نزلة البرد والأدوات المنزلية التي يجب تنظيفها
يمكن أن تستمر العدوى الفيروسية بشكل عام لمدة تصل إلى أسبوعين، لذا؛ فإن تطهير المساحات المشتركة مع الآخرين أمر بالغ الأهمية، ويعد هذا أمراً مهماً سواء كنت تحاول حماية الآخرين، أو تسعى لتجنب الإصابة مرة أخرى بأي نوع آخر من أنواع الإنفلونزا الموسمية أو نزلة البرد.
من المعروف أن نزلة البرد الشائعة تَنتج عن الإصابة بمجموعة من الفيروسات التي تنتقل في الغالب عن طريق الهواء، وتنتشر من أشخاص آخرين مصابين بالمرض، وأكد الخبراء أنه من الضروري تنظيف وتعقيم بعض الأدوات المنزلية بعد إصابتك بالمرض. سنشرح لك في هذا المقال كيفية تنظيف هذه الأدوات، وسنقدم لك بعض النصائح للحفاظ على منزلك نظيفًا في موسم البرد والإنفلونزا.
ففي حين أن تنظيف منزلك بالكامل سيكون مثالياً لقول "وداعاً" للجراثيم الموسمية، فإن هناك بعض الأشياء والأدوات التي تستحق اهتمامك أولاً.
اغسل ملّاءات السرير والوسائد (البيّاضات) بعد الشفاء من نزلة البرد
بعد التعافي من نزلة البرد أو الإنفلونزا، تأكَّد من أن جميع الملّاءات البيضاء في غرفة النوم قد تم وضعها في الغسالة. أكّد الأطباء أن هناك احتمالًا لانتشار فيروس الإنفلونزا والفيروسات التنفسية من خلال غرفة النوم التي من الممكن أن تكون أكثر مناطق المنزل الموبوءة بالجراثيم أثناء مرضك، لذلك ابدأ بتنظيفها وتعقيمها وتهويتها جيداً.
اغسل المناشف بشكل متكرر أثناء وبعد نزلة البرد
كما هو الحال مع ملاءات السرير والوسائد، يمكن للمناشف أن تحمل بقايا العدوى وتنتقل إلى أفراد الأسرة الآخرين. يعتبر غسل أو تغيير المناشف أمراً ضرورياً، لأنها يمكن أن تكون ملوثة بسوائل الجسم بفيروسات مسببة للأمراض والعدوى التنفسية.
أكّد الأطباء على أن أعراض نزلة البرد الشائعة تترافق عادة بأعراض سيلان الأنف والسعال، ويمكن أن تنفث سوائل الجسم التي تحمل الفيروسات في الهواء، وغالباً ما تهبط الجراثيم والقطرات الملوثة على الأدوات المنزلية مثل المناشف، أو قد تكون قد استَخدَمْتَ منشفة لمسح أنفك مثلاً، لذلك من الأفضل إلقاء مناشف الحمام في سلة الغسيل مع ملاءات الأسرّة وغسلها وتعقيمها جيداً.
اغسل أواني الأكل والشرب، وعقِّمها جيداً أثناء وبعد نزلة البرد
يمكن لأدوات الأكل والشرب أن تتلوث بالفيروسات والجراثيم بسرعة؛ لذا لا يجب عليك فقط غسل تلك الأدوات بعد كل استخدام، بل يجب عليك أيضاً تجنب مشاركة الأكواب والأواني مع الآخرين أثناء المرض، للحد من انتشار مسببات الأمراض. وعليك التأكد من تنظيف الأواني جيداً قبل مشاركتها مع بقية أفراد الأسرة بعد العدوى لتقليل مخاطرها.
امسح وعقِّم أجهزتك الإلكترونية دائمًا
غالباً ما يكون هاتفك أو الحاسوب المحمول أو الجهاز اللوحي بجوارك أثناء مرضك، فيمكن أن تصبح هذه الأجهزة بسرعة ملاذاً آمناً للجراثيم. تشير دراسة أُجريت عام 2022 إلى أن الهواتف -التي نادراً ما يتم تنظيفها- قد تكون مستودعاً مهماً للجراثيم والعدوى. لذلك، عليك مسح وتنظيف أجهزتك الإلكترونية باستخدام المناديل المطهرة للوقاية من أي عدوى.
نظّف الأسطح وطهّرها بعد نزلة البرد
لا تنسَ مسح أي أسطح يتم لمسها بشكل متكرر، مثل أسطح الحمّام أو مقابض الأبواب، يجب تطهير مفاتيح الإضاءة ومقابض الأبواب وأسطح المكاتب لقتل أي فيروس متبقٍ يمكن أن ينتشر إذا لم يَغسل الشخص يديه بشكل مناسب.
أكّد الأطباء أنه على الرغم من أن فيروسات نزلة البرد لا تظل مُعْدية لفترة طويلة عند بقائها على الأسطح، فإن الفيروس يمكن أن يستمر وجوده عليها لمدة تصل إلى أسبوع.
طرق أخرى لتنظيف وتطهير منزلك بعد نزلة البرد
في حين أن التأكد من نظافة هذه "العناصر الجرثومية" الرئيسية يعد أولوية قصوى أثناء التعافي من المرض، فإن الخبراء يقولون إن هناك بعض الخطوات الإضافية التي يمكنك اتخاذها لإعادة تنظيف منزلك بالكامل.
أوصى الأطباء بالحفاظ على تهوية المنزل وتجديد هوائه عن طريق فتح النوافذ، وتطهير أي أسطح قد تتلامس مع الآخرين. وتختلف طرق تطهير المنزل اعتماداً على ما إذا كان الشخص مصاباً بفيروسات الإنفلونزا أو فيروسات كورونا (التركيز على التهوية وتغيير هواء الغرف في المنزل)، أو فيروس RSV (الأهم هو تطهير الأسطح لأن هذا الفيروس ينتشر من خلال الاتصال أو اللمس)، أو فيروس النوروفيروس (يحتاج إلى مبيِّض أو مناديل مطهِّرة خاصة بمبيدات أبواغ الفطور والبكتيريا).
عادات يقوم بها خبراء الأمراض المُعدية بأنفسهم
على الرغم من أن الإصابة بنزلات البرد خلال أشهر الشتاء تبدو أمراً لا مفر منه، فإن هناك بعض العادات المجرَّبة والحقيقية التي يمارسها الخبراء بأنفسهم من أجل الحفاظ على صحتهم.
تناول غذاءً متوازنًا
من المهم تناول غذاء غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان، فمن المعروف أن هذه الأطعمة تقوي المناعة وتحارب العدوى. تعتبر الفواكه الحمضية والخضراوات، مثل البطاطا الحلوة والجزر، من الخيارات الرائعة لتعزيز المناعة، كما يحتوي الجوز (عين الجمل) والثوم على نسبة عالية من الخصائص الالتهابية، كما يزود المحار والقرع الجسم بمستويات عالية من الزنك. لا يتعين عليك تناول كل العناصر الغذائية في كل وجبة، لكن التأكد من أن نظامك الغذائي متكامل سيساعد جسمك على مقاومة العدوى.
لا تشارك أدوات الشرب والطعام مع آخرين
إحدى أسرع الوسائل لنشر الجراثيم هي مشاركة الطعام أو الشراب حول المائدة، فاحرص على عدم مشاركة أدوات الطعام والشرب، وكذلك لا تشارِك المناشف، ولا تَستخدم الملاءات التي ينام عليها شخص آخر، وقم بتطهير الأسطح المشتركة بشكل متكرر، ولا تستخدم معدّات التمرين الرياضي المشتركة ما لم يتم تنظيفها جيداً.
احصل على تلقي لقاح الإنفلونزا
يوصي المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض (CDC) كل شخص يبلغ من العمر ستة أشهر فما فوق والمسنين فوق عمر الستين، والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط وأمراض القلب والرئة، بتلقي لقاح الإنفلونزا كل عام، باعتباره أفضل طريقة للوقاية من مخاطر الإصابة بالإنفلونزا أو تقليلها.
يعتبر أول الخريف هو الوقت المثالي للحصول على لقاح الإنفلونزا، وتبدأ مستويات الأجسام المضادة في الارتفاع بعد نحو أسبوعين من التطعيم. يسمح تاريخ التطعيم المبكر لجسمك بالوصول إلى ذروة مستويات الأجسام المضادة قبل أن تبدأ حالات الإنفلونزا بالانتشار والارتفاع.
ابق في المنزل إذا كنت مريضاً
إذا كانت نتيجة اختبار الإنفلونزا أو كورونا موجبة، أو كنت تعاني من الحمى، أو بدأْتَ تعاني من أي أعراض للبرد أو الإنفلونزا، فابق في المنزل، وتجنّب الاحتكاك مع الآخرين، وهذا يشمل عدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو الأنشطة الخارجية. إذا كنت بالقرب من الناس، قم بتغطية فمك وأنفك قبل العطس أو السعال.
إذا كنت معرّضاً لخطر كبير للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، فاستشِر طبيبك بشأن الخطوات التالية التي يجب عليك اتخاذها. قد يصف طبيبك مضاداً للفيروسات للمساعدة في العلاج، ولكن في هذه الأثناء، من الأفضل البقاء في المنزل والراحة، وشرب الكثير من الماء لتجنب الجفاف.
وأخيراً, تستمر نزلة البرد عادةً مدة أسبوع تقريباً، ويمكن أن تستمر بعض الأعراض لمدة تصل إلى أسبوعين، ويمكنك المساعدة في تخفيف الأعراض عن طريق شرب الكثير من السوائل الدافئة، والحصول على الكثير من الراحة، وممارسة بعض الأنشطة البدنية الخفيفة، قد يكون من المفيد أيضاً تناول الأطعمة المناسبة، وتناول أدوية الزكام التي لا تستلزم وصفة طبية، واتباع بعض العلاجات المنزلية المعتمدة من الخبراء. احرص على تهوية المنزل وتطهير الأسطح جيدًا لحماية الآخرين ووقايتك من الإصابة مجدداً.