يُعد اختبار فحص المسحة المهبلية (أو فحص مسحة عنق الرحم بطريقة باب Pap smear) أداةً أساسية للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، إذ يساعد في اكتشاف الخلايا غير الطبيعية قبل تحولها إلى سرطان. هذا الفحص البسيط يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي والوقاية من الأمراض الخطيرة. تعرف عليه في هذا المقال:
ما هو فحص المسحة المهبلية ؟
يُعد اختبار فحص المسحة المهبلية (Pap smear) أو فحص باب، فحصًا طبيًا يُستخدم للكشف عن سرطان عنق الرحم. يهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن وجود خلايا غير طبيعية في عنق الرحم، سواء كانت سرطانية أم لديها القدرة على التحول إلى خلايا سرطانية، وقد يساعد أيضًا في اكتشاف بعض الالتهابات. خلال هذا الاختبار، تقوم الطبيبة أو الممرضة بأخذ خلايا من عنق الرحم لفحصها تحت المجهر. سُمي هذا الاختبار باسم الطبيب الأمريكي جورج بابانيكولاو الذي طوره.
تُنصح جميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 21 و30 عامًا بإجراء فحص المسحة المهبلية على الأقل مرة كل ثلاث سنوات. أما بين سن 30 و65 عامًا، فيجب إجراء الفحص كل خمس سنوات. يُعتبر فحص المسحة المهبلية الطريقة المثلى للوقاية من سرطان عنق الرحم؛ إذ يمكنه اكتشاف التغيرات في خلايا عنق الرحم قبل أن تتحول إلى سرطان. الكشف المبكر عن الخلايا السرطانية أو ما قبل السرطانية يزيد عادةً من فرص الشفاء من المرض.
قد تشعر بعض النساء بالانزعاج من إجراء الفحص، وقد يترددن في الذهاب عند اقتراب موعد الفحص. ولكن من الضروري جدًا إجراء هذا الفحص للحفاظ على الصحة الإنجابية، وتأجيله قد يؤدي إلى عدم اكتشاف تغيرات خلوية خطيرة في الوقت المناسب. إذا كنتِ غير متأكدة من موعد الفحص القادم، تحدثي إلى الطبيب الذي تراجعين عنده.
ما الذي يكشفه فحص المسحة المهبلية؟
يكشف اختبار فحص المسحة المهبلية عن حالات كثيرة من أهمها الآتي:
- سرطان عنق الرحم.
- وجود خلايا ما قبل السرطانية في عنق الرحم (خلل التنسج "dysplasia").
- فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو عدوى تنتقل جنسيًا وتزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
لا يمكن لاختبار فحص المسحة المهبلية اكتشاف أنواع أخرى من العدوى المنقولة جنسيًا مثل السيلان أو الكلاميديا، ولكن قد يكشف عن حالات مثل العدوى بجراثيم "تريكوموناس" أو النمو الزائد للبكتيريا أو الالتهابات الفطرية. يتم إجراء اختبارات للسيلان والكلاميديا بشكل منفصل عن اختبار فحص المسحة المهبلية.
كم مرة تحتاجين إلى إجراء اختبار فحص المسحة المهبلية؟
تختلف عدد المرات التي تحتاجين فيها إلى إجراء هذا الفحص بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك العمر، والتاريخ الصحي، ونتائج الفحوصات السابقة. غالبًا لا تحتاج النساء إلى إجراء هذا الفحص بعد سن 65. بشكل عام، يتم إجراء الفحوصات كالتالي:
- أقل من 21 عامًا: لا يلزم إجراء الاختبار (خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم منخفض جدًا).
- بين 21 و29 عامًا: كل ثلاث سنوات.
- بين 30 و65 عامًا: كل ثلاث سنوات إذا تم إجراء اختبار فحص المسحة المهبلية فقط، أو كل خمس سنوات مع اختبار مشترك لفحص فيروس HPV.
- أكثر من 65 عامًا: ليس ضروريًا إذا لم يكن هناك تاريخ سابق لخلايا غير طبيعية أو سرطان عنق الرحم، وإذا كانت نتائج ثلاثة اختبارات سابقة طبيعية خلال السنوات العشر الأخيرة.
بعض العوامل قد تتطلب إجراء الفحص بوتيرة أكثر أو بعد سن 65، مثل:
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو ضعف الجهاز المناعي بسبب حالة مَرَضية أخرى، أو تطبيق علاج مثل العلاج الكيميائي.
- التعرض لثنائي إيثيل ستيلبوستيرول diethylstilbestrol (DES) أثناء النمو الجنيني.
- تاريخ من وجود سرطان عنق الرحم أو نتائج غير طبيعية في فحوصات سابقة.
هل أحتاج إلى إجراء اختبار فحص المسحة المهبلية إذا أجريت عملية استئصال الرحم؟
يعتمد الأمر على نوع عملية استئصال الرحم (Hysterectomy) التي تم إجراؤها، وفيما إذا كان السبب هو السرطان أو حالة أخرى:
- إذا احتفظت بجزء من عنق الرحم، فيجب الاستمرار في إجراء فحص المسحة المهبلية.
- إذا تمت إزالة عنق الرحم بالكامل، فلا تحتاجين إلى فحص مسحة عنق الرحم مجددًا، ولكن يعتمد ذلك على سبب إجراء الجراحة.
- إذا أجريت عملية استئصال الرحم بسبب سرطان المبيض أو الرحم أو عنق الرحم، فما تزالين بحاجة إلى فحوصات للكشف عن علامات السرطان في الأنسجة المهبلية. إذا كان الاستئصال بسبب حالة مثل الأورام الليفية الرحمية، فقد يعتبر الطبيب أن خطر الإصابة بالسرطان منخفض ولا تحتاجين إلى هذا الفحص.
كيف تستعدين لاختبار فحص المسحة المهبلية؟
بعض الأمور التي تقومين بها قبل الاختبار قد تؤثر على نتائجه. للحصول على أدق النتائج:
- تجنبي ممارسة الجنس لمدة يومين قبل الفحص.
- لا تستخدمي السدادات القطنية (tampons)، أو الكريمات المهبلية، أو الأدوية المهبلية، أو المواد الرغوية لمنع الحمل، أو الجل، أو المزلقات، أو الدش المهبلي لمدة يومين على الأقل قبل الفحص.
- حددي موعد الاختبار بعد انتهاء دورتك الشهرية، وإذا كانت الدورة موجودة في يوم الفحص، تواصلي مع الطبيب للحصول على نصيحة.
كيف يتم إجراء اختبار فحص المسحة المهبلية؟
يُجرى اختبار فحص المسحة المهبلية في العيادة، ويستغرق الفحص بضع دقائق فقط. ستقومين بخلع ملابسك من الخصر إلى الأسفل أو بالكامل وترتدين رداء المستشفى. ستجلسين على طاولة الفحص مع فتح ساقيك ووضع كعبيك في دعامات خاصة (stirrups). يقدم لك الطبيب أو الطبيبة غطاء لتغطية ساقيك. خلال الفحص:
- تُدخِل الممرضة أو طبيبة النسائية والتوليد أداة تسمى منظار التجاويف speculum في المهبل لتوسيعه، وقد تشعرين ببعض الضغط.
- تستخدم الممرضة أو طبيبة النسائية ماسحة صغيرة أو ملعقة لأخذ عينة مسح من خلايا عنق الرحم.
- يتم وضع العينة في أنبوب أو زجاجة لإرسالها إلى المختبر.
هل اختبار فحص المسحة المهبلية مؤلم؟
عادةً لا يكون الاختبار مؤلمًا، ولكنه قد يسبب شعورًا بعدم الراحة. قد تشعرين بنزيف طفيف بعد الاختبار، ولكن لا يجب أن تشعري بألم أو تقلصات. إذا شعرت بعدم الراحة أو استمر النزيف لأكثر من 24 ساعة، أخبري الطبيب.
ما النتائج المتوقعة من اختبار فحص المسحة المهبلية ؟
يمكن أن تظهر النتائج بعد بضعة أيام، وإذا كانت النتائج طبيعية، فهذا يعني أنه لم يتم العثور على خلايا غير طبيعية.
الأسئلة الشائعة
هل أحتاج إلى إجراء اختبار فحص المسحة المهبلية إذا كنت عذراء؟
نعم، يجب على جميع النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 21 عامًا وما فوق إجراء هذا الفحص، حتى لو لم يكنّ نشيطات جنسيًا.
ماذا يحدث إذا لم أُجْرِ اختبار فحص المسحة المهبلية أبدًا؟
عدم إجراء اختبار فحص المسحة المهبلية يمكن أن يعني عدم اكتشاف تغيرات خلوية خطيرة قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم، مما يزيد من خطر تطور المرض بسبب تأخر اكتشافه.
هل يمكنني رفض إجراء فحص المسحة المهبلية ؟
نعم، يمكنك رفض الفحص، لكن الدراسات تشير إلى أن إجراء فحص المسحة المهبلية هو أفضل طريقة للوقاية من سرطان عنق الرحم.
ما الفرق بين الفحص الحوضي (Pelvic Exam) واختبار فحص المسحة المهبلية ؟
خلال الفحص الحوضي، يقوم الطبيب بفحص وتحسس الرحم والمبيضين وأجزاء أخرى من الجهاز التناسلي. لا يشمل الفحص الحوضي دائمًا اختبار فحص المسحة المهبلية، ولكن في الغالب يشمل فحص المسحة المهبلية إجراء الفحص الحوضي.
ما الفرق بين فحص المسحة المهبلية (Pap Smear) واختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV Test)؟
يُجري اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) للكشف عن أنواع معينة من الفيروس تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهناك أنواع عديدة من فيروس الورم الحليمي البشري، وليس جميعها تسبب السرطان.
يمكن لطبيب إجراء اختبار فيروس الورم الحليمي البشري واختبار فحص المسحة المهبلية في نفس الوقت باستخدام نفس الطريقة، أخذ عينة خلايا من عنق الرحم. عند إرسال هذه العينات إلى المختبر، يحدد الطبيب ما إذا كان يجب على المختبر فحص الخلايا قبل السرطانية أو السرطانية (فحص المسحة المهبلية بطريقة باب PAP)، فيروس الورم الحليمي البشري، أو كليهما (اختبار مشترك). تختلف الفترات بين الاختبارات قليلًا حسب ما إذا كنتِ تُجرين فقط اختبار فحص المسحة المهبلية أو اختبارًا مشتركًا.
نصيحة من موقع صحتك، يعد فحص المسحة المهبلية جزءًا مهمًا من الرعاية الصحية الوقائية التي لا ينبغي تجاهلها. يُنصح بالالتزام بمواعيد الفحص الدورية التي يحددها الطبيب، إذ يمكن لهذا الفحص البسيط أن ينقذ حياتك من خلال الكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم. لا تترددي في استشارة طبيبك ومتابعة صحتك بانتظام.