طفولتي كانت تعيسة.. مخنوقة وأفكر في الانتحار
أشكرك على سؤالك وصراحتك..
اخترت الإجابة على سؤالك لما بدا فيه من خطورة حالتك، ووجوب سرعة التدخل فيها، لذلك سأكون موجزاً ومختصراً ومباشراً.
ما يحدث لنا في طفولتنا يترك أثراً نفسياً داخلنا طوال حياتنا، وهذه قاعدة عامة لا استثناءات لها. فخبرات طفولتنا هي أحجار الأساس في تكوين شخصيتنا وبنائنا النفسي، وما يصل إلينا من رسائل نفسية أثناء الطفولة يساهم إلى حد كبير في تكوين علاقتنا بنفسنا وبالآخرين من حولنا.
يبدو أن خبرات طفولتك كانت سيئة ومشوهة لدرجة كبيرة، ويبدو أن بعض الرسائل النفسية التي وصلت إليك كانت من نوعية (أنت لا تستحقين الحب)، (أنت غير موثوق فيك)، (أنت لا تستحقين الحياة)، وتحولت هذه الرسائل شيئاً فشيئاً إلى أجزاء عميقة فى تكوينك النفسى وبنائك الشخصي.
ما تصفينه يا ريم هو مجموعة من الأعراض النفسية لا يمكن ولا يصح السكوت عليها، أنت تصفين بعض الأعراض الاكتئابية، والأفكار الانتحارية، وبعض سمات اضطراب الشخصية، ولن أسهب في التشخيص والوصف.
عليك أن تتركي كل شيء وأي شيء بعد قراءة هذه السطور، وتتوجهي إلى أقرب مستشفى نفسي، وتطلبي من الطبيب المناوب حجزك بالمستشفى فوراً لوجود أفكار انتحارية لديك، سيتم حجزك وإخضاعك لبرنامج تشخيصي وعلاجي متكامل إن شاء الله، يجمع بين العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، ومتابعة ما بعد خروجك إن شاء الله.
ريم.. نفسك ليست ملكك.. نفسك أمانة بين يديك، وسيسألك عنها من حملك إياها..
حافظي عليها.. وتوجهي فوراً لمكان إنقاذها.. وأنا في انتظارك فطمئنيني.. وسأدعو لك بكل خير إن شاء الله..
اقرئي أيضا:
كيفية التعامل مع الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
12 طريقة للتراجع عن الانتحار
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية