يمكن أن تحدث الإساءة لأي شخص، بغض النظر عن عمره أو جنسه أو عرقه أو دينه أو خلفيته الثقافية، ويتعرض مئات الآلاف من الأشخاص فوق سن الستين لسوء المعاملة أو الإهمال أو الاستغلال المالي، وهذا ما يسمى بالإساءة لكبار السن.
يمكن أن تحدث الإساءة في العديد من الأماكن، بما في ذلك منزل المسن أو منزل أحد أفراد الأسرة أو دار رعاية المسنين، ويمكن أن يكون سوء معاملة كبار السن من قبل أفراد الأسرة أو الغرباء، أو من مقدمي الرعاية الصحية أو ممن يعتنون بالمسن أو حتى الأصدقاء.
أشكال الإساءة إلى كبار السن
هناك أنواع مختلفة للإساءة لكبار السن والتي لا بد من الإشارة لها:
- الإساءة الجسدية: وتحدث عندما يتسبب شخص ما في أذى جسدي عن طريق الضرب أو الدفع أو الصفع، وقد يشمل ذلك أيضًا تقييد حرية كبار السن ضد إرادتهم، مثل حبسهم في غرفة أو مكان ما أو ربطهم بالأثاث.
- الإساءة العاطفية: ويُطلق عليه أحياناً الإساءة النفسية، ويمكن أن تشمل تفوه المحيطين بكلمات مؤذية، أو الصراخ، أو التهديد، أو التجاهل المتكرر لكبار السن، ويشمل ذلك أيضاً منع هذا الشخص من رؤية الأصدقاء المقربين والأقارب.
- الإهمال: ويحدث عندما لا يحاول مقدم الرعاية الاستجابة لاحتياجات كبار السن، وقد يشمل ذلك الاحتياجات الجسدية والعاطفية والاجتماعية، أو حرمان كبير السن من الطعام أو الأدوية أو الوصول إلى الرعاية الصحية.
- التخلي: وهو ترك كبير السن يقوم بأعماله بمفرده دون مساعدة، ودون التخطيط لرعايته أو تلبية احتياجاته.
- الإساءة المالية: يحدث عندما يُسرق المال أو الممتلكات من كبار السن، ويمكن أن يشمل هذا تزوير الشيكات، أو أخذ استحقاقات التقاعد أو الضمان الاجتماعي لشخص آخر، أو استخدام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية لشخص ما دون إذنه، بالإضافة إلى تغيير الأسماء في وصية أو في حساب مصرفي أو في بوليصة تأمين على الحياة أو في سند ملكية منزل دون إذن.
من الأشخاص الأكثر عرضة للإساءة؟
معظم ضحايا الإساءة من النساء، وتزيد الاحتمالية مع كبار السن الذين ليس لديهم عائلة أو أصدقاء بالقرب منهم، ومع الأشخاص ذوي الإعاقة أو مشكلات الذاكرة أو الخرف.
ويمكن أن يحدث سوء المعاملة لأي شخص مُسن، ولكنه غالباً ما يؤثر على أولئك الذين يعتمدون على الآخرين للمساعدة في أنشطة الحياة اليومية، بما في ذلك الاستحمام وارتداء الملابس وتناول الأدوية، فقد تبدو هذه الفئة أكثر ضعفاً وأكثر تعرضاً لأن تصبح ضحية للإساءة.
ما علامات تعرض كبار السن للإساءة؟
قد ترى علامات سوء المعاملة أو الإهمال عند زيارة أحد كبار السن في المنزل أو في دار رعاية المسنين، فقد تلاحظ ما يلي:
- التوقف عن المشاركة في النشاطات التي كان يستمتع بها.
- أن يبدو المسن بشكل غير مرتب وبشعر غير نظيف وملابس متسخة.
- مواجهة مشكلات في النوم.
- خسارة المسن للكثير من الوزن دون معرفة السبب.
- الانعزال والتصرف بغرابة وغضب.
- أن تظهر على المسن علامات التعرض لصدمة.
- وجود كدمات أو حروق أو جروح أو ندوب غير مبررة.
- أن تكون نظاراته مكسورة، أو وجود علامات جسدية للعقاب أو التقييد.
- معاناة المسن من تقرحات الفراش أو غيرها من الحالات التي يمكن الوقاية منها.
- الافتقار إلى الاحتياجات الطبية، مثل النظارات أو المشاية أو طقم الأسنان أو الجهاز السمعي أو الأدوية.
- أن يكون لديه إشعار إخلاء بسبب الإيجار غير المدفوع أو إشعار الرهن المتأخر أو إخلاء المنزل.
- أن يعيش في ظروف معيشية خطرة أو غير آمنة أو غير نظيفة.
- أن تظهر عليه علامات عدم كفاية الرعاية أو الفواتير غير المدفوعة على الرغم من الموارد المالية الكافية.
إذا رأيت علامات سوء المعاملة، فحاول التحدث مع المُسن لمعرفة ما يحدث. على سبيل المثال، قد تكون الإساءة من مقيم آخر وليس من شخص يعمل في دار رعاية المسنين، لكن المهم هو أن تطلب المساعدة، أو أن تبلغ عما تراه للجهات المختصة.
في الخلاصة، التربية الأخلاقية والدينية التي نشأنا عليها منذ الصغر تحتم علينا الإحسان لكبار السن مهما كانت الظروف، لكن هناك من تسوّل له نفسه بالإساءة لهم، وهنا يأتي الدور المهم في التوعية بخطورة هذا الأمر.
المصدر: