السلام عليك..
تعرض أحد أقاربي لحادث وهو طفل، أدى إلى تشوّه إحدى عينيه وفقدانه القدرة على الرؤية بها.
هو الآن في منتصف العشرينات. وقد أدى تشوه عينه إلى التأثير الشديد على حالته النفسية، حتى تم تشخيصها في آخر 5 سنوات أنها "ذهان".
تابع علاجه مع إحدى الطبيبات، وبدأت حالته في التحسن تدريجيا .. عاد إلى دراسته بالجامعة، ولكنه يعاني من عدم التركيز تماما.
1- هل سيستطيع استعادة تركيزه دراسيا .. أم أن طول فترة المرض والعقاقير ستكون سببا في مشكلة مزمنة؟
2- عرضنا عليه تركيب عين صناعية تجميلية، فرفض تماما وقال إنه يريد أن يبقى كما هو .. هل رفضه هذا مرحلي وهل يجب أن نعرض عليه الأمر دائما أم نستسلم لقراره؟
3- ما هو دور الأسرة في التعامل معه كما يجب؟
شكرا.
السائلة الكريمة؛
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نرجو لقريبك السلامة والعافية .. اختيار الأدوية المعالجة للذهان له عدة شروط:
1. أن يعطي التأثير المطلوب منه (علاج الأعراض الذهانية).
2. الأعراض الجانبية المُحتملة يمكن احتمالها على المدى البعيد .. ومن الأعراض الجانبية التأثير على التركيز، إذا كان المريض ممن يحتاجون إلى التركيز الشديد لدراسة أو طبيعة عمل معين.
لذلك لابد من مراجعة طبيبه في ذلك، وطلب تغيير الدواء إن كان يؤثر بشكل سلبي عليه، مع الأخذ في الاعتبار أن من مشكلات الذهان على المدى الطويل التأثير على القدرات العقلية و الإدراكية للمريض.
النقطة الثانية تتوقف على سبب الرفض .. فإن لم يكن الرفض بسبب ضلالات أو هلاوس مثلا (نتيجة الفصام)، فإن عملية الإقناع ممكنة في حال استخدم المدخل الصحيح، وإن كان عدم التركيب بسبب أعراض مرضية، فإن العلاج قد يحتاج إلى تعديل، والقرار في ذلك لطبيبته المعالجة.
أما فيما يخص دور الأسرة، فإنه يشمل: 1. متابعة المريض والمداومة على إعطائه الدواء في مواعيده بانتظام. 2. مناقشة الطبيب المعالج وسؤاله عن إمكانية الاستعانة بالعلاج النفسي سواء من خلال الجلسات الفردية أو الجماعية (بالإضافة للعلاج الدوائي). 3. ملاحظة أعراضه التي تظهر كل فترة، واستشارة الطبيب بسرعة قبل الانتكاسات. 4. فهم طبيعة المرض والعلاج. 4. التعامل معه على أنه مريض، فليس من المقبول السخرية أو الاستهزاء به. 5. عدم تحميله فوق طاقته، سواء في العمل أو الواجبات العائلية، و كذلك عدم إهماله (أي تحمليه بالمطلوب منه كما تسمح حالته، بالتنسيق مع الطبيب المعالج).