طويلة وأعاني من النحافة الشديدة وأبحث عن علاج
أنا أعاني من نقصان الوزن الشديد ولأنني طويلة فإن الحالة أصبحت مزعجة جدا لي.. هل الدرقية تسبب النحافة أو هناك سبب آخر؟
الأخت العزيزة؛
إن وزن 40 كيلوغراماً بالفعل قليل جداً على كافة المقاييس، وكنت أود معرفة بعض المعلومات حتى تكون الإجابة دقيقة، مثل:
- هل يعاني أحد الأبوين أو الإخوة من النحافة؟
- ما هو طولكِ؟
- هل تعانين من أمراض اضطراب الغذاء مثل فقدان الشهية العصبي؟
- هل قمتِ بعمل بعض التحاليل وما هي؟
- هل كان من التحاليل تلك ما يتعلق بالسيلياك؟
- هل تعانين من القولون العصبي؟
- هل تنامين جيداً؟
وقد تتساءلين لمَ كل هذه الأسئلة، والإجابة أنه عندما تكون النحافة شديدة فإن ضعف الشهية وحده غالبا لا يكون السبب، وإذا لم نكتشف السبب الرئيسي لن نصل للحل الذي يرضينا. والنحافة مرض مثلها مثل السمنة، وقد تسبب لصاحبها كثيراً من التوتر، وخاصة عندما يتسبب المجتمع المحيط بانتقاداته ونظراته في مزيد من الألم النفسي. كما أن النحافة قد يصاحبها ضعف في الشهية فيزداد الأمر سوءا، وعلى العكس قد تكون لدى صاحبها شهية جيدة، فتزداد الشكوك بإمكانية الشفاء.
وأسباب النحافة كثيرة وتشمل:
- أسبابا وراثية: بعض العائلات تكثر فيها النحافة ولديها نسبة الأيض (الحرق) عالية فيكون تخزين الدهون أصعب لدى أفرادها.
- اضطرابا هرمونيا: مثل زيادة في إفراز هرموني الدرق (T3-T4) التي تؤدي إلى زيادة الحرق.
- أمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص: ويصاحبها عادة ألم في البطن مع إسهال أو إمساك متكرر وقد يصاحبها براز لين مليء بالدهون، وعندما يقل الامتصاص يقل الوزن تلقائياً مثل مرض سيلياك واضطراب الأمعاء التقرحي.
ومن المهم أن نعرف أن الإنسان قد يعاني من مرض السيلياك دون أي من الأعراض السابقة، ولا بد من عمل التحاليل اللازمة للتأكد من عدم وجوده. كما أن القلق والتوتر والحساسية المفرطة قد تؤدي إلى شهية ونهم أو غثيان وفقدان للشهية، ولا بد أولا من التعامل مع تلك الأحاسيس- وأن يتعلم الإنسان السيطرة على مشاعره بمساعدة المختصين.
وبعض الأدوية قد تؤثر على الشهية أو الامتصاص أو الحرق وقد تسبب غثياناً أو التهاب المعدة ومنها أدوية الألم. وكذلك الحال بالنسبة لأمراض اضطراب الغذاء مثل فقدان الشهية العصبي، أو القيء العمد أو تناول الملينات بعد الأكل. ويعد كل من القولون العصبي والتهاب المرارة وجرثومة المعدة أمراضاً شهيرة قد تؤدي إلى فقد الوزن لما قد يشعر به الإنسان من آلام بعد تناول الطعام. والمجهود الكبير المبذول دون تناول ما يوازيه من سعرات حرارية.
والنحافة في الأصل، عندما لا توجد لها أسباب مرضية، هي عدم توازن بين ما يتناوله الإنسان من طعام وبين ما يستنفده من سعرات عن طريق الجهد المبذول، فإذا زاد المجهود عن السعرات المتاحة قام الجسم باستخدام الدهون المخزنة وفقد الشخص وزنه والعكس أيضا صحيح.
7 خطوات لعلاج النحافة الشديدة
أولاً - لا بد من التعرف إلى السبب واستبعاد الأسباب الطبية، فلن نحصل على نتائج طيبة مهما تناولنا من طعام بدون معرفة السبب. ويجب القيام بالفحوصات الأساسية الآتية بعد استشارة الطبيب:
- CBC.
- Serum electrolytes.
- Serum glucose.
- Serum calcium.
- Liver & kidney function tests.
- Serum albumin.
- T3 & T4 TSH.
- Stool heme test.
ثانياً: تناول وجبات مرتفعة السعرات والبروتين وتشمل الآتي:
- تناول الطعام كل ثلاث ساعات على أن تكون من بينها ثلاث وجبات رئيسية، والوجبات البينية يمكن أن تكون: فاكهة، بيض، بطاطا، بطاطس باللحم المفروم، مكسرات، زبدة الفول السوداني، عجوة، بسكويت ومعجنات منزلية.
- وضع زيت الزيتون على السلطة.
- تناول شوربة الكريمة وشوربة العدس على أن تكون السلطة والشوربة في آخر الوجبات.
- بدء اليوم بالتمر مع اللبن أو مشروب العسل (ماء + ملعقة عسل نحل)، ولا تنس الزبادي المنزلي.
- أخّر شرب الماء إلى ما بعد الوجبات.
ثالثا: الامتناع عن التدخين والمواد الحافظة والمياه الغازية واستبدالها بالعصائر الطبيعية غير المحلاة، فالإكثار من السكر ليس هو الحل.
رابعا: ممارسة الرياضة التي تساعد على بناء العضلات، فإن ذلك يؤدي إلى إخفاء آثار النحافة، ومع التدريبات تناول وجبة إضافية قبل التمرين بساعة تحتوي على نشويات معقدة، مثل الأرز أو المعكرونة، ووجبة بعد التمرين غنية بالنشويات والبروتينات، مع تناول مشروب كل ربع ساعة أثناء التمرين.
خامسا: محاولة التحلي بالهدوء النفسي وعدم مزج الحالة النفسية بالطعام.
سادسا: تناول أقراص فيتامين ومعادن متعدد (ب المركب، د، حديد، كالسيوم، مغنزيوم) مع أقراص الخميرة.
سابعا: قد تحتاج إلى مسحوق عالي السعرات (من الصيدلية) على ألا يحتوي على كورتيزون أو ستيرويدات.
متى تكون النحافة مدعاة للقلق؟
فى معظم الحالات تكون الإرشادات السابقة كافية للبدء في اكتساب الوزن، وإن حدث هذا فلا يوجد ما يدعو للقلق، حتى لو كان الوزن المكتسب بسيطا. أما إذا قمنا بعمل جميع الإرشادات والتزمنا بها لمدة مناسبة ومع ذلك حدثت خسارة أخرى في الوزن بنسبة تزيد أو تساوي 5% من الوزن العام فى مدة 6 أشهر، فلا بد من زيارة الطبيب وإجراء المزيد من التحاليل لاستبعاد أي مرض خبيث، خاصة مع أي من النتائج الآتية:
- كرات الدم البيضاء ˂ 12000.
- الفوسفاتيز القلوى ˂300 IU/L.
- Lactate dehydrogenase ˂500 IU/L.
- سرعة الترسيب ˂ 29 mm/hour.
- الهيموغلوبين أقل من 10 g/dL.
ولكن التحاليل لا تغني عن الكشف الإكلينيكي والمتابعة الطبية الجيدة. ومفتاح العلاج يكون فى الإرادة القوية والنفس المعتزة بقدراتها، فإن كان الشكل مهما لنا جميعا فإن قوة الشخصية مع قوة الدين والإنجاز في الحياة مع قبول النفس هي التي تشكل الإنسان الحقيقي.
مع تمنياتي بالصحة القوية والشكل الجميل.