عرف الإنسان الجزر منذ القدم، وكان في السابق يستعمل على نطاق ضيق الى أن حل القرن السادس عشر الذي بدأ معه استعمال الجزر على نطاق واسع، وعرف العرب الجزر من زمن بعيد وكانوا يطلقون عليه الاسم اليوناني "الاصطفلين"، واستعمل الأطباء القدامى الجزر لمداواة أمراض عديدة من بينها البرص، وداء الفيل، كما استخدموا بذوره لعلاج الهيسيريا.
* أنواع الجزر
ونجد في الأسواق أنواعا مختلفة من الجزر أشهرها خمسة هي: الجزر الأبيض، والجزر الأصفر، والجزر البرتقالي، والجزر الأحمر، والجزر الارجواني، وكل هذه الأنواع تملك قواسم مشتركة في أنها تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية التي تساهم بشكل فعال في الحفاظ على الصحة العامة، وفي الوقاية من بعض الأمراض، وفي علاج عدد من المشاكل التي تصيب الجسم، وإذا أخذنا بما توصل إليه فريق من العلماء الأميركيين الذين قاموا بدراسة أنواع متعددة من الخضار، فإن الجزر هو أهمها بل أكثرها نفعاً للإنسان.
* الفوائد الصحية للجزر بشكل عام
وبشكل عام يمكن القول إن الأنواع المختلفة من الجزر غنية بمضادات الأكسدة لعل من أبرزها مادة بيتا ـ كاروتين التي يستخدمها الجسم لصنع الفيتامين أ الضروري للنظر والبشرة والشعر. وتعمل مضادات الأكسدة على تحطيم الجذور الكيميائية الحرة التي لا هم لها سوى زرع الأمراض في أنحاء مختلفة من الجسم.وتشتهر الأنواع المختلفة للجزر بغناها بالألياف الغذائية الذوابة في الماء وغير الذوابة في الماء، والتي تعزز من الشعور بالامتلاء، وتبعد شبح الجوع، وتقلل من مستوى الكوليسترول، وتساعد الأمعاء على قيامها بوظائفها، وتعزز من عمل المستمعرات الجرثومية النافعة التي تقطن الأمعاء، وتبطئ من هضم السكريات والنشويات، وتبعد شبح الإصابة بالإمساك، وتقي من البواسير.
أما المعادن فإن الأنواع المختلفة من الجزر تضم باقة مهمة منها يقف على رأسها معدن الكالسيوم والبوتاسيوم، فالأول يتم استيعابه بسهولة من قبل الجسم مقارنة بالكالسيوم المتوفر في مصادر أخرى، أما الثاني، أي معدن البوتاسيوم، فهو يعمل على تخفيف حدة التوتر في الشرايين؛ ما يؤدي إلى خفض مستوى الضغط الشرياني، وكما هو معروف فإن الأرقام العالية لضغط الدم ترتبط بحالات مثل تصلب الشرايين، والسكتات الدماغية، والأزمات القلبية.
وتحتوى الأنواع المختلفة من الجزر على سكر منخفض.. ومن هنا فلا خطر على مستوى السكر في الدم من الارتفاعات المفاجئة.
وإذا كنت تتبع نظاماً غذائياً لتخسيس الوزن فإنه يتوجب عليك أن تحرص على وضع الجزر ضمن قائمة وجباتك، فهو يحتوي على ألياف ذوابة وأخرى غير ذوابة تملأ المعدة، وتحد من الشراهة على تناول أطعمة تزيد الوزن.
* الفوائد الصحية لأنواع الجزر المختلفة
وتتشارك أنواع الجزر المختلفة باحتوائها على مركبات نباتية طبيعية أثبتت البحوث المخبرية أنها تثبط من نمو وانتشار الخلايا السرطانية، وهذه هي الخطوط العامة التي تجمع الأنواع المختلفة من الجزر.. فتعالوا نستعرض سوياً الخطوط الخاصة بكل نوع:1ـ الجزر الأبيض
يزرع هذا النوع من الجزر في دول مثل باكستان وأفغانستان وإيران، لهذا قلما نراه في دول أخرى. ويمتاز الجزر الأبيض بطعمه القوي والحلو، ولكنه يخلو من الصبغة التي تعطي اللون، لهذا فهو يعتبر من أقل أنواع الجزر فائدة، ولكن هذا لا يعني أن تتفاداه فهو غني بالألياف الغذائية التي تدعم صحة الأمعاء والجهاز القلبي الدوري.
2ـ الجزر الأحمر
يحتوي على نسبة عالية من صباغ الليكوبين الذي يعطيه اللون الأحمر، ويعتبر هذا الصباغ شكلاً من أشكال الكاروتين، فهو يحافظ على صحة العين، ويحميها من خطر التعرض لمرض الضمور البقعي، ويقلل من مخاطر التعرض لسرطان البروستاتا.3ـ الجزر الأصفر
ويزرع بكثرة في أنحاء الشرق الأوسط، ويشتهر بغناه بأصباغ اللوتيئين التي تصون صحة العين، وتلعب دوراً رائداً في الحماية من أمراض الشرايين وأمراض السرطان.4ـ الجزر البرتقالي
وتكثر زراعته في أوروبا والشرق الأوسط، ويمتاز بأنه يضم كميات هائلة من أصبغة ألفا كاروتين، وبيتا كاروتين، التي يحولها الجسم إلى فيتامين أ الذي يدعم صحة العين، ويقوي الجهاز المناعي.