صحــــتك

الرياضة ومرضى القولون العصبي.. ما العلاقة بينهما؟

تشير الأبحاث لوجود علاقة إيجابية بين الرياضة ومرضى القولون العصبي ، إذ يمكن أن تؤثر التمارين الرياضية بشكل إيجابي على ميكروبات الأمعاء وتقلل الالتهاب وتخفف أعراض القولون العصبي، مما يجعلها علاجًا غير دوائي واعدًا. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف العلاقة بين الرياضة ومرضى القولون العصبي على المدى الطويل. 

الرياضة ومرضى القولون العصبي.. ما علاقة ميكروبات الأمعاء؟

  • التمارين الهوائية

تقدم التمارين الهوائية، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات، فوائد صحية للقلب والأوعية الدموية والصحة العقلية، في حين تؤثر بشكل إيجابي على ميكروبات الأمعاء لدى مرضى القولون العصبي، فتزيد من التنوع الميكروبي وتعزز نمو البكتيريا المفيدة مثل بيفيدوباكتيريوم ولاكتوباسيلوس، والتي تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة مضادة للالتهابات (SCFAs). كما يمكنها أيضًا أن تخفف من أعراض القولون العصبي بما في ذلك انتفاخ البطن والإسهال، وخاصة في أولئك الذين يعانون من القولون العصبي الذي يغلب عليه الإسهال.

  • تمارين المقاومة

تُظهر تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال أيضًا أملًا بصحة الأمعاء من خلال تعزيز سلامة حاجز الأمعاء، مما يساعد على منع الالتهاب الشائع لدى مرضى القولون العصبي.

  • التنوع الميكروبي والبكتيريا المفيدة

تعزز التمارين الهوائية المنتظمة تنوع ووفرة بكتيريا الأمعاء المفيدة مما يحسن صحة الأمعاء، ويشمل ذلك تعزيز إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة التي تدعم صحة القولون وتقلل الالتهاب. وتؤكد التجارب السريرية أن التمارين الهوائية تقلل بشكل كبير من أعراض القولون العصبي، مثل الانتفاخ وآلام البطن مع تحسين نوعية الحياة.

كما أن انخفاض السيتوكينات المؤيدة للالتهابات يدعم صحة الأمعاء، مما يجعل التمارين الهوائية علاجًا غير دوائي قيمًا لمتلازمة القولون العصبي. تقدم التمارين الهوائية وتمارين المقاومة فوائد متعددة الأوجه لإدارة أعراض القولون العصبي.

كيف تؤثر التمارين الرياضية على ميكروبات الأمعاء لدى مرضى القولون العصبي؟

تعمل التمارين الهوائية على تعزيز حركة الأمعاء، وهو أمر مهم للحفاظ على زمن العبور الأمثل للأكل خلال الأمعاء، مما يمنع النمو المفرط للبكتيريا الضارة من خلال ضمان تحرك الطعام والنفايات بكفاءة عبر الجهاز الهضمي. تعمل التمارين الهوائية من خلال تقليل الوقت الذي يقضيه الطعام في القولون على تقليل التخمر البكتيري الضار، وتدعم نمو البكتيريا المفيدة التي تنتج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة المضادة للالتهابات.
 

وتساعد هذه الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة في الحفاظ على صحة الأمعاء من خلال العمل كمصدر للطاقة لخلايا القولون وتعزيز بيئة الأمعاء المتوازنة، كما تعمل التمارين الهوائية على تعزيز إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة من خلال تخمير الألياف الغذائية بواسطة البكتيريا المعوية المفيدة. تعتبر الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة، وخاصة الزبدات، ضرورية للحفاظ على سلامة بطانة الأمعاء وتقليل الالتهاب.
 

وتمنع الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة من خلال تعزيز حاجز الأمعاء انتقالَ السموم والبكتيريا الضارة إلى مجرى الدم، وبالتالي تقليل الالتهاب الجهازي. وتعتبر هذه العملية مفيدة بشكل خاص لمرضى القولون العصبي، إذ تساعد في تخفيف الأعراض مثل آلام البطن والانتفاخ مع تحسين الصحة الأيضية والنفسية بشكل عام. كما تقلل التمارين الهوائية من الالتهابات الجهازية عن طريق خفض السيتوكينات المؤيدة للالتهابات وتعزيز مناعة الغشاء المخاطي، مما يدعم صحة ميكروبات الأمعاء من خلال خلق بيئة مواتية للبكتيريا المفيدة.

 

بالإضافة إلى ذلك، تعمل التمارين على تعزيز المراقبة المناعية، مما يضمن السيطرة على البكتيريا الضارة بينما تزدهر البكتيريا المفيدة. هذه التأثيرات، جنبًا إلى جنب مع تقليل التوتر من خلال محور الأمعاء والدماغ، تجعل التمارين الهوائية مكونًا أساسيًا في إدارة أعراض القولون العصبي والحفاظ على صحة الأمعاء.

بعض التوصيات لمرضى القولون العصبي

  • دمج التمارين الرياضية

يمكن أن تفيد التمارين الهوائية المنتظمة مرضى القولون العصبي من خلال تحسين صحة الأمعاء وتقليل الأعراض كما ذكرنا سابقًا. لذلك، ​​يوصى بالبدء بأنشطة منخفضة التأثير مثل المشي أو السباحة وزيادة شدتها تدريجيًا. وعليك أن  تستهدف ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 20 إلى 30 دقيقة من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيًا، فتعمل التمارين الرياضية أيضًا على تقليل التوتر والقلق، وتعزيز الصحة العامة.
 

يعمل الجمع بين التمارين الرياضية والتغييرات الغذائية والترطيب المناسب والنوم على الوصول إلى صحة جسدية ونفسية أفضل، كما يجب على مرضى القولون العصبي أن يمارسوا ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الهوائية المتوسطة إلى القوية أسبوعيًا. تعتبر الأنشطة مثل المشي السريع والجري والسباحة وركوب الدراجات فعالة.

المرونة في الجدولة وتنوع التمارين والمتعة أمور بالغة الأهمية للالتزام على المدى الطويل. يمكن أن يعزز تضمين تدريبات القوة وتمارين المرونة مثل اليوجا الصحة البدنية والعقلية.

  • اختيار نظام غذائي مناسب

ويجب على المختصين تقييم برامج التمارين الرياضية وتعديلها بانتظام لتتناسب مع الاحتياجات الفردية. تساعد التقييمات والمتابعات الأولية في تصميم النظام الغذائي المناسب المصاحب للتمارين الرياضية، وضمان فعاليته وقابليته للتطبيق. يمكن أن تؤدي الاستفادة من التكنولوجيا ومعالجة الحواجز وتقديم الدعم المستمر إلى تحسين الالتزام، وتحسين أعراض القولون العصبي بشكل كبير وجودة الحياة بشكل عام.

  • تقليل التوتر

يساعد تقليل التوتر والحد من الضغوط النفسية في الحد من نوبات القولون العصبي، إذ تعمل تقنيات الاسترخاء على تخفيف وتحسين أعراض القولون العصبي، فقد وصفت المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية بعض تقنيات الاسترخاء والتأمل التي تساعد في تقليل التوتر، ومنها التنفس البطني واسترخاء العضلات التدريجي.

نصيحة من موقع صحتك بشأن الرياضة ومرضى القولون العصبي

هناك علاقة إيجابية بين الرياضة ومرضى القولون العصبي ، فقد توفر التمارين الهوائية وتدريبات المقاومة والتدريبات المشتركة فوائد فريدة لصحة الأمعاء وإدارة الأعراض في القولون العصبي. ويعمل دمج التمارين الرياضية في بروتوكولات علاج القولون العصبي القياسية على تعزيز النتائج العلاجية ويحسن نوعية الحياة لمرضى القولون العصبي.

آخر تعديل بتاريخ
08 سبتمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.