صحــــتك

الشحوب عرض وليس مرضاً

الصورة
أنور نعمة
الشحوب عرض وليس مرض
تبدو شاحباً، عبارة نقولها مراراً وتكراراً في كل مرة نرى فيها وجه أحد المعارف باهتة ذابلة مصفرة ليست على ما يرام، والشحوب يعني أن لون البشرة أصبح أفتح من اللون الطبيعي المعتاد، وهو ما قد يحصل عند أي شخص مهما كان لون جلده؛ إما نتيجة قلة تدفق الدم إلى البشرة، أو جراء نقص الأوكسجين الواصل إليها بسبب انخفاض عدد كريات الدم الحمراء.

ويكون الشحوب إما موضعياً يقع على أطراف الجسم، أو يكون عاماً يطاول كامل الجلد بما فيه مناطق باطن اليدين والشفاه واللسان والغشاء المخاطي داخل الفم وخلف أجفان العين السفلية، وبشكل عام يمكن القول أن الشحوب الذي يظهر في العين هو علامة على فقر الدم بغض النظر عن الجنس.

* أسباب الشحوب

هناك مجموعة واسعة من الأسباب التي تقود إلى الشحوب أبرزها:

1. فقر الدم

تحتوي كريات الدم الحمراء على خضاب الدم (الهيموغلوبين) الذي يتولى نقل الأوكسجين إلى كل خلايا الجسم، فإذا لم تتوفر كمية كافية منهما، أي الهيموغلوبين والأوكسجين، فإن الجلد يصبح شاحباً.

ويعتبر فقر الدم بسبب نقص الحديد النوع الأكثر شيوعاً، وهو يحصل جراء نقص مستوى هذا المعدن بسبب سوء التغذية، أو لعدم قدرة الجسم على امتصاصه، أو بكل بساطة نتيجة النزيف الذي يستنزف مخازن الحديد في الجسم، وهناك أنواع أخرى من فقر الدم مثل فقر الدم اللاتنسجي، وفقر الدم المنجلي، وفقر الدم الانحلالي، وفقر الدم التالي للإصابة ببعض الأمراض مثل السرطان.






2. الإضطرابات الوراثية

تؤثر بعض الإضطرابات الوراثية النادرة على كريات الدم الحمراء خاصة على خضاب الدم، فتؤدي إلى حدوث شحوب مزمن يلازم المصاب طيلة حياته، ولعل أكبر مثال على ما نقول هو داء الفول الناجم عن نقص إنزيم "غلوكوز ٦ فوسفات ديهيدروجيناز" الذي يرمز له اختصاراً G6PD، ويصيب هذا الخلل الذكور، ويؤدي لانهيار كريات الدم الحمراء قبل الأوان، فيعاني الشخص من فقر الدم الإنحلالي ما يجعله شاحباً مصفراً.

3. النزيف

أيا كان نوع النزيف الحاصل في الجسم فإنه يؤدي إلى نضوب مخازن الحديد ما يقلل من مستويات خضاب الدم، الأمر الذي يقود إلى الشحوب الذي يمكن أن يشاهد في الحالات التالية:
ـ النزيف الغزير خلال الحيض.
ـ النزيف الغزير في فترة ما بعد الولادة.
ـ النزيف الداخلي جراء إصابات رضية حديثة.
ـ النزيف الهضمي الناجم عن التأذي أو القرحة.
ـ النزيف التالي للعمليات الجراحية.

4. نقص الفيتامينات

إن سوء التغذية يجعل الجسم في وضع صعب للغاية بحيث لا يمكنه إنتاج كريات دم سليمة؛ ما يقود إلى حدوث فقر الدم، وإذا كان الشخص لا يملك معدلات كافية من الفيتامين ب 12، أو من فيتامين حامض الفوليك، فإن فقر الدم سيكون على الموعد، وبالتالي فإن أي شخص مصاب بهذا النوع من فقر الدم يكون شاحباً منهكاً للغاية، ويمكن أن يكشف اختبار الدم عما إذا كان الشخص يعاني من نقص في الفيتامينين المذكورين أو لا.

5. الأمراض الإنتانية

إن العدوى بالميكروبات يمكن أن تسبب الشحوب، خاصة العدوى التي تقود إلى التسمم الذي يحصل جراء تسلل البكتيريا إلى مجرى الدم؛ فتستهدف أول ما تستهدف كريات الدم الحمراء، معرضة إياها للتلف فيعاني المصاب من الشحوب، ويعتبر تسمم الدم حالة طبية طارئة يجب علاجها سريعا في المستشفى.




6. السرطان

تسبب بعض أنواع السرطان الشحوب، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن لسرطان الرئة أن يحد من قدرة الشخص على التنفس، ما يحرمه من الحصول على ما يكفي من الأوكسجين. مثال آخر، يستطيع سرطان الدم أن يؤثر على قدرة الجسم على إنتاج كريات الدم الحمراء، الأمر الذي يسبب نقصا في مستويات الأوكسجين في الجسم فيحصل الشحوب.

7. المشاكل التنفسية

إن الإضطرابات التنفسية على شتى أنواعها وأشكالها، يمكن أن تعرقل من قدرة المصابين بها في الحصول على ما يكفيهم من الأوكسجين فيعانون من الشحوب.

8. أسباب أخرى للشحوب

1ـ التعب.
2ـ أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعرقل من سريان الدم بشكل عادي.
3ـ نقص الأكسجة.
4ـ انخفاض حرارة الجسم.
5ـ الإغماء.
6ـ الصداع النصفي.
7ـ قلة النوم.
8ـ نقص التغذية.
9ـ نقص السكر في الدم.
10ـ داء هشاشة العظام.
11ـ هبوط ضغط الدم الانتصابي.
12ـ نقص فيتامين سي.
13ـ فقدان الوزن.
14ـ الصدمة العاطفية.
15ـ الخوف والحزن والإحراج.
16ـ قلة التعرض للشمس.
17ـ الضربة الشمسية.
18ـ التسمم بالمعادن الثقيلة.
19ـ فرط تناول أدوية الأمفيتامينات.
20ـ تناول المخدرات.
21ـ اضطرابات الغدد الصماء.
22ـ البهاق.

* كيف يظهر الشحوب؟

يظهر الشحوب في أماكن محددة مثل الوجه والشفتين واليدين والمعصمين، أو قد يكون عاماً، ويكون الشحوب إما يتيماً أو متزامناً مع أعراض أخرى مثل:
ـ الدوار.
ـ الخفقان.
ـ اضطراب نظم القلب.
ـ آلام في الصدر.
ـ ضيق التنفس.
ـ طنين الأذن.
ـ تشوش في التركيز.
ـ اضطراب الوعي.
ـ اضطراب في الرؤية.
ـ اضطراب في المعرفة.
ـ التقيؤ.
ـ الحمى.
ـ الإجهاد.
ـ الحكة.
ـ جفاف الجلد.
ـ نقص الشهية.
ـ نقص الوزن.
ـ التهاب العقد الليمفاوية.
ـ أعراض أخرى.




* التشخيص

بعد التعرف على التاريخ المرضي والعائلي ومراجعة تسلسل الأعراض، يقوم الطبيب بفحص المريض سريرياً للتحقق من العلامات الحيوية مثل ضغط الدم وعدد ضربات القلب، ويتم تشخيص الشحوب بالعين المجردة، ولكن قد يتعذر تحقيق هذا الأمر عند المرضى الذين يملكون بشرة داكنة، وفي هذه الحال يلجأ الطبيب إلى فحص العين واللسان والغشاء المخاطي داخل الفم من أجل وضع النقاط على الحروف.

قد يستعين الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات لتقييم الشحوب، وتشمل هذه:
ـ تعداد الدم الكامل للبحث عن وجود الإصابة بفقر الدم أو بالعدوى.
ـ التحري عن وجود نقص في الحديد، أو نقص بعض الفيتامينات المسببة لفقر الدم نتيجة سوء التغذية.
ـ فحص هرمونات الغدة الدرقية.
ـ اختبارات وظائف الكلى.
ـ فحص البطن بالأشعة السينية أو بالأمواج فوق الصوتية.
ـ فحص البطن بالتصوير الطبقي المحوري أو بالرنين المغناطيسي.
ـ فحص البراز لتأكيد أو نفي وجود نزيف معوي داخلي.
ـ تنظير القولون للتحقق من وجود النزيف.
ـ اختبار الحمل لإستبعاد الحمل أو فقر الدم الذي يكون سبباً شائعاً للشحوب عند الحامل.

* كيف يعالج الشحوب؟

إن علاج الشحوب يعتمد قبل كل شيء على السبب المؤدي إليه:
ـ إذا كان سبب الشحوب هو النقص في الحديد أو في الفيتامين ب 12 أو ب 9 فإن العلاج يرتكز على اعتماد نظام غذائي متوازن، ووصف المكملات المناسبة من أجل تعويض العناصر الناقصة، وتحت إشراف طبي.
ـ إذا كان السبب هو وجود مشكلة صحية فإن الطبيب يصف الدواء المناسب.
ـ يكون العلاج جراحياً في حال فقدان الدم الشديد أو عند حدوث انسداد في أحد الشرايين.





* متى تستشير الطبيب؟

إذا كان الشحوب هو العارض الوحيد فإن زيارة الطبيب قد لا تكون ضرورية بصورة عاجلة، في المقابل إذا لم يرحل الشحوب أو زاد سوءاً في غضون أيام، فإن الإستشارة تصبح أمراً لا مهرب منه، ويجب التماس العون الطبي العاجل إذا ترافق الشحوب مع:
ـ حمى عالية.
ـ حمى الرضيع أو الوليد مهما كانت درجتها.
ـ حدوث تورمات في العقد اللمفاوية.
ـ تقيؤ الدم.
ـ آلام في البطن.
ـ اصفرار الجلد والعينين.
ـ النزيف الدموي.
ـ صعوبة في التنفس.
ـ آلام في الصدر.
ـ ألم وبرودة في الأطراف.

* ختاماً

الشحوب عرض وليس مرضا، ولا بد من التفريق ما بين الشحوب الناجم عن نقص كريات الدم الموجودة عند مشارف البشرة، عن الشحوب الناتج عن فقدان الخلايا الصباغية التي تعطي اللون للبشرة، وينتج الشحوب عن مجموعة شاسعة من الأسباب جميعها تقريباً قابلة للعلاج، لذا، حري بكل شخص يعاني من شحوب غير مبرر أن يبادر إلى زيارة الطبيب لسبر السبب لأنه مفتاح العلاج المناسب، وإذا كان الشحوب مباغتاً، وتزامن مع أعراض حادة فعلى المصاب التوجه إلى قسم الطوارئ فوراً.


المصادر:
Causes of skin paleness in dark and light skin
Paleness: Causes, Symptoms, Diagnosis, and Treatment
Pale Skin: Symptoms, Signs, Causes & Treatment

آخر تعديل بتاريخ
09 مارس 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.