04 أغسطس 2017
وصفة للحياة رغم ظلم الأهل
أنا اتظلمت كتير فى سوء المعاملة من أولي الأمر.. هما شايفين مادام باكل وبشرب وبتعلم يبقى مش محتاجة حاجة.. مش مهم نفسيتى تبقى ازاى.. مش مهم لأنها حاجة ثانوية.. مرضت ودخلت المستشفى وتوقعت التغيير لكن أبداً لم يحدث.. حالياً أبي بعد 27 سنة زواج من أمي وبعد بلوغه الستين يريد أن يتزوج.. أشعر بالخيانة منه وعدم الأمان.. أيتزوج بعد العشرة دي كلها للدرجة دى أحنا قليلين عنده.. بل يتلكك لأمي كثيراً حتى تطلب الطلاق منه وتصبح هي الآثمة المخطئة التى تريد هدم الأسرة.. لا أطيقهم وأنا دائمة الشعور بالوحدة فلا يهمنى وجودهم معي.. لا فائدة من حياتي معهم سوى تحطيم نفسيتي سواء بالألفاظ أو سوء المعاملة.. ماذا أفعل؟
أهلاً وسهلاً بك يا ابنتي،
لاحظت في سطورك كثيراً من الألم والحزن لدرجة نعتبرها تخرج عن الحدود المعقولة والطبيعية.
ألمك وحزنك يتسببان في رؤية التصرفات بحجم أكبر من حجمها الطبيعي مما يؤدي لزيادة الألم والحزن، وهكذا تغلق الدائرة، ويتعاظم شعور الظلم؛ ويتعاظم مع ذلك رغبتك في أن يشعر بك من حولك؛ مما يؤدي لحدوث أمور دون وعي منك، وهذه الأمور تحدث فقط لرغبتك في أن ينتبه المحيطون بك لمشاعرك التي تؤلمك، ولا يشعر بها من حولك، حتى لو وصلت للإعياء ودخول المستشفى لعلهم يشعرون، أو يعطوك بعض الاهتمام النفسي، وكل هذا يخرج من اللاوعي ودون إرادة منك؛ وبالمناسبة لا أنكر عليك احتياجك، وأسلم تماماً أن من حقك أن تتم رعايتك نفسياً، وأن تنعمي بمشاعر الحب والدفء من أهلك، ولكن إن تعذر ذلك - على الأقل حتى تلك اللحظة - فهل غرقك في مزيد من مشاعر الألم والحزن سيحل تلك المشكلة؟؟!! هل هذا الغرق سيجعلهما يقدمان لك احتياجك؟ اُنظري معي بهدوء.. هل يمكنك إدراك أن والدك لم يعد قادراً على تحمل وجوده في علاقة مع والدتك رغم بلوغه هذا السن؛ والداك غارقان في مشاكلهما، ودورك أنت أن تعيدي حساباتك بنضج حتى تتمكني من مد يد العون لنفسك بنفسك دون التعلق وانتظار تغير كل من حولك بقلة نضوج، وسأوضح لك ذلك في نقاط:
لاحظت في سطورك كثيراً من الألم والحزن لدرجة نعتبرها تخرج عن الحدود المعقولة والطبيعية.
ألمك وحزنك يتسببان في رؤية التصرفات بحجم أكبر من حجمها الطبيعي مما يؤدي لزيادة الألم والحزن، وهكذا تغلق الدائرة، ويتعاظم شعور الظلم؛ ويتعاظم مع ذلك رغبتك في أن يشعر بك من حولك؛ مما يؤدي لحدوث أمور دون وعي منك، وهذه الأمور تحدث فقط لرغبتك في أن ينتبه المحيطون بك لمشاعرك التي تؤلمك، ولا يشعر بها من حولك، حتى لو وصلت للإعياء ودخول المستشفى لعلهم يشعرون، أو يعطوك بعض الاهتمام النفسي، وكل هذا يخرج من اللاوعي ودون إرادة منك؛ وبالمناسبة لا أنكر عليك احتياجك، وأسلم تماماً أن من حقك أن تتم رعايتك نفسياً، وأن تنعمي بمشاعر الحب والدفء من أهلك، ولكن إن تعذر ذلك - على الأقل حتى تلك اللحظة - فهل غرقك في مزيد من مشاعر الألم والحزن سيحل تلك المشكلة؟؟!! هل هذا الغرق سيجعلهما يقدمان لك احتياجك؟ اُنظري معي بهدوء.. هل يمكنك إدراك أن والدك لم يعد قادراً على تحمل وجوده في علاقة مع والدتك رغم بلوغه هذا السن؛ والداك غارقان في مشاكلهما، ودورك أنت أن تعيدي حساباتك بنضج حتى تتمكني من مد يد العون لنفسك بنفسك دون التعلق وانتظار تغير كل من حولك بقلة نضوج، وسأوضح لك ذلك في نقاط:
- حين نتعرض للإساءة النفسية داخل أسرتنا الأولى فإن هذا يسبب لنا ألماً نفسياً عميقاً؛ أعانك الله عليه، مما يجعلنا نحتاج لمصادر أخرى صحية تمكننا من تقليل هذا الألم خاصة بعد أن نكون قد تجاوزنا سن الطفولة؛ وذلك حتى نكبر من الداخل كما كبرنا في عمرنا من الخارج؛ ونعوض حرماننا بعلاقات صحية مريحة مع صديقات، وزملاء، وأقارب، على ألا نجعلهم في مكانة والدينا حتى لا نعيد كرة الألم عليهم ونرهقهم، وإدراكنا لهذه الحقيقة مهم جداً حيث يمكننا أن ننعم بالدفء، والونس، والصحبة، وننعم بقدرتهم على سماعنا وحبهم لنا؛ ونقرر عن عمد أن نشبع من تلك العطاءات دون "الوقوع في فخ المعاناة" تحت أي ظرف؛ حتى ننجو من حفرة المعاناة التي لا تنتهي أبداً.
- قبول عدم حصولنا على احتياجاتنا ممن كان واجباً عليهم أن يوفروها لنا - على الأقل حتى تلك اللحظة - وقبول ذلك يعني نضوجاً يجعلك تخرجين من سجن والديك المعطل!.
- انخرطي قدر إمكانك في أنشطة متعددة متنوعة لتتحرري من الجزء غير الصحي في تواصلك مع مشاعرك، واكتشاف مهارات، ومساحات في حياتك لا يمكنك حتى تصديق وجودها بداخلك بسبب تعطلك في علاقتك غير الصحية بوالديك.
- أنت في حاجة لتجديد رؤيتك لوالديك يا ابنتي؛ فهما بالنسبة لك أب وأم، ولكنهما زوجان رجل وامرأة؛ ولعل هناك ما لا تدركينه في ما بينهما؛ يجعلهما على غير وفاق بعيداً عن وجودكم كأبناء؛ قد تكون هذه المشكلة مشكلة جنسية كبيرة مثلاً، أو غير ذلك من المشاكل التي لا تعلمون عنها شيء ولكنها تؤرق سلامة العلاقة بينهما؛ فلا تقصري نظرتك على كونهما والديك دون أن تنظري لهما من مساحات أخرى هي حقيقية جداً في حياتهما؛ فوالدك الذي يرغب في الزواج إن كان سوياً من الناحية النفسية؛ فسيكون لديه في تلك السن سبب قوي قد لا تدركينه كابنة، ولكن قد تدركينه إذا نظرت له كإنسان له احتياجات نفسية وعاطفية وجسدية.
وأخيراً.. ليس معنى حديثي لك أنني لم أشعر بعظم معاناتك يا ابنتي، ولكن أردت أن تتمكني من فهم ما قد يخفى عنك رغم صعوبته، ولكنه باب كبير على حقيقة الحياة، وحقيقة نفسك اللتين يمثلان أكبر من علاقتك بوالديك بكثير.. دمت بخير.
اقرئي أيضاً:
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
استشارات ذات صلة:
تشويه نفسي منظّم في الصغر.. وجودك مسؤوليتك
إساءات الوالد.. وتشويه رمز الوالد الداخلي
- قبول عدم حصولنا على احتياجاتنا ممن كان واجباً عليهم أن يوفروها لنا - على الأقل حتى تلك اللحظة - وقبول ذلك يعني نضوجاً يجعلك تخرجين من سجن والديك المعطل!.
- انخرطي قدر إمكانك في أنشطة متعددة متنوعة لتتحرري من الجزء غير الصحي في تواصلك مع مشاعرك، واكتشاف مهارات، ومساحات في حياتك لا يمكنك حتى تصديق وجودها بداخلك بسبب تعطلك في علاقتك غير الصحية بوالديك.
- أنت في حاجة لتجديد رؤيتك لوالديك يا ابنتي؛ فهما بالنسبة لك أب وأم، ولكنهما زوجان رجل وامرأة؛ ولعل هناك ما لا تدركينه في ما بينهما؛ يجعلهما على غير وفاق بعيداً عن وجودكم كأبناء؛ قد تكون هذه المشكلة مشكلة جنسية كبيرة مثلاً، أو غير ذلك من المشاكل التي لا تعلمون عنها شيء ولكنها تؤرق سلامة العلاقة بينهما؛ فلا تقصري نظرتك على كونهما والديك دون أن تنظري لهما من مساحات أخرى هي حقيقية جداً في حياتهما؛ فوالدك الذي يرغب في الزواج إن كان سوياً من الناحية النفسية؛ فسيكون لديه في تلك السن سبب قوي قد لا تدركينه كابنة، ولكن قد تدركينه إذا نظرت له كإنسان له احتياجات نفسية وعاطفية وجسدية.
وأخيراً.. ليس معنى حديثي لك أنني لم أشعر بعظم معاناتك يا ابنتي، ولكن أردت أن تتمكني من فهم ما قد يخفى عنك رغم صعوبته، ولكنه باب كبير على حقيقة الحياة، وحقيقة نفسك اللتين يمثلان أكبر من علاقتك بوالديك بكثير.. دمت بخير.
اقرئي أيضاً:
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
استشارات ذات صلة:
تشويه نفسي منظّم في الصغر.. وجودك مسؤوليتك
إساءات الوالد.. وتشويه رمز الوالد الداخلي