يتضمن الانفجار الناتج عن القنبلة النووية والذي يُسمى (بالتفجير النووي) عملية انشطار ذرات مواد مشعة يَنتج عنها كميات ضخمة أو موجات مكثفة من الحرارة وموجات انفجار وإشعاع.
وهذه القوى الثلاث لديها القدرة على قتل وجرح عدد مهول من البشر، وتدمير المنازل والمباني والبنية التحتية، ولديها مساحة واسعة من التأثير، ولها عواقب وخيمة على البيئة.
ماذا تفعل القنبلة النووية في الإنسان؟
تأثير القنبلة النووية على الإنسان كبير، فعند حدوث الانفجار النووي تنتهي الحياة في المنطقة القريبة منها تقريبًا.
-
التدمير المباشر (الانفجار)
في الانفجار النووي؛ قد تحدث الوفاة أو الإصابة نتيجة للانفجار نفسه، أو نتيجة الحطام الملقى منه على الأرض، إذ تُنتج الانفجارات النووية تأثيرات انفجار هوائي مشابهة لتلك التي تنتجها المتفجرات التقليدية، فيمكن لموجة الصدمة أن تصيب البشر مباشرة بتمزق طبلة الأذن أو تمزق الرئتين، أو تقذف الناس بسرعة عالية، ولكن معظم الإصابات تحدث بسبب انهيار الهياكل والحُطام المتطاير.
-
الموجات الحرارية
وعلى عكس الانفجارات التقليدية، يمكن لانفجار نووي واحد أن يخلق دفعات مهولة من الإشعاع الحراري، الذي يمكن أن يشعل الحرائق ويحرق الجلد على مساحات واسعة، فقد يعاني الأشخاص من حروق جلدية متوسطة إلى شديدة بحسب بُعدهم عن موقع الانفجار، وقد يتعرض أولئك الذين ينظرون مباشرة إلى الانفجار لأضرار في العين تتراوح من العمى المؤقت إلى حروق شديدة في شبكية العين.
وفي بعض الأحيان يمكن للحرائق التي أشعلها الانفجار أن تتجمع لتشكل عاصفة نارية، مما يمنع الناجين من الهرب.
-
موجات الإشعاع
عندما تنفجر قنبلة نووية، يتم إنشاء كرة نارية كبيرة، يتبخر كل شيء داخل هذه الكرة النارية، بما في ذلك التربة والماء، ويتم حملها إلى أعلى، مما ينتج عنه سحابة تشبه فطر المشروم (سحابة المشروم)، والتعرض لهذه السحابة يعد تعرضًا مباشرًا للإشعاع، ويسمى (الإشعاع الأولي)، وعندما تبرد هذه المادة المشعة المتبخرة فإنها تتكثف وتشكل جزيئات مثل الغبار، ثم تعود المادة المكثفة إلى الأرض، ومن الممكن أن يُحمَل هذا الغبار لمسافات طويلة بفعل تيارات الرياح، وينتهي على بُعد أميال من موقع الانفجار، ويؤدي إلى تلوث إشعاعي لأي شيء يهبط عليه، بما في ذلك إمدادات الغذاء والمياه، ويتسبب التعرض له في مشكلات صحية جسيمة، ويُعد من التعرض غير المباشر للإشعاع، أو كما يسمى (الغبار المتساقط أو السحابة العابرة).
الإشعاع الأولي
يتعرض الأفراد القريبون من الإشعاع لموجات عالية من إشعاعات النيوترون والجاما في فترة زمنية قصيرة، تُقدَّر هذه الجرعات وفقًا للجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP) بأكبر من 1 سيفرت، مما قد يتسبب بحدوث مرض الإشعاع، ويسمى متلازمة الإشعاع الحادة Acute Radiation Syndrome، ويبدأ فيها ظهور الغثيان والقيء خلال ساعات ثم الوفاة خلال أيام أو أسابيع، والذي يكون بمثابة التعرض إلى 18000 صورة أشعة سينية للصدر موزَّعة على جميع الجسم.
السحابة العابرة
وهذا ينتج عنه ما يُعرف بالتأثير الكامِن للانفجارات النووية وهو السرطان، إذ يتعرض الشخص لمستويات منخفضة من الإشعاع، وتقدَّر ب 0.05 سيفرت على مدى طويل، مما يؤدي إلى حدوث تراكم لهذه الإشعاعات بداخل الجسم مسببة السرطان، وكلما زادت الجرعة زاد الخطر والعكس صحيح.
ما هي أنواع التعرض الإشعاعي؟
التعرض الخارجي: وهو ما يحدث عندما يتعرض الأشخاص للإشعاع خارج أجسامهم نتيجة للانفجار أو تداعياته، ويؤدي إلى خطر الإشعاع الأولي.
التعرض الداخلي: يحدث عندما يتناول الناس طعامًا أو شرابًا أو يتنفسون هواءً ملوثًا بالغبار المشعّ.
ويمكن أن يحدث التعرض الداخلي والخارجي معًا إذا كنت على بُعد أميال قليلة من موقع الانفجار.
يعتمد الخطر الناتج عن التعرض لمواد مشعة على:
- طاقة الإشعاع التي تنبعث منها.
- نوع الإشعاع: ألفا، بيتا، أو جاما.
- نشاط الإشعاع، أي عدد المرات التي تنبعث منها الإشعاعات.
- طريقة التعرض، سواء كانت خارجية أم داخلية.
- المعدل الذي يقوم فيه الجسم بالتخلص من المواد المشعة.
- أين تتمركز في الجسم، ومدة بقائها.
أضرار أخرى للإشعاع
- الأطفال والأجنة أكثر حساسية بشكل خاص للتعرض للإشعاع، إذ تنقسم الخلايا لديهم بسرعة كبيرة، مما يعطي احتمالية أكبر للإشعاع لتعطيل عملية الانقسام والتسبب في تلف الخلايا.
ومن أحد تأثيراته على الأجنة هو التخلف العقلي.
- إعتام عدسة العين، لوحظ هذا التأثير في الدراسات اليابانية، فقد كانت نسبة حدوثه لدى السكان اليابانيين المسنين الآن عدة عشرات في المائة بين الأشخاص الأكثر عُرضة.
- تم اكتشاف عددٍ من الأمراض التي يعاني منها اليابانيون، وهي ارتفاع ضغط الدم، واحتشاء عضلة القلب، وأمراض الغدة الدرقية والتي تعد أخطرها، وتليف الكبد، وورم عضلي للرحم.
الطعام الملوَّث بالإشعاع
استهلاك المياه الملوثة ليس مسارًا مهمًا للتعرض، لأن التخفيف يكون سريعًا نتيجة الريح، وقد وجَدوا في بعض الأسماك التي كانت بحيراتها قريبة من موقع انفجار نووي مادةَ مشعة هي السيزيوم 137.
أما بالنسبة للطعام فقد ثبت أن استهلاك الأغذية الملوثة يمثل مشكلة كبيرة، ولكن لم يتم التعرف على هذه المشكلة بشكل كامل، وقد كان القلق مرتبطًا بعنصر اليود 131، الذي يبلغ نصف عمره 8 أيام، إذ أصبحت مادة اليود هي المادة المشعة الرئيسية المثيرة للقلق من وجهة نظر تلوث الغذاء.
فهذه المادة متطايرة، ولا تتكثف حتى وقت متأخر، ويتم نقلها عادة لمسافة أبعد، والاحتفاظ بها في النباتات.
وهنا يكون الخطر الأساسي، ليس في تناول هذه النباتات فحسب، ولكن استخدام الأبقار لهذه النباتات في حالة الرعي الحر، أو كما يسمى الرعي الطازج، إذ تفرز الأبقار ما يصل نسبته إلى 1% يود في كل لتر حليب، ويشكل الحليب 30% من مدخوله إلى الغدة الدرقية، مسببًا إنتاج كميات كبيرة من اليود، وحدوث مشكلات وأمراض الغدة الدرقية.
الهواء الملوَّث بالإشعاع وتأثيره البعيد المدى
من خلال التعرض للإشعاع عن طريق استنشاق الجسيمات المتساقطة أثناء مرور السحابة، أو بسبب الجسيمات المترسبة بفعل الرياح، استنادًا على معدلات التعرض لأشعة جاما الخارجية المقاسة وتركيزات الهواء، تم حساب جرعة الاستنشاق لكامل الجسم على أنها تتراوح من 1 - 20% من الجرعة التي تنتج عن تناول الطعام الملوث بالإشعاع.
كما وجدوا أن 80% من الجرعة الناتجة عن الاستنشاق تصل إلى الجهاز الهضمي، وذلك نتيجة دخول الجزيئات الجهاز التنفسي ثم يتم ابتلاعها.
وجدوا أن مادة البلوتونيوم يتم استنشاقها، ولكنها لا تَعبُر الحواجز البيولوجية بسهولة، ويمكن الاحتفاظ بها لفترات طويلة.
وبشكل عام؛ فإن الاستنشاق ليس له أهمية كبيرة مقارنة بطرق التعرض الأخرى.
كيف أستطيع حماية عائلتي ونفسي أثناء الانفجار النووي؟
قامت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC) Centers of Disease Control and Prevention) برصد بعض النصائح التي يمكن فعلها لحماية نفسك وعائلتك في هذا النوع من الطوارئ.
لا تنس أنه في حالة وقوع انفجار نووي سيتم تفعيل خطة الاستجابة الوطنية للطوارئ.
إذا كنت بالقرب من الانفجار:
- ابتعد وأغلق وغطِّ عينيك لمنع تلف بصرك.
- انبطح أرضًا ووجهك للأسفل، وضع يديك تحت جسمك.
- ابقِ مسطحًا حتى تمر الحرارة وموجتان من الصدمات.
إذا كنت بالخارج عند وقوع الانفجار:
- ابحث عن شيء لتغطي به فمك أو أنفك، مثل وشاح أو منديل أو أي قطعة قماش.
- قم بإزالة أي غبار عن ملابسك، وقم بتغطية أنفك وفمك أثناء القيام بذلك.
- انتقل إلى ملجأ أو قبو أو أي منطقة أخرى تحت الأرض.
- إزالة الملابس، لأنها قد تكون ملوثة، إذا أمكن استحم واغسل شعرك وغيِّر ملابسك قبل دخول الملجأ.
إذا كنت بالفعل في ملجأ أو قبو بالطابق السفلي:
- قم بتغطية فمك أو أنفك بقناع أو منديل حتى تمر السحابة المتساقطة.
- أغلِق أنظمة التهوية وأغلِق الأبواب أو النوافذ، وبعد مرور السحابة المتساقطة، قم بفتح الأبواب والنوافذ للسماح بتدوير بعض الهواء.
- ابقَ في الداخل حتى تقول السلطات أن الخروج آمن.
- استمع إلى الراديو أو التلفزيون للحصول على المعلومات.
- إذا كان عليك الخروج، قم بتغطية فمك وأنفك بمنشفة مبللة.
- استخدم الأطعمة المخزّنة ومياه الشرب.
- لا تأكل الأطعمة الطازجة المحلية، أو تشرب المياه من مصادر مفتوحة.
- قم بتنظيف وتغطية أي جروح مفتوحة.
إذا نُصحت بالإخلاء:
- استمع إلى الراديو أو التلفزيون للحصول على معلومات عن طرق الإخلاء والملاجئ المؤقتة.
- قبل أن تغادر، أغلق النوافذ والأبواب وأطفِئ مكيفات الهواء وفتحات التهوية، والمراوح والفرن.
- خذ معك لوازم الكوارث، مثل مصباح يدوي وبطاريات إضافية وراديو يعمل بالبطارية، وأدوات إسعافات أولية، والدليل، والغذاء والماء في حالات الطوارئ، وفتاحة علب غير كهربائية، والأدوية الأساسية والنقود وبطاقات الائتمان والأحذية القوية.
- تذكر أن جيرانك قد يحتاجون إلى مساعدة، خاصة الرضع وكبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
المصادر
