استشارة لـ د.محمد طه، أنا قرأت كتب حضرتك، واستفدت جدا، واستشارتي هي أنه تقدم لي شخص جيد جدا، بس هو مسافر في الخارج، ومن تعرفي عليه من خلال محادثات تلفون أو شات أشعر بأنه جيد جدا، وإني أميل إليه بشدة، وهو يبادلني الشعور نفسه، هل يعني أن هذه مشاعر زائفة أو "إني بلبسه دور حد تاني، أو ممكن دا يكون طبيعي"؟ أنا محتارة جدا، لكن عقليا أنا مقتنعة به جدا وبصفاته وشخصيته
أختي العزيزة أمل..
أشكرك على رسالتك التي أراها هامة جداً..
ينبغي لأي اثنين مقبلين على الزواج أن يعرفا بعضهما بشكل جيد وكاف. ورغم أن الطرفين غالباً ما يبديان أفضل ما عندهما في فترات التعرف الأولى.. إلا أن هناك علامات بسيطة يمكن من خلالها على الأقل الارتياح أو الاطمئنان لهذا الشخص أو ذاك. وليس من هذه العلامات على الإطلاق يا صديقتي المحادثات الهاتفية أو الشات عبر الإنترنت. ليس هذا فقط.. بل إننا نميل في أحيان كثيرة إلى إضفاء صفات ليست في أصحابها عليهم، كلما كان المتاح لنا منهم أقل.. بمعنى.. أنك عندما تتحدثين إلى شخص لا ترينه، فإنك غالباً ستطرحين/تسقطين عليه بعضاً من خيالك وبعضاً من أمنياتك، وربما كثير مما تودينه أن يكون عليه. وقد يكون في حقيقته غير ذلك تماماً.. والعكس بالعكس.. فربما يفعل هو الآخر ذلك معك.. وتنمو داخلكما مشاعر جياشة لناحية صور غير حقيقية قمتما برسمها من نسج خيالكما ومحض تصوراتكما.
لا أقصد تخويفك من هذا الشخص.. لكنني أود أن أساعدك على حسن الرؤية وحسن الحكم ودقة الاختيار.. اطلبي منه أن "ينزل" في إجازة كافية للتعرف إليه، والجلوس معه مرة واثنتين وثلاث.. فذلك حقك، وحقه أيضاً.. اسألي عنه أصدقاءه وأهله وزملاء عمله.. استشيري أصدقاءك وأهلك.. انظري من أكثر من زاوية.. واستمعي لأكثر من رأي.. وبعدها.. استخيري ربك.. وتوكلي على الله في ما يختاره قلبك..