يتم استخدام ما يقرب من 60٪ من المواد البلاستيكية المنتَجة في جميع أنحاء العالم من أجل تغليف المواد الغذائية، وهذا يعني أنه من بين 380 مليون طن من المواد البلاستيكية التي تم إنتاجها في عام 2015 فقط، كان هناك 228 مليون طن من عبوات الطعام وحدها، أو ما يسمى بحافظات الطعام لانش بوكس.
نظرًا للتأثيرات البيئية والصحية السيئة للتغليف البلاستيكي غير القابل للتحلل، يكافح العديد من الأشخاص من أجل زيادة عملية إعادة التدوير، والترويج لتغليف المواد الغذائية بشكل أكثر أمانًا. تشرح هذه المقالة الحاجة إلى ايجاد طريقة لتصنيع واختيار حافظات طعام صحية، وسنقدم لك 5 أفضل أنواع لانش بوكس ومجموعة ننصحك بتجنبها.
هل فعلًا لانش بوكس البلاستيكي ضار؟
تشمل المخاوف المرتبطة بتصنيع لانش بوكس (أو حافظات الطعام) من البلاستيك تحللَ البلاستيك وتوليد المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية التي قد تنتقل من عبوات المواد الغذائية إلى الأطعمة، والتي قد يعزى خطرها إلى صغر حجمها ومقدرتها أن تنتقل عبر الدم وتترسب في الأعضاء الحيوية وتعطل وظائفها، مثل تعطيل عمل وظائف الغدد الصماء مثلًا.
مع انتشار ثقافة الاحتياط والخوف من البلاستيك، لجأ البعض لاستخدام عبوات غذائية صديقة للبيئة، أو ما تسمى العلب المصنوعة من البلاستيك الحيوي (bioplastics) ومن المستخلصات النباتية (plant-based extracts) مثل القمح والخشب والخيزران القابلة للتحلل الحيوي، والقابلة لإعادة الاستخدام والخالية من المواد الكيميائية الخطرة.
أفضل خيارات لانش بوكس
فيما يلي 5 خيارات لتغليف المواد الغذائية بطرق صديقة للبيئة، وهي الأفضل لكوكب الأرض ولصحتك.
1. العبوات الزجاجية
للزجاج العديد من الاستخدامات والفوائد للحياة اليومية، مثلًا من الممكن إعادة استخدام وإعادة تدوير هذه العبوات، كما أن علب لانش بوكس المصنوعة من الزجاج تعد متينة وسهلة التنظيف، ويشمل استخداماتها في التغليف حاويات الطعام وعبوات الشراب الزجاجية، ومع ذلك؛ فإن استخدام العبوات الزجاجية قد تنكسر وقد لا تمنع التسرب، مما يجعلها غير مثالية لاستخدامها لانش بوكس وأخذها إلى العمل أو المدرسة أو في نزهة.
لذلك، تَستخدم معظم علب المواد الغذائية الزجاجية القابلة للنقل أغطية بلاستيكية قابلة للقفل مع ختم سيليكون، أو أغطية من الخيزران، ولكن ننصحك باختيار عبوات زجاجية ذات أغطية بلاستيكية خالية من ثنائي الفينول أ (BPA-bisphenol A)، وهو مادة مشهورة قد تسبب إعاقة عمل الغدد الصماء، وأظهرت هذه المادة أنها تلعب دورًا في العقم عند الذكور والإناث وحدوث الأورام.
ما لم يتم كسرها، فإن عمر العبوات الزجاجية أكبر من عمر العبوات البلاستيكية بــ3.5 مرات، ويمكن إعادة تدويرها عند التخلص منها، مما يقلل من التأثير البيئي السلبي للمواد البلاستيكية.
2. الستانليس ستيل
من مميزات حافظات الطعام المصنوعة من الفولاذ المقاوِم للصدأ أو الستانليس ستيل (Stainless steel) هو أنها متينة ومقاوِمة للصدأ، وحافظة جيدة للحرارة، مما يجعلها خيارًا آمنًا لتخزين الطعام، بالإضافة لكونها قابلة لإعادة الاستخدام وإعادة التدوير.
تتوفر صناديق الغذاء بينتو (Bento) -وهي كلمة يابانية تعنى مجموعة من المأكولات التي تُحمل في وعاء مجمّع ويُتنقل بها من مكان إلى مكان آخر- المصنوعة من الفولاذ المقاوِم للصدأ على نطاق واسع، ولكن معظم المنتجات تَستخدم السيليكون لجعلها مانعة للتسرب، إما عن طريق ختم سيليكون بمشابك فولاذية قابلة للقفل، أو أغطية سيليكون ملونة وخالية من مادة ثنائي الفينول، وآمنة لحفظ الطعام.
3. لانش بوكس مصنوع من الخيزران
الخيزران قابل للتحلل الحيوي، ويمتلك العديد من السمات المرغوبة لحفظ المواد الغذائية، إذ إنه متين وحافظ للحرارة. تشتمل عبوات المواد الغذائية التي تحتوي على الخيزران على أوعية زجاجية وأغطية من الخيزران وعبوة طعام على شكل صحن مصنوع من البامبو بأغطية من الخيزران، وصناديق خبز من الخيزران.
ضع في اعتبارك أن حاويات الطعام المصنوعة من الخيزران أو الألياف النباتية الأخرى هي أقل متانة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، وتتآكل بسهولة أكبر.
4. قشر الأرز
قشر الأرز هو منتَج ثانوي لعملية زراعة وحصد الأرز، وهو منخفض التكلفة ومتجدد وقابل للتحلل الحيوي. تبيَّن في إحدى الدراسات أن قشر الأرز له خصائص ماصّة حيوية (bio-adsorbent properties)، مما يعني أنه يمتص الملوثات من البيئة المحيطة به.
5. أفلام الجيلاتين
الجيلاتين هو بروتين موجود في جلد وعظام الحيوانات، وهو خليط من الببتيدات والبروتينات التي تُظهِر خصائصه الهلامية. نظرًا لقدرته الجيدة على تشكيل الفيلم، أصبحت أفلام الجيلاتين (Gelatin films) أكثر شيوعًا في تغليف المواد الغذائية نظرًا لخصائصها غير السامة وتكلفتها المنخفضة. وفقًا لإدارة الغذاء والدواء (FDA)، يعد الجيلاتين آمنًا كمضاف غذائي.
أنواع البلاستيك التي يجب تجنبها
تحتوي المواد البلاستيكية التقليدية على العديد من الإضافات مثل المثبتات والحشوات والملونات ومثبطات الاشتعال، وأضيفت مؤخرًا مضادات الميكروبات. هذه المنتجات البلاستيكية ذات الأساس البترولي غير قابلة للتحلل، مما يعني أنها لا تتحول ولا تختفي مع الوقت.
وبدلاً من ذلك، فإنها تتحلل إلى أجزاء تُعرف باسم المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية التي تلوّث البيئة، وتهدّد النظُم البيئية الطبيعية وصحة الإنسان. فيما يلي نوعان من مواد بلاستيكية ذات أساس بترولي يجب عليك تجنبها:
1. المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد
تُعد أنابيب الشرب (straws) والعبوات البلاستيكية وأغطية الزجاجات والأكياس البلاستيكية من أكثر المواد البلاستيكية المستخدَمة لمرة واحدة شيوعًا، ويتم التخلص منها بشكل غير مناسب في المحيطات والمناطق الساحلية المعرَّضة بشكل خاص للأضرار الناجمة عن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
2. المواد البلاستيكية التي تحتوي على مادة BPA
ثنائي الفينول أ Bisphenol-A (BPA) هي مادة بلاستيكية تُستخدم في صناعة كلوريد البوليفينيل (PVC)، وهي مادة تستخدم في العديد من المنتجات البلاستيكية. لا يتراكم ثنائي الفينول أ في البيئة فحسب، بل ينتقل أيضًا من عبوات المواد الغذائية إلى الطعام نفسه، وقد أظهرت بعض الدراسات أن تناوله قد يزيد من خطر الإصابة:
- بالعقم.
- ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).
- والاضطرابات الأيضية.
نهايةً، تتراكم عبوات المواد الغذائية المعتمدة ذات الأصل البترولي في البيئة وتشكّل مخاطر صحية عديدة، بما في ذلك الاضطرابات الأيضية وحتى السرطان. وفي حين أنه قد يكون من المستحيل تجنب هذه المواد البلاستيكية تمامًا، فإن اختيار عبوات المواد الغذائية الصديقة للبيئة القابلة للتحلل البيولوجي والأقل سُمّية والقابلة لإعادة التدوير يعد خطوة رائعة نحو تخفيف الآثار الضارة للمواد البلاستيكية على صحتك والبيئة.
