الليزر المنخفض المستوى لعلاج تساقط الشعر هو علاج غير جراحي بمصدر الضوء يولد طولًا موجيًا واحدًا، ولا يصدر أي حرارة أو صوت أو اهتزاز، ويستخدمه بعض أخصائيي العلاج الطبيعي لعلاج حالات العضلات والعظام المختلفة.
ويُعتقد أن لليزر المنخفض المستوى LLLT تأثير على وظيفة خلايا النسيج الضام (الخلايا الليفية)، ويسرع عملية إصلاح النسيج الضام، ويعمل أيضًا كمضاد للالتهابات. ويستخدم الليزر بأطوال موجية مختلفة، تتراوح من 632 إلى 904 نانومتر في علاج الاضطرابات العضلية الهيكلية. كما أظهر هذا العلاج فعالية بارزة في علاج تساقط الشعر، وهذا ما سنستعرضه في هذا المقال.
ما هي مراحل نمو الشعر؟
أثبتت الدراسات أن شعر الرأس ينمو بمعدل 0.3 - 0.4 ملليمتر في اليوم الواحد، أي حوالي 15 سنتيمترًا سنويًا، ويمر بعدة مراحل:
1. مرحلة التنامي (Anagen)
تعد مرحلة التنامي هي مرحلة نمو بصيلات الشعر بشكل نشط، فتنقسم الخلايا الموجودة في جذر الشعر سريعًا، ويتشكل شعر جديد ليخرج منها في النهاية. خلال هذه المرحلة، ينمو الشعر حوالي 1 سنتيمتر كل 28 يومًا، وغالبًا ما يكون حوالي 80 - 90% من شعر الرأس في مرحلة التنامي. أي أن شعر الرأس يبقى في نمو مستمر مدة 2-6 سنوات، وتختلف هذه المدة تبعًا للعوامل الوراثية، فنجد أن البعض يواجهون صعوبة في نمو شعرهم بعد وصوله إلى طول معين، لأن مرحلة التنامي لديهم قصيرة، بينما يتمتع الأشخاص أصحاب الشعر الطويل بفترة طويلة من مرحلة التنامي.
2. مرحلة التراجع عن النمو (Catagen)
تعتبر مرحلة التراجع عن النمو مرحلة انتقالية قصيرة من مراحل نمو الشعر، وتحدث في نهاية مرحلة التنامي، وتمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويكون حوالي 3% من شعر فروة الرأس في هذه المرحلة. ينقطع إمداد الدم عن الشعرة ويتوقف نموها في هذه المرحلة، كما ينكمش غلاف جذر الشعرة الخارجي ويلتصق بالجذر، ليتشكل ما يعرف باسم الشعرة العجراء (Club hair).
3. مرحلة الانتهاء (Telogen)
تعتبر مرحلة الانتهاء مرحلة الراحة، إذ تستريح بصيلات الشعر مدة 3 - 4 أشهر.
4. مرحلة التساقط (Exogen)
تعد مرحلة التساقط امتدادًا أو جزءًا من مرحلة الانتهاء، فخلال هذه المرحلة يتساقط الشعر من فروة الرأس. ويعد فقدان ما يصل 50 - 100 شعرة يوميًا أمرًا طبيعيًا خلال مرحلة التساقط، والتي يمكن أن تستمر حوالي 2 - 5 أشهر. وهكذا عندما يتساقط الشعر يبدأ شعر جديد بالنمو في نفس البصيلات لتبدأ مراحل نمو الشعر مرة أخرى.
كيف يعمل الليزر المنخفض المستوى لعلاج تساقط الشعر؟
أكدت الدراسات الطبية على دور الليزر المنخفض المستوى LLLT في تعديل دورة الشعر للتخفيف من تساقط الشعر لدى الرجال والنساء، وقد تمت الموافقة في عام 2007 على استخدام الليزر المنخفض المستوى LLLT من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الثعلبة الوراثية وتساقط الشعر.
يؤدي استخدام الليزر المنخفض المستوى LLLT إلى إعادة دخول مرحلة طور التنامي، وقد يزيد من انقسام الخلايا الكيراتينية والخلايا الليفية عن طريق تعزيز إنتاج مضادات الأكسدة، كما وُجد أن جين السيتوكروم أوكسيديز (COX) هو المسؤول عن امتصاص الضوء المنخفض الكثافة ومساعدته في أداء وظيفته.
كما يعمل أيضًا على تمديد طول مرحلة التنامي وزيادة معدلات انقسام الخلايا في بصيلات الشعر النشطة. أشارت الدراسات إلى أن التعرض لليزر يعمل على تطبيع عملية التجدد الفسيولوجي لفروة الرأس، مما يؤدي إلى زيادة كثافة الشعر وقطره وتقليل تساقط الشعر.
وكشفت العديد من الدراسات أيضًا أن الليزر المنخفض المستوى LLLT يقلل الالتهاب، مما يؤدي إلى تنشيط نمو الشعر.
وبشكل عام، يؤدي استخدام الليزر المنخفض المستوى LLLT إلى تحسن سريري في حالات الثعلبة.
وأظهرت العديد من الدراسات السريرية أنه استراتيجية آمنة وفعالة للتخفيف من حدة الصلع الوراثي. الأهم من ذلك، أن هذا العلاج وُجد أنه فعال في الأشخاص الذين يعانون من ثعلبة غير تندبية، وكذلك الذين لم يستجيبوا لعلاجات تساقط الشعر المعتادة.
ما هي مضاعفات استخدام الليزر المنخفض المستوى ؟
أظهر استخدام الليزر المنخفض المستوى نسبة ضئيلة من الآثار الجانبية، متمثلة في احمرار بسيط في الجلد، والذي اختفى دون تدخل إضافي، وعانى بعض المرضى من حكة خفيفة وتورم وتصبغ في الجلد المعالج. إذا لم يتم تنفيذ العلاج بالليزر بشكل صحيح، فقد يعاني المرضى من حروق وبثور وتندب على الجلد المعالج.
ما هي موانع الاستعمال؟
- العيون: لا توجه أشعة الليزر إلى العين، ويجب على جميع الحاضرين ارتداء نظارات السلامة المناسبة.
- الحمل: لا تعالج مباشرة على الجنين النامي.
- مرضى الصرع: إذ وُجد أن الضوء المرئي النبضي المنخفض التردد (<30 هرتز) قد يؤدي إلى حدوث نوبة لدى مرضى الصرع الذين يعانون من حساسية للضوء.
هل هناك استخدامات تجميلية أخرى لليزر المنخفض المستوى LLLT؟
على الرغم من أن علاجات الليزر التقليدية تتطلب كثافة عالية من الضوء، فقد ارتبط LLLT بتعرض أنسجة الجلد لمستويات منخفضة من الضوء الأحمر والأشعة تحت الحمراء القريبة (NIR)، فتمتص كروموفور الميتوكوندريا الموجودة في خلايا الجلد الفوتونات.
بعد ذلك، يتم تشغيل نظام نقل الإلكترون من خلال تعزيز مستويات أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS)، وإطلاق أكسيد النيتريك الأدينوزين الثلاثي الفوسفات (ATP)، وتفعيل مسارات إشارات متعددة مما يزيد من تدفق الدم للجلد.
تَزايد استخدام الليزر المنخفض المستوى في الآونة الأخيرة في العلاج الجمالي للصدفية وحب الشباب الالتهابي والندبات والتجاعيد الدقيقة، كما يمكن له تنشيط الخلايا الجذعية، مما يؤدي إلى إصلاح الأنسجة وشفائها.
وأظهرت الدراسات أن الليزر المنخفض المستوىLLLT يمكن أن يزيد من تصبغ الجلد عن طريق تنشيط تكاثر الخلايا الصباغية، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا العلاج يقلل أيضًا من فقدان التصبغ عن طريق تثبيط المناعة الذاتية، مما يجعله حلًا سحريًا لمرضى البهاق.
كما أظهرLLLT استخدام الليزر المنخفض المستوى تقدمًا كبيرًا في علاج حب الشباب، فتمتص البورفيرينات التي تنتجها بكتيريا البروبيونية الضوء، وخاصة الضوء الأزرق، كجزء من وظيفتها الأيضية الطبيعية. ويؤدي امتصاص الضوء هذا إلى تفاعلات كيميائية ضوئية متنوعة لها تأثير مضاد للبكتيريا.
