البطاطس هي أحد أهم الأطعمة على مستوى العالم، لكن، إذا كنت مريضًا بداء السكري، فهل يجب عليك أن تتخلى عن كل أنواع البطاطس، المقلية اللذيذة والبطاطس المسلوقة والمهروسة مدى الحياة؟ سنكشف لك في هذه المقالة الأساطير المحيطة بالبطاطس ونرى ما إذا كانت مفيدة أم لا لمرضى السكري من النوع الثاني.
ما هو تأثير البطاطس على مستوى سكر الدم؟
تتسبب البطاطس كأي طعام آخر يحتوي على الكربوهيدرات في زيادة مستويات السكر في الدم، فعندما تأكلها، يحول جسمك الكربوهيدرات إلى سكريات بسيطة (جلوكوز)، ثم ينتقل الجلوكوز إلى مجرى الدم، مما يتسبب في زيادة مستويات السكر في الدم.
وفي هذه المرحلة، يفرز الجسم الإنسولين للمساعدة في نقل السكر إلى الخلايا لاستخدامه في الطاقة. ومع ذلك، تختلف هذه العملية قليلاً لدى مرضى السكري نظرًا لأنهم مقاومون للإنسولين، فلن ينتقل السكر إلى الخلايا بكفاءة، بل سيبقى في الدورة الدموية، مما يعني أن مستويات السكر في الدم تظل أعلى لفترة أطول.
مع الأخذ في الاعتبار هذا، يمكننا القول إن تناولها (أو أي كربوهيدرات أخرى) بكميات كبيرة سيزيد من مستويات السكر في الدم. إذا كنت مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني، فمن الأفضل دائمًا الاعتدال في تناول الكربوهيدرات. وبشكل عام، يُنصح الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني (أو أي نوع آخر من أنواع مرض السكري) بتجنب الأطعمة ذات المؤشر الجلوكوزي المرتفع. والحجة هنا هي أن مثل هذه الأطعمة تجعل من الصعب على الجسم التحكم في مستويات السكر في الدم.
ونظرًا لأن البطاطس ذات مؤشر جلوكوزي مرتفع، فقد تكون ضارة لمرضى السكري إذا تم تناولها بكميات كبيرة. ومع ذلك، هذا لا يعني أن مرضى السكري يجب أن يتجنبوا تناولها تمامًا، فقد أشارت دراسة اختبرت التحكم في نسبة السكر في الدم بين عشية وضحاها لدى مرضى السكري من النوع الثاني، إلى أن المشاركين الذين تناولوا وجبة من البطاطس المنزوعة القشرة كانت لديهم استجابة أقل لجلوكوز الدم بين عشية وضحاها مقارنة بآخرين تناولوا أرز بسمتي، وهو طعام منخفض الكربوهيدرات.
بناءً على هذا، استنتج الأطباء أنها يمكن أن تكون مفيدة بنفس القدر لمرضى السكري من النوع الثاني، فإذا تم استهلاكها باعتدال، يمكن أن تكون إضافة مثالية لنظام غذائي صحي للمريض السكري.
ما هو أفضل نوع من البطاطس لمرضى السكري؟
هناك ثلاثة أنواع رئيسية:
تحتوي على نسبة عالية من النشا ولكنها منخفضة الرطوبة، وتميل إلى أن تصبح رقيقة وتنفصل بسهولة عند طهيها، ومن الأمثلة على ذلك بعض أنواع البطاطا الحلوة.
تحتوي على مستويات متوسطة من النشا، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الرطوبة والسكر، ومن الأمثلة الشائعة عنها ريد بليس (بطاطس بليس الحمراء) Red Bliss وبطاطس فريش فينجرلينج Fresh Fingerling.
تحتوي على أقل مستويات النشا، فهي رقيقة إلى حد ما ولكنها تحتفظ بشكلها عند طهوها، ومن الأمثلة على ذلك بطاطس يوكون جولد.
ما نوع البطاطس الأفضل لمرضى السكري؟
وفقًا لجمعية مرضى السكري، تعتبر الخضراوات النشوية مثل البطاطس مناسبة تمامًا لتضمينها في نظام غذائي صحي لمرضى السكري. نظرًا لكونها كربوهيدرات معقدة، فإن النشا يستغرق وقتًا أطول للتحلل في الجسم مقارنة بالسكريات البسيطة مثل السكروز. لذلك، فإن البطاطس النشوية هي الأفضل لمرضى السكري من النوع الثاني.
إلا أن الأمر يمكن أن يتأثر بعوامل أخرى مثل طرق الطهو والنضج، فيجب أن تلتزم بطرق التحضير البسيطة مثل الخَبز، والسلق، والقلي بالهواء، والطهو بالبخار، والتحميص، والشواء. وفي الوقت نفسه، تجنب أي طريقة تحضير تتطلب دهونًا إضافية، مثل البطاطس المقلية، إذ تميل الدهون إلى مواجهة بعض الفوائد الغذائية التي قد تتمتع بها البطاطس، وعليك أيضًا تجنب الإضافات التي قد تواجه الفوائد الغذائية للبطاطس، مثل القشدة الحامضة، أو الجبن. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن تركها تبرد يساعد على خفض المؤشر الجلوكوزي.
ما هي الفوائد الصحية لتناول البطاطس؟
يبلغ وزن البطاطس المتوسطة حوالي 5 أونصات، وهذا يعني حوالي 110 سعرات حرارية، و3 جرامات من البروتين، و2 جرام من الألياف، وصفر دهون. وعندما يتعلق الأمر بالتغذية، فهي أحد المصادر الجيدة للبوتاسيوم، والفيتامين ب6 والفيتامين سي، والحديد والزنك والمغنيسيوم. ومع ذلك، لا ينطبق هذا على جميع أنواعها، على سبيل المثال، تحتوي البطاطس الشمعية على سعرات حرارية وألياف وكربوهيدرات أقل من البطاطس النشوية. كما تحتوي أيضًا على كميات أعلى من النياسين والفيتامين K.
ما الآثار الجانبية المحتملة لتناول البطاطس؟
في الغالب، لا بأس بتناولها، حتى مع مرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، إذا تناولت الكثير منها، فمن المؤكد أن نسبة السكر في الدم سترتفع حيث يحول جسمك الكربوهيدرات إلى جلوكوز. ومن المعروف أيضًا أن تناولها بكميات كبيرة يسبب الغازات والانتفاخ، لذلك ينصح خبراء التغذية بدمجها في وجبة متوازنة أو تناول البروتين معها. وهناك أثر جانبي أقل خطورة لتناولها بكثرة، وهو أنها تزيد من رغبتك في تناول الكربوهيدرات، وقد يؤدي هذا إلى تناول المزيد من الطعام وربما زيادة الوزن.
نصيحة من موقع صحتك
هناك سبب يجعل البطاطس واحدة من أكثر الأطعمة استهلاكًا في العالم، فهي صديقة للميزانية وسهلة الصنع، بالإضافة إلى أنه يمكنك تزيينها بمكونات مختلفة وتتبيلها بالطريقة التي تريدها، فيكاد يكون من المستحيل منعها تمامًا.
من الجدير بالذكر أنه على الرغم من أنها آمنة لمرضى السكري من النوع الثاني، فإنها من الأطعمة ذات المؤشر الجلوكوزي المرتفع، وستظل تزيد من سكر الدم إذا تم تناولها بكميات كبيرة.
المفتاح هنا هو الاعتدال، ما عليك سوى الحد من حصص البطاطس في كل وجبة. علاوة على ذلك، يجب أن تنتبه أيضًا إلى كيفية طهوها. الطريقة الصحية هي خَبزها أو سلقها أو طهوها بالبخار بدلاً من قليها. تحتوي الزيوت المستخدمة في القلي على كميات أكبر من الدهون والسعرات الحرارية غير الصحية.
في نهاية المطاف، لا يمنعك إصابتك بمرض السكري من النوع 2 من تناول البطاطس، فقط كن حذرًا من كمية ما تأكله وما تأكله معه، وستكون على ما يرام.
