صحــــتك
05 مايو 2017

عدوك الداخلي.. أسلحته المقارنة والذنب والخوف

لا أعرف من أنا و ماذا أريد؟ لدي الكثير من الأهداف والأحلام ولا أقدر أن أحققها لأن عندما أتخذ الخطوة أتراجع فيها مره أخرى، وأشعر دائماً أنني شخص عديم الفائدة.
العجز عن تحقيق الأحلام
آه يا ابنتي، أنت تواجهين أخبث عدو يمكن أن يتسلل لداخل الإنسان ليفقده توازنه بتؤدة على مر الوقت.

كان الله في عونك؛ فعدوك للأسف داخلي يجلس في حجرات عقلك ويغلق أبوابها باحكام، وختم عليها بخاتم مكتوب عليه مقدس؛ فلا يمكن مناقشته، أو تصحيحه، أو الكفر به؛ ولقد رأيناه كثيراً عند من لديهم مثل معاناتك.

المهم أننا حين نواجه عدواً لا بد من التعرف عليه، ونتعرف على وسائله، ونبدأ بتجريده من أسلحته قبل القتال؛ فأدواته وأسلحته مشهورة جداً، منها "المقارنة"، هذا السلاح السخيف الذي يجهض كل محاولاتك للوقوف، وأعلم أنه تم استخدامه من قبل في وجهك عن غير عمد، وأحيانا عن عمد لذا أصبحت تستخدمينه أحيانا مع نفسك ضد نفسك، وعليك أن تدركي صديقتي أن المقارنة الوحيدة الصحية هي مقارنتك أنت بنفسك، كيف كنت وكيف أصبحت، فكل واحد منا له مذاقه الخاص الذي لا يشبهه أحد، وهذا ليس كلاما نظريا، بل هو حقيقة واقعة تؤكد كل لحظة.

سلاحه الثاني الذي يستخدمه ضدك هو سلاح "الخوف"؛ فلقد تربينا على غباء الخوف من الخطأ، والخوف من الضعف، والخوف من الفشل، رغم أنها أدوات التعلم في الأساس، وليس معنى حديثي أن نتمنى الضعف، ونستمتع بالخطأ، ولكن كلما سمحنا ﻷنفسنا أن نخطئ، ونضعف، ونفشل، وكلما صدقنا أنه أمر بشري طبيعي جداً، تعلّمنا، وصححنا خطواتنا، وتجرأنا، ونجحنا بلا أزمات، أو معاناة ليس لها محل من الإعراب، ولا يدفع ثمنها غيرنا، فمن الخطأ نتعلم، ومن الضعف نقترب من حقيقتنا ونستجمع شجاعتها، ومن الفشل ننجح مرات، ومرات بالتبادل مع الفشل.. فهذه هي الحياة.

من أسلحته أيضاً سلاح "الإحساس بالذنب" لعنة الله عليه؛ فما ترك إلا القليل من البشر الحقيقين الذين يقبلون أنفسهم، ويصدقون أن الحياة ليست معركة وجود، وعدم وجود مربوط "بنوعية إنجاز معينة"، وأنها ليست فرصة واحدة، ولا عبارة عن فرص أصلاً يلتهمها الواثق الناصح فقط؛ فالإحساس بالذنب "يعطل"، ويمنع الإنسان من المسؤولية الحقيقية.

هذه هي أسلحة عدوك الخبيث، والذي أعلم صعوبة التخلص منها، ولكن بالتدرب، ستتمكنين من الوصول لنفسك الحقيقية التي تختفي خلف نفس مزيفة تكفّ عن تصرفات، وتفعل تصرفات لا تخصها بسبب الخوف، أو الإحساس بالذنب، أو المقارنة.

حين "تصدقي" أنك بالفعل موجودة، وتسمحي لوجودك الحقيقي أن يتنفس، مع قبولك الخطأ، والفشل، والضعف، كخطوات أساسية على الطريق تتعلمين منها، وحين تتحررين من سجون المقارنة، والخوف، والذنب؛ ستصلين بسهولة لأجوبة من أنت؟ وماذا تريدين، وكلما زاد يقينك بهذا وصلت أسرع، وإن لم تتمكني من ذلك وحدك فلا تترددي في طلب المساعدة المتخصصة؛ ﻷنك تستحقين الحياة التي خلقت من أجلها، وخلقت لك.

اقرأي أيضاً:
احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية
تشويه نفسي منظّم في الصغر.. وجودك مسؤوليتك
لا أعرف ما أريد وما هدفي في الحياة

تائهة تماما وعاجزة وأتمنى الموت

التربية القاسية تنتج شخصا متكيفا
تحرر من سجن أهلك .. وكن نفسك
عن الاحتياج للحب.. والطريق إلى الاعتمادية
أسعى للكمال وأعيش بعالم من الأحلام
آخر تعديل بتاريخ
05 مايو 2017
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.