نسمع كثيراً أن تناول وجبات عديدة صغيرة على مدى اليوم أفضل لتحسين عملية الأيض (التفاعلات الحيوية) في الجسم وتحقيق صحة أفضل من تناول وجبات قليلة كبيرة.
ننظر في هذه المقالة إلى الفروقات بين هاتين الطريقتين في تناول الطعام، في محاولة لتحديد أيهما أفضل بطريقة علمية يمكنك أن تثق بها.
ما الفوائد المتوقعة من نظام الوجبات الصغيرة المتعددة؟
يرى أولئك الذين يدعمون تناول وجبات صغيرة متعددة بدلاً من وجبات قليلة كبيرة أن هذا النمط من تناول الطعام أفضل للوقاية من الأمراض المزمنة، ولخسارة الوزن. وقد بدأ كثير من الأشخاص بتغيير نمط طعامهم بناء على ذلك، ومن الفوائد الأخرى التي يتبنّاها المناصرون:
- تعزيز الشعور بالشبع.
- زيادة سرعة عملية الأيض.
- الوقاية من الانخفاض الحاد لطاقة الجسم.
- تثبيت مستوى السكر في الدم.
- الوقاية من فرط تناول الطعام.
تدعم الدراسات بعض هذه الفوائد، ولكنها لا تظهر أي نتائج إيجابية في البعض الآخر، بل وتشير الدراسات أن الالتزام بثلاث وجبات كبيرة أفضل أحياناً.
عدد الوجبات والأمراض المزمنة
وجدت دراسات مبكرة أن زيادة عدد الوجبات يُسهم في تحسين مستوى الدهون في الدم والحد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وظهرت دراسات على مدى السنين تدعم هذه النتيجة، وترى أن الوجبات الصغيرة المتعددة تحقق مستويات أفضل للكوليسترول، ووجدت دراسات أخرى أن الوجبات المتعددة الصغيرة تسهم أيضاً في الحد من فرص الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
عدد الوجبات وخسارة الوزن
يُعتقد أن عدد الوجبات في اليوم يؤثر في خسارة الوزن، إذ وجدت دراسة قارنت بين تناول ثلاث وجبات كبيرة وست وجبات صغيرة من حيث تأثيرها على دهون الجسم والشعور بالجوع. حصل المشاركون في الدراسة في المجموعتين على قدر كاف من السعرات الحرارية للحفاظ على الوزن بنفس المقدار والترتيب، وحصلوا جميعا على 30% من الطاقة من الدهون، و55% من الكربوهيدرات، و15% من البروتين، ولكن لم يجد الباحثون في نهاية الدراسة أي فرق في خسارة دهون الجسم ومصروف الطاقة بين المجموعتين، بل وجدوا أنّ مَن تناول 6 وجبات يومياً عانوا من شعور أكبر بالجوع ورغبة بتناول الطعام تفوق من تناول 3 وجبات.
قد تشير نتائج هذه الدراسة أن تناول وجبات صغيرة عديدة لا يُسهم في خسارة الوزن، بل قد يزيد من اكتساب الوزن في بعض الحالات إن لم ينتبه الشخص.
عدد الوجبات وعملية الأيض (التفاعلات الحيوية)
من أبرز الفوائد التي يتبنّاها مناصرو الوجبات الصغير المتعددة هي تعزيز عملية الأيض في الجسم، ولكن الدراسات تشير إلى أنه لا يوجد تأثير لعدد الوجبات على عملية الأيض، بل وجدت دراسات أخرى أن الوجبات الكبيرة القليلة أفضل في تعزيز عملية الأيض من الوجبات الصغيرة المتعددة.
أي النمطين نختار؟
بحسب ما رأينا، فإنه لا توجد أدلة علمية قوية تدعم نمطًا معيناً بقوة مقارنة بالآخر، والخلاصة هنا أن كلا النمطين قد يكونا فعّاليْن إذا كان الهدف والتركيز هو تناول طعام صحي ومتوازن.
متى ينصح بالوجبات الصغيرة المتعددة؟
قد يستفيد بعض الأشخاص من الوجبات المتعددة الصغيرة بحسب بعض الدراسات، ومن هؤلاء الأشخاص:
- من يشعرون بالشبع بسرعة.
- الذين يحاولون كسب الوزن.
- من يعانون من وهن المعدة، وهو بطء انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.
- المصابون بأعراض هضمية، مثل الغثيان والتقيؤ والانتفاخ.
متى ينصح بالوجبات القليلة والكبيرة؟
قد ينصح بتناول الوجبات الكبيرة القليلة في بعض الحالات، ومنها:
- الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التحكم بحجم حصص الطعام.
- الأشخاص الذين لا يتناولون الطعام بوعي، كأولئك الذين يشاهدون التلفاز مثلاً أثناء الأكل.
- الأشخاص المشغولون جداً، الذين قد لا يستطيعون تناول وجبات متعددة.
المصدر: