تصدر عن أحشاء البطن، وتحديدًا المعدة والأمعاء، خلال عملية الهضم أصواتٌ منشؤها حركات تحصل في جدران المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة، بهدف دفع محتوياتها من الطعام والسوائل والغازات قُدُماً عبر المجرى الهضمي، ويكون صوتُ أمعاء البطن في الحالة الطبيعية ذا لحن موسيقي منخفض الشدة، بحيث لا تسمعه آذاننا، أما إذا علت أصوات الأمعاء في البطن وسمعناه، فحينها يُطلَق عليها اسم القرقرة التي تسمى بالإنجليزية borborygmi، وهناك مَن يسميه صوت غرغرة البطن أو الهدير أو زقزقة البطن. تكون القرقرة في معظم الأحيان حميدة لا خطورة منها، وتشير إلى أن جهاز الهضم يعمل جيداً.
الأعراض المصاحبة لأصوات الأمعاء في البطن
لا ضير من سماع أصوات في البطن أو أصوات المعدة المزعجة من حين لآخر، وفي فترات متباعدة، شرط عدم تزامنها مع أعراض هضمية. في المقابل، إذا تزامنت القرقرة مع أعراض أخرى فإنها قد تعكس ظروفًا طارئة تحتاج إلى التدخل لتفادي مضاعفات خطيرة محتملة لا لزوم لها، وتضم هذه الأعراض:
- الحمّى.
- قد تترافق الأصوات في البطن مع الغثيان.
- القيء.
- الإمساك.
- الإسهال المتكرر.
- البراز الدموي.
- الحرقة الهضمية التي لا تستجيب للعلاجات الطبية.
- الشعور بامتلاء البطن.
- الألم في البطن.
أسباب زقزقة البطن
أما الإجابة عن سؤال ما سبب قرقرة الأمعاء أو ما سبب قرقرة البطن، أو أسباب أصوات البطن العالية أو أسباب دربكة البطن كما يحب البعض تسميتها، فهناك أسباب متعددة، بعضها طبيعي وبعضها مرتبط بمشكلات مَرَضية، وهي:
-
حركة الطعام والسوائل من أسباب أصوات البطن العالية
تُعَدّ حركة الطعام والسوائل والعصارة الهضمية والغازات عبر القناة الهضمية المجوفة التي تتكون معظم جدرانها من العضلات من أسباب غرغرة البطن أو قرقرتها، فعندما تمتلئ القناة بالطعام تحدث سلسلة متتابعة من الانقباضات والانبساطات في العضلات؛ من أجل خلط الطعام والضغط عليه أثناء عبوره الأمعاء كي يتم هضمه ودفعه، وهذا الأخير هو المسؤول عن هدير القرقرة الذي يأتي إلى مسامعنا بعد الأكل أو بعد ساعات قليلة من تناول الطعام أو حتى أثناء النوم.
-
الجوع سبب ظهور أصوات من البطن
الجوع أيضا يسبب القرقرة، فوفقاً لمقال تم نشره من قبل عيادات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي في أميركا الشمالية، فإنه عند الشعور بالجوع أو بمجرد رؤية الطعام أو حتى شمه يرسل المخ مواد شبيهة بالهرمونات إلى المعدة والأمعاء للتحضر من أجل استقبال الطعام، فتبدأ المعدة وقتها بإنتاج العصارات الهضمية والسوائل، فلا تجد طعامًا بل هواءً، وبذلك تتفاعل السوائل مع الهواء فنسمع صوت القرقرة.
تُصنَّف القرقرة بحسب قوتها، طبيعية أو ناقصة النشاط، أو مُفْرِطة النشاط، وتشير القرقرة الناقصة النشاط إلى تباطؤ حركة الأمعاء، في المقابل فإن القرقرة المُفْرِطة النشاط تعكس نشاطاً معوياً حثيثاً يُصدِر لحناً يمكن سماعه من قبل الآخرين، ويُسمَع هذا اللحن عادة بعد تناول الطعام أو عند الإصابة بالإسهال.
لا شك أن القرقرة الناقصة النشاط أو المُفْرطة النشاط التي تحصل من حين إلى آخر أمر طبيعي، أما إذا تكررت وتزامنت مع أعراض أخرى فقد تشير إلى وجود مشكلة طبية.
الأسباب المَرَضية لأصوات الأمعاء في البطن
إلى جانب عملية الهضم والجوع، فإن هناك أسبابًا مَرَضية عديدة يمكن أن تقف خلف القرقرة، هي:
- انسداد الأوعية الدموية التي تغذي الأمعاء.
- انسداد الأمعاء الميكانيكي بسبب فتق أو ورم أو التصاقات.
- التفاف الأمعاء.
- الشلل الدماغي.
- خلل كيميائي في الشوارد مثل نقص البوتاسيوم في الدم.
- العدوى.
- الصدمة.
- انثقاب القرحة الهضمية.
- عدوى التجوف البطني، التهاب الصفاق.
- التخدير العام.
- إشعاع البطن.
- تخدير الحبل الشوكي.
- الأدوية التي تخمد حركات الأمعاء.
- انسداد الأمعاء الجزئي أو الكلي.
- جراحة البطن.
- الإسهال.
- داء كرون.
- حساسية الطعام.
- النزف الهضمي.
- التهاب الأمعاء الميكروبي.
- التهاب القولون التقرحي.
متى يكون صوت القرقرة في البطن خطيرًا؟
إذا كانت القرقرة محدودة فإنها تعني أن عملية الهضم تسير على ما يرام، وتتوقف حِدّة القرقرة وطبيعتها على نشاط المعدة والأمعاء. لكن قد تترافق القرقرة مع أعراض مثل الألم، والمغص، والتشنجات، والغثيان، والقيء، والإمساك، والإسهال، وخسارة سريعة في الوزن، والحموضة والحرقة المَعِدية، ومشاهدة الدم في البراز، فعند ظهور مثل هذه الأعراض فمن الضروري استشارة الطبيب للخضوع للفحص الطبي، وربما طلب فحوصات أخرى تساهم في وضع النقاط على حروف التشخيص، وبالتالي وصف العلاج المناسب.على سيرة التشخيص، ابتكر باحثون أستراليون طريقة سهلة لتشخيص متلازمة القولون العصبي بتحليل لحن القرقرة الصادر عن حركة الأمعاء، وتم عرض هذه الطريقة ضمن فعاليات أسبوع أمراض الجهاز الهضمي الذي عقد في واشنطن عام 2018، وقال الباحثون بأن الاستماع إلى أصوات البطن (القرقرة) يمكن أن يُحسّن من تشخيص المتلازمة المشار إليها باستخدام طريقة الاستشعار الصوتي لرصد الأصوات من خلال سماعات يتم ارتداؤها على شكل حزام في وسط البطن، ونوَّه الباحثون إلى أن هذه الطريقة تسمح برصد مرضى القولون العصبي بشكل صحيح في 9 من أصل 10 حالات، وهي نتائج واعدة تحمل معها أخبارًا سارة لملايين المصابين في جميع أنحاء العالم الذين يتكبدون عناء شهور وسنوات من الاختبارات والاستبيانات قبل أن يتمكن الطبيب من وضع التشخيص المناسب.
علاج قرقرة البطن والغازات
يتساءل كثير من الناس حول ما هو علاج الأصوات في البطن، ويمكن القول إن القرقرة التي تعكس أصوات الأمعاء الطبيعية لا تحتاج إلى أي علاج، وقد تكون النبرة الصادرة عن القرقرة عالية، وفي هذه الحال يكفي تقنين استهلاك الأطعمة المنتِجة للغاز للتخفيف من النبرة العالية، وتشمل هذه الأطعمة:
- البقوليات.
- الفواكه.
- المُحلِّيات الصناعية.
- المشروبات الغازية.
- الحبوب الكاملة.
- بعض الخضراوات مثل الكرنب، والبروكلي.
- منتجات الألبان للذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
كما يُنصح أيضا بالامتناع عن مضغ العلكة؛ لأنها تزيد من عبور الهواء إلى الأنبوب الهضمي، والتروِّي في التهام الطعام ومضغه جيداً، ويمكن لأولئك الذين يعانون من القولون العصبي تناول البروبيوتيك، والذي يساعد في علاج أصوات البطن بسبب القولون.
صوت أمعاء البطن والطوارئ الطبية
إذا كانت صوت الأمعاء أو صوت القرقرة في البطن تُنذِر بوجود مشكلة صحية فإنه يتوجب علاجها وفقا لتعليمات الطبيب، ويتم وصف أدوية نوعية لبعض الأمراض الهضمية التي تقف خلف القرقرة كمرض كرون والتهاب القولون التقرحي، أما حالات النزف الهضمي وتلف الأمعاء وانسداد الأمعاء الحاد، فتحتاج إلى دخول المستشفى.
أما في إصابات الأمعاء الخطيرة، كالنزف والانثقاب وانسداد الأمعاء الكلي، فقد يحتاج تدبيرها إلى إجراء العملية الجراحية لتصحيح المشكلة.
ما هي التوقعات بخصوص القرقرة؟
تعتمد التوقعات في معظم الحالات على حِدّة المشكلة، فالقرقرة الطبيعية لا تدعو إلى القلق، أما إذا كانت القرقرة غير عادية أو مصحوبة بأعراض أخرى فإن طلب الرعاية الطبية فوراً يَحُدّ من خطر حدوث المضاعفات، ولكنْ في بعض الحالات هناك مضاعفات مهدِّدة للحياة إذا تُرِكت دون علاج، ويمكن أن يكون انسداد الأمعاء خطيراً للغاية؛ لأنه يؤدي إلى موت الأنسجة في جزء من الأمعاء بسبب انقطاع التروية الدموية عنه، وأيضا، فإن أي تمزق يحصل في جدران المعدة أو الأمعاء يمكن أن يقود إلى حدوث التهاب في جوف البطن قد يكون قاتلاً.
ختامًا، القرقرة هي أصوات صادرة عن أنبوب هضمي مجوَّف تتألف معظم جدرانه من العضلات، وعندما يمتلئ الأنبوب الهضمي بالطعام والشراب فإن جدرانه تتقلص من أجل دفع محتوياته قُدُماً، وقد يُفاجَأ البعض بظهور لحن القرقرة أمام الآخرين فيصاب بالحرج الشديد، وقد تحدث القرقرة نتيجة الجوع أو اتباع سلوك غذائي خاطئ، أو جراء تناول ما هبَّ ودبَّ من الطعام والشراب بسرعة كبيرة، ما يجعل المعدة والأمعاء في حالة أشبه بالاستنفار، وفي أغلب الحالات تكون القرقرة أمراً طبيعياً، ولكن قد تكون في حالات أخرى إنذاراً لمشكلة صحية طارئة تحتاج إلى التدخل الطبي العاجل.
