في الواقع، تُعَدّ حركات الأمعاء جزءًا ضروريًا من عملية الهضم، وهي الطريقة التي يتخلّص بها الجسم من الفضلات، وتعطي دراسة حركة الأمعاء والبراز فكرةً عما يجري في الجهاز الهضمي، وبالتالي فهي طريقة رائعة لمراقبة صحتك، إذْ إن أمورًا مثل القوام واللون وعدد المرات والرائحة يمكن أن تكون كلها مؤشرات على المشكلات المحتملة في الجهاز الهضمي أو الاحتياجات الغذائية.
سنتناول في هذا المقال كل ما تحتاج إلى معرفته حول ما يجب أن يكون عليه وضع برازك، وما لا ينبغي أن يكون.
حقائق حول البراز:
تشتمل أهم الحقائق حول البراز على الآتي:
- يتكوّن نحو 75% من البراز غالبًا من الماء، وما تبقى 25% هو مزيج من الألياف والبكتيريا والخلايا والأغشية المخاطية وبقايا الطعام.
- الصفراء هي سائل أصفر مخْضَرّ يَنتُج في الكبد، ويساعد في هضم الدهون، ويمكن أن يغير لون البراز.
- يمكن أن يستغرق انتقال الطعام من المريء إلى المعدة 7 ثوانٍ في المتوسط، و72 ساعة للمرور والخروج عبر الأمعاء .
- يختلف عدد مرات التردد إلى المرحاض من شخص لآخر، وحتى من ثقافة إلى أخرى، وفي أي مكان، فإنّ طرح الفضلات من ثلاث مرات في اليوم إلى مرة واحدة كل ثلاثة أيام يعدّ أمرًا طبيعيًا، وطالما كنت في هذا النطاق وتشعر بالراحة، فأنت على ما يرام.
- يمكن للأطباء الآن إجراء عمليات زرع للبراز، أي أخذ البراز من شخص سليم ونقله إلى المرضى الذين يعانون من أمراض مثل التهاب القولون الغشائي، ويمكن للبكتيريا المفيدة الموجودة في البراز الصحي مقاومة بعض حالات العدوى الخطيرة التي قد تهدِّد الحياة.
- أنت ما تأكله، وتعبّر فضلاتك عن طبيعة طعامك، كما أن المواد الغذائية والأدوية تساهم أيضًا في اللون، فإذا لم يكن لون برازك طبيعياً، فقد ترغب في استشارة الطبيب.
قَوام البراز؟
يجب أن يكون البراز العادي طرياً ورطباً، أي أنه لا ينبغي أن يأخذ شكل وطول الأمعاء الغليظة، وإذا حدث ذلك، فهذا يعني أنه استمر بقاؤه فترة طويلة جداً في الأمعاء، وبالإضافة لذلك لا ينبغي أن تضغط بقوة خلال التبرز، وهذه العلامات تعني أنك تعاني من الإمساك.
مقياس بريستول ستول لقياس قوام البراز:
إذا لم تكن متأكداً تماماً من كيفية وَصف رواسب وعاء المرحاض لطبيبك، فلا داعي للقلق، فقد قام العلماء بتطوير مخطط (بريستول ستول)، وهو مقياس مكوَّن من سبع نقاط لوصف البراز، بدءاً من حالة الإمساك إلى الإسهال، وهذا هو تفصيل المقياس:
- النوع الأول: كتل صلبة صغيرة مع إمساك.
- النوع الثاني: كتل ضخمة تشبه السجق.
- النوع الثالث: أصابع تشبه السجق، ولكن ناعمة وطرية.
- النوع الرابع: قِطَع ناعمة، ولكن بحواف واضحة ومنتظمة، وتمر بسهولة.
- النوع الخامس: قِطع هشة مع حواف غير منتظمة، وبراز طري.
- النوع السادس: براز مائي بدون أي كتل صلبة (سائل تماماً).
يعاني الشخص الذي يكون برازه من النوعين الأول والثاني من الإمساك، أما الشخص الذي يكون برازه من النوع الثالث والرابع هو الشكل المثالي للبراز، أما الشخص الذي يكون برازه من النوعين الخامس والسادس فهذا يعني أن الشخص يعاني من إسهال.
بالإضافة لقوام البراز، فهناك أعراض أخرى لا بد أن تلتفت لها، مثل الانتفاخ أو التغير في رائحة الغازات، فقد يكون ذلك دليلاً على أنك ما زلت تعاني من الإمساك، أو وجود التهابات، لذلك حاوِل زيادة كمية الألياف والمياه التي تتناولها.
عوامل تؤثّر على قوام البراز
تعتمد بُنْية البراز بشكل كبير على ما كنت تأكله وتشربه، فإذا كنت تعاني من الجفاف، فقد يكون برازك أصلب وأكثر جفافاً من المعتاد، وقد يخرج برازك بهيئة كتل صغيرة مؤلمة، وهذا علامة على أنك مصاب بالإمساك.
إذا كان برازك على شكل نقانق لينة مع وجود شقوق، فهذه علامة على أنك تتناول نظاماً غذائياً صحياً.
ويكثر السؤال عن قوام البراز الطبيعي، وتغيراته بصيغ متعددة منها: سبب كمية البراز الكثيرة، وسبب خروج البراز غير متماسك، وعندما يطفو البراز، وسبب البراز الحار، وأسباب تغيّر شكل البراز، وبراز سائل، وأسباب طفو البراز فوق الماء، والبراز طري، وأشكال البراز، وخروج مثل حبّة الحمص مع البراز، وشكل البراز السليم، وبراز متقطع وغازات، وما سبب خروج البراز بشكل متقطع، وقطع صفراء مع البراز، وكور صفراء بالبراز، وطفو البراز.
ماذا يعني لون البراز؟
يتدرج لون البراز بطيف من الألوان، فالأصفر والأخضر أو البني كلها طبيعية تماماً، إذْ يعتمد اللون على كمية عصارة الصفراء في البراز، ومدى سرعة تحرك البراز عبر جهازك الهضمي، وقد يكون اللون الأصفر أكثر سطوعاً (حركة سريعة)، أو يكون لونه بُنّيا غامقًا (حركة بطيئة). لكنْ يجب أن نكون قَلِقين فقط بشأن ثلاثة ألوان للبراز، وهي:
الأسود
ينبغي أن تقلق إذا كان لون البراز أسود، لأن هذا قد يعني وجود دم تم هضمه بواسطة العصارة المَعِدية، وتم مزجه مع البراز، مما يجعل البراز لزجاً وأسود، وهذا دائماً علامة على وجود حالة مرَضية، مثل القرحة أو التهاب المعدة.
ملحوظة: يتحول البراز أحيانا إلى اللون الأسود إذا كنت تتناول أقراص الحديد.
الأحمر
الأبيض
إذا كان لون برازك باهتًا أو أبيض اللون، فهذا يعني أنه قد يكون هناك انسداد في القناة الصفراوية، مما يمنع انتقال الصفراء من الكبد إلى الأمعاء، ولذلك يتطلب الأمر اهتماماً فورياً لعلاج سبب المشكلة.نصائح وأنت في المرحاض
نقدم لك أهم النصائح التي من المهم أن تنتبه لها وأنت في المرحاض:
- يجب أن تكون الألياف صديقتنا، إذْ تساعد الفاكهة الطازجة والخضار في الحفاظ على حركة أمعائك، ويجب أن تتناول النساء حتى 25 غراماً من الألياف يومياً، ويجب أن يتناول الرجال 38 غراماً يومياً.
- نحن نعلم أن الأجهزة الإلكترونية مُغرية، ولكن يُرجى وضع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والإلكترونيات الأخرى عند باب الحمام، ففي دراسة حديثة، وُجد أن 1 من 6 هواتف خلوية ملوَّثة جدًّا بجراثيم البراز.
- يرغب بعض الناس بقراءة الكتب والمجلات في المرحاض، لكنّ إنفاق الكثير من الوقت في المرحاض أمر غير جيد، إذْ يتدفق الدم إلى الحوض ويسبب الاحتقان فيه، وقد أظهرت الدراسات أن الوقت الإضافي الزائد في المرحاض يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالبواسير أو يفاقم شدتها.
- ميّز ما هو طبيعي بالنسبة لك، ولا تَقُم بتحليل كل خطوة إلى المرحاض، ولكن انتبه إلى التغييرات المهمة في حركات الأمعاء، واستشِر طبيبك عندما تكون لديك مخاوف.
- إذا عانيت من صعوبة في التبرز، ففكِّر في إجراء بعض التغييرات على نظامك الغذائي، واستخدِم روتيناً للتمارين الرياضية، وحافِظ على جسمك رطباً بتناول الكثير من الماء، فهذه الأشياء سوف تساعدك في الحفاظ على الجهاز الهضمي السعيد والصحي.
خلاصة القول
لا تقلق بشأن برازك، لكن لا تتجاهله أيضاً، إذْ يمكن أن يقدِّم لك برازك كمًّا كبيرًا من المعلومات حول نظامك الهضمي والنظام الغذائي والصحة، وتذكَّر أنه لا يوجد تعريف واحد طبيعي عندما يتعلق الأمر بحركات الأمعاء، واستشِر طبيبك إذا كانت لديك أسئلة، أو لاحظت تغييرات كبيرة في حركات الأمعاء.