* ما هو الدوبامين؟
الدوبامين هو مادة كيميائية مسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ، كما أنه يقوم بوظائف عديدة، ويعمل بشكل مباشر على مراكز المكافأة والمتعة في الدماغ، ما يؤثر بدوره على الحالة المزاجية، وعندما يتم إفراز الدوبامين بكميات كبيرة، فإنه يخلق شعورا بالسعادة والمكافأة، مما يحفز على تكرار سلوك معين. في المقابل، ترتبط المستويات المنخفضة من الدوبامين بانخفاض الحافز وانخفاض الحماس للأشياء التي من شأنها أن تثير معظم الناس.* الدوبامين والساعة البيولوجية
وجدت دراسة حديثة على الفئران، تم نشرها على صفحات gyournal current bioloj بقيادة "إيلي غور" أستاذ علم الأحياء بجامعة فرجينيا الأميركية، أن مركز المتعة، الذي يفرز مادة الدوبامين، والساعة البيولوجية التي تنظم الإيقاعات الفيزيولوجية اليومية مرتبطان، وأن الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية التي تجلب المتعة تعطل جداول التغذية الطبيعية، ما يؤدي الى الإفراط في استهلاك الأكل، وبالتالي الى الزيادة في الوزن والسمنة مع ما يترتب عنهما من حدوث ارتفاع في معدلات الإصابة بأمراض القلب والداء السكري والسرطان وارتفاع ضغط الدم وغيرها.وفي معرض تعليقه على نتائج الدراسة ذكر غولر أن إشارات الدوبامين في الدماغ تتحكم في الساعة البيولوجية وتؤدي الى استهلاك الأطعمة الغنية بالطاقة بين الوجبات وخلال فترات الراحة ما يشجع على تخزين الدهون بسهولة أكبر بالمقارنة مع الاستهلاك في فترات التغذية العادية، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى السمنة ومشاكلها الصحية ذات الصلة.
* الدوبامين والنظام الغذائي
أظهرت أدلة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الزيادة في الوزن قد يوجد عندهم ضعف في مسارات الدوبامين جراء القصف المستمر للمخ بالأطعمة المستساغة الغنية بالسكر والدهون، ويؤدي الضعف المذكور إلى زيادة سلوك البحث عن المكافآت، بما في ذلك الإفراط في تناول الطعام. بالطبع فإن مثل هذا التفسير يحتاج الى عمل المزيد من البحث.* حمية الدوبامين
في بعض الأحيان قد تكون الحميات الغذائية المخسسة للوزن مرهقة وقاسية ومملة ومثيرة للإحباط والاكتئاب نتيجة الاضطرار إلى عدم تناول أطعمة معينة تجعل الشخص سعيدا. ولكن يوجد نظام غذائي يعمل على مبدأ معاكس، إذ إنه يخلص صاحبه من الكيلوغرامات الزائدة ويبقيه سعيدا، ويتمثل هذا النظام في حمية الدوبامين التي تقوم، بشكل أساسي، على مبدأ تناول الأطعمة التي تحفز إطلاق هرمون السعادة الدوبامين من معقله في الدماغ. يقترح بعضهم الحد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات النشوية مثل الأرز والبطاطس والخبز والشوفان والمعكرونة وغيرها.* ما هي الأطعمة التي يمكن أكلها في حمية الدوبامين؟
من المهم جدا وجود مستويات طبيعية جيدة من الدوبامين داخل الجهاز العصبي، ليتجنب الشخص وطأة نقصانه وانعكاساته السلبية عليه، ويمكن زيادة مستوى الدوبامين في الدماغ بشكل طبيعي من خلال تطبيق الوصايا التالية:1. تناول الكثير من البروتين من مصادرها الغنية بها كاللحوم والأسماك والدواجن والبيض.
2. تناول الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان.
3. تناول الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا ـ 3.
4. تناول المكسرات كالجوز واللوز.
5. تناول الفواكه والخضروات.
6. تناول الفاصولياء المخملية velvet beans.
7. تناول المكملات الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تشارك في إنتاج الدوبامين.
8. تناول البروبيوتيك.
* نصائح غير غذائية لتعزيز وجود الدوبامين في المخ
- ممارسة الرياضة.
- التأمل.
- الاستماع إلى الموسيقى.
- النوم الكافي.
- التعرض كفاية لضوء الشمس.
* إيجابيات وسلبيات حمية الدوبامين
على الرغم من أن البحوث المتعلقة بحمية الدوبامين محدودة للغاية، إلا أنها حمية ستجعلك سعيدا وراضيا، وهذا أمر له أهميته، خاصة لأولئك الذين يشعرون بالحزن وعدم التحفيز. أما في ما يتعلق بالسلبيات، فهناك من يوصي بحذف الكربوهيدرات النشوية من الحمية على الرغم من عدم وجود بحوث كافية، وهذا أمر قد تترتب عنه مخاطر، خاصة أن الكربوهيدرات هي من المغذيات الهامة التي تعتبر ضرورية لصحة العقل والجسم، من هنا أهمية استهلاك بعض الكميات منها.* خير الكلام ما قلّ ودلّ
إن تخسيس الوزن ليس بالمعركة السهلة، لا شك في أن هناك ما هب ودب من الأنظمة الغذائية المخسسة للوزن، ولكن ليس هناك نظام غذائي واحد يناسب الجميع. ولعل المهم في الموضوع هو أن تختار نظاما غذائيا يكون هو الأصلح لك ولصحتك. من يدري، فقد تكون حمية الدوبامين هي المفتاح الذي يوصلك الى بر الوزن المثالي أو إلى محيط الخصر الطبيعي، وفي المختصر، إن حمية الدوبامين تقوم على فلسفة أكل ما تحب مع إبقاء عقلك سعيدا، ولهذا فلا غرابة أن يطلق عليه البعض اسم "النظام الغذائي السعيد" HAPPY DIET. على القراء الكرام، الذين ينشدون فقدان الوزن، أن يعملوا قصارى جهدهم للحفاظ على مستويات طبيعية ومتوازنة من الدوبامين.
المصادر:
Dopamine Diet: Weight Loss Diet That Promises Happiness
Study finds dopamine, biological clock link to snacking, overeating and obesity
10 Best Ways to Increase Dopamine Levels Naturally