ما سبب الدوخة وضيق التنفس أثناء الصلاة؟
أثناء الدعاء في الصلاة بعد التشهد أحس بدوخة وضيق تنفس، ما يجبرني على التوقف، ما السبب؟
الأخت الفاضلة:
تقبل الله منك صلواتك ودعاءك، والحقيقة أن تلك الدوخة وضيق النفَس يكون سببهما أحد أمرين معروفين لا ثالث لهما، ألا وهما السبب العضوي، والسبب النفسي، لذا أسْلم ما يمكنك عمله في البداية هو التأكد من عدم وجود أي مشكلات عضوية لديكِ تسبب تلك الدوخة وضيق التنفس، أما السبب النفسي فأرى ملامحه؛ لربطك بين تلك الأعراض والصلاة، فأنتِ لم تقولي مثلاً أنك تشعرين بذلك حين تكونين في حالة جلوس وتقومين، أو ما شابه، لذا بعد التأكد من الناحية العضوية؛ يمكنك العودة لما أقوله لك الآن.
فالدوخة وضيق التنفس، وربما بعض الأعراض التي لم تذكريها؛ هي أشهر أعراض نوبات الفزع، أو نوبات القلق، أو الوساوس القهرية؛ التي تنتمي للاضطرابات النفسية، والتي صار علاجها أسهل بكثير من قبل، فربما تسمعين على أن القلق هو مرض العصر، ولكن وجدنا أن الكثير من الناس لا يصدقون أن الضغوط والقلق المستمر أو الزائد عن قدرة جهازهم النفسي على التحمل، سواء بوعي أو بدون وعي لهذه الضغوط، يسبب تلك الأعراض الجسدية وغيرها، كدقات القلب الهادرة أو المتسارعة، والتعرق البارد، والرعشة، وعدم التوازن، إلخ.
وهي ما تُعرف علمياً "بالأعراض النفس جسدية"، وفيها حين لا يتمكن الجهاز النفسي من تحمل الضغوط المعروفة للشخص أو غير المعروفة له. يلجأ للجسم للتعبير عن هذا القلق أو تلك الضغوط، فيذهب الشخص للأطباء العضويين مراراً وتكراراً دون أن يجدوا شيئاً عضويًا رغم ما يشعرون به فعلاً، ووجدنا أن البعض يلجأ للدجالين ظناً منهم بأن قد مسهم من الجن شيئاً أثّر عليهم، وتكون رحلة شاقة تنتهي بعد حين دون تفسير صادق، ولعل خطوة تساؤلك هنا لنا يكون دالاً على وعيك واهتمامك بذاتك، فلقد قلت كل هذا، لتتضح لك الصورة بعد القيام بالتأكد من الناحية العضوية إن كانت سليمة، دمتِ بخير.
