الإفراط في النوم قد لا يكون خياراً جيداً للصحة، رغم أن الحصول على ما يكفي من النوم الجيد هو من أهم العوامل التي تتعلق بالصحة العقلية والجسدية وجودة الحياة، فالنوم المعتدل يجعلك تشعر بالراحة والنشاط والاستعداد لاستكمال يومك، بل يساعد أيضاً القلب والأوعية الدموية، ويعزز التوزان الصحي لهرمونات الجوع، وكذلك يعزز جهاز المناعة.
وتعتبر ساعات النوم الطبيعية الكافية كل ليلة بالنسبة لمعظم الناس هي من سبع إلى تسع ساعات، ويمكن لتقدم العمر ومستوى النشاط أن يؤثر على عدد ساعات النوم الكافية للشخص، وعلى الرغم من أن الحرمان من النوم يعتبر شائعاً فإن الإفراط في النوم أيضاً هو مدعاة للقلق، ولكن ما هو مقدار النوم الزائد؟ وما هي آثاره على الجسم؟
أسباب الإفراط في النوم
يتم تعريف النوم الزائد على أنه النوم أكثر من 9 ساعات خلال 24 ساعة، ومن المحتمل أنك قد فعلت ذلك للتعافي من أسبوع عمل مرهق أو في حالة التشافي من نزلة برد، ففي هذه الحالات يكون النوم الزائد أمراَ طبيعياً، فإذا كنت تستيقظ متأخراً لتعويض الحرمان من النوم فهذا يسمى "نوم التعافي"، أما إذا كنت تفعل ذلك بشكل معتاد فيسمى هذا الإفراط في النوم.
والإفراط في النوم يشير إلى حدوث شيء آخر مثل اضطراب النوم الأساسي، أو حالات طبية أخرى، وأهم الأسباب التي يأخذها الأطباء بعين الاعتبار عندما يشكو شخص ما من الإفراط في النوم من وجود تأثير لدواء أو اضطراب طبي أو نفسي أو عصبي. ووفقاً للأبحاث؛ يحدث النوم الزائد غالباً مع الحالات الصحية الأساسية التالية:
- البدانة.
- مرض القلب.
- السكري.
- متلازمة تململ الساقين.
- صرير الأسنان (طحن الأسنان أو انقباضها دون انتباه لذلك).
- اضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو الأرق أو الخدار.
- قصور الغدة الدرقية.
- الاكتئاب والقلق والتوتر.
وعلى سبيل المثال؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أن النوم أكثر من ست إلى ثماني ساعات يومياً (بما في ذلك فترة القيلولة) يرتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب وفقاً للبيانات التي شملت أكثر من 116632 شخصًا بالغًا من 21 دولة، كما يمكن أن يكون الإفراط في النوم بسبب مرض فرط النوم (الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار)، أو متلازمة مرحلة النوم المتأخرة، أو التوزان غير الطبيعي للهرمونات، أو مرض باركنسون، أو الخرف.
علامات الإفراط في النوم
أحد أهم العلامات العامة على كثرة النوم هي النوم أكثر من تسع ساعات متواصلة في الليلة الواحدة، ولكنها ليست العلامة الوحيدة التي تدل على النوم بكثرة بحيث يتعدى المعدل الطبيعي، فالنوم لأكثر من تسع ساعات لا يشكل دائماً سبباً للقلق، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى نوم عدد ساعات أكثر من غيرهم، وإن حوالي 2% من السكان ينامون لفترة طويلة، ويحتاجون ما بين 10 إلى 12 ساعة من النوم ليلاً بشكل منتظم، فبالنسبة لهؤلاء الأشخاص يعتبر النوم الزائد لديهم أمراً طبيعياً.
فإذا كنت تنام بانتظام لفترة أطول من 9 ساعات في الليلة الواحدة وتستيقظ وأنت تشعر بالانتعاش والراحة فمن المحتمل أن جسمك يحتاج للنوم لساعات طويلة، وأن حالتك طبيعية، ولكن إذا كنت تستيقظ وأنت تشعر بالتعب وعدم النشاط فقد تكون هناك مشكلة. يصاحب الإفراط في النوم عموماً الأعراض التالية:
- التعب أثناء النهار.
- الترنح.
- الصداع.
- انخفاض الطاقة.
- تغيرات المزاج.
- الاستيقاظ وعدم القدرة على النهوض.
- عدم الشعور بالنشاط والانتعاش أبداً.
ما هي أضرار كثرة النوم؟
على الرغم من أن الحرمان من النوم والنوم لعدد ساعات أقل من الطبيعي له أضراره الصحية المتعددة، فإن النوم أكثر من تسع ساعات في اليوم له أضرار أيضاً، فالنوم الزائد يمكن أن يؤدي إلى الأضرار التالية:
- زيادة التعب وانخفاض الطاقة.
- انخفاض في وظيفة المناعة.
- تغيرات في الاستجابة للضغط النفسي.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسمنة.
- زيادة خطر الوفاة.
كيف يتم تشخيص الإفراط في النوم؟
قد يطلب منك الطبيب التاريخ الطبي، وقد يقوم بفحص جسدي، وقد يطرح عليك بعض الأسئلة حول نمط حياتك والعادات الغذائية والأدوية التي تتناولها، وقد يطلب منك بعض الاختبارات لمساعدته في إجراء التشخيص المناسب لكثرة النوم التي تعاني منها، وقد تشمل هذه الاختبارات:
- تخطيط النوم.
- اختبارات زمن النوم المتعددة.
- اختبار النوم المنزلي لانقطاع التنفس أثناء النوم.
- اختبارات منزلية أخرى لتوثيق ما إذا كنت تعاني من النعاس أثناء النهار.
وقبل زيارة الطبيب يجب تدوين الملاحظات حول مواعيد نومك وعدد ساعات النوم، فهذا يساعد في الوصول إلى التشخيص الصحيح، وكذلك تدوين بعض الملاحظات حول متى تغفو ومتى تستيقظ وكيف تشعر عندما تستيقظ. وبعد زيارة الطبيب قد يطلب منك الاستمرار في تدوين الملاحظات حول نمط نومك لمتابعة الحالة والتغيرات التي تحدث.
نصائح لعلاج مشكلة الإفراط في النوم
إذا كنت تعاني من زيادة النوم عن عدد ساعات النوم الطبيعية، أو أصبحت تنام ساعات طويلة بشكل غير معتاد، فهنا نقدم لك بعض النصائح التي يمكن أن تكون مفيدة لك في محاولة ضبط ساعات نومك وبدء يومك بنشاط وانتعاش، إليك هذه النصائح:
- استيقظ في نفس الوقت كل يوم بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.
- احرص على الجلوس في الضوء الطبيعي خلال النهار، وتجنب الإضاءات القوية في وقت النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل خلال اليوم.
- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية في السرير قبل النوم.
- تجنب تناول وجبات دسمة قبل النوم مباشرة.
إذا كنت تجد نفسك تنام ساعات طويلة بعد اتخاذ جميع الإجراءات فنظِّم موعداً لزيارة الطبيب لاستبعاد جميع الأسباب الطبية والنفسية وتحديد المشكلة الأساسية، وننصحك بتسجيل ملاحظات حول نمط نومك خلال آخر أسبوعين لملاحظة مقدار ونوعية نومك للحصول على التشخيص المناسب واستبعاد الإصابة باضطرابات النوم.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هو نقص الفيتامين الذي يسبب كثرة النوم؟
وجدت إحدى الدراسات علاقة معقدة بين الفيتامين د والنعاس، وتشير إلى أن هناك احتمالًا أن يكون نقص الفيتامين (D) عاملاً من العوامل المَرَضية التي تسبب النعاس المفرط أثناء النهار وكثرة النوم واضطرابات النوم الأخرى.
على ماذا يدل النوم الكثير في علم النفس؟
الإفراط في النوم قد يكون أحياناً علامة على اضطراب النوم، وقد يكون مرتبطاً بمشكلات تتعلق بالصحة العقلية مثل الاكتئاب، ويمكن أن تكون علامة على اضطراب النوم السريري، بما في ذلك انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم أو الخدار.
هل نقص الحديد يسبب النوم الكثير؟
وجدت الأبحاث أن الإصابة بالأنيميا التي يسببها نقص الحديد يمكن أن تجعلك تنام أقل وتصاب بالأرق كذلك.
ماذا يحدث للدماغ إذا نمت كثيرًا؟
ظهرت عدة أبحاث تربط بين الإفراط في النوم وزيادة معدل الوفيات والمرض، فقد ارتبطت كثرة النوم لساعات طويلة بالاكتئاب والضعف الإدراكي وضعف التركيز وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والوفاة.
نصيحة من موقع صحتك
على الرغم من أن الحصول على ما يكفي من النوم الجيد هو أمر بالغ الأهمية لصحتك النفسية والبدنية بشكل عام، فإن الإفراط في النوم قد تكون له أضرار صحية أيضًا. وكما يضر الحرمان من النوم؛ فإن النوم الزائد أيضاً له تأثير سلبي على حياتك اليومية، وربما يؤدي إلى بعض المشكلات الصحية، لذا يجب أن تعتاد على النوم المعتدل وبعدد الساعات الطبيعية التي يحتاجها جسمك. وقد يكون النوم الزائد أيضاً أحد أعراض مشكلة صحية أساسية، فإذا كنت تنام بانتظام لأكثر من تسع ساعات في اليوم وتستيقظ وأنت تشعر بالتعب ففكر في استشارة طبيب متخصص للحصول على التشخيص المناسب والعلاج الصحيح واستبعاد أي حالات صحية أساسية جسدية أو نفسية.