مارست الجنس مع شاذ وتحليل الإيدز سلبي.. هل هذا كاف؟
من فضلك يوم 22 من الشهر الحالي مارست لأول مرة علاقة جنسية مع شريك هو مع الأسف متمرس، ولكن كنت ملتزما بارتداء الواقي الذكري والشريك يبدو ملتزما بأهمية الواقي والشريك غير مؤكدة إصابته، وفي الحقيقة العلاقة الفعلية لم تتجاوز دقيقتين والجنس الفموي لم يتجاوز 11 دقيقة، ولم يكن هناك دم مختلط ولكن أنا أشعر بقلق بالغ من خطورة الإصابة ب hiv ولذا قمت بتحليل بمركز الصحة والمشورة يوم 28 والنتيجة الحمد لله ظهرت اليوم سلبي وتناولت حبتين من دواء truvada حتى الآن وفي الواقع العلاقة كانت لأول مرة ولم يكن هناك تكرار
عزيزي؛
بعد قراءتنا لسؤالك نتفهم قلقك الزائد بخصوص الإصابة رغم سلبية التحليل، لذلك سنتحدث إليك قليلاً عن ثلاث نقاط، وهي:
- مدى كفاءة التحاليل المختلفة في الكشف عن الإيدز والمدة المطلوبة لعمل هذه التحاليل، ومواعيد الفحص في حالة ممارسة الجنس من دون وجود حائل (condom).
- الاحتياج لأدوية وقائية بعد ممارسة الجنس من دون حائل (condom).
- أعراض الإيدز الحادة والمزمنة.
أولاً: التحاليل
هناك تحاليل عدة ومختلفة للإيدز، ولكن عامة في فحوصات المسح screening للإيدز إما أن يستخدم الفحص السريع، أو الفحص الذاتي، أو الجيل الثالث من الفحوصات (البحث عن مضادات الأجسام للإيدز). وهذه التحاليل الثلاثة أفضل فترة للبحث عنها هي في مدة ما بين 6 أسابيع إلى 3 أشهر. وأما الأسرع والأفضل فهي تحاليل الجيل الرابع، وهي التي تبحث عن الـantigen، وهو جزء من الفيروس يسمى p24، وأيضاً البحث عن مضادات الفيروس.
وأفضل مدة لإجراء هذا الفحص هي بين 3 ـ 4 أسابيع، وعامة يكون الـp24 antigen (وهو الفيروس نفسه) ظهوره مبكراً بأسبوع عن ظهور مضادات الأجسام للفيروس (وهي مضادات أجسام ينتجها الجهاز المناعي للجسم كوسيلة مقاومة للفيروس).
وتصل تخصصية الجيل الرابع إلى نسبة 99.6% من الكفاءة، فإذا كانت موجبة، ونقوم بالتأكيد بعمل تحليل آخر مناعي لتأكيد التحليل الأول، وإذا كانت النتيجة الأولى سلبية (كما في حالتكم) فلا نحتاج لعمل فحوصات أخرى، فقط نكرر الفحص الجيل الرابع (p24) في مواعيد أخرى.
ومواعيد عمل تحاليل الجيل الرابع هي: مباشرة بعد ممارسة العلاقة غير الآمنة، وبعدها بـ6 أسابيع، و12 أسبوعاً، و6 أشهر، وعامة ينصح الأطباء بعمله سنوياً كنوع من المسح البحثي للمرض.
ثانياً: الاحتياج لأدوية وقائية
في حالة عمل علاقة جنسية غير آمنة (بدون عازل)، مع التأكد أن الطرف الآخر لديه الإيدز، فينصح الأطباء بالبدء في العلاج الوقائي من بعد التعرض، وهو مزيج من ثلاثة أدوية مضادة للإيدز تبدأ بعد العلاقة (في خلال أول 72 ساعة، ولكن كلما بكّر المريض في استخدامها فهذا أفضل) وتستمر لمدة أربعة أسابيع.
وعامة كمعلومة عامة فإن الإيدز قد ينتقل في حالة ممارسة كلا الطرفين سواء كان مهبلياً أو شرجياً أو حتى بالفم ولكن بنسب مختلفة، تراوح ما بين 0.01 - 0.5% في كل علاقة، لهذا وجب التنويه لأخذ الحيطة والحذر.
ثالثاً: أعراض الإيدز الحادة والمزمنة
- الحادة (خلال أسابيع) وأعراضها:
الحرارة (96%)، اعتلال الغدد الليمفاوية (74%)، التهاب الحلق (70%)، الطفح الجلدي (70%)، آلام العضلات والمفاصل (54%)، وغير ذلك مثل الإسهال والصداع والقيء والميل للقيء.. إلخ.
- والمزمنة (أشهر إلى سنوات):
من الممكن ألا تكون هناك أعراض لسنوات، ولكن قد تظهر أعراض مثل اعتلال الغدد الليمفاوية (ومعناه أن يكون حجم وعدد وملمس وطبيعة الغدد غير طبيعي)، الحرارة والتعرق الليلي، التعب والإرهاق، الإسهال المزمن، وأمراض جلدية، مثل الصدفية أو فطريات التينيا أو التهاب حول الأظافر أو التهاب في الغدد الدهنية، وجود قرح بالفم، التهاب العصاب الطرفية، انخفاض في كرات الدم البيضاء مع أنيميا وانخفاض في عدد الصفائح الدموية، وأخيراً اعتلال الكلى.
وليس شرطاً ظهور الأعراض كلها ولكن قد يظهر عرض واحد أو أكثر يختلف هذا من مريض لآخر، وكل هذه الأعراض تحدث غالباً نتيجة لنقص خلايا الCD4 المناعية، وإذا قلت هذه الخلايا عن 200/uL يبدأ ظهور أحد أنواع العدوى الانتهازية أو الأورام. ننصحك بزيارة استشاري الأمراض المعدية وعرض الأعراض عليه واتباع تعليماته، وبعد هذا ننصحك بإجراء فحص سنوي للإيدز كأمر روتيني تنصح به منظمة الأمراض المعدية الأميركية.
وننصحك أيضاً بأخذ الحيطة والحذر بالبعد عن العلاقات غير المشروعة، فقد يكون الشريك مصاباً بأي من الأمراض التي تنتقل جنسياً مثل الإيدز أو السيلان أو الزهري أو الالتهاب الكبدي ب، ج، أو غير هذا من الأمراض الكثيرة، لما لذلك من تأثير سلبي على حياتك ومستقبلك وحياة من حولك، ويكفي ما عشته من قلق في الفترة السابقة. فالوقاية حقاً! خير من العلاج.
تمنياتنا لك بالصحة ودوام العافية ودمت بألف خير..
