مكمل بيكربونات الصوديوم هو عبارة عن ملح يتفكك في الماء لتكوين الصوديوم والبيكربونات، مما يجعل المحلول قلوي، وهذا يعني أنه قادر على معادلة الحمضية. ويساعد بيكربونات الصوديوم على تقليل الحمض في علاج الحموضة العالية في سوائل الجسم، مثل عسر الهضم، الذي ينتج عن زيادة الحمض في المعدة. بيكربونات الصوديوم، والذي يعرف أيضا باسم بيكربونات الصودا، هي من المنتجات المنزلية التي لها شعبية. وعادةً يستخدمه الناس لعسر الهضم. كما أنه يستخدم لقرحة المعدة، وتلف الكلى، والأداء الرياضي، وتبييض الأسنان، والعديد من الحالات الأخرى، ولكن لا يوجد دليل علمي قوي لدعم العديد من هذه الاستخدامات.
ما هي بيكربونات الصوديوم؟
بيكربونات الصوديوم صيغته الكيميائية NaHCO3، ملح معتدل القلوية يتكون من الصوديوم وأيونات البيكربونات، ويسمى أيضاً بيكربونات الصوديوم بصودا الطبخ وخبز الصودا، ويوجد بيكربونات الصوديوم عادة في الطبيعة، تذوب في الينابيع المعدنية. ولكن من الأفضل أن تعرف عنه أنه المسحوق الأبيض عديم الرائحة وغير القابل للاشتعال الذي يتوفر في السوبر ماركت في منطقتك.
كيفية عمل بيكربونات الصوديوم؟
لفهم كيفية عمل بيكربونات الصوديوم، من المهم أن نفهم أولاً معنى الأس (الدرجة) الهيدروجيني... في الكيمياء، يعتبر الأس الهيدروجيني هو مقياس يستخدم لتقييم مدى حموضة أو قلوية المحلول. ويعتبر الرقم الهيدروجيني 7.0 متعادلاً (ويعد الرقم الهيدروجيني للماء النقي 7.0). وأي شيء الأس الهيدروجيني له أقل من 7.0 يكون حمضيًا، وأي شيء أعلى من 7.0 يكون قلويًا. ويختلف الأس الهيدروجيني لجسم الإنسان باختلاف جزء الجسم. فمثلا، يبلغ الرقم الهيدروجيني للدم 7.4 تقريباً، في حين أن الأس الهيدروجيني في المعدة حمضي جداً، إذ يبلغ 1- 3.
ومن المثير للاهتمام أن درجة الحموضة في أجسامنا منظَّمة بإحكام، مما يضمن أنها تعمل بشكل صحيح. ويشار إلى هذا التنظيم باسم توازن الحمض -والقاعدة ويتم التحكم فيه بشكل رئيسي من قبل الرئتين والكلى. ومع ذلك، يمكن لبعض الأمراض والعوامل الخارجية أن تعطل هذا التوازن. وأحد هذه العوامل هو التمارين عالية الشدة، والتي تعرف أيضا باسم التمارين اللاهوائية.
فخلال هذه التمارين اللاهوائية، يزيد طلب جسمك على الأوكسجين المتاح. ولذلك، لا يمكن لعضلاتك الاعتماد على الأكسجين لإنتاج مركب أدينوسين ثلاثي الفوسفات، مصدر الطاقة الخلوية في الجسم. وبدلاً من ذلك، يجب التحويل إلى مسار مختلف، المسار اللاهوائي، الذي لا يعتمد على الأوكسجين لإنتاج أدينوسين ثلاثي الفوسفات. والمنتج الثانوي الرئيسي للمسار اللاهوائي هو أيون الهيدروجين (H+). وكمية الهيدروجين الزائدة في العضلات تقلل من الرقم الهيدروجيني في العضلات، مما يخلق بيئة حمضية. وهذا يؤدي إلى إحساس "الألم" غير المرغوب فيه الذي نشعر به جميعًا خلال التمارين اللاهوائية مثل السباقات وتدريب المقاومة.
كيف تساعد بيكربونات الصوديوم في الحفاظ على درجة الحموضة؟
لدي بيكربونات الصوديوم الرقم الهيدروجيني القلوي 8.4 مما يجعلها تلعب دورا في تخزين الهيدروجين الزائد أثناء التمارين اللاهوائية. ومن المثير للاهتمام أن كليتك تنتج البيكربونات التي تساعد جسمك على المحافظة على مستويات درجة هيدروجينية معينه. وهو إحدى أهم ركائز التخزين الرئيسية المؤقتة في جسمك لأنه يمكنه استقبال أيون الهيدروجين، الذي يزيد من الرقم الهيدروجيني لجعله أقل حمضية.
أثناء التمارين، تعمل البيكربونات وغيرها من عوامل التخزين على سحب الهيدروجين من العضلة إلى مجرى الدم، مما يسمح للعضلة بالعودة إلى حالة أقل حمضية. لذلك تم وضع نظرية أن تناول مكمل بيكربونات الصوديوم قد يساعد في هذه العملية، مما يسمح للعضلات بالحفاظ على مدة أطول من التمارين الرياضية.
تحسين الأداء الرياضي
التمارين عالية الشدة تجعل جسمنا يطلق أيونات الهيدروجين. والهيدروجين هو منتج النفايات الأيضية التي تسبب بيئة حمضية وانخفاض الأداء الرياضي. وتشير الأبحاث إلى أن بيكربونات الصوديوم تقوم بتخزين الأحماض عن طريق الارتباط بها. مما يسمح بزيادة إنتاج الطاقة خلال التدريبات الصعبة.
عندما يتم الحفاظ على مستويات الحمض في مستويات ثابتة، تعمل العضلات بشكل أكثر كفاءة. وتشير الدراسات عند استخدام مكمل بيكربونات الصوديوم إلى أن عضلاتنا يمكن أن تتحمل التمارين لمدة طويلة. وأظهرت دراسة على الرياضيين المتنافسين أن جرعات بيكربونات الصوديوم التدريجية عززت الأداء وتأخر حدوث التعب. وهذا التعب هو النقطة التي تبدأ عندها في تراكم اللاكتات، والحصول على الأكسجين للعضلات.
تأثير بيكربونات الصوديوم على قوة العضلات
بيكربونات الصوديوم قد تساعد في قوة العضلات، ولكن البحوث مختلفة. حيث وجد في إحدى الدراسات، أنّ رافعي الأثقال الذين تناولوا مكمل بيكربونات الصوديوم قبل 60 دقيقة من التمرين، كانوا قادرين على الجلوس لـ 6 تكرارات من تمرين التضغيط لعضلة الصدر في أول ثلاث مجموعات.
ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة عدم وجود تحسينات كبيرة في قوة العضلات ــ التي يتم تعريفها بكمية الوزن المرفوعة أو القوة التي يمكن للعضلات أن تنتجها ــ بعد تناول مكملات بيكربونات الصوديوم . ويعتقد الباحثون أن بيكربونات الصوديوم تلعب دورًا صغيراً في قوة العضلات بسبب قصر المدة والجهد الأقصى المطلوب. ومع ذلك يظنون أنه لا يزال قد يمنع انخفاض القوة بسبب التعب. لكن، حتى الآن، تظهر بيكربونات الصوديوم دورًا أكبر في التحمل العضلي - وهو كم من الوقت الذي يمكن للعضلات أن تعمل بنشاط -مقارنة بقوة العضلات.
استخدامات أخرى لمكمل بيكربونات الصوديوم
- من الممكن أن تكون فعالة في عسر الهضم، حيث تحتوي المنتجات المضادة للحموضة على بيكربونات الصوديوم والتي تعتبر فعالة عندما تؤخذ عن طريق الفم لعسر الهضم. وتم اعتمادها من إدارة الغذاء والدواء لهذا الاستخدام.
- التسمم الدوائي الذي يؤثر على وظيفة قنوات الصوديوم. فعند إعطاء بيكربونات الصوديوم عن طريق الوريد يمكن أن يساعد ذلك على تقليل الآثار الجانبية للأدوية التي قد تسبب حصار قنوات الصوديوم.
- هناك توجهات في استخدام بيكربونات الصوديوم لعدد من الأمراض الأخرى، ولكن لا توجد معلومات كافية موثوق بها للقول ما إذا كان قد يكون مفيدا.
كيف تستعمل البيكربونات؟
التوصيات الحالية لاستخدام صودا البيكربونات هي استهلاك 200-400 ملليجرام/كجم من وزن الجسم مع وجبة صغيرة غنية الكربوهيدرات (1.5 جرام/كجم من الكربوهيدرات). ويتم تناوله عادة قبل 2-2.5 ساعة من التمرين. وذلك طبقاً لتوصية المعهد الأسترالي للرياضة (AIS). ومع ذلك، فإنها توصي بأن هذا هو مجرد دليل عام. ويجب أن تكون المكملات والجرعة الفردية لكل شخص. لأن الجرعة قد تختلف باختلاف القابلية والتحمل لضيق الجهاز الهضمي. أما بالنسبة إلى بعض الرياضيين، قد يكون من الضروري تناول جرعة أصغر لمنع حدوث مشاكل في الأمعاء.
ما الأشكال التي يمكن تناول البيكربونات فيها؟
يمكن تناول صودا البيكربونات في شكلين:
- الأكثر اقتصاداً هي الصودا العادية من السوبر ماركت، على الرغم من أن العديد من الرياضيين يجدون صعوبه في استهلاكه بسبب طعمه غير اللذيذ.
- يمكنك أيضاً تناول بيكربونات الصوديوم في كبسولات أو وضع البيكربونات في كبسولات بنفسك ليسهل تناولها. وقد وجد أن الكبسولات يمكن أن تقاوم الهضم ولن تتحلل بسهولة حتى تصل إلى الأمعاء. وهذا قد يقلل من خطر المشاكل الهضمية.
الآثار الجانبية لبيكربونات الصوديوم
بالإضافة إلى آثاره المطلوبة، قد تسبب بيكربونات الصوديوم بعض الآثار غير المرغوب فيها. على الرغم من أن هذه الآثار الجانبية قد تحدث نادرا جدا عند تناول هذا الدواء كما هو موصى به، إلا أن هذه الآثار يمكن أن تحدث بشكل أكثر إذا تم تناولها: بجرعات كبيرة، أو لفترة طويلة، أو يتم تناولها من قبل المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى.
إذا حدث أي من الآثار الجانبية التالية يجب عليك مراجعة طبيبك في أقرب وقت ممكن:
- الرغبة المتكررة في التبول.
- فقدان الشهية المستمر.
- التغيرات المزاجية أو العقلية.
- غثيان أو قيء.
- الصداع المستمر.
- التنفس البطيء.
- ألم في العضلات أو ارتعاش.
- تورم القدمين أو أسفل الساقين.
- عصبية أو قلق.
- طعم غير محبب.
- تعب غير عادي أو ضعف.
وعلى الرغم من أن بيكربونات الصوديوم قد تبدو مفيدة، إلا أنه يجب أن تتحدث مع مقدم الرعاية الصحية للتأكد من أنها مناسبة لك قبل تناولها.
المصادر:
- https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-1470/sodium-bicarbonate.
- https://www.healthline.com/nutrition/baking-soda-and-performance#TOC_TITLE_HDR_5.
- https://www.verywellfit.com/how-baking-soda-can-improve-athletic-performance-4057192.
- https://www.idealnutrition.com.au/sodium-bicarbonate-as-a-sports-supplement-how-to-use-it/.
- https://www.drugs.com/sfx/sodium-bicarbonate-side-effects.html.