غالباً ما يتم ربط المنظفات المنزلية التقليدية بمشكلات صحية وبيئية بسبب احتوائها على مكونات كيميائية سامة، أو مسببة للحساسية، أو كاوية تسبب التآكل، أو مثيرة للسرطان ولأمراض أخرى مزمنة، ناهيكم عن المعطرات والمواد المهيجة والمواد المتطايرة، التي قد تسبب الغثيان والصداع والربو مع الاستخدام على المدى الطويل، لذا ازداد اهتمام الناس في السنوات الأخيرة بمنتجات المنظفات الخضراء لتجنب مخاطر المنظفات التقليدية.
المخاطر الصحية والبيئية المحتملة للمنظفات التقليدية
هناك العديد من المخاطر الصحية التي يتم ربطها بمنتجات التنظيف التقليدية غير الخضراء، خاصة تلك التي تسبب تلوث الهوائي الداخلي، ووفقاً لوكالة حماية البيئة، فإن تلك المخاطر تضم ما يلي:
- الصداع.
- تهيج الحلق.
- تهيج العين.
- تهيج الجلد.
- الربو.
- التشوهات الخَلقية عند المواليد الجدد.
- الحروق الكيميائية.
- التسمم.
- السرطان.
أما المخاطر البيئية فتشمل:
- تلوث الهواء الداخلي والخارجي بالمركبات العضوية المتطايرة من المنظفات.
- التلوث الناجم عن التخلص من المواد الكيميائية.
وفقاً لدراسة قديمة موثقة نشرت عام 2014، فإن حوالي 75% من منتجات التنظيف التقليدية تحتوي على مواد مهيجة ومواد كاوية ضارة، وقد تم الإبلاغ عن هذه المواد بأنها تشكل خطراً على العين والجلد والجهاز التنفسي والغدد الصماء. وتوصلت الدراسة إلى أن أخطر المواد التي توجد في المنظفات التقليدية هي:
- المواد الخافضة التوتر السطحي.
- العطور.
- إتيرات الغليكول.
- المذيبات.
- الفوسفات.
- الأملاح.
- الأحماض.
- القواعد.
وأمام المخاطر الصحية والبيئية الكثيرة لمنتجات التنظيف التقليدية، قامت العديد من الشركات في السنوات الأخيرة بالتخلي عن المكونات الكيميائية المشبوهة الخطيرة في المنظفات، واستبدلوها بمكونات طبيعية، وقد أطلق على منتجات التنظيف هذه اسم المنظفات الخضراء انطلاقا من أمانها على البيئة.
الفوائد المحتملة من استخدام المنظفات الخضراء
زاد اهتمام الناس في السنوات القليلة الماضية بمنتجات المنظفات الخضراء والتي على الأرجح، لها تأثيرات سلبية أقل على صحة الناس والبيئة بالمقارنة مع منتجات التنظيف التقليدية، كما أنها غالباً ما تكون أكثر ملائمة للاستخدام من قبل أولئك الذين يعانون من حالات صحية معينة مثل مرضى الربو والمرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي. وإلى جانب هذا وذاك، فإن المنظفات الخضراء هي منتجات صديقة للبيئة، كونها لا تحتوي على مواد كيميائية تسبب تلوثاً كبيراً بالماء والهواء، وكثيراً ما توضع في عبوات قابلة لإعادة التدوير.
المنظفات الخضراء فكرة جيدة للاستخدام اليومي
تعتبر المنظفات الخضراء بدائل طبيعية للمنظفات التقليدية، وهي تضم مجموعة واسعة يتم الترويج لها بأنها صديقة للبيئة وأنها أكثر صحة. وفقاً "لمنظمة الخضراء الآمنة"؛ فإن هناك مواصفات عامة يجب أن تتوفر في منتجات التنظيف الخضراء هي:
- غير سامة.
- تتحلل بيولوجياً.
- خالية من الفوسفات.
- خالية من الأصباغ.
- خالية من الكلور.
- خالية من المواد الكاوية.
- خالية من الهيبوكلوريت.
- أن تحتوي على عطور طبيعية.
- أن تكون مواد التغليف والتعبئة والعبوات قابلة للتدوير.
- أن يكون عليها ملصق واضح بما تحتوي عليه.
- أن تذكر المكونات النشطة وغير النشطة الموجودة فيها.
هل المنظفات الخضراء آمنة؟
خلال السنوات الأخيرة زادت شعبية منتجات التنظيف الخضراء على اعتبار أنها آمنة بيئياً وصحياً، إلا أن دراسة جديدة نشرت مؤخراً على صفحات مجلة العلوم البيئية كشفت أن العديد من تلك المنتجات ليست آمنة كما يتم الترويج لها، وأنها قد تحمل في طياتها أضراراً محتملة، لأنه يمكن أن تنبعث منها مواد كيميائية ضارة، تماماً كما الحال مع منتجات التنظيف التقليدية، وأوصى المشرفون على الدراسة بضرورة توعية المستهلكين بشكل أكبر حول منتجات التنظيف الخضراء.
قام باحثون من جامعة يورك في المملكة المتحدة بتحليل المركبات العضوية المتطايرة في 10 منتجات تنظيف تقليدية و13 من منتجات التنظيف الخضراء، وقد جاءت نتائج التحليل لتكشف أن المنظفات الخضراء انبعثت منها كميات أكبر من التربينات الأحادية مقارنة بالمنظفات التقليدية، وأن المكونات العطرية في تلك المنتجات كانت هي مصدر تلك التربينات الأحادية المتطايرة، فالتركيزات المرتفعة من هذه الأخيرة يمكن أن تُطلق ملوثات ثانوية تؤدي إلى اتلاف جودة الهواء الداخلي في المنازل.
وبالتالي إلى زيادة خطر إصابة الأشخاص بمشكلات في التنفس وإلى تهيج العين والأنف والحلق والجلد، وإلى الإصابة بالسرطان في بعض الحالات، في حال التعرض المتكرر والطويل الأمد لها. وفي معرض تعليقها على نتائج الدراسة قالت الباحثة ألين هاردينغ سميث من جامعة يورك: "لقد توصل بحثنا إلى عدم وجود دليل قوي يشير إلى أن المنتجات الخضراء النظيفة أفضل لجودة الهواء الداخلي مقارنة بالمنتجات العادية، في الواقع، كان هناك فرق ضئيل للغاية، ويتم تضليل العديد من المستهلكين من خلال تسويق هذه المنتجات، وقد يؤدي ذلك إلى إتلاف جودة الهواء، ما قد يعرّض صحتهم للخطر. بالنسبة للعديد من المنتجات الموجودة على رفوف المتاجر الكبرى، فإن اللون الأخضر لا يعني أنها آمنة".
ما الحل؟
إذا كانت منتجات التنظيف الخضراء التي يتم شراؤها في المتجر لا توحي بالثقة والأمان، فما هو الحل؟ سواء كان هدفك هو التخلص من المواد الكيميائية الضارة المحتملة، أو خفض التكاليف، أو التحول إلى صديق للبيئة، أو مزيج من الثلاثة، فإن الحل المثالي هو صنع المنظفات الخاصة بك، وهذا يمكن تحقيقه بسهولة باستخدام الأشياء المتوفرة لديك في منزلك. هناك العديد من الوصفات التي تسمح بصنع منظفات خضراء رخيصة ومتعددة الاستخدامات، وتضم هذه الوصفات مكونات طبيعية لا تسبب أي ضرر بيئي، ومن المحتمل أن يكون تأثيرها على الصحة أقل مقارنة بالمنظفات الخضراء التي تباع في المتاجر.
ويمكن للمنظفات المحضرة منزلياً أن توفر قوة تنظيف جيدة مماثلة لقوة معظم المنظفات المصنوعة تجارياً. وبشكل عام؛ يمكن القول إن بعض المكونات التي تستخدم في صنع المنظفات المنزلية هي مكونات آمنة تلبي الاحتياجات المطلوبة، وتضم الأساسيات الآتية:
1. الخل الأبيض المقطر
وهو عنصر ضروري في التنظيف المنزلي، نظراً لطبيعة الحماية التي تعمل جيداً على المواد القلوية.
2. صودا الخبز
وهي تعمل بشكل فعال على الشحوم والبروتينات والمخلفات الحيوانية، وتعتبر مزيلاً ممتازاً للروائح، وهي أرخص بكثير من المنتجات التي يتم شراؤها من المتجر لهذا الغرض.
3. زيت شجرة الشاي
وهو مضاد للجراثيم، ويستعمل ضد القمل وفطريات القدم والأظافر وضد لدغ الحشرات.
4. الصابون القشتالي
وهو عامل تنظيف معروف منذ القدم، ويتم صنعه من زيت الزيتون أو من زيوت أخرى، ويمكن العثور عليه معطراً أو من دون رائحة، ومتوفر على شكل قضبان أو سائل، ويستعمل لأغراض عديدة، خاصة تنظيف الغسيل والأرضيات والأطباق.
5. عصير الليمون
وهو يضفي رائحة جميلة، ويساعد على التخلص من الشحوم، ويقتل العفن الفطري، ويجعل الأسطح أكثر لمعاناً.
6. بيروكسيد الهيدروجين (ماء الأكسجين)
وهو سائل شفاف عديم اللون، يعمل كمبيض صديق للبيئة، ويتألف من مركبين هما الهيدروجين والأكسجين، ما يعني أنه عندما يتحلل، فإنه يتحول إلى ماء وإلى أكسجين، وهما مركبان لا يضران بالبيئة.
بعض الوصفات المنزلية لصنع منتجات التنظيف الخضراء
نورد فيما يلي بعض الأفكار لوصفات منزلية خضراء طبيعية:
1. منظف متعدد الأغراض
ويصنع هذا المنظف من خلط أجزاء متساوية من الخل والماء توضع مع بعضها في زجاجة رذاذ، يمكن استعماله على الأسطح الصلبة.
2. منظف الغسيل
ويحضر هذا المنظف بخلط نصف كوب من صودا الغسيل، وكوب واحد من رقائق الصابون، ونصف كوب من صودا الخبز، ويمكن لمن يرغب إضافة 1 إلى 2 ملعقة كبيرة من مبيض الأكسجين.
3. منظف الزجاج
ويتم صنع هذا المنظف من خلط ربع كوب من الخل الأبيض، وربع كوب من الكحول الأحمر، وكوبين من الماء الدافئ، وملعقة كبيرة من نشاء الذرة، تخلط هذه المكونات جيداً في زجاجة رذاذ، ويستعمل هذا المستحضر لتنظيف الأسطح الزجاجية.
4. منظف الصرف الصحي
يوضع نصف كوب من صودا الخبز في البالوعة المسدودة إضافة إلى كوب واحد من الخل، ويترك الخليط لمدة لا تقل عن ربع ساعة، ليُسكب بعدها الماء المغلي في البالوعة.
5. المطهر
يتم صنع المطهر من مزيج مؤلف من كوبين من الماء وملعقة كبيرة من صابون القشتالي وملعقة صغيرة من زيت شجرة الشاي، ويستخدم هذا المزيج كمطهر متعدد الأغراض للقضاء على الميكروبات.
6. مقشر متعدد الأغراض
ويصنع هذا المقشر بمزج كمية كافية من الماء وصودا الخبز لتشكيل عجينة تستخدم لتنظيف أسطح الأحواض والمواقد وسواها من الأسطح الصلبة.
7. معطر الجو
ويحضر هذا المعطر بوضع زهور مجففة أو طازجة في ماء مغلي، يضاف إليه الفانيليا أو القرفة أو شرائح الليمون أو البرتقال أو غيرها من التوابل المرغوب فيها، ويستعمل هذا المعطر لإزالة الروائح الكريهة مثل البراد والسجاد وغيرهما.
الخلاصة؛ يميل الناس في أيامنا هذه أكثر فأكثر لشراء منتجات التنظيف الخضراء التي يقال عنها إنها صديقة للصحة والبيئة، ولكن يجب أخذ جانب الحذر، فكلمة " أخضر" التي يتم إبرازها بشكل واضح ومتعمد على العبوات لا تعني تلقائياً أن المنتجات طبيعية، ولا تعني إطلاقاً المزيد من الأمان، فهذه المنتجات قد تحوي في كثير من الأحيان، على مكونات مشبوهة تضر بالصحة والبيئة، خاصة في ظل عدم وجود معيار واحد يقول بأن تلك المنتجات طبيعية.
لهذا يشجع الخبراء الناس على صنع المنظفات منزلياً وبمكونات بسيطة وطبيعية، قوامها الخل وصودا الخبز والماء وعصير الليمون وماء الأكسجين وزيت شجرة الشاي والصابون. وسواء اشتريت منتجات تنظيف تقليدية أو خضراء أو صنعتها منزلياً، لا تنس عزيزي القارئ اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتخزين تلك المنتجات في مكان آمن لا يستطيع الأطفال الوصول إليه.
