27 نوفمبر 2016
مشكلتي مع خطيبي.. التوقعات المسبقة واختلاف الطباع
أنا مخطوبة انسان كويس ومحترم الحمد الله، بس في وقت الزعل لا يصالح بسرعة، وبياخد وقته في الزعل، وبيحب ينعزل، ويعاملني بجفى، حتى لو موضوع صغير مش مستاهل كل هذا، اتصرف ازاي في الوقت ده؟ وهل ده طبيعي في شخصيات الرجالة؟
تاني حاجة أعمل إيه في مشكلة التوقعات، بكون متوقعة رد فعل ولو ما حصلش بتخنق وأتوتر أكثر، أسيطر ازاي على الموضوع؟
أهلا وسهلا بك يا صغيرتي،
رغم ما تحمله سطورك من توتر وحيرة، إلا أنني سعيدة؛ نعم.. سعيدة بوقوفك عند تلك النقاط رغم صغر سنك، ﻷنها سبب عظيم في تكدير مناخ الزواج، من دون أن يدري الكثيرون من المتألمين صمتا أو بوحا؛ فتوقع تصرفات وردود أفعال معينة عند حدث معين مع تكرار عدم تحققه؛ يصيب الكثير بالإحباط، وتراكم الإحباط دون تغيير يسبب الغضب، وتراكم الغضب دون تنفيس صحي يسبب العنف بأشكاله، والذي يتدرج من عنف لفظي مرورا بالعنف غير اللفظي؛ والصمت، والتجاهل، والعند، إلخ، وانتهاء بالعنف الجسدي بأشكاله، والذي يعود في أغلب الحالات للتوقعات غير المحققة.
فالتوقعات غير المحققة تعني في حقيقتها مجموعة مفاهيم غاية في الخطأ صدقناها لدرجة عدم مناقشتها بيننا وبين أنفسنا؛ منها أن شريك حياتي مثلا ما دام يحبني؛ فهو من المؤكد يفهم ما أحتاجه، وما يسعدني دون أن أعبر له عما أحتاجه؛ فنحن تعلمنا من أفلامنا وأغانينا أن الحب يعني منتهى الشفافية، والقدرة على سرعة رؤية احتياجاتنا دون البوح بها، وكذلك الحب يعني أن يتنازل شريكي عن طباعه، واختياراته القديمة من أجلي، وكذلك توقعنا أننا نريد أن "نورث" أنفسنا في شركائنا ليروا مثلنا، ويفكروا مثلنا، ويتصرفوا مثلنا حين يحدث أمر كذا، أو كذا، وأنا أعذرك وأعذر الكثير من شبابنا، وبناتنا في تلك الأخطاء؛ ﻷنهم لم يتعلموا غيرها؛ فماذا ستفعلين الآن؟.
رغم ما تحمله سطورك من توتر وحيرة، إلا أنني سعيدة؛ نعم.. سعيدة بوقوفك عند تلك النقاط رغم صغر سنك، ﻷنها سبب عظيم في تكدير مناخ الزواج، من دون أن يدري الكثيرون من المتألمين صمتا أو بوحا؛ فتوقع تصرفات وردود أفعال معينة عند حدث معين مع تكرار عدم تحققه؛ يصيب الكثير بالإحباط، وتراكم الإحباط دون تغيير يسبب الغضب، وتراكم الغضب دون تنفيس صحي يسبب العنف بأشكاله، والذي يتدرج من عنف لفظي مرورا بالعنف غير اللفظي؛ والصمت، والتجاهل، والعند، إلخ، وانتهاء بالعنف الجسدي بأشكاله، والذي يعود في أغلب الحالات للتوقعات غير المحققة.
فالتوقعات غير المحققة تعني في حقيقتها مجموعة مفاهيم غاية في الخطأ صدقناها لدرجة عدم مناقشتها بيننا وبين أنفسنا؛ منها أن شريك حياتي مثلا ما دام يحبني؛ فهو من المؤكد يفهم ما أحتاجه، وما يسعدني دون أن أعبر له عما أحتاجه؛ فنحن تعلمنا من أفلامنا وأغانينا أن الحب يعني منتهى الشفافية، والقدرة على سرعة رؤية احتياجاتنا دون البوح بها، وكذلك الحب يعني أن يتنازل شريكي عن طباعه، واختياراته القديمة من أجلي، وكذلك توقعنا أننا نريد أن "نورث" أنفسنا في شركائنا ليروا مثلنا، ويفكروا مثلنا، ويتصرفوا مثلنا حين يحدث أمر كذا، أو كذا، وأنا أعذرك وأعذر الكثير من شبابنا، وبناتنا في تلك الأخطاء؛ ﻷنهم لم يتعلموا غيرها؛ فماذا ستفعلين الآن؟.
ستبدئين رحلة نضوجك النفسي، والتي ستبدأ:
- بأن تعي وتدركي - ولا أقول تعرفي لأن المعرفة غير الوعي والإدراك - أن زوجك شخصية تختلف عنك تماما، مهما اتفقت تلك الشخصية معك في أمور تجدينها كثيرة.
- وبأن تدركي طبيعة البيت الذي نشأ فيه، وحقيقة العلاقات بينهم، وخاصة طبيعة علاقته بوالده ووالدته، لتستوعبي ما قد يكون لديه من تحديات في شخصيته بجانب ما تجدينه من مميزات تسعدك.
- وأن تتدربي معه على التعبير عن احتياجاتك بوضوح دون انتظار لفهمه لها وحده، ودون أن تتخيلي خطأ أن هذا يعني حبا أقل، ومشاعر أقل من قبله.
- ومن نضوجك النفسي كذلك أن تدركي أن ليس كل جميل، وجيد، ومميز هو بالضرورة يناسبك أنت، وأن هناك فارقا يبدو رقيقا وتصعب ملاحظته بين أن نحب شخصاً، وأن نحب أشياء جميلة في شخص.
وفي الأخير.. أنا فخورة برؤيتك لما غاب عن كثيرات في مثل عمرك، وأدراكك لأثره عليك، وعلى علاقتك بخطيبك، حتى استوقفك؛ فكثيرا ما تضيع فترة الخطوبة بعيدا عن أهدافها التي نشأت من أجلها.
أما ما يفعله - لو كان سويا من الناحية النفسية - حين "يغضب"، وقلت يغضب؛ ﻷن ما يفعله لا علاقة له "بالزعل"، ولكن له علاقة "بغضب المعيلة"، وهنا تحتاجين معه لوقفة حاسمة تكفي فيها عن "المحايلة"؛ لتضعي فيها النقاط فوق الحروف، ولتتفقا أن من حق كلاكما أن يغضب، ويحزن، ويتألم، ويخاف، فكل تلك المشاعر طبيعية جدا ومقبولة وفطرية تماما، ولكن الانعزال، والصمت، والعند، والتجاهل لا يخصون "الكبار"، فالكبار حين يشعرون بأي من ذلك يتحدثون، ويعبرون، ويتفقون ليتناغموا دون أن يتنازل أحدهما عن كيانه، ودون أن يتناطحوا كذلك، أما إن كان ما يحدث منه يعود لارتباك نفسي ما لديه، وﻷنك غير متخصصة تسمينه صعب المصالحة، فأقول لك: تحتاجين أن تتبعي ماضي تلك الطريقة قبل معرفتك به في علاقته مع والديه، وإخوته، وتتعرفي على أسبابها، ومنذ متى بدأت، والوقت الذي يأخذه ليخرج منها، وغير ذلك من التفاصيل فهذا حقك تماما، لتكتشفي عمق تلك الطريقة لديه؛ فهناك زوجات يعانين مرارة اعتزال أزواجهن غير المفهومة، والتي تطول بمرور الوقت لأشهر إن كانت القصة قصة اضطراب نفسي، أو اضطراب في الشخصية، فإذا وجدت ما يقلقك فيمكن أن تطلبي منه أن تحضرا معا جلسات المشورة للمقبلين على الزواج.
والخلاصة.. أنا لا أريدك أن تقلقي أكثر مما ينبغي، ولا أقل مما ينبغي، فقط قومي بما اقترحته عليكِ لتتمكني من إدراك ما يحدث في حجمه، واسمه الحقيقي، واطلبي المساعدة المتخصصة إن كنتما في حاجة لها، ونحن هنا لأجلك إن أردت المزيد من المتابعة.
اقرأي أيضاً:
- بأن تعي وتدركي - ولا أقول تعرفي لأن المعرفة غير الوعي والإدراك - أن زوجك شخصية تختلف عنك تماما، مهما اتفقت تلك الشخصية معك في أمور تجدينها كثيرة.
- وبأن تدركي طبيعة البيت الذي نشأ فيه، وحقيقة العلاقات بينهم، وخاصة طبيعة علاقته بوالده ووالدته، لتستوعبي ما قد يكون لديه من تحديات في شخصيته بجانب ما تجدينه من مميزات تسعدك.
- وأن تتدربي معه على التعبير عن احتياجاتك بوضوح دون انتظار لفهمه لها وحده، ودون أن تتخيلي خطأ أن هذا يعني حبا أقل، ومشاعر أقل من قبله.
- ومن نضوجك النفسي كذلك أن تدركي أن ليس كل جميل، وجيد، ومميز هو بالضرورة يناسبك أنت، وأن هناك فارقا يبدو رقيقا وتصعب ملاحظته بين أن نحب شخصاً، وأن نحب أشياء جميلة في شخص.
وفي الأخير.. أنا فخورة برؤيتك لما غاب عن كثيرات في مثل عمرك، وأدراكك لأثره عليك، وعلى علاقتك بخطيبك، حتى استوقفك؛ فكثيرا ما تضيع فترة الخطوبة بعيدا عن أهدافها التي نشأت من أجلها.
أما ما يفعله - لو كان سويا من الناحية النفسية - حين "يغضب"، وقلت يغضب؛ ﻷن ما يفعله لا علاقة له "بالزعل"، ولكن له علاقة "بغضب المعيلة"، وهنا تحتاجين معه لوقفة حاسمة تكفي فيها عن "المحايلة"؛ لتضعي فيها النقاط فوق الحروف، ولتتفقا أن من حق كلاكما أن يغضب، ويحزن، ويتألم، ويخاف، فكل تلك المشاعر طبيعية جدا ومقبولة وفطرية تماما، ولكن الانعزال، والصمت، والعند، والتجاهل لا يخصون "الكبار"، فالكبار حين يشعرون بأي من ذلك يتحدثون، ويعبرون، ويتفقون ليتناغموا دون أن يتنازل أحدهما عن كيانه، ودون أن يتناطحوا كذلك، أما إن كان ما يحدث منه يعود لارتباك نفسي ما لديه، وﻷنك غير متخصصة تسمينه صعب المصالحة، فأقول لك: تحتاجين أن تتبعي ماضي تلك الطريقة قبل معرفتك به في علاقته مع والديه، وإخوته، وتتعرفي على أسبابها، ومنذ متى بدأت، والوقت الذي يأخذه ليخرج منها، وغير ذلك من التفاصيل فهذا حقك تماما، لتكتشفي عمق تلك الطريقة لديه؛ فهناك زوجات يعانين مرارة اعتزال أزواجهن غير المفهومة، والتي تطول بمرور الوقت لأشهر إن كانت القصة قصة اضطراب نفسي، أو اضطراب في الشخصية، فإذا وجدت ما يقلقك فيمكن أن تطلبي منه أن تحضرا معا جلسات المشورة للمقبلين على الزواج.
والخلاصة.. أنا لا أريدك أن تقلقي أكثر مما ينبغي، ولا أقل مما ينبغي، فقط قومي بما اقترحته عليكِ لتتمكني من إدراك ما يحدث في حجمه، واسمه الحقيقي، واطلبي المساعدة المتخصصة إن كنتما في حاجة لها، ونحن هنا لأجلك إن أردت المزيد من المتابعة.
اقرأي أيضاً: