تشير دراسة جديدة إلى أن تناوُل الفيتامينات المتعددة يومياً قد يساعد في الحفاظ على الذاكرة لدى كبار السن خلال مرحلة الشيخوخة، مما قد يوفِّر طريقة آمنة وبأسعار معقولة لحماية الصحة الإدراكية لدى كبار السن.
أظهرت دراسة سابقة أنه عندما تناوَل البالغون الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً فيتامينات متعددة كل يوم، فإنّ أداءهم كان أفضل بشكل ملحوظ في اختبارات الذاكرة، مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً، وقدَّر الباحثون أن الذين تناولوا الفيتامينات المتعددة شهدوا تحسناً في الذاكرة مقارنة بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
على الرغم من أن الدراسة تقدم دليلاً إيجابياً على تأثير الفيتامينات المتعددة على الإدراك، لكنْ يؤكد الباحثون أن استخدام الفيتامينات المتعددة لا ينبغي أن يكون المصدر الوحيد لدعم صحة الدماغ، ويجب دائماً استشارة الطبيب قبل تناولها.
استخدام الفيتامينات وتأثيرها على الذاكرة
تُظهر الأبحاث أن معظم البالغين، وحوالي ثلث الأطفال في أمريكا يأخذون نوعاً من المكمّلات الغذائية، أو الفيتامينات المعدنية، ويتم تناولها عادة لتعزيز الصحة العامة، ومن غير الواضح ما هو نوع تأثير استخدام الفيتامينات المتعددة على الإدراك.
للبحث في تأثير مكمّلات الفيتامينات المتعددة على الذاكرة لدى كبار السن، قام الباحثون بإجراء دراسة على أكثر من 3500 شخص من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر، طُلب منهم تناول الفيتامينات المتعددة يومياً، وطُلب من مجموعة أخرى تناول دواء وهمي لمدة 3 سنوات.
تم توجيه المشاركين لإجراء سلسلة من الاختبارات لقياس الذاكرة قصيرة المدى والإدراك على مدار السنوات الثلاث، بحلول العام الأول، وجد الباحثون أن أداء البالغين الذين تناولوا فيتامينات متعددة يومياً كان أفضل في اختبارات الذاكرة، مقارنة بالبالغين الذين تناولوا دواءً وهمياً، وقد استمر هذا التأثير خلال فترة الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات.
أما في المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي، فقد لاحظ الباحثون انخفاضاً في الذاكرة المرتبط بالعمر بنحو ثلاث سنوات.
إذًا، هل التغذية الجيدة مفتاح صحة الدماغ؟
على الرغم من أن الدراسة الجديدة تُظهِر أن استخدام الفيتامينات المتعددة قد يكون له فوائد معرفية إيجابية، فإن هناك حاجة للمزيد من البحث لمعرفة السبب، إذْ لم يدْرُس الباحثون المكوّنات المحددة للفيتامينات المتعددة التي كانت مفيدة.
أكّد الأطباء أن التغيرات الطفيفة التي تحْدُث في مستويات العناصر الغذائية أو امتصاصها، والتي تحْدُث مع الشيخوخة الطبيعية، قد تسهم في بعض التغييرات في الذاكرة، والتي تَظْهر عادة مع التقدم في العمر.
نظراً لأن الفيتامينات المتعددة آمنة، ومتاحة بسهولة، وبأسعار معقولة بشكل عام، فقد تكون إضافة جيدة، وقابلة للتطبيق للعديد من الأشخاص، كما يمكن أن تساعد الفيتامينات في تلبية الاحتياجات اليومية من المواد الغذائية التي قد تكون مفقودة، أو منخفضة في النظام الغذائي.
لا يزال يتعيّن على الأشخاص الحذَر عند التفكير في تناول الفيتامينات المتعددة، واستشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في تناول أي مكمل غذائي جديد، وإدراك أن المكمّلات الغذائية المباعة لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء في أمريكا، وبالتالي فهي لا تراقَب عن كثب كالأدوية.
لذا، يوصي الأطباء باختيار علامة تجارية موثوقة من المكمّلات الغذائية، ويجب أن تحتوي على ملصق يوضح الكمية والمواد الموجودة داخل العبوة، والتأكد من أن النوع المتوفّر داخل العبوة يتطابق مع ما هو مكتوب على الملصق.
تجدر الإشارة إلى أن الفيتامينات المتعددة يجب أن تكون فقط جزءًا صغيرًا من النظام الغذائي للشخص، مع ضرورة الاستمرار في اتباع نظام غذائي صحي، يشمل تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات ،والحبوب والأطعمة الكاملة الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم التمارين المنتظمة، والنوم الكافي، وتجنب الإجهاد، والحفاظ على التواصل الاجتماعي، في دعم الذاكرة وصحة الدماغ أيضاً، فلا ينبغي نسيان هذه العوامل.
المصدر:
https://www.health.com/multivitamin-memory-loss-older-adults-7503874
