شرب الماء هو أمر حيوي مهم لا يختلف عليه اثنان، للحفاظ على صحة الجسم وقيامه بوظائفه اليومية، ولا غرابة في هذا إذا عرفنا بأن الماء يشكل حوالي 60 بالمئة من وزن الجسم. ولأننا نفقد الماء بشكل طبيعي من خلال العَرق والبول والتنفس، لهذا نحتاج إلى شرب الماء لتعويض ما فقدناه.
إن شرب الماء بكميات كافية كل يوم مهم للصحة، وإلا فإن الجفاف سيكون لنا بالمرصاد، وإذا لم يتم تفاديه في الوقت المناسب، فإنه قد ينتهي بمشكلات صحية خطيرة.
هناك الكثير من المعلومات المغلوطة التي تتعلق بشرب الماء وترطيب الجسم، يتناقلها الناس هنا وهناك، في كل زمان ومكان، قد تجعل من الصعب اتخاذ الخطوات المناسبة للبقاء بصحة جيدة، لتوفير المزيد والمزيد من الوضوح نستعرض في السطور الآتية أشهر الأساطير والحقائق حول هذا الموضوع المهم.
أساطير وحقائق عن شرب الماء
1. الكل يحتاج إلى شرب 8 أكواب من الماء يوميًا
أسطورة. حتى كتابة هذه السطور، لا أحد يعرف من أين جاءت هذه التوصية، التي تنادي بضرورة تناول 8 أكواب من الماء في اليوم، كما أنه ليس هناك أي غطاء علمي يبررها. ليس هناك مقاس واحد يناسب الجميع، لأن الاحتياجات اليومية من الماء والسوائل تختلف بحسب العمر والجنس وحجم الجسم، ومستوى النشاط البدني والنظام الغذائي، وطبيعة المناخ والحمل والصحة العامة.
وحتى الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في بلاد العم بايدن، هي أكثر سخاء وكرمًا من أولئك الذي يوصون بشرب 8 أكواب يوميًا، إذ توصي تلك الأكاديميات بمدخول يصل إلى 16 كوبًا للرجال و13 كوبًا للنساء، من أي سائل وليس الماء فقط، من أجل تأمين الترطيب الجيد للجسم، ولا يقتصر هذا المدخول على الماء فقط، بل كل السوائل الموجودة في المشروبات والمأكولات، فهذه الأخيرة تؤمن حوالي 20 بالمئة من احتياجات الجسم اليومية من السوائل.
2. شرب الماء يطرد المخلفات الأيضية من الجسم
حقيقة. الماء لا يبطل مفعول المخلفات الأيضية، إلا إن الكلى بحاجة إليه لتصفية الدم وتخليصه من تلك المخلفات التي تسرح وتمرح فيه لتطردها بعد ذلك عن طريق البول. إذا لم يتم ترطيب الجسم بشكل صحيح، فلن تحصل الكلى على الماء الضروري لإكمال مهمتها، فتتراكم الفضلات في الجسم بدلًا من طردها، وهذا ما يتعارض من الصحة السليمة.
3. ماء العبوات أفضل من ماء الحنفية
أسطورة. هذه أسطورة أخرى ينجر الكثير من الناس إلى تصديقها، ويعتقدون أن ماء العبوات بديل ذكي وصحي لماء الحنفية. لا، فماء العبوات ليس بالضرورة أفضل من ماء الصنبور، ولا أحسن للصحة، خاصة أن الهيئات الحكومية في البلدان تقوم برقابة صارمة على مياه الشرب العامة للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للشرب. أكثر من هذا، فماء الحنفية قد يحتوي في كثير من الأحيان على مادة الفلورايد المضاد لتسوس الأسنان. إذا كانت هناك شكوك بتلوث ماء الحنفية، سواء بالمعادن الثقيلة بسبب تمديدات المباني القديمة أو بسبب التلوث الميكروبي، فإنه يمكن التغلب على هذا الأمر باستخدام جهاز تنقية لترشيح الماء.
4. شرب الماء يحافظ على ترطيب البشرة
أسطورة. يظن البعض أن الإكثار من شرب الماء يؤدي إلى ترطيب البشرة ويجعلها مشرقة وحيوية، ولكن الحقيقة أن مستوى الرطوبة في الجلد لا تحدده العوامل الداخلية، كما لا يمكن الاعتماد على شرب الماء فقط للتخلص من جفاف البشرة، فهناك العوامل الخارجية، فهي تلعب دورها في هذه القضية، مثل تنظيف الجلد والبيئة وحالة الجلد وكمية الدهون الموجودة على الجلد.
5. البول الأصفر علامة على إصابة الجسم بالجفاف
قد تكون أسطورة. يعتبر لون البول من أفضل الطرق لمعرفة ما إذا كنت تشرب كمية كافية من السوائل. يتأرجح لون البول ما بين الأصفر الباهت ولون الشاي الداكن. وجدت الأبحاث أن الجفاف يؤدي إلى تركيز البول، مما يجعل لونه يتحول إلى اللون الأصفر الداكن. من الناحية المثالية، يجب أن يكون لون البول أصفر شاحب، وإذا أصبح داكنًا فمن المحتمل أن تكون مصابًا بالجفاف. ولكن مهلًا، فإن هناك أشياء أخرى قد تغير لون البول من دون أن يشير ذلك إلى الإصابة بالجفاف، ومن هذه الأشياء نذكر تناول مكملات الفيتامينات، واتباع حمية غذائية غنية بالبروتينات، وبعض الحالات المَرَضية. إذا لاحظت أن هناك تغيرًا في لون البول، أو ظل لونه داكنًا، على الرغم القيام بالترطيب اللازم، فإن الاستشارة الطبية ضرورية.
6. البول الأصفر علامة على الجفاف
أسطورة. لا شك أن البول الأصفر قد يكون علامة على الجفاف، ولكنه قد يكون أيضًا علامة لحالات أخرى مثل فرط تناول الفيتامينات العديدة، وبعض الاضطرابات التي تصيب الكبد أو الكلى، من هنا فإنه ينصح باستشارة مقدم الرعاية الصحية لكشف الملابسات.
7. شرب الماء يساعد على تخسيس الوزن
حقيقة. إن الماء لا يحتوي على سعرات حرارية، ولعل العبارة الأكثر دقة في هذه الحالة هي أن نقول بأن الماء بديل رائع للمشروبات الأخرى المشحونة بالسعرات الحرارية ضمن النظام الغذائي، ما يسمح بتقليل العدد الإجمالي من السعرات التي يتم الحصول عليها. من هنا فإنه يمكن القول إن شرب الماء بحد ذاته لا يؤدي إلى فقدان الوزن، ولكنه يساعد على فقدان الوزن. وجدت بعض الدراسات أن شرب المزيد من الماء على مدار اليوم، أدى إلى زيادة طفيفة في إجمالي حرق السعرات الحرارية اليومية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
8. من الممكن شرب الكثير من الماء
حقيقة. يمكن لأي شخص أن يشرب الماء بكمية أكثر من تلك الموصى بها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذا التصرف سليم؟ إذا شربت كمية من الماء أكثر مما يحتاج جسمك، فإنك تمدد الدم لديك ما يقلل من مستويات الكهارل فيه، فلا تستطيع الكلى الحفاظ على التوازن الصحيح. عدا هذا، فإذا كنت تعاني من حالة صحية معينة، مثل مرض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو الوذمة، فإن شرب الكثير من الماء قد يكون خطيرًا ويعرّضك لخطر الإصابات بمضاعفات أنت في غنى عنها. إن شرب الكثير من الماء قد يؤدي إلى المعاناة من الصداع والغثيان والتعب والتشوش في التفكير، وضعف العضلات وأعراض أخرى، وفي بعض الحالات القصوى، قد يكون شرب الكثير من الماء قاتلًا.
9. المياه الغازية ليست مرطبة
أسطورة. المياه الغازية (الفوارة) هي مياه معدنية أو عادية أضيف إليها غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى فورانها. انتشرت شائعات مفادها أن المياه الغازية لا ترطب الجسم مثل المياه العادية، ولكن تبين أن هذا غير صحيح، فالمياه الغازية مرطبة تمامًا كالمياه العادية. قد تكون المياه الغازية خيارًا جيدًا للترطيب لأولئك الذين لا يستسيغون شرب المياه العادية، طالما أنها لا تحتوي على سكر مضاف.
10. أنت بحاجة إلى المشروبات الرياضية لأداء التمارين بقوة أكبر
أسطورة. الغالبية العظمى من الرياضيين الذين ينشدون اللياقة البدنية يحتاجون إلى الماء فقط، فهو السائل الوحيد الذي يلزم عند ممارسة النشاط الرياضي، لأنه وسيلة مهمة لنقل المغذيات وعناصر الطاقة إلى الأجزاء المناسبة للجسم، كما أن الماء ضروري لتبريد الجسم أثناء القيام بالتمارين. ومع ذلك، فإنه قد يوصى بتناول المشروبات الرياضية عند القيام بأنشطة بدنية شاقة للغاية مثل الجري في الماراثون، من أجل الحفاظ على تركيز الغلوكوز في الدم، وتوفير الوقود للعضلات، وتعويض الملح المفقود بسبب التعرق الشديد.