05 يناير 2018
سلوكيات أخي تدمر أسرتنا
أخويا، 14 سنه بيعمل كل حاجة؛ بيهرب من البيت، ملموم علي شله زبالة، بيشرب سجاير، مش بيسمع الكلام، بينط من البلكونة، حاجات بتختفي من البيت وبيكون آخر حد ماسكها هو، وفي الأغلب بيبع الحاجة دي، وبيروح يتخانق مع ناس.. كلمة زبالة قليلة عليه.. أهل الناس بتيجي بيتنا يفضلوا يشتموا ويزعقوا وبنتفضح فعلا وسط الجيران والناس تتكلم علينا، بابا ساب البيت ومشي بسببه من كتر ما هو مش عارف يتصرف معاه ازاي، حرمان من النزول مش نافع، ضرب مش نافع، كلام بالراحة مش نافع، بيكون عارف انه هيعمل الغلط و هيضرب عليه ويتبهدل وبرضه بيعمله.. طيب إيه الحل بجد؟ هو كده بني آدم سوي وطبيعي
عزيزتي آيات،
تحياتي لك وأشكرك على سؤالك وأقدر الموقف المزعج الذي تمر به عائلتك.
في البداية، لستم العائلة الوحيدة التي تحمل بداخلها فردا ذا سلوكا عدائيا. فقد وُجد أن هناك سمات تميز بعض الأطفال والمراهقين ذوي السلوك المضطرب منها تخريب الممتلكات، والخداع والكذب المتواصل، وتحدي القوانين، وأفعال إجرامية كالسرقة والاعتداء الجسدي على الآخرين.
ووجد أيضا أن الكثير منهم لديه صعوبة في التعلم من عواقب أفعاله مما يجعل تقويمه صعبا،
وقد تنطبق هذه السمات على أخيك، وهنا يكون من المفيد معرفة متى ظهرت عليه السلوكيات، وهل هي رد فعل لغضب ما أو حزن ما لأي حدث في حياته، هل تعرض هو نفسه للإيذاء النفسي أو الجسدي من داخل البيت أو خارجه؟ّ وربما كان السبب تداخل عوامل جينية واستعداد شخصي وظروف محيطة.. معرفة السبب قد تساعدنا على حل الأزمة.
بعض المراهقين لديهم علاقات طيبة في حياتهم مع أحد أفراد الأسرة تسمح له بالحديث الودي معه ومحاولة الوصول لسبب أفعاله، ويقنعه بالذهاب مع أسرته إلى طبيب نفسي متخصص لمساعدته على التعامل مع مشاكله، وبعض المراهقين لا يستجيبون بهذه البساطة ولابد هنا من وجود خطوات تصعيدية على قدر الأذى الذي يصدر من سلوكه.
ومع تأزم الموقف الحالي، فإن أسرتك تحتاج إلى خطوات حازمة حاسمة، وإلى تغيير في طريقة التعامل.
أول هذه الخطوات، أن من يدفع ثمن سلوكه لابد أن يكون هو وليس أنتم، لا يجب أن يدفع والدك ثمنا أعلى من أخيك ويترك منزله بينما يستمر الأخ في المنزل بدون عواقب.. علينا أن نسمح له باختبار نتيجة أفعاله في الواقع مهما كانت قاسية.
على أسرتك أن تجتمع به وتوضح له أنكم إجمالا تحبوه وترغبون في علاقة طيبة به، ولكنكم لن تقبلوا تصرفاته العدوانية مرة أخرى، وأن عليه الاختيار بين الذهاب لمتخصص نفسي يساعده على حل أو تحمل نتيجة أفعاله التي ستصل إلى عمل بلاغ قانوني في قسم الشرطة في حالة حدوث أي نوع من التعدي اللفظي أو الجسدي عليكم، أو في حالة السرقة أو غيرها من السلوكيات الإجرامية.
قد يبدي في البداية عدم اكتراثه، وربما لن يظن أنكم جادين في قولكم، لهذا فإن استجابتكم لأول مرة يحدث فيها أي تعدي عليكم سيكون لها أثر بالغ في سير الأمور بعد ذلك.
نعم، هذا الحل صعب للغاية، ولكنه الحل الوحيد إذا رفض المساعدة المتخصصة؛ وفي النهاية لن تخسر أسرتكم أكثر مما تخسرونه الآن مع ما يسببه لكم ولنفسه من أذى، ونأمل بالطبع ألا يصل الأمر إلى القضاء ولكنها ورقة ضغط لا بأس بها، وتظهر له أن القوة بيدكم وليست بيده.
وإذا اكتشفتم أنه متعاطيا لمواد مخدرة فيمكنكم إدخاله مصحة نفسية للإدمان لتساعدكم على تقويمه سلوكيا، هناك مصحات تقبل دخول المريض إجباريا إذا أصبح خطرا على نفسه أو على الآخرين.
لاحظي أننا لم نضطر إلى استخدام العنف لإيقاف عنفه، وإننا نلجأ للمراكز القانونية والنفسية التي يتعلم منها عواقب أفعاله فقط؛ لهذا فإن الضرب المضاد، والحبس في المنزل وغيره لن يجدي.. فالضرب يولد مزيدا من العنف ولن يتعلم شيئا جديدا، وبعد سنتين بالأكثر سيرد أخوك على الضرب بالضرب أيضا ولن يقدر عليه أباكِ بدنيًا، والحبس يستطيع تجاوزه والهروب من البيت، وعلى أخيك أن يتعلم أنه لن يستطيع تغيير العواقب إلا إذا غير أفعاله. لا تعاقبوه بشيء لا تستطيعون تنفيذه، لا تعاقبوه إلا بشيء لا يمكنه إجباركم على إلغائه. مثلا منع النقود عنه، لا يستطيع إجبار أبيك على إعطاؤه نقود وإلا ستبلغون الشرطة وسيتم عمل محضر تعدي، وهكذا.
قد يبدو أخيك غير مباليا في البداية، قد يظهر لكم عدم اكتراثه، إلا أنه في الحقيقة سيتعلم بطريقته أن سلوكه أصبح أكثر تكلفة، وقد يجعله هذا يعيد النظر في الاستجابة لاقتراح الطبيب النفسي المتخصص.
تمنياتي لك ولأسرتك بالسلامة.
اقرئي أيضاً:
السيكوباتي .. شخصية مضطربة تعادي المجتمع (ملف)
مضطرب الشخصية .. كيف يعالج
4 معايير لتشخيص اضطراب الشخصية الفصامية
في البداية، لستم العائلة الوحيدة التي تحمل بداخلها فردا ذا سلوكا عدائيا. فقد وُجد أن هناك سمات تميز بعض الأطفال والمراهقين ذوي السلوك المضطرب منها تخريب الممتلكات، والخداع والكذب المتواصل، وتحدي القوانين، وأفعال إجرامية كالسرقة والاعتداء الجسدي على الآخرين.
ووجد أيضا أن الكثير منهم لديه صعوبة في التعلم من عواقب أفعاله مما يجعل تقويمه صعبا،
وقد تنطبق هذه السمات على أخيك، وهنا يكون من المفيد معرفة متى ظهرت عليه السلوكيات، وهل هي رد فعل لغضب ما أو حزن ما لأي حدث في حياته، هل تعرض هو نفسه للإيذاء النفسي أو الجسدي من داخل البيت أو خارجه؟ّ وربما كان السبب تداخل عوامل جينية واستعداد شخصي وظروف محيطة.. معرفة السبب قد تساعدنا على حل الأزمة.
بعض المراهقين لديهم علاقات طيبة في حياتهم مع أحد أفراد الأسرة تسمح له بالحديث الودي معه ومحاولة الوصول لسبب أفعاله، ويقنعه بالذهاب مع أسرته إلى طبيب نفسي متخصص لمساعدته على التعامل مع مشاكله، وبعض المراهقين لا يستجيبون بهذه البساطة ولابد هنا من وجود خطوات تصعيدية على قدر الأذى الذي يصدر من سلوكه.
ومع تأزم الموقف الحالي، فإن أسرتك تحتاج إلى خطوات حازمة حاسمة، وإلى تغيير في طريقة التعامل.
أول هذه الخطوات، أن من يدفع ثمن سلوكه لابد أن يكون هو وليس أنتم، لا يجب أن يدفع والدك ثمنا أعلى من أخيك ويترك منزله بينما يستمر الأخ في المنزل بدون عواقب.. علينا أن نسمح له باختبار نتيجة أفعاله في الواقع مهما كانت قاسية.
على أسرتك أن تجتمع به وتوضح له أنكم إجمالا تحبوه وترغبون في علاقة طيبة به، ولكنكم لن تقبلوا تصرفاته العدوانية مرة أخرى، وأن عليه الاختيار بين الذهاب لمتخصص نفسي يساعده على حل أو تحمل نتيجة أفعاله التي ستصل إلى عمل بلاغ قانوني في قسم الشرطة في حالة حدوث أي نوع من التعدي اللفظي أو الجسدي عليكم، أو في حالة السرقة أو غيرها من السلوكيات الإجرامية.
قد يبدي في البداية عدم اكتراثه، وربما لن يظن أنكم جادين في قولكم، لهذا فإن استجابتكم لأول مرة يحدث فيها أي تعدي عليكم سيكون لها أثر بالغ في سير الأمور بعد ذلك.
نعم، هذا الحل صعب للغاية، ولكنه الحل الوحيد إذا رفض المساعدة المتخصصة؛ وفي النهاية لن تخسر أسرتكم أكثر مما تخسرونه الآن مع ما يسببه لكم ولنفسه من أذى، ونأمل بالطبع ألا يصل الأمر إلى القضاء ولكنها ورقة ضغط لا بأس بها، وتظهر له أن القوة بيدكم وليست بيده.
وإذا اكتشفتم أنه متعاطيا لمواد مخدرة فيمكنكم إدخاله مصحة نفسية للإدمان لتساعدكم على تقويمه سلوكيا، هناك مصحات تقبل دخول المريض إجباريا إذا أصبح خطرا على نفسه أو على الآخرين.
لاحظي أننا لم نضطر إلى استخدام العنف لإيقاف عنفه، وإننا نلجأ للمراكز القانونية والنفسية التي يتعلم منها عواقب أفعاله فقط؛ لهذا فإن الضرب المضاد، والحبس في المنزل وغيره لن يجدي.. فالضرب يولد مزيدا من العنف ولن يتعلم شيئا جديدا، وبعد سنتين بالأكثر سيرد أخوك على الضرب بالضرب أيضا ولن يقدر عليه أباكِ بدنيًا، والحبس يستطيع تجاوزه والهروب من البيت، وعلى أخيك أن يتعلم أنه لن يستطيع تغيير العواقب إلا إذا غير أفعاله. لا تعاقبوه بشيء لا تستطيعون تنفيذه، لا تعاقبوه إلا بشيء لا يمكنه إجباركم على إلغائه. مثلا منع النقود عنه، لا يستطيع إجبار أبيك على إعطاؤه نقود وإلا ستبلغون الشرطة وسيتم عمل محضر تعدي، وهكذا.
قد يبدو أخيك غير مباليا في البداية، قد يظهر لكم عدم اكتراثه، إلا أنه في الحقيقة سيتعلم بطريقته أن سلوكه أصبح أكثر تكلفة، وقد يجعله هذا يعيد النظر في الاستجابة لاقتراح الطبيب النفسي المتخصص.
تمنياتي لك ولأسرتك بالسلامة.
اقرئي أيضاً:
السيكوباتي .. شخصية مضطربة تعادي المجتمع (ملف)
مضطرب الشخصية .. كيف يعالج
4 معايير لتشخيص اضطراب الشخصية الفصامية