23 ديسمبر 2018
كسرت طفلي لإرضاء أهل زوجي
عندي طفلان. أحدهما عمر 3.6 سنوات ونصف سنة، ودائما أضرب ابني الكبير، وأهينه أمام الناس، وأصبح طفل غير سوي، وعدوانياً، وعديم الشخصية، وأهل زوجي دائمو التوبيخ لي ولابني بأنه بلا تربية، وأنا كسرت ابني بسبب إرضائهم.. الذي لا يتم أبداً.. ماذا أفعل؟ مع العلم أنني أعيش في غرفة في منزلهم.
أهلا وسهلا بك يا صديقتي؛
أنت تحتاجين لاكتشاف حقيقة مخاوفك التي تسجنك في سجن كبير تتصورين أنك بوجودك فيه سترضينهم، وهذا لا يحدث أبدا كما رأيتِ بعينيك، فلا شيء ولا شخص مهما كان مهماً من وجهة نظرك يستحق أن تخسري نفسك.
وكلما حاولت أن تتنازلي عن وجودك كما تحاولين دوماً؛ لن تجدي راحة حقيقية؛ لأن الله تعالى خلقنا هكذا لا نرتاح مع الضغط ولا القهر ولا إلغاء وجودنا، فماذا هي حقيقة مخاوفك التي تسجنين نفسك فيها؟ وما هي مكاسبك التي تحققينها فعلا من راحة أو استقرار أو فرح.
اقــرأ أيضاً
وهل تتصورين أن ابنك الذي لا يتمكن الآن لصغر جسمه، وعدم إدراكه الكافي، أو خوفه منك أنه سيعود صديقا لك بعد أن يفهم مثلا؟ هل تتصورين أنني أو غيري نملك عصا سحرية تمكننا من اقتراح أمور تجعلك لا تعيشين في غرفة داخل منزلهم، ويوقفون لومهم وعتابهم لك، ويغيرون طريقة النقد المؤذية لك ولأولادك، وتجعلك راضية دون أن يحدث أي تغيير من عندك؟
اقــرأ أيضاً
أرجو ألا تتصوري كذلك أنني لا أشعر بمعاناتك؛ فهي واضحة لي تماما، ولكن أريد أن أقول لك إنك تحتاجين جدا إلى ألا ترضي لنفسك دور الذل، أو دور الخذلان لنفسك ولابنك تحت أي مبرر؛ فإن كنت في غرفة معهم أنت وزوجك؛ فأنت تحتاجين إلى مساندة زوجك في مواجهة أمام هذا الكم المؤذي من النقد، وأن تكوني مسؤولة عن ضبط علاقتك بهم دون مذلة، أو خوف وهمي، وأنت مسؤولة عن أن تكفّي عن التنازل عن حقك في تربية أولادك براحة، وهذه مسؤوليتك أنت وأبوهما، فاطلبي حقك في هذا دون تردد، وليس بالضرورة أن تحدث مشاجرات ومآسٍ لتحقيق ذلك؛ فهم في نهاية الأمر بشر؛ وسيصل إليهم تغييرك لو كان حقيقياً، فأنت لا تحتاجين فعلا سوى إلى قرار صادق عميق راسخ بداخلك أنك لا تستحقين ولا أولادك أي معاملة غير آدمية، وستصل حتى وإن كنتِ وحدك، استعيني بالله وآمني به لتتحرري من عبودية أي آخر غيره وتوكلي عليه.
أنت تحتاجين لاكتشاف حقيقة مخاوفك التي تسجنك في سجن كبير تتصورين أنك بوجودك فيه سترضينهم، وهذا لا يحدث أبدا كما رأيتِ بعينيك، فلا شيء ولا شخص مهما كان مهماً من وجهة نظرك يستحق أن تخسري نفسك.
وكلما حاولت أن تتنازلي عن وجودك كما تحاولين دوماً؛ لن تجدي راحة حقيقية؛ لأن الله تعالى خلقنا هكذا لا نرتاح مع الضغط ولا القهر ولا إلغاء وجودنا، فماذا هي حقيقة مخاوفك التي تسجنين نفسك فيها؟ وما هي مكاسبك التي تحققينها فعلا من راحة أو استقرار أو فرح.
وهل تتصورين أن ابنك الذي لا يتمكن الآن لصغر جسمه، وعدم إدراكه الكافي، أو خوفه منك أنه سيعود صديقا لك بعد أن يفهم مثلا؟ هل تتصورين أنني أو غيري نملك عصا سحرية تمكننا من اقتراح أمور تجعلك لا تعيشين في غرفة داخل منزلهم، ويوقفون لومهم وعتابهم لك، ويغيرون طريقة النقد المؤذية لك ولأولادك، وتجعلك راضية دون أن يحدث أي تغيير من عندك؟
أرجو ألا تتصوري كذلك أنني لا أشعر بمعاناتك؛ فهي واضحة لي تماما، ولكن أريد أن أقول لك إنك تحتاجين جدا إلى ألا ترضي لنفسك دور الذل، أو دور الخذلان لنفسك ولابنك تحت أي مبرر؛ فإن كنت في غرفة معهم أنت وزوجك؛ فأنت تحتاجين إلى مساندة زوجك في مواجهة أمام هذا الكم المؤذي من النقد، وأن تكوني مسؤولة عن ضبط علاقتك بهم دون مذلة، أو خوف وهمي، وأنت مسؤولة عن أن تكفّي عن التنازل عن حقك في تربية أولادك براحة، وهذه مسؤوليتك أنت وأبوهما، فاطلبي حقك في هذا دون تردد، وليس بالضرورة أن تحدث مشاجرات ومآسٍ لتحقيق ذلك؛ فهم في نهاية الأمر بشر؛ وسيصل إليهم تغييرك لو كان حقيقياً، فأنت لا تحتاجين فعلا سوى إلى قرار صادق عميق راسخ بداخلك أنك لا تستحقين ولا أولادك أي معاملة غير آدمية، وستصل حتى وإن كنتِ وحدك، استعيني بالله وآمني به لتتحرري من عبودية أي آخر غيره وتوكلي عليه.
