استخدم الناس وسائل منع الحمل منذ عام 1850 قبل الميلاد، وتم استخدام كل شيء من العسل ورَوث التمساح للقيام بذلك. على مر التاريخ، كان الجزء الأكبر من المسؤولية عن منع الحمل وتحديد النسل يقع على عاتق النساء، ولكن لماذا لا توجد حبوب منع الحمل للرجال ؟ في هذا المقال سنتعرف أكثر على السبب وراء ذلك.
لدى النساء العديد من موانع الحمل أو تحديد النسل، وتشتمل على الآتي:
- التعقيم (الجراحة).
- الحبوب التي تؤخذ عن طريق الفم (التي تحتوي على هرمونات تمنع الحمل).
- وسائل منع الحمل القابلة للعكس طويلة المفعول (Long-acting reversible contraceptives)، مثل اللولب الرحمي (IUD).
من المؤكد أن الرجال يلعبون دَورًا ما في منع حدوث الحمل، حيث يرتدي البعض الواقي الذكري (الطريقة الأكثر شيوعًا)، أو يُجْرون جراحة التعقيم (تسمى قطع القناة الدافقة).
ومع ذلك، ما يزال البحث عن النسخة الذكورية الموعودة من "حبوب منع الحمل" مستمرًا.
تحدي حبوب منع الحمل للرجال
تُظهر الأبحاث أن العديد من الرجال يرحّبون بالطرح الذي يشمل تناولهم لحبوب منع الحمل الذكورية القائمة على الهرمونات، فبحسب الإحصاءات؛ يقول نحو 83% من الرجال أنهم سيستخدمون حبوب منع الحمل للرجال.
لكن التوصل إلى الحبوب الآمنة والموثوقة والفعالة للذكور بطيء للغاية، لماذا؟ يبحث الباحثون كثيرًا عن الحبوب الذكورية المثالية، وبطبيعة الحال؛ ينبغي أن تكون فعالة، ويجب أن تكون أيضًا:
- سهلة الاستخدام.
- سعرها في متناول الجميع.
- خالية من الآثار الجانبية الخطيرة.
- متوفرة بسهولة.
إن عِلْم تحديد النسل لدى الذكور أمر صعب أيضًا، ولكي تكون حبوب منع الحمل للرجال فعالة، يبحث الباحثون عنها للقيام بأحد الأمور القليلة على الأقل:
- إبطاء أو إيقاف إنتاج الحيوانات المنوية.
- منع الحيوانات المنوية من مغادرة الجسم.
- إبطاء الحيوانات المنوية لمنعها من الوصول إلى وجهتها (البويضة).
- منع الحيوانات المنوية من تخصيب البويضة (ربما من خلال دواء غير هرموني).
حتى الآن، كانت معظم المحاولات لتحقيق ذلك عن طريق الحَقْن، وليس الحبوب التي تؤخذ عبر الفم، وهذا ليس مثاليًا.
بعض الحبوب المصنّعة تسبب مشكلات للكبد، وسيكون على الرجل أن يأخذها أكثر من مرة في اليوم، وهذا ليس مثاليًا. وقد تكون الآثار الجانبية لها:
- حب الشباب.
- زيادة الوزن.
- تغير الدافع الجنسي.
- تغيرات المزاج.
لكن العمل مستمر. يستخدم العديد من الباحثين هرمون التستوستيرون، إما بمفرده أو مع هرمونات أخرى، في وسائل منع الحمل المحتملة. قد تكون هذه أقرب إلى السوق من الخيارات الأخرى، ولكن توجد طرق أخرى غير هرمونية في هذا المزيج أيضًا.
آخر الأبحاث بخصوص حبوب منع الحمل للرجال
في عام 2012، أدى الجل المعتمِد على الهرمونات، والذي يتم فركه على الجزء العلوي من ذراعيك مرة واحدة يوميًا، إلى خفض عدد الحيوانات المنوية بشكل كبير مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية فقط، وما تزال الدراسات حول هذا الخيار مستمرة.
أظهرت دراسة كبيرة عن تركيبة الهرمونات القابلة للحَقْن نتائج واعدة في عام 2016، وحتى مع بعض الآثار الجانبية، قال 75% ممن تمت مقابلتهم بعد الدراسة إنهم سيستخدمونها مرة أخرى.
كان الإجراء المسمى RISUG -التثبيط العكسي للحيوانات المنوية تحت التوجيه- قيد التطوير منذ عقود في الهند. مع هذا العلاج؛ ستحصل على جرعة واحدة من مادة طويلة المفعول، إذ يدخل العلاج إلى الأنبوب الذي ينقل الحيوانات المنوية من الخصيتين (يُسمى الحبل المنوي أو الأسهَر)، وبعد هذا الحقن لا تستطيع الحيوانات المنوية مغادرة الجسم. إذا تغيرت الظروف، يمكن لحقنة أخرى إزالة الانسداد وعكس الإجراء. لكن ما زالت حبوب منع الحمل الآمنة والفعالة عند الذكور قيد الإعداد.
توصلت دراسة أجريت على 82 رجلاً في أوائل عام 2019، إلى أن حبوب منع الحمل القائمة على الهرمونات والتي تسمى dimethandrolone undecanoate (DMAU) آمنة عند استخدامها يوميًا لمدة شهر، كما أنه لم يكن لها أي آثار جانبية خطيرة.
تم الإعلان عن حبة واعدة أخرى، 11β-MNTDC، في مارس 2019. والدراسات مستمرة للموافقة على كليهما.
