المواد الكيميائية موجودة في كل مكان من حولنا، وخاصة في منازلنا. وعلى الرغم من أنها ليست كلها ضارة، وأن درجة الضرر تختلف اعتمادا على نوع المادة ودرجة التعرض لها، فإن العديد منها لم يتم اختباره بعد، ويسعى العلماء جاهدين لمعرفة أيٍّ منها يمكن أن يشكل تهديدًا قد لا نكون على علم به.
وتحتفظ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بعلامات تبويب على حوالي 200 مادة كيميائية، وصدرت تقارير حديثة عن التعرض البشري لمادة بيسفسنول Bisphenol A، وهي من المواد الكيميائية التي تصدرت عناوين الصحف مؤخرًا. حيث يدخل البيسفينول أ -والذي يرمز له اختصارا بـ BPA- في كل شيء تقريبا، ابتداء من أوراق الفواتير وانتهاء بالبلاستيك، ولكنه الآن قيد الفحص، لأن الدراسات التي أجريت على الحيوانات أظهرت أنه يمكن أن يؤثر على مستويات الهرمونات أثناء نمو الأجنة.
دراسة جديدة:
توصلت دراسة جديدة إلى طريقة لتصنيف تعرض الإنسان للمواد الكيميائية المنزلية الشائعة. ونظرت هذه الدراسة الحديثة التي نُشرت في مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية في حوالي 8000 مادة كيميائية، وتوصلت إلى طريقة جديدة لتصنيف عدد المرات التي يتعرض فيها البشر لتلك المواد.
وتم التوصل إلى قائمة المواد الكيميائية في هذه الدراسة من قاعدة بيانات واسعة لنتائج اختبار البول. ومن المهم معرفة أن تحديد المستويات التي يتعرض فيها البشر لمواد كيميائية مختلفة ليس بالمهمة السهلة، لأن جسم الإنسان يمكنه تحويل أي مادة كيميائية إلى مادة كيميائية أخرى عند التعرض لها. بالإضافة إلى ذلك، اعتمادًا على عوامل كثيرة، قد يكون الشخص أكثر أو أقل تعرضًا لمواد كيميائية معينة من أقرانه.
أين توجد هذه المواد الكيميائية؟ |
|
1،2-بنزينديكاربوكسيليك حامض، استرات ألكيل متفرعة ثنائي C9-11، غنية بـC10 |
مادة ملدنة للأغراض العامة، تستخدم لجعل مادة البلاستيك PVC مرنة. |
حمض Octadecanoic |
يُعرف أيضًا باسم حمض دهني، وهو موجود بشكل شائع في الصابون والمضافات الغذائية ومستحضرات التجميل. |
حمض التانيك |
يمكن العثور عليه في العديد من الأطعمة، ويستخدم أيضًا في معالجة وطلاء الخشب. |
مادة اللامع الأزرق FCF |
مادة تلوين تستخدم لصبغ الأطعمة والمواد الأخرى |
ثنائي (2-إيثيل هكسيل) فثالات |
مادة كيميائية تُضاف إلى البلاستيك لجعلها مرنة، تُعرف أيضًا باسم DEHP |
حمض هيكسانديويك |
يُعرف أيضًا باسم حمض الأديبيك، ويستخدم في الأغذية والأدوية والنايلون والبلاستيك. |
دوديسيل بنزين سلفونات الصوديوم |
ملح عديم اللون يوجد عادة في المنظفات. |
عقبات قانونية:
تبين أن كلا من كلوروواكس 40 وكومين ودايسونونيل فثالات كانا على رأس قائمة أسوأ 10 مركبات كيميائية يتعرض لها الإنسان. وقال معد الدراسة الدكتور وامبو: "المشكلة الكبرى هي أننا في الواقع لا نعرف على وجه اليقين كيف يتم استخدام معظم هذه المواد الكيميائية، لأنه لا يوجد قانون يلزم الشركة المصنعة بالإبلاغ عن استخدامها لتلك المواد".
وفي السنوات الأخيرة، تعرض مصنّعو المواد الكيميائية لضغوط كبيرة ليكونوا أكثر شفافية بشأن الإفصاح عن مكونات صناعاتهم، وعلى الرغم من أن عددا لا بأس به من الشركات أصبحت أكثر شفافية فيما يخص الإعلان عن وجود تلك المواد في صناعاتهم، لكن، بالنسبة للآخرين، فإن الأمر يتعلق بالتخلي عن ميزتهم التنافسية، وهذا هو سبب التزام الكثيرين بالصمت. وقال معد الدراسة: "إن الإفصاح عن مكوناتهم شبيه بالسؤال الذي يتمنى الكثير معرفته حول المكون السري للكوكاكولا".
عقبات أخرى:
ضع في اعتبارك التعرض غير المباشر وأنماط الاستخدام، وهناك عقبة أخرى أمام قياس تعرض الإنسان للمواد الكيميائية، وهي أننا غالبًا ما نتعرض بشكل غير مباشر لهذه المركبات، على سبيل المثال، إن الكثير من الناس يفكرون فيما يمكن أن يكون ضارًا في الشامبو الخاص بهم، لكنهم ينسون أن قنينة الشامبو ذاتها قد تعرضهم أيضًا لمواد كيميائية يحتمل أن تكون خطرة، بما في ذلك البيسفينول BPA.
ملاحظة مهمة:
يجب معرفة أن غالبية المواد الكيميائية لا تكون ضارة إلا عند التعرض لجرعات عالية منها. ومع ذلك، لا يعرف العلماء آثار التعرض لنفس المادة الكيميائية مرارًا وتكرارًا بجرعات صغيرة إذا تم العثور عليها في منتجات متعددة. وعند هذه النقطة يلعب السلوك البشري دوره. بمعنى قد يتعرض الشخص الذي يتواجد بالقرب من المنظفات والزجاجات البلاستيكية يوميًا لمواد كيميائية معينة أكثر من غيرها.
وخلال هذه الدراسة استخدمت الأنسجة البشرية جنبًا إلى جنب مع جهاز اختبار آلي لمحاولة قياس الجرعة التي تصبح فيها مادة كيميائية معينة ضارة. وقال المشرف على الدراسة: إن غالبية المواد الكيميائية التي تم فحصها -حوالي 2000- عبر الروبوت لا تسبب ضررًا كبيرًا، إلا بالحصول على جرعات عالية منها، وهي جرعات ليست واقعية عملياً على الإطلاق، بمعنى أنه لا يوجد مبرر أو سبب لتعرض أي شخص لمثل تلك الجرعات العالية.
اختتم معدّ الدراسة قوله: "لا نعرف ما يكفي عن هذه المركبات لنخاف، لكن يجب أن نخاف مما لا نعرفه".
* المصدر: