تحثّ منظمة السكّري المسلمين الذين يعانون من مرض السكري، والذين يُخططّون لأداء فريضة الحج، على التخطيط قبل الحدث لكيفية تدبير حالتهم الصحيّة أثناء تأديتهم مناسك الحج، لذا تابع القراءة لمعرفة المزيد عن الحج والسكري في هذا المقال.
الحج والسكري
الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب ديني على كل مسلم بالغ قادر على القيام به بشكل فرض مرة واحدة في حياته مصداقًا لقوله تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، ومن أنواع القدرة التي حددها الشرع: القدرة الجسدية، لأن فريضة الحج تتطلّب من الحاجّ بذل جهد بدني كبير. خلال أداء مناسك الحج، قد يسير الحجاج لمسافة تصل إلى 20 كيلومترًا في اليوم، لذلك تشجّع منظمة السكّري المسنين الذين يعانون من مرض السكري على استشارة الطبيب قبل السفر، وفحص أقدامهم إذا كانت لديهم أي مخاوف صحية، وذلك لأن مشكلات القدم تعتبر من المضاعفات المعروفة لمرض السكري.
من المهم أن يرتدي كل مصاب بداء السكري أحذية مناسبة للمشي لمسافات طويلة طوال فترة الحج، وأن يفحصوا أقدامهم كل يوم بحثاً عن أي شيء غير عادي، مثل البقع المؤلمة أو الجلد المتصلّب أو شقوق الجلد. يمكن لمرضى السكري أداء مناسك الحج بعد إجراء الفحص الطبي ومعرفة مدى ملاءمة حالتهم الصحية لأداء فريضة الحج، لكن يجب أن يكونوا على دراية بما قد يتعرّضون له خلال ذلك، مثل:
- نقص السكّر في الدم، والذي قد يحدث نتيجة الإجهاد والتعرّض للحرارة، وتغيّر الطعام ونظام الأكل.
- إصابة أو تقرّحات في القدمَين أو غيرهما، بسبب الحركة الزائدة والتزاحم.
- تقشر الجلد السكري بسبب التعرّق المُفْرِط، أو اضطراب مستوى السكر في الدم.
نصائح وإرشادات عامّة للحجاج المصابين بالسكري لتجنّب هذه المشكلات:
الطقس الحار مع الجهد البدني وتعب السفر يعني ضرورة اتخاذ احتياطات إضافية، لذا توصي منظمة السكري ببعض النصائح والإجراءات لتجنّب الوقوع بالمشكلات الصحيّة لأي شخص يسافر لأداء مناسك الحج:
- انتبه إلى فَرْق التوقيت بين دولتك والمملكة العربية السعودية، وفكِّر في كيفية تأثير ذلك على الوقت الذي تتناول فيه دواء السكري.
- إذا كنت تتلقّى جرعات إنسولين، فقد يؤثّر المناخ الحار في المملكة العربية السعودية على طريقة عمل الإنسولين، لذا تأكّد من إجراء اختبار السكر بانتظام.
- إذا كنت تحمل الإنسولين وأدوات حادّة مثل الإبر، تأكد من حصولك على خطاب خاص من طبيبك العام للسماح بمرور هذه الأدوات معك خلال السفر بالطائرة.
- خُذ معك ضِعْف كمية الإمدادات الطبية التي تستخدمها عادة لمرض السكري، بالإضافة لبعض الوجبات الخفيفة احتياطًا في حال تأخر طائرتك، واتَّبِعْ النظامَ الغذائي حسب تعليمات الطبيب.
- ارْتدِ سوارًا حول الرّسغ، أو احمل بطاقة تعريفية تفيد بأنك مصاب بالسكري، وما هو العلاج الذي تتناوله.
- خذ مقياس السكر في الدم معك لقياس مستوى السكر في الدم بشكل يومي ومنتظم، خاصة عندما تشعر بانخفاض مستوى السكر في الدم.
- تأكّد من الاحتفاظ بالإنسولين في مكان بارد أثناء نقله وتخزينه، ووضعه في حاوية مناسبة، أو في الثلاجة بمكان الإقامة.
- يوصَى بعدم بدء الطواف أو السير بين الصفا والمروة إلا بعد تناول العلاج والغذاء الكافي، وذلك لمنع حدوث انخفاض في مستوى السكر في الدم.
- توقَّف مؤقتاً عن أداء الطقوس عند الشعور بأعراض نقص السكر في الدم.
- شرب الماء بكميات مناسبة وبانتظام.
- احرص على تناول لقاح الإنفلونزا ولقاح حمى السحايا قبل السفر بأسبوعين على الأقل.
- استخدم القناع لحماية نفسك في الأماكن المزدحمة والمغلقة.
- انتبه إلى تسلخات القدم والفخذ وعالجها مبكرًا.
- اذهب إلى الطوارئ إذا أصبت بالحمى.
في الختام، يُشدد الأطباء على أهمية اتباع النصائح الطبية لمرضى السكّري أثناء أداء مناسك الحج، فالالتزام بالنظام الغذائي المتوازن، ومراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، وضبط تناول الأدوية والإبر، كلها عوامل حيوية للحفاظ على الصحة والسلامة خلال هذه التجربة الروحية المهمة. كما ينبغي على المرضى مشاركة معلوماتهم الطبية مع الفريق الطبي المرافق لهم خلال الحج، والبقاء على اتصال دائم لتلقي الإرشادات والمساعدة في أي ظرف طارئ. بالتزامن مع الروحانية والعبادة، يمكن لمرضى السكّري الاستمتاع بتجربة الحج والسكري بأمان وسلامة من خلال اتباع الإرشادات الطبية المناسبة.