تُفسد عوادم السيارات وحرق القمامة الهواء، ولعل أخطر ما في الأمر هو انتشار الجسيمات المجهرية الملوثة (PM)، التي هي أصغر بكثير من شعرة رأس الإنسان، وهي تنتج من تفاعل المواد الكيميائية الناتجة عن حرق الوقود في الجو، وبمجرد تكوين هذه الجسيمات، يمكن للرياح نقلها عبر مسافات طويلة لتستقر في صدور الناس، ولكن إلى أي مدى يمكن لأقنعة الوقاية من التلوث أن تحمينا فعلاً من أضرار التلوث؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
اقــرأ أيضاً
* الجسيمات التي تلوث الهواء
يوجد أنواع كثيرة من الجسيمات المجهرية الملوثة التي يمكن لها أن تلوث الهواء نورد هنا أهمها:
1- معادن الكروم والكادميوم والنيكل والرصاص
ومصدرها الإضافات التي تضاف في صناعة العجلات والمكابح ووقود السيارات.
2- المركبات المعدنية كالكالسيوم والحديد والسليكون والألمنيوم.. وهي تصدر عن أماكن إنشاء الأبنية.
3- السلفات والنترات.. وهي تنتج من التفاعلات التي تحدث في الغلاف الجوي.
4- الكربون العضوي والعنصري.. وهما ينتجان من حرق الوقود بكافة أشكاله.
5- جسيمات الملح.. ومصدرها ملح الطريق وملح البحر.
* فائدة ارتداء الأقنعة
في دراسة نشرت عام 2012، وجد الباحثون أن الحد من التعرض الشخصي لتلوث الهواء بالجسيمات يحسن صحة القلب والأوعية الدموية لدى مرضى القلب التاجي؛ إذْ يزيد التعرض لتلوث الهواء من الأمراض والوفيات القلبية الوعائية، ويشكل مصدر قلق عالمي رئيسي للصحة العامة.
وفي دراسة أخرى نشرت عام 2017، تبين للباحثين فيها أن ارتداء القناع يرتبط بالتأثيرات الإيجابية مثل التخفيضات قصيرة الأجل في ضغط الدم، والزيادات في تقلب معدل ضربات القلب، لكن الحد من التعرض المرتبط بهذه التأثيرات غير معروف.
كما وجد الباحثون أن كفاءة الترشيح لقناع الوجه لا تترجم بالضرورة إلى تقليل التعرض المستمر للأفراد، حيث إنّ بعض الأقنعة التي يتم تسويقها على أنها ذات كفاءة عالية في تقليل التعرض للجسيمات لا تحقق المستوى المطلوب من التعرض المطالب به عندما يرتديها الأفراد.
حتى أفضل الأقنعة أداءً لم تقلل التعرض باستمرار، لذلك تنصح هذه الدراسة بأنه يجب إجراء اختبارات صارمة وموحدة، بما في ذلك التجارب التطوعية، لضمان فعالية جميع أقنعة الوجه المتاحة للاستخدام ضد تلوث الهواء.
علاوة على ذلك، ينبغي إطلاع المستهلكين والمنظمين بشكل أفضل على تأثيرات التعرض لأنواع القناع المختلفة، وكيفية التأكد من أن الأقنعة مناسبة.
اقــرأ أيضاً
* القماش مقابل الورق
في جميع أنحاء العالم النامي، ينتقل ملايين الأشخاص إلى المدن، حيث يتعرضون يومياً لمستويات خطيرة من تلوث الهواء؛ إذْ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد فشلت 98% من المدن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في تلبية إرشادات الوكالة بشأن جودة الهواء، مقارنة بـ 56% في البلدان مرتفعة الدخل.
ففي يوم سيئ في نيودلهي، قد ترتفع مستويات التلوث في الساعة إلى 350 ميكروغراما لكل متر مكعب من الجسيمات المجهرية الملوثة، مقارنةً بارتفاع 20 ميكروغراما لكل متر مكعب في يوم ملوث في هيوستن.
وفي دراسة أجريت عام 2016، قام الباحثون بمقارنة ستة أنواع من أقنعة الوجه المصنوعة من مواد مختلفة بما في ذلك القماش والورق والبولي بروبيلين، ولقياس مدى حمايتها لمرتديها، قام الباحثون بتوصيل كل قناع برأس مصنوع من الفوم (الفلين الصناعي) في غرفة مغلقة، ثم غمروا الغرفة بالجسيمات المجهرية الملوثة، وقياس الفرق بين التركيز في الغرفة والمستويات التي مرت بكل قناع.
كان الباحثون مهتمين بشكل خاص بأقنعة وجه القماش الرخيصة التي تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم النامي، وهي ببساطة عبارة عن قطعة من القماش القابل للمطّ، حيث يتم وضعها على الفم والأنف وتثبّت في مكانها بواسطة حلقات الأذن المطاطية، ويمكن شراؤها بأقل من دولار أميركي واحد، ويتم غسلها وإعادة استخدامها عدة مرات، بحيث تكون في متناول سكان المدن ذوي الدخل المنخفض.
* الجسيمات التي تلوث الهواء
يوجد أنواع كثيرة من الجسيمات المجهرية الملوثة التي يمكن لها أن تلوث الهواء نورد هنا أهمها:
1- معادن الكروم والكادميوم والنيكل والرصاص
ومصدرها الإضافات التي تضاف في صناعة العجلات والمكابح ووقود السيارات.
2- المركبات المعدنية كالكالسيوم والحديد والسليكون والألمنيوم.. وهي تصدر عن أماكن إنشاء الأبنية.
3- السلفات والنترات.. وهي تنتج من التفاعلات التي تحدث في الغلاف الجوي.
4- الكربون العضوي والعنصري.. وهما ينتجان من حرق الوقود بكافة أشكاله.
5- جسيمات الملح.. ومصدرها ملح الطريق وملح البحر.
* فائدة ارتداء الأقنعة
في دراسة نشرت عام 2012، وجد الباحثون أن الحد من التعرض الشخصي لتلوث الهواء بالجسيمات يحسن صحة القلب والأوعية الدموية لدى مرضى القلب التاجي؛ إذْ يزيد التعرض لتلوث الهواء من الأمراض والوفيات القلبية الوعائية، ويشكل مصدر قلق عالمي رئيسي للصحة العامة.
وفي دراسة أخرى نشرت عام 2017، تبين للباحثين فيها أن ارتداء القناع يرتبط بالتأثيرات الإيجابية مثل التخفيضات قصيرة الأجل في ضغط الدم، والزيادات في تقلب معدل ضربات القلب، لكن الحد من التعرض المرتبط بهذه التأثيرات غير معروف.
كما وجد الباحثون أن كفاءة الترشيح لقناع الوجه لا تترجم بالضرورة إلى تقليل التعرض المستمر للأفراد، حيث إنّ بعض الأقنعة التي يتم تسويقها على أنها ذات كفاءة عالية في تقليل التعرض للجسيمات لا تحقق المستوى المطلوب من التعرض المطالب به عندما يرتديها الأفراد.
حتى أفضل الأقنعة أداءً لم تقلل التعرض باستمرار، لذلك تنصح هذه الدراسة بأنه يجب إجراء اختبارات صارمة وموحدة، بما في ذلك التجارب التطوعية، لضمان فعالية جميع أقنعة الوجه المتاحة للاستخدام ضد تلوث الهواء.
علاوة على ذلك، ينبغي إطلاع المستهلكين والمنظمين بشكل أفضل على تأثيرات التعرض لأنواع القناع المختلفة، وكيفية التأكد من أن الأقنعة مناسبة.
* القماش مقابل الورق
في جميع أنحاء العالم النامي، ينتقل ملايين الأشخاص إلى المدن، حيث يتعرضون يومياً لمستويات خطيرة من تلوث الهواء؛ إذْ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد فشلت 98% من المدن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في تلبية إرشادات الوكالة بشأن جودة الهواء، مقارنة بـ 56% في البلدان مرتفعة الدخل.
ففي يوم سيئ في نيودلهي، قد ترتفع مستويات التلوث في الساعة إلى 350 ميكروغراما لكل متر مكعب من الجسيمات المجهرية الملوثة، مقارنةً بارتفاع 20 ميكروغراما لكل متر مكعب في يوم ملوث في هيوستن.
وفي دراسة أجريت عام 2016، قام الباحثون بمقارنة ستة أنواع من أقنعة الوجه المصنوعة من مواد مختلفة بما في ذلك القماش والورق والبولي بروبيلين، ولقياس مدى حمايتها لمرتديها، قام الباحثون بتوصيل كل قناع برأس مصنوع من الفوم (الفلين الصناعي) في غرفة مغلقة، ثم غمروا الغرفة بالجسيمات المجهرية الملوثة، وقياس الفرق بين التركيز في الغرفة والمستويات التي مرت بكل قناع.
كان الباحثون مهتمين بشكل خاص بأقنعة وجه القماش الرخيصة التي تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم النامي، وهي ببساطة عبارة عن قطعة من القماش القابل للمطّ، حيث يتم وضعها على الفم والأنف وتثبّت في مكانها بواسطة حلقات الأذن المطاطية، ويمكن شراؤها بأقل من دولار أميركي واحد، ويتم غسلها وإعادة استخدامها عدة مرات، بحيث تكون في متناول سكان المدن ذوي الدخل المنخفض.
في الاختبارات التي أجريت، كان أداء الأقنعة الأكثر شيوعاً في البلدان النامية ضعيفاً للغاية، حيث أزالت فقط 15 إلى 57% من الجسيمات من الهواء الذي مرت بها، وهذا يعني أنه في يوم ملوث في نيودلهي يمكن أن تمرّ 85% من الجسيمات المجهرية الملوثة عبر القناع والوصول إلى رئة مرتديها، وهو ما يعادل حوالي 300 ميكروغرام لكل متر مكعب من الجسيمات المجهرية الملوثة، أي أعلى بعشرة أضعاف من معايير منظمة الصحة العالمية الخاصة بالجسيمات المجهرية الملوثة.
للمقارنة، تمّ اختبار أقنعة الوجه المعتمدة من N95، والتي تصنّع من مادة البولي بروبيلين، وهي مادة صناعية غير منسوجة، وعندما تم اختبار هذه الأقنعة في ظل ظروف المختبر الخاضعة للرقابة، وذلك باستخدام الجسيمات المصنوعة من كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) التي يبلغ قطرها 300 نانومتر، وجد أنها تزيل 95% من الجسيمات.
لقد وضعت هذه المعايير لتوفير الحماية الكافية للعمال الذين يضطرون للعمل مؤقتاً وتحمّل التعرض الشديد أثناء أداء وظائف مثل التعدين والآلات وغيرها من المهن الخطرة.
الأقنعة الأخرى، بما في ذلك القماشية والسليلوزية ذات الطيّات، كان أداؤها يقترب من أداء أقنعة N95، ومع ذلك، لم يكن أي من الأقنعة التي تمّ اختبارها - بما في ذلك أقنعة N95 - فعالا بشكل خاص في تصفية مزيج من عادم سيارة الديزل والهواء، والذي قد يواجهه سكان المدينة في شارع مزدحم في أي مكان في العالم.
على الرغم من أنه تم التركيز على الجسيمات المجهرية الملوثة، فمن المهم أن نلاحظ أن التعرض لتلوث الهواء يتضمن مزيجاً واسعاً من المواد الكيميائية المختلفة، والعديد من المصادر المختلفة، والجسيمات المجهرية ذات الأحجام المختلفة العديدة التي يمكن أن تتغير في الواقع بمرور الوقت.
من ناحيةٍ أخرى، وبشكل عام، فإنّ كل الأقنعة التي تمّ اختبارها عملت جيداً بشكل معتدل للحماية من الجسيمات كبيرة الحجم، حيث قدمت الأقنعة الرخيصة منها حماية محدودة للغاية من الجسيمات الدقيقة، ولم يوفر أي قناع حماية بنسبة 100٪.
وتتوافر الأقنعة بأشكال وأحجام مختلفة، ومن المهم التأكد من استخدامها بشكل صحيح، وضبط الأقنعة والتأكد من ملاءمتها بشكل مريح على وجهك؛ مما يسهم في تسريب الجسيمات المجهرية الملوثة لداخل الجهاز التنفسي.
* الحاجة إلى خيارات أفضل
في المدن شديدة التلوث، تكون الجسيمات المجهرية الملوثة في كثير من الأحيان أصغر بكثير من 300 نانومتر والتي تم استخدامها في المختبر، وخاصة بالقرب من مصادر الاحتراق مثل السيارات والشاحنات أو الحرائق المفتوحة، وبالتالي فإنه كلما صغر حجم الجسيمات، صعبت تصفيتها.
حتى أقنعة N95 غير مصممة لمراعاة مصادر تلوث الهواء في المناطق الحضرية التقليدية، وهذا يعني أنه حتى لو كان المستخدمون في العالم النامي يستخدمون أقنعة N95 - التي لا يستطيع الكثير منهم تحملها - فإن جزءاً كبيراً من هذه الجسيمات الضارة لا يزال يصل إلى رئتي كل منهم.
صمم بعض المبتكرون أقنعة قماش للمستهلك، وهذه الأقنعة تشبه أقنعة N95 المعتمدة، وتتوافق أيضاً مع معايير N95، وحتى الآن لا تزال هذه الأقنعة قيد التجريب.
لكن بالنسبة لمعظم العالم النامي، لا يمكن تحمل تكلفة هذه المنتجات، لذلك من المحتمل أن يستمر معظم السكان في المدن الملوثة في استخدام أقنعة القماش الرخيصة، والتي نعرف الآن أنها لا تحمي كما يجب.
* هل من الممكن تصميم قناع بأسعار معقولة يوفر حماية أفضل؟
محتمل، ولكن حتى يحدث ذلك، لا يمكننا السماح لمستخدمي هذه الأقنعة بافتراض أنهم محميون تماماً من تلوث الهواء.
إذْ يوفر عدد من هذه الأقنعة بعض الحماية على الأقل، وهو أفضل من لا شيء. لكن يجب على الأشخاص أيضاً تخفيف درجة تعرضهم للتدخين أو مكان العيش الملوث أو السفر في الشوارع التي تسدها حركة المرور، ريثما تحلّ مشكلة تلوث الهواء في المصدر.
* ما يجب أن نفعله
لنفرض أننا مجبرون على العيش في مدينة أو مكان يعجّ ويضجّ بالملوثات، حينها يمكننا اتباع النصائح الآتية:
1- بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في الأماكن المفتوحة لساعات طويلة؛ مثل عمال البناء، ينبغي أن يُزوَّدوا بأجهزة تنفس متخصصة، ذات جودة عالية، وأن يحصلوا على قَدْر جيد من التدريب على استخدامها.
2- عند الخروج إلى الأماكن المفتوحة، ينبغي أن يحرص الأشخاص على البقاء بعيداً عن نقاط الازدحام المروري عند السير، أو عند ممارسة التمرينات الرياضية.
3- عند ارتفاع نِسَب التلوث؛ فإن الجلوس في أماكن مغلقة هو الطريقة الأكثر أماناً، مع تجنّب المرء لملوثات الأماكن المغلقة؛ مثل دخان التبغ.
4- يجب أن نعرف كيف نستخدم أقنعة الوجه ذات المقاس المناسب؛ بهدف الوقاية من العدوى، وكذلك من أجل الوقاية من تلوث الهواء.
5- يجب على راكبي الدراجات البحث عن مسارات تبعد عن الطرق المزدحمة بالسيارات، كما ينبغي على قائدي السيارات إغلاق نوافذ سياراتهم.
6- عند ارتفاع نِسَب التلوث، يكون من الأفضل عدم ركوب الدراجات، بدلًا من ركوبها مع ارتداء قناع.
* خلاصة القول
يسبب التعرض للجسيمات ما يقرب من ستة ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام، وتحدث معظم هذه الوفيات عندما يتم التعرض للجسيمات المجهرية الملوثة التي تتسبب في نوبات قلبية أو سكتات دماغية أو أمراض الرئة، لذلك لا يدرك الكثير من الناس أن تلوث الهواء هو السبب الكامن وراءه.
وقد أظهرت نتائج الدراسات أنه لا يوجد قناع فعال بنسبة 100%، وأن أقنعة القماش الرخيصة التي يستخدمها كثير من الناس في الدول النامية توفر أحياناً حماية قليلة جداً.
لذلك، هناك حاجة إلى الحد من تلوث الهواء في المجتمعات أفراداً وحكومات، وتوفير استراتيجيات حماية أفضل عن طريق تثقيف الناس حول طرق تجنب التعرض له.