لا تزال الدراسات جارية لإثبات فشل أو نجاح أنظمة الامتناع، ولا زال الباحثون يتجادلون في النتائج. وبالرغم من هذا الجدل، فإن كثير من الآباء يفضلون هذه الأنظمة لما تحققه من تحسن في الأعراض مع الهدوء النسبي لأطفالهم على أرض الواقع.
* كيفية تطبيق نظام الوجبات الغذائية المقيدة
يطبق النظام على مرحلتين
- المرحلة الأولى: يتم وضع الطفل على نظام للأطعمة المسموح بها فقط، والامتناع نهائياً عن الأطعمة المسببة للحساسية، فإذا حدث انخفاض في السلوكيات المرضية، عندها سيكون استخدام هذا النظام الغذائي إيجابيا وذا فائدة.
- المرحلة الثانية: نعيد إضافة الأغذية التي منعناها واحدا تلو الآخر حتى نتبين الأطعمة جيدة التحمل، وتلك التي تؤدي إلى زيادة في السلوكيات المرضية. فنبقي على الأطعمة الجيدة، ونزيل تلك المسببة للمشاكل.
إذا لم يحدث تحسن نسبي في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولم تلاحظ أي اختلاف في سلوك الطفل، أوقف التجربة.
تأتي أنظمة الامتناع على صور متعددة بحسب حالة الطفل البدنية والمرضية والتغذوية، واستعداد الأسرة ماديا ومعنويا، ومن أنواعها الشهيرة:
1. نظام الأطعمة القليلة.
2. نظام استبعاد الـ6.
3. نظام استبعاد القمح والألبان.
4. نظام فينجولد الغذائي.. وغيرها.
* أولا: نظام الأطعمة القليلة لعلاج اضطراب فرط الحركة (The Few Foods Elimination Diet)
سمي هذا النظام بهذا الأسم "الأطعمة القليلة" نظرا لقلة عدد الأطعمة المسموح بها في بداية التطبيق، ويسمى أيضا (oligoantigenic diet)، لأنه يحمي الطفل من العديد من الأطعمة التي قد تسبب له الحساسية الغذائية، كما يفترض النظام الغذائي أن كل المغذيات يمكن أن تكون مرتبطة بالمشاكل السلوكية.
- كيفية تطبيق نظام الأطعمة القليلة
نبدأ لمدة 1-4 أسابيع، حيث يلتزم الطفل بالأطعمة المدرجة في النظام فقط، وقد يرى الآباء أن الأعراض تتحسن بشكل كبير في الأيام الثلاثة الأولى، في حين أن البعض الآخر لا يشهد تحسنا حتى الأسبوع الثاني.
ويجب أن ندرك أن هذا النظام ما هو إلا أداة لاستبعاد الأطعمة التي قد تؤثر على أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وليس المقصود أن يتبع لمدة أطول من 4 أسابيع.
تختلف المراكز البحثية في كيفية تطبيق هذا النظام، ويوضع النظام الغذائي لكل طفل على أساس فردي، ولكنه غالبا يشتمل على المسموحات الآتية فقط:
1. الأرز.
2. الضأن والديك الرومي.
3. الفواكه والخضروات.
4. ويكمل مع الفيتامينات والمعادن.
وهناك من يتوسع في المسموحات لتشمل الآتي:
1. البروتين: لحم البقر والضأن والأطعمة البرية والدجاج والديك الرومي.
2. الكربوهيدرات: الأرز والبطاطا والبطاطا الحلوة.
3. الدهون: عباد الشمس وزيت بذور اللفت.
4. الفاكهة: الكمثرى والموز.
5. الخضروات الخضراء: السبانخ والخرشوف والملفوف، القرنبيط، والبروكلي والهليون والخيار والخس والكرفس.
6. كما يمكن إضافة الفطر(المشروم) والبصل والكراث والثوم والفجل والقرع والكوسا والبنجر والجزر والخضروات الجذرية.
7. التوابل: الخل والملح والكركم والكاري والريحان والشبت والباذنجان والبقدونس وإكليل الجبل (الروز ماري)، والزعتر والطرخون (السريس أو الهندباء البرية) والكزبرة والزنجبيل.
8. المشروبات: حليب الأرز والشاي وعصير الكمثرى والموز والبودنج المصنوع منهما.
* ثانيا: نظام استبعاد الـ6
في بعض الأحيان يشق على الآباء تطبيق هذا النظام مع أبنائهم لكثرة الممنوعات به، فيلجأ أخصائيو التغذية إلى طرق أكثر مرونة وسهولة، مثل نظام استبعاد الـ6، حيث تستبعد المواد المسببة للحساسية الغذائية الأكثر شيوعا وهي:
1. الحليب.
2. فول الصويا.
3. القمح.
4. البيض.
5. الفول السوداني.
6. المأكولات البحرية.
النظام الغذائي متعدد الاستبعاد (The multiple-food elimination diet): هذا النظام الغذائي شبيه بالنظام السابق فهو يزيل الأطعمة التي تسبب الحساسية عادة، وهي:
1. الألبان ومنتجاتها.
2. القمح والذرة وفول الصويا.
3. البيض.
4. المكسرات.
5. الحمضيات مثل البرتقال واليوسفي.
6. الألوان والنكهات الصناعية.
* ثالثا: نظام استبعاد عنصر واحد
لتيسير الأمر على الآباء والأطفال قد يلجأ التغذوي إلى استبعاد عنصر واحد مشتبه فيه، ولكون الحليب والقمح هما من أكثر الأطعمة المسببة للحساسية قد نبدأ بهما فقط، إما سوياً أو واحداً تلو الآخر.
* وماذا بعد انقضاء فترة التجربة؟
إذا نجحت التجربة مع أي من هذه الأنظمة باعتدال سلوكيات الطفل وانفعالاته، يبدأ الطبيب بإعادة إدراج الأطعمة التي منعت واحدا تلو الآخر مع تدوين الملاحظات لما يطرأ على السلوك مع كل عنصر، فنبقي الأطعمة التي تسبب الأضرار ممنوعة، ونسمح ببقية الأطعمة، وفي النهاية قد نمنع عنصراً واحداً أو اثنين.
* محاذير لأنظمة الامتناع
يتخوف بعض الباحثين من هذه الأنظمة لعدة أسباب، منها:
- صعوبة تطبيق تلك الأنظمة خاصة في الأيام الثلاثة الأولى.
- مع ذهاب الأطفال إلى المدارس تتوافر معظم الأطعمة الممنوعة بسهولة، ما قد يؤدي إلى فشل التطبيق.
- عدم احتوائها على جميع العناصر التي يحتاجها الطفل خاصة في مرحلة النمو.
- الغذاء له وظيفه اجتماعية إلى جانب وظيفته التغذوية، فقد يؤدي عدم مقدرة الطفل على تناول العديد من الأطعمة إلى عدم مشاركته في كثير من المناسبات الاجتماعية مثل الرحلات والمخيمات والزيارات.
ولذلك يجب أن تتم هذه الأنظمة بإشراف الطبيب والتغذوي والمعالج السلوكي حتى نتجنب النقص الغذائي ونعالجه إن وجد، إلى جانب تهيئة الطفل نفسياً حتى لا يحدث له تأثر في نموه الاجتماعي.
وأخيرا فإن كل طفل حالة منفردة؛ وما قد ينفع لأحدهم قد لا ينفع للآخر، ويجب احترام هذه الخصوصية حتى نحصل لكل طفل على النظام الأمثل له.
اقرأ أيضاً:
علاقة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالغذاء
داء في غذاء
مصاب ومقتول.. والطعام متهماً (ملف)
تشخيص وعلاج حساسية البيض
طفلي يعاني حساسية الحليب.. ما البديل؟