مرض الاضطراب الوجداني
تحية طيبة وبعد..
الاضطراب الوجداني ثنائي القطبين من الاضطرابات صعبة التشخيص وتأخذ من المتخصص وقتاً لحسم تشخيصه، نظراً ﻷنه يشتبك مع أعراض أخرى لأمراض أخرى تتشابه مع أعراضه، فأتمنى أن يكون هذا التشخيص تشخيصاً متخصصاً، قام به المتخصص بعد فترة من متابعتك.
وبناء على ذلك فالأمانة تقتضي مني أن أقول لك: إن هذا الاضطراب قد صاحبته جدالات، ودراسات علمية كثيرة أثبتت بعضها أنه مرض نفسي، وبعضها أثبت بنفس القوة أن أسبابه عضوية تماماً، بل وينتقل عبر الجينات بنسب محددة عبر الأجيال، فنجد المصاب بالاضطراب الوجداني الثنائي القطبين له في عائلته شخص، أو أشخاص يعانون من نفس الاضطراب، وإن اختلفت شدته ومرات تواتره، والحقيقة أن أي أضطراب لا يكون بنفس القوة، ولا نفس الحدة لكل مرضاه، فهناك من يعاني من حدة شديدة، وآخر متوسطة، وآخر خفيفة، وبينهم درجات تتفاوت كذلك، وهناك من يتعرف بوضوح لبداية النوبات، وهناك من تعصفه النوبات دون أن يميزها، وهناك من يعلم شهورا محددة تأتيه النوبات فيها، والبعض الآخر لا، والبعض يستقر على الاكتئاب طويلا وقليلا ما يصل للهوس،الخ.
توجد الكثير من التفاصيل التي لا يمكن سردها جميعا هنا؛ لذا فلا رد قاطعا لسؤالك يا أخي الكريم من دون تفاصيل، ومن دون تواصل حقيقي، ولكن هناك علاج دوائي يعمل على تثبيت المزاج، وعلاج الأعراض المصاحبة لنوبات الاكتئاب، وما قد يظهر على المريض من أعراض أخرى، وهناك علاج نفسي سلوكي ومعرفي، فيه يتعرف المريض إلى قدراته، وطاقاته، ومواهبه المختلفة ليتمكن من تفعيلها، والاستفادة منها، وكذلك برامج سلوكية للفترات البعيدة عن المرض، ولفترات الكمون.
فهناك علاج ولله الحمد، أما إن كنت تسأل عن علاج نهائي وتقصد الشفاء التام منه؛ فالجواب يعلمه الله وحده الذي لا يعجزه شيء، ولكن ما أستطيع أن أؤكده لك هو أن العلاج يساعد كثيرا في تثبيت المزاج، والمريض يتمكن من القيام بأدواره المختلفة كلما كان متابعا جيدا لتعليمات طبيبه، وكلما تعرف من حوله إلى طبيعة المرض، والقدرة على تمييز بدايات النوبات وهذا يفرق كثيرا، وكذلك يفيد التدريب على كيفية التعامل معه في تلك الأوقات المختلفة؛ كلما تحسنت الأحوال أكثر وأكثر، دمت بخير.
اقرأ أيضا:
هوس واكتئاب وعذاب بلا حدود
نوبات الهوس والهوس الخفيف
نوبة الاكتئاب الرئيسي