كثيرا ما يسمى بنظام الغذاء الصحي (Healthy Diet) وذلك لأنه نظام صحي عام، قد ينتفع به الكثير من الناس حتى ممن لا يعانون من اضطرابات، وكذلك للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وذلك لخلوه من المواد الصناعية، وهو يصنف كأحد أنظمة "الامتناع" بل هو من أشهرها.
يخضع هذا النظام مثله مثل الأنظمة العلاجية الأخرى إلى العديد من الدراسات والأبحاث للتأكد من جدواه وتحسين نتائجه.
* أسس نظام فينغولد الغذائي
يعتمد النظام على ثلاثة مبادئ محورية:
1- يحتاج الإنسان عامة، والمرضى خاصة إلى اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والبروتين، والدهون النافعة، وذلك لاحتوائه على العناصر الغذائية الأساسية لأجسادهم حتى تعمل بكفاءة، وتقاوم الأمراض مثل الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الدهنية الأساسية، والأحماض الأمينية.
2- يجب على الإنسان أن يتجنب المواد الضارة التي تؤثر في كفاءة أجهزته -سواء كان مريضا أم لا- بما في ذلك إزالة الإضافات، والمواد الحافظة، ومكسبات اللون، والطعم والنكهة.
3- هناك بعض المواد الأخرى الهامة والمفيدة لمعظم الناس، ولكن في بعض الأمراض تسبب هذه المواد ضرراً محتملاً؛ فيفضل الامتناع عنها مثل الفينولات والسليسيلات (phenols & salicylates) التي قد تسبب فرط الحركة والسلوك غير الطبيعي.
فالنظام يتلخص في إضافة الغذاء الجيد، والامتناع عن الغذاء الضار، واكتشاف الأغذية التي قد تسبب الحساسية وتجنبها.
* شرح النظام الغذائي
- تناول 3-4 حصص من الخضراوات المغذية، و1-2 حصة من الفواكه يومياً؛ مع العلم أن عصير الفاكهة أقل فائدة من تناول الفاكهة بكاملها.
- تناول على الأقل 1-2 حصة من البروتين يوميا (اللحوم، الدجاج، البيض، والفول)؛ إلا إذا أظهر الطفل زيادة فى التهيج بين وجبات البروتين، قلل كم البروتين في الوجبة الواحدة، ولكن لا تمنعه.
- تجنب الصودا والحلوى.
- تجنب المأكولات السريعة (Junk food) مثل البسكوت، ورقائق البطاطس المقلية، والهامبرغر، والسجق فهي تحتوي على سعرات حرارية فارغة، ودهون متحولة، ومواد حافظة.
- قلل كثيراً أو تجنب الأطعمة المقلية أو الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة (trans fats).
- نظام فينغولد الغذائي يسمح بالسكر والستيفيا (نوع من المحليات)، ولكن يمنع المحليات الاصطناعية مثل الأسبارتام والسكرالوز والسكرين.
- تجنب الألوان الاصطناعية، والنكهات الاصطناعية، والمواد الحافظة.
- حاول على قدر الإمكان التحول إلى الأطعمة العضوية لأنها تحتوي على مستويات أقل من المبيدات الحشرية؛ فالحليب والدجاج العضوي يحتويان على مستويات أعلى من الأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا 3) والفوسفور؛ وهو معدن أساسي، أما إذا كنت ستتناول الأطعمة غير العضوية فاحرص على غسل الفواكه والخضار جيداً، وقم بتقشير الطبقة الخارجية، وقم بنقع الحبوب والبقول عدة ساعات مع تغيير المياه.
- تجنب الأغذية العالية المحتوى من الفينولات مثل الزبيب والخوخ والفراولة والتوت والمشمش والجوافة والبرتقال والفلفل الأخضر والطماطم والتفاح الأحمر وحب الهال (الحبهان) والقرنفل والشبت وعرق السوس والفلفل الحلو والمخللات والينسون والقرفة والكمون والكاري والخردل والكركم والزعتر.
- تجنب الأطعمة والمنتجات عالية السليسيلات مثل الأسبرين وبعض أنواع معجون الأسنان وغسول الفم وأدوية السعال والعلكة والفواكه المجففة والكاري والبابريكا.
يستمر النظام بصرامة شديدة لمدة أسابيع ثم - في كثير من الأحيان - يبدأ الطبيب بإرجاع بعض هذه العناصر إلى النظام الغذائي، واحدة تلو الأخرى؛ حتى يتبين المادة التي تسبب الحساسية الغذائية، ومن ثم نمتنع عنها دون غيرها.
* الفوائد المتوقعة
- الخضروات والفواكه تحتوي على الفيتامينات والمعادن، والمغذيات النباتية اللازمة لتحسين الصحة العقلية والجسدية.
- يقوم البروتين بتوفير الأحماض الأمينية، وهي بمثابة اللبنات الأساسية للناقلات العصبية والإنزيمات والعمليات الحيوية بالجسم.
- المضافات الغذائية والألوان الاصطناعية والنكهات والمواد الحافظة (مثل بنزوات الصوديوم) يمكن أن تثير الأفراد ذوي الحساسية تجاهها، مما يسبب مشاكل في السلوك والصحة وفرط النشاط، ويفتقر الأفراد المصابون بالتوحد إلى الكبريتات (sulfate) اللازمة لإزالة السموم المتكونة من المضافات الغذائية والمواد الحافظة؛ فتتحسن صحتهم النفسية والعقلية والبدنية كثيراً مع تجنب تلك المواد.
- الأغذية العضوية تحوي مستويات أقل من المبيدات، وجدت إحدى الدراسات أن من يعيشون بالقرب من المناطق ذات الاستخدام العالي من المبيدات الزراعية لديهم نسب أعلى من المصابين بالتوحد، كما أن كثرة استخدام المبيدات الحشرية داخل المنزل قد يمثل خطراً مماثلاً.
عند اتباع هذه الإرشادات لاحظ الكثير من الأهل تحسنا ملحوظا في السلوك العدائي وفرط الحركة، ولكن هذا البرنامج له عدة عيوب منها أن الأطعمة المسموحة قد تكون مكلفة مع وقت وجهد كبيرين لإعداد الوجبات، وصعوبة إيجاد الأطعمة الخالية من الإضافات الصناعية في المتاجر.
ولصعوبة تطبيق النظام وخلوه من الكثير من المغذيات لا بد أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص من البداية وحتى إعادة إدخال الأطعمة.
اقرأ أيضاً:
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ملف)
المختصر المفيد عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
علاقة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالغذاء
"الوجبات المقيدة" لعلاج اضطراب فرط الحركة