلياك Coeliac Disease وهو من أمراض المناعة الذاتية، يصيب الأمعاء الدقيقة باضطرابات تنتج كرد فعل من مادة الجلوتين الموجودة في القمح وغيره من الحبوب، متسببًا في أعراض معوية مزمنة كالإسهال والانتفاخ وآلام البطن، ويتوجب على مرضى هذا الداء أن يتجنبوا القمح ودقيقه وغيره من المنتجات التي تحتوي على الجلوتين.
غير أن هناك عددًا متزايدًا من الأصحاء يقبلون على الأطعمة الخالية من الجلوتين رغبةً في تجنب المعجنات وفقدان الوزن، لكن بعض أطباء التغذية البارزين حذَّروا من أن كثيرًا من المنتجات المصنَّعة "الخالية من الجلوتين" لا تخلو في الواقع من الكثير من السكر والملح والدهون (والسعرات الحرارية بالتالي) بينما تفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة كالألياف والمعادن، فإذا كنتَ تريد تجنب الجلوتين فالأفضل أن تلجأ إلى الأغذية الطبيعية التي تخلو منه، مع احتفاظها بقيمتها الغذائية في الوقت نفسه، كالفواكه والمكسرات والذرة والأرز البني وحبوب الشوفان والبقوليات ومنتجات الألبان والبروتين.
3. اختيار الحليب منزوع الدسم
بينما يتبادر إلى الذهن أن الحليب ومنتجات الألبان منزوعة الدسم هي اختيار أفضل وصحي أكثر، إلا أن دراسة سويدية طويلة الأمد أعلنت عام 2013 أن الأفراد الذين تناولوا الحليب بدسمه الكامل أظهروا، بعد 12 عامًا، سمنةً أقل في محيط الوسط من الأفراد الذين تناولوا منتجات الألبان منزوعة الدسم، فدهون الحليب الكاملة تلعب دورًا هامًا في إعطاء عملية الهضم وقتها الكافي، والوصول بالتالي إلى الإحساس بالشبع بصورة أسهل.
4. الامتناع عن تناول اللحوم
قد يتمتع النباتيون بصورة عامة بأجسام أكثر نحافة من أجسام أولئك الذين يتناولون اللحوم، لكن الدراسات أشارت إلى أن الوجبات الغنية بالبروتين الحيواني تُعطي إحساسًا بالشبع والامتلاء والرضا أكثر من الوجبات التي تقتصر على المكونات النباتية وحدها، وهو ما يجعل بعض المتجهين حديثًا إلى التغذية النباتية يميلون إلى تناول كميات كبيرة من الطعام للوصول إلى الشعور بالامتلاء، وبالتالي سُعرات أكثر، كما أن هناك مواد غذائية شديدة الأهمية يكون الحصول على قدر مناسب منها صعبًا في حال الاقتصار على النباتية، مثل فيتامين ب 12.
5. الاعتماد على المطهرات
يتجه الكثير من الناس إلى استعمال مطهرات الأيدي كبديل أسهل لغسيل الأيدي بالماء والصابون، لكن معظم أغلب هذه المستحضرات تعتمد على الكحول، الذي يؤدي استخدامه المتكرر إلى تدمير الزيوت الطبيعية للبشرة، وبالتالي إفساد كلٍّ من ليونتها ودفاعاتها الطبيعية ضد الجراثيم، كما أن هذه المطهرات لا تقتل كل أنواع الجراثيم كما تدَّعي دعاية المنتجات، وكذلك الحال بالنسبة لأنواع الصابون التي تحتوي على مضادات للبكتيريا؛ فقد أدى انتشار استخدامها في الواقع إلى نتائج عكسية تمامًا، بظهور أصناف جديدة من البكتيريا مقاوِمة لمعظم المضادات المعروفة، بل إن هناك بعض مضادات البكتيريا المستخدمة التي ثبتت علاقتها بالإصابة بالسرطان وتليف الكبد، مثل مادة ترايكلوسان Triclosan.. فلماذا نضيف إلى الصابون العادي - الذي خدم البشرية بكفاءة لعشرات القرون – مستحضرات طبية معقدة يُثبت مرور الزمن أن أضرارها أكبر كثيرًا من منافعها؟
وفي هذا المقال سنستعرض بعضًا من أشهر هذه الخيارات والعادات الصحية المزعومة، مع لفت الانتباه لما قد يتضمنه تبنيها من آثار غير مرغوبة، وربما ضارة:
1. استخدام المُحليات الصناعية بدلًا من السكر
تتوفر في الصيدليات والأسواق العديد من مستحضرات التحلية الصناعية التي تحتوي على مواد مثل السوربيتول والمانيتول والزايليتول، والتي تضاف أيضًا إلى الكثير من المنتجات كالمياه الغازية، من أجل أن تصبح هذه المنتجات "خالية من السكر"، وبما أن هذه المواد لا تؤثر، بعكس السكر، على مستوى الجلوكوز في الدم، فإنها ستبدو كخيار أكثر صحية لمرضى السكر أو الراغبين في فقد الوزن.
لكن المشكلة هنا أن معظم هذه المُحليات تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي كالانتفاخ والإسهال، والأكثر خطورة أن هناك دراسات تعلن، بصورة شبه دورية، أن هذه المادة أو تلك هي مادة مسرطِنة محتملة، وتعلن الشركات الكبرى، بدورها، عن نواياها باستبدال هذه المادة واستعمال أخرى جديدة، كما أن هناك دراسة مهمة أظهرت أن تناول المُحليات الصناعية يفاقم إدمان الحلوى، ولهذا كله فالأفضل من تبني المُحليات الصناعية أن نحاول بالتدريج الاعتياد على استخدام أقل قدر ممكن من السكر الطبيعي.
2. اللجوء إلى الأطعمة الخالية من الجلوتين
هناك ما يعرف، تجاوزًا، بحساسية القمح، واسمه العلمي داء السيلياك Coeliac Disease وهو من أمراض المناعة الذاتية، يصيب الأمعاء الدقيقة باضطرابات تنتج كرد فعل من مادة الجلوتين الموجودة في القمح وغيره من الحبوب، متسببًا في أعراض معوية مزمنة كالإسهال والانتفاخ وآلام البطن، ويتوجب على مرضى هذا الداء أن يتجنبوا القمح ودقيقه وغيره من المنتجات التي تحتوي على الجلوتين.
غير أن هناك عددًا متزايدًا من الأصحاء يقبلون على الأطعمة الخالية من الجلوتين رغبةً في تجنب المعجنات وفقدان الوزن، لكن بعض أطباء التغذية البارزين حذَّروا من أن كثيرًا من المنتجات المصنَّعة "الخالية من الجلوتين" لا تخلو في الواقع من الكثير من السكر والملح والدهون (والسعرات الحرارية بالتالي) بينما تفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة كالألياف والمعادن، فإذا كنتَ تريد تجنب الجلوتين فالأفضل أن تلجأ إلى الأغذية الطبيعية التي تخلو منه، مع احتفاظها بقيمتها الغذائية في الوقت نفسه، كالفواكه والمكسرات والذرة والأرز البني وحبوب الشوفان والبقوليات ومنتجات الألبان والبروتين.
3. اختيار الحليب منزوع الدسم
بينما يتبادر إلى الذهن أن الحليب ومنتجات الألبان منزوعة الدسم هي اختيار أفضل وصحي أكثر، إلا أن دراسة سويدية طويلة الأمد أعلنت عام 2013 أن الأفراد الذين تناولوا الحليب بدسمه الكامل أظهروا، بعد 12 عامًا، سمنةً أقل في محيط الوسط من الأفراد الذين تناولوا منتجات الألبان منزوعة الدسم، فدهون الحليب الكاملة تلعب دورًا هامًا في إعطاء عملية الهضم وقتها الكافي، والوصول بالتالي إلى الإحساس بالشبع بصورة أسهل.
4. الامتناع عن تناول اللحوم
قد يتمتع النباتيون بصورة عامة بأجسام أكثر نحافة من أجسام أولئك الذين يتناولون اللحوم، لكن الدراسات أشارت إلى أن الوجبات الغنية بالبروتين الحيواني تُعطي إحساسًا بالشبع والامتلاء والرضا أكثر من الوجبات التي تقتصر على المكونات النباتية وحدها، وهو ما يجعل بعض المتجهين حديثًا إلى التغذية النباتية يميلون إلى تناول كميات كبيرة من الطعام للوصول إلى الشعور بالامتلاء، وبالتالي سُعرات أكثر، كما أن هناك مواد غذائية شديدة الأهمية يكون الحصول على قدر مناسب منها صعبًا في حال الاقتصار على النباتية، مثل فيتامين ب 12.
5. الاعتماد على المطهرات
يتجه الكثير من الناس إلى استعمال مطهرات الأيدي كبديل أسهل لغسيل الأيدي بالماء والصابون، لكن معظم أغلب هذه المستحضرات تعتمد على الكحول، الذي يؤدي استخدامه المتكرر إلى تدمير الزيوت الطبيعية للبشرة، وبالتالي إفساد كلٍّ من ليونتها ودفاعاتها الطبيعية ضد الجراثيم، كما أن هذه المطهرات لا تقتل كل أنواع الجراثيم كما تدَّعي دعاية المنتجات، وكذلك الحال بالنسبة لأنواع الصابون التي تحتوي على مضادات للبكتيريا؛ فقد أدى انتشار استخدامها في الواقع إلى نتائج عكسية تمامًا، بظهور أصناف جديدة من البكتيريا مقاوِمة لمعظم المضادات المعروفة، بل إن هناك بعض مضادات البكتيريا المستخدمة التي ثبتت علاقتها بالإصابة بالسرطان وتليف الكبد، مثل مادة ترايكلوسان Triclosan.. فلماذا نضيف إلى الصابون العادي - الذي خدم البشرية بكفاءة لعشرات القرون – مستحضرات طبية معقدة يُثبت مرور الزمن أن أضرارها أكبر كثيرًا من منافعها؟